سئل أمير المؤمنين عليه السلام : مرة كم المسافة بين السماء والأرض يا أمير المؤمنين فأجاب بعبارة موجزة :
(( دعوة مستجابة )) .
أي أسلوب حكيم هذا الذي يعطيك الجواب في كلمتين فقط ..
فإن كان مقصودك أيها السائل معرفة المسافة الكمية بين السماء والأرض ، وما فيها من مقاسات قد تعجز عن استيعابها وفهمها ، فلَتُتعب نفسك في شيء قد لا يثمر لك بفائدة .
هل تريد أن تعرف تقدير المسافة بين السماء والأرض ، وتعرف كل الأجرام السماوية وصفاتها وأبعادها وعلاقتها بالأرض ، وهل قادك عقلك إلى التسليم والإيمان بالله ، إن كان هدفك تأمل ذلك ، فمرحى لك .
ولكن جواب سؤالك الذي ينفع ويفيد دنياك وأخراك ،يتلخص في هاتين الكلمتين .
((دعوة مستجابة )) أيها الداعي لربه ثق بأن المسافة المهولة التي يعجز عن إحصائها البشر ، ستتلاشى وكأنك تطويها في دعاء خالص نابع من قلبك ، ستصل دعوتك ، وستشعر بأن قلبك يلامس السموات العلى ، ويعرج إلى كل أنوارها ويسمع تسبيح ملائكة الرحمن وتهليلها .
هيا أيها العبد العاجز اطرق أبواب الرحمات بابتهال وبكاء وخضوع وإنابة ، هيا اركع واسجد لله وتذلل وتذوق السعادة والأمان والعزة بالسجود لرب الوجود.
🌠🌠🌠
ومضات علوية :
ص ٢٠٠
تعليق