بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين ..
أسضاء الله الكون بنور رسول الله وتطيب ببعثته الفائحة بأريج الجنة ..
حق لنا أن نحتفل الليلة بالبعثة النبوية المباركة والتي بها استنارت العقول وتقومت النفوس وطابت الصفات وحسنت الأفعال ، وأخرج الله بشعاعها المضيء الأمة من ظلمات الجهل إلى نور الإيمان ..
انزاح ببعثة خير المرسلين الظلم وتلاشا الجهل بعد أن استضاء الناس بسراجه المنير واستدلوا به على طريق الرشاد ..
لقد تجلت رحمة الله في رسول الله صلى الله عليه وآله فهو رءوفٌ رحيم أرسله الله رحمة للعالمين وجعله على خُلق عظيم ..
لن أُطيل الكلام لعلمي بأن الكلام من امرء يدين بما هو فيه من خير وسلام لخير الأنام هزيل ، أنى لمثلي أن يصف أول نور خلقه الله وأن يتحدث عن بعثة أول نبي اصطفاه الله ، سأترك الكلام لمن عرفت مقامه ، مَن قال عنها صلى الله عليه وآله فاطمة أم أبيها فهي وربي الأحق بالكلام عنه فكلامها عنه وعن بعثته له وقعه في قلوب المؤمنين ، لأن كلام الزهراء في أبيها عن معرفة بعظيم خلقه وجميل وصفاته وفي كلامها تبدوا أطياب بعثته المباركة ..
قالت عليها السلام في خطبتها الفدكية تصف أباها المصطفى صلى الله عليه وآله ومبادئ بعثته: وَأَشْهَدُ أنّ أبي مُحَمَّداً صلّى الله عليه وآله عبْدُهُ وَرَسُولُهُ، اخْتارَهُ وَانْتَجَبَهُ قَبْلَ أَنْ أَرْسَلَهُ، وَسَمّاهُ قَبْلَ أنِ اجْتَبَلَهُ، وَاصْطِفاهُ قَبْلَ أنِ ابْتَعَثَهُ، إذِ الْخَلائِقُ بالغَيْبِ مَكْنُونَةٌ، وَبِسِتْرِ الأَْهاويل مَصُونَةٌ، وَبِنِهايَةِ الْعَدَمِ مَقْرُونَةٌ، عِلْماً مِنَ اللهِ تَعالى بِمآيِلِ الأُمُور، وَإحاطَةً بِحَوادِثِ الدُّهُورِ، وَمَعْرِفَةً بِمَواقِعِ الْمَقْدُورِ. ابْتَعَثَهُ اللهُ تعالى إتْماماً لأمْرِهِ، وَعَزيمَةً على إمْضاءِ حُكْمِهِ، وَإنْفاذاً لِمَقادِير حَتْمِهِ ، فَرَأى الأُمَمَ فِرَقاً في أدْيانِها، عُكَّفاً على نيرانِها، عابِدَةً لأَوثانِها، مُنْكِرَةً لله مَعَ عِرْفانِها. فَأَنارَ اللهُ بِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله ظُلَمَها، وكَشَفَ عَنِ القُلُوبِ بُهَمَها، وَجَلّى عَنِ الأَبْصارِ غُمَمَها، وَقَامَ في النّاسِ بِالهِدايَةِ، وأنقَذَهُمْ مِنَ الغَوايَةِ، وَبَصَّرَهُمْ مِنَ العَمايَةِ، وهَداهُمْ إلى الدّينِ القَويمِ، وَدَعاهُمْ إلى الطَّريقِ المُستَقيمِ ،ثُمَّ قَبَضَهُ اللهُ إليْهِ قَبْضَ رَأْفَةٍ وَاختِيارٍ، ورَغْبَةٍ وَإيثارٍ بِمُحَمَّدٍصلى الله عليه وآله عَنْ تَعَبِ هذِهِ الدّارِ في راحةٍ، قَدْ حُفَّ بالمَلائِكَةِ الأبْرارِ، وَرِضْوانِ الرَّبَّ الغَفارِ، ومُجاوَرَةِ المَلِكِ الجَبّارِ. صلى الله على أبي نبيَّهِ وأَمينِهِ عَلى الوَحْيِ، وَصَفِيِّهِ وَخِيَرَتِهِ مِنَ الخَلْقِ وَرَضِيِّهِ، والسَّلامُ عَلَيْهِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ ..
في الختام أبارك للأمة هذه الرحمة النازلة على هذه الأمة من خلال وجود من أرسله الله رحمة للعالمين وبعثته التي أخزى الله بها الشيطان الرجيم وأعوانه الملاعين وزلزلت عروش الطغاة وإن بدت للناظر تماسكها ..
أرست البعثة النبوية الشريفة قواعد الدين ليكتمل دين الله وتتم نعمته بتنصيب علي إماماً ولتزول بقائم آل محمد في آخر الزمان دولة الظالمين وتسود دولة العدل الإلهي التي أرسى أسسها وأقام بنيانها خير المرسلين ..
تعليق