لا يتوقف التزام المسلم اتجاه علي ابن ابي طالب عند الاعتراف بإمامته وخلافته لرسول الله ( ص واله ) أو الإعتراف بفضله وكماله وما الى ذلك من أمور يتعلق واجبها في الجانب العقلي والبرهاني ، وإنما يتعدّى إلى ما هو أدق وأعمق من ذلك ، يتعدى الالتزام اتجاه الإمام علي عليه السلام الى منطقة قد لا تكون السيطرة عليها تحت إمكانيات الإنسان ومقدرته دائماً كما هو العقل ، وهذه المنطقة هي منطقة القلب ومنطقة الروح .
فكما إننا ملزمون بالعمل على اخضاع العقل الى إمامة علي وخلافته واحقيته بالادلة والبراهين والتحقيقات فإننا كذلك ملزمون بإخضاع القلب الى حبّه وودّه وإمالة الروح الى حضرته ، هذا الالزام قد اثبته القران الكريم بآية المودة ، قال تعالى : ( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ) [ الشورى : ۲۳ ] ، وهم علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام ، واثبتته عشرات الروايات التي تحدثت عن حب علي بن ابي طالب وجعلته علامة الإيمان وبغضه علامة النفاق والعياذ بالله ، روى الحافظ محمد بن عيسى الترمذي في «صحيحه» قال : حدّثنا قتيبة بإسناده عن أبي سعيد الخدري ، قال : إنّا كنّا نعرف المنافقين ببغضهم عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) .
لم يكن حب علي نافلةً يؤديها المسلم ولا هديةً يمنّ بها على الرسول ( ص واله ) وأهل بيته وإنما هو فرض وهو أجر للرسالة واجب الأداء ولازم ابراء الذمة منه ..
ولك أن تسأل لماذا علينا أن نحب عليا ، لماذا لم يكتف الاسلام بالإيمان بعلي ..؟ وهو سؤال اكثر من وجيه ، وفي معرض الجواب علينا أن نعلم بأن حب كل شيء هو الداعم الرئيسي لتحمّل أعباء ذلك الشيء وتبعاته وثقل التزاماته ، حب الشيء هو العُلقة التي تبقى مهما دعانا الى تركه داع ، سواء كان ذلك الداعي ناتجاً عن قوة وقساوة ظروفنا المحيطة بنا او عن ضعف انفسنا وذواتنا .. قد تكتمل كل المعادلات الرياضية وتتفق نتائجها على ضرورة الالتزام بالشيء ، ولكن بدون معادلة حب ذلك الشيء والتعلق به روحياً ونفسياً وقلبياً تبقى كل تلك المعادلات عاجزة عن اصلاح الضرر وترميم الكسر في علاقتنا مع الأشياء ..
على طول الطريق كان اتّباع علي بن ابي طالب سبباً للفقر والسجن والمطاردة والقتل ، فما الذي جعل شيعة علي يلتزمون به أشد الالتزام ..! هو حبهم لعلي وعشقهم لولايته ..
حب علي هي حسنة المسلم التي لا تضر معها سيئة ، وهو عنوان صحيفة المؤمن ، رزقنا الله وإياكم حب علي بن ابي طالب وكل عام وانتم بخيرِ ولاية وولادة علي عليه السلام ..
#ولادة_الأمير
تعليق