قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ (عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ) :
أَنَا شَاهِدٌ لَكُمْ وَعَلَيْكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ .
أَنَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ كَالضَّوْءِ مِنَ الضَّوْءِ .
أَنَا دَاعِيكُمْ إِلَى طَاعَةِ اللَّهِ رَبِّكُمْ ، وَمُرْسِلُكُمْ إِلَى فَرَائِضِ دِينِكُمْ ، وَدَلِيلُكُمْ إِلَى مَا يُنْجِيكُمْ .
أَنَا خَلِيفَةُ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) فِيكُمْ ،
وَمُقِيمُكُمْ عَلَى حُدُودِ دِينِكُمْ (وَنَبِيِّكُمْ) ، وَدَاعِيكُمْ إِلَى جَنَّةِ الْمَأْوَى .
أَنَا صِنْوُ رَسُولِ اللَّهِ ، وَالسَّابِقُ إِلَى الْإِسْلَامِ ، وَكَاسِرُ الْأَصْنَامِ وَمُجَاهِدُ الْكُفَّارِ ، وَقَامِعُ الْأَضْدَادِ .
أَنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ وَمَعِي عِتْرَتَهُ عَلَى الْحَوْضِ ، فَلْيَأْخُذْ أَحَدُكُمْ بِقَوْلِنَا وَلِيَعْمَلْ بِعَمَلِنَا .
أَنَا دَمِي دَمُ رَسُولِ اللَّهِ وَلَحْمِي لَحْمُهُ ، وَعَظْمِي عَظْمُهُ وَعِلْمِي عِلْمُهُ ، وَحَرْبِي حَرْبُهُ وَسِلْمِي سِلْمُهُ ، وَأَصْلِي أَصْلُهُ وَفَرْعِي فَرْعُهُ ، وَبَحْرِي بَحْرُهُ وَجَدِّي جَدُّهُ .
أَنَا الْمُتَصَدِّقُ بِخَاتَمِهِ فِي الصَّلَاةِ .
أَنَا غَاسِلُ رَسُولِ اللَّهِ وَمُدْرِجُهُ فِي الْأَكْفَانِ وَدَافِنُهُ .
أَنَا صَاحِبُ عِلْمِهِ وَالْمُفْنِي عَنْهُ غَمَّهُ .
أَنَا الْمُنَفِّسُ عَنْهُ كَرْبَهُ .
أَنَا زَوْجُ فَاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ سَيِّدَةِ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ .
أَنَا أَبُو شَبَّرَ وَشَبِيرٍ .
أَنَا صَاحِبُ ذِي الْفَقَارِ .
أَنَا صَاحِبُ سَفِينَةِ نُوحٍ الَّتِي مَنْ رَكِبَهَا نَجَا .
أَنَا صَاحِبُ يَوْمِ غَدِيرِ خُمٍّ .
أَنَا صَاحِبُ يَوْمِ خَيْبَرَ .
أَنَا وَضَعْتُ بِكَلْكَلِ الْعَرَبِ وَكَسَرْتُ نَوَاجِمَ رَبِيعَةَ وَمُضَرَ .
أَنَا مِنْ رِجَالِ الْأَعْرَافِ .
أَنَا السَّالِكُ الْمَحَجَّةَ الْبَيْضَاءَ .
أَنَا صَاحِبُ النَّهْرَوَانِ .
أَنَا صَاحِبُ الْجَمَلِ وَصِفِّينَ .
أَنَا صَاحِبُ بَدْرٍ وَحُنَيْنٍ .
أَنَا مُكَلِّمُ الذِّئْبِ .
أَنَا مُخَاطِبُ الثُّعْبَانِ عَلَى مِنْبَرِكُمْ بِالْأَمْسِ .
أَنَا صَاحِبُ لَيْلَةِ الْهَرِيرِ .
أَنَا الصَّادِقُ الْأَمِيرُ .
أَنَا الَّذِي مَا كَذَبْتُ يَوْماً قَطُّ وَلَا كُذِبْتُ .
أَنَا الَّذِي سُدَّتِ الْأَبْوَابُ وَفُتِحَ بَابُهُ .
أَنَا أَمِيرُ الْبَرَرَةِ .
أَنَا قَاتِلُ الْكَفَرَةِ .
أَنَا ذُو الْقَرْنَيْنِ .
أَنَا الْفَارُوقُ .
أَنَا الْوَلِيُّ .
أَنَا الرَّضِيُّ .
أَنَا قَاضِي دَيْنِ رَسُولِ اللَّهِ .
أَنَا أَخُو جَعْفَرٍ الطَّيَّارِ .
أَنَا قُدْوَةُ أَهْلِ الْكِسَاءِ .
أَنَا الشَّهِيدُ أَبُو الشُّهَدَاءِ .
أَنَا مُحْيِي السُّنَّةِ وَمُمِيتُ الْبِدْعَةِ .
أَنَا مُطَلِّقُ الدُّنْيَا ثَلَاثاً لَا رَجْعَةَ لِي فِيهَا .
أَنَا كَابُّ الدُّنْيَا لِوَجْهِهَا وَقَادِرُهَا بِقَدْرِهَا وَرَادُّهَا إِلَى عَقِبِهَا .
أَنَا يَعْسُوبُ الْمُؤْمِنِينَ ، وَالْمَالُ يَعْسُوبُ الْفُجَّارِ .
أَنَا السَّاقِي عَلَى الْحَوْضِ .
أَنَا حَامِلُ اللِّوَاءِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ .
أَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ إِسْلَاماً .
أَنَا أَعْلَمُ الْمُؤْمِنِينَ .
أَنَا الصِّدِّيقُ الْأَكْبَرُ لَا يَقُولُهَا بَعْدِي إِلَّا كَذَّابٌ .
أَنَا قَاتِلُ مَرْحَبٍ .
أَنَا النَّاصِرُ لِدِينِ اللَّهِ .
أَنَا وَأَهْلُ بَيْتِي أَمَانٌ لِأَهْلِ الْأَرْضِ ، كَمَا أَنَّ النُّجُومَ أَمَانٌ لِأَهْلِ السَّمَاءِ .
أَنَا قَسِيمُ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ وَخَازِنُ الْجِنَانِ ، وَصَاحِبُ الْحَوْضِ وَصَاحِبُ الْأَعْرَافِ ، وَلَيْسَ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ إِمَامٌ إِلَّا وَهُوَ عَارِفٌ بِأَهْلِ وَلَايَتِهِ ، وَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى : إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ .
المصدر :
عيون الحكم والمواعظ لعلي بن محمد الليثي الواسطي : ص165 ،
عن كتاب غُرَرُ الحِكم ودُرَرُ الكلِم .
سبعون منقبة لأمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب
(صلوات الله وسلامه عليه) لم يشركه فيها أحد من صحابة النبي :
قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ) :
لَقَدْ عَلِمَ الْمُسْتَحْفَظُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) أَنَّهُ لَيْسَ فِيهِمْ رَجُلٌ لَهُ مَنْقَبَةٌ إِلَّا وَقَدْ شَرِكْتُهُ فِيهَا وَفَضَلْتُهُ . وَلِي سَبْعُونَ مَنْقَبَةً لَمْ يَشْرَكْنِي فِيهَا أَحَدٌ مِنْهُمْ .
فَقِيلَ لَهُ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، فَأَخْبِرْ[نَا] بِهِنَّ ؟
فَقَالَ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ) :
إِنَّ أَوَّلَ مَنْقَبَةٍ لِي أَنِّي لَمْ أُشْرِكْ بِاللَّهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ وَلَمْ أَعْبُدِ اللَّاتَ وَالْعُزَّى .
وَالثَّانِيَةُ أَنِّي لَمْ أَشْرَبِ الْخَمْرَ قَطُّ .
وَالثَّالِثَةُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) اسْتَوْهَبَنِي عَنْ أَبِي فِي صِبَائِي ، وَكُنْتُ أَكِيلَهُ وَشَرِيبَهُ وَمُؤْنِسَهُ وَمُحَدَّثَهُ .
وَالرَّابِعَةُ أَنِّي أَوَّلُ النَّاسِ إِيمَاناً وَإِسْلَاماً .
وَالْخَامِسَةُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) قَالَ لِي : يَا عَلِيُّ ، أَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى ، إِلَّا أَنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي .
وَالسَّادِسَةُ أَنِّي كُنْتُ آخِرَ النَّاسِ عَهْداً بِرَسُولِ اللَّهِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) وَدَلَّيْتُهُ فِي حُفْرَتِهِ .
وَالسَّابِعَةُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) أَنَامَنِي عَلَى فِرَاشِهِ حَيْثُ ذَهَبَ إِلَى الْغَارِ وَسَجَّانِي بِبُرْدِهِ ، فَلَمَّا جَاءَ الْمُشْرِكُونَ ظَنُّونِي مُحَمَّداً (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) فَأَيْقَظُونِي وَقَالُوا مَا فَعَلَ صَاحِبُكَ ؟ فَقُلْتُ ذَهَبَ فِي حَاجَتِهِ . فَقَالُوا لَوْ كَانَ هَرَبَ لَهَرَبَ هَذَا مَعَهُ .
وَأَمَّا الثَّامِنَةُ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) عَلَّمَنِي أَلْفَ بَابٍ مِنَ الْعِلْمِ ، يَفْتَحُ كُلُّ بَابٍ أَلْفَ بَابٍ ، وَلَمْ يُعَلِّمْ ذَلِكَ أَحَداً غَيْرِي .
وَأَمَّا التَّاسِعَةُ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) قَالَ لِي : يَا عَلِيُّ ، إِذَا حَشَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ نُصِبَ لِي مِنْبَرٌ فَوْقَ مَنَابِرِ النَّبِيِّينَ ، وَنُصِبَ لَكَ مِنْبَرٌ فَوْقَ مَنَابِرِ الْوَصِيِّينَ ، فَتَرْتَقِي عَلَيْهِ .
وَأَمَّا الْعَاشِرَةُ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) يَقُولُ : يَا عَلِيُّ ، لَا أُعْطَى فِي الْقِيَامَةِ إِلَّا سَأَلْتُ لَكَ مِثْلَهُ .
وَأَمَّا الْحَادِيَةَ عَشْرَةَ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) يَقُولُ : يَا عَلِيُّ ، أَنْتَ أَخِي وَأَنَا أَخُوكَ ، يَدُكَ فِي يَدِي حَتَّى تَدْخُلَ الْجَنَّةَ .
وَأَمَّا الثَّانِيَةَ عَشْرَةَ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) يَقُولُ : يَا عَلِيُّ ، مَثَلُكَ فِي أُمَّتِي كَمَثَلِ سَفِينَةِ نُوحٍ ، مَنْ رَكِبَهَا نَجَا وَمَنْ تَخَلَّفَ عَنْهَا غَرِقَ .
وَأَمَّا الثَّالِثَةَ عَشْرَةَ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) عَمَّمَنِي بِعِمَامَةِ نَفْسِهِ بِيَدِهِ ، وَدَعَا لِي بِدَعَوَاتِ النَّصْرِ عَلَى أَعْدَاءِ اللَّهِ فَهَزَمْتُهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ .
وَأَمَّا الرَّابِعَةَ عَشْرَةَ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) أَمَرَنِي أَنْ أَمْسَحَ يَدِي عَلَى ضَرْعِ شَاةٍ قَدْ يَبِسَ ضَرْعُهَا ، فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، بَلِ امْسَحْ أَنْتَ ؟ فَقَالَ : يَا عَلِيُّ ، فِعْلُكَ فِعْلِي . فَمَسَحْتُ عَلَيْهَا يَدِي فَدَرَّ عَلَيَّ مِنْ لَبَنِهَا فَسَقَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) شَرْبَةً ، ثُمَّ أَتَتْ عَجُوزَةٌ فَشَكَتِ الظَّمَأَ فَسَقَيْتُهَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) : إِنِّي سَأَلْتُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُبَارِكَ فِي يَدِكَ فَفَعَلَ .
وَأَمَّا الْخَامِسَةَ عَشْرَةَ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) أَوْصَى إِلَيَّ وَقَالَ : يَا عَلِيُّ ، لَا يَلِيَ غُسْلِي غَيْرُكَ ، وَلَا يُوَارِي عَوْرَتِي غَيْرُكَ ، فَإِنَّهُ إِنْ رَأَى أَحَدٌ عَوْرَتِي غَيْرُكَ تَفَقَّأَتْ عَيْنَاهُ . فَقُلْتُ لَهُ كَيْفَ لِي بِتَقْلِيبِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ فَقَالَ إِنَّكَ سَتُعَانُ . فَوَ اللَّهِ مَا أَرَدْتُ أَنْ أُقَلِّبَ عُضْواً مِنْ أَعْضَائِهِ إِلَّا قُلِّبَ لِي .
وَأَمَّا السَّادِسَةَ عَشْرَةَ فَإِنِّي أَرَدْتُ أَنْ أُجَرِّدَهُ فَنُودِيتُ : يَا وَصِيَّ مُحَمَّدٍ ، لَا تُجَرِّدْهُ فَغَسِّلْهُ وَالْقَمِيصُ عَلَيْهِ ، فَلَا وَاللَّهِ الَّذِي أَكْرَمَهُ بِالنُّبُوَّةِ وَخَصَّهُ بِالرِّسَالَةِ مَا رَأَيْتُ لَهُ عَوْرَةً ، خَصَّنِي اللَّهُ بِذَلِكَ مِنْ بَيْنِ أَصْحَابِهِ .
وَأَمَّا السَّابِعَةَ عَشْرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ زَوَّجَنِي فَاطِمَةَ (صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهَا) ، وَقَدْ كَانَ خَطَبَهَا أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ فَزَوَّجَنِي اللَّهُ مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَاوَاتِهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) : هَنِيئاً لَكَ يَا عَلِيُّ ، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ زَوَّجَكَ فَاطِمَةَ سَيِّدَةَ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَهِيَ بَضْعَةٌ مِنِّي . فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَوَلَسْتُ مِنْكَ ؟ فَقَالَ بَلَى يَا عَلِيُّ ، وَأَنْتَ مِنِّي وَأَنَا مِنْكَ كَيَمِينِي مِنْ شِمَالِي لَا أَسْتَغْنِي عَنْكَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ .
وَأَمَّا الثَّامِنَةَ عَشْرَةَ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) قَالَ لِي : يَا عَلِيُّ ، أَنْتَ صَاحِبُ لِوَاءِ الْحَمْدِ فِي الْآخِرَةِ ، وَأَنْتَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَقْرَبُ الْخَلَائِقِ مِنِّي مَجْلِساً يُبْسَطُ لِي وَيُبْسَطُ لَكَ ، فَأَكُونُ فِي زُمْرَةِ النَّبِيِّينَ وَتَكُونُ فِي زُمْرَةِ الْوَصِيِّينَ ، وَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِكَ تَاجُ النُّورِ وَإِكْلِيلُ الْكَرَامَةِ يَحُفُّ بِكَ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يَفْرُغَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ حِسَابِ الْخَلَائِقِ .
وَأَمَّا التَّاسِعَةَ عَشْرَةَ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) قَالَ : سَتُقَاتِلُ النَّاكِثِينَ وَالْقَاسِطِينَ وَالْمَارِقِينَ ، فَمَنْ قَاتَلَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ لَكَ بِكُلِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ شَفَاعَةً فِي مِائَةِ أَلْفٍ مِنْ شِيعَتِكَ . فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَمَنِ النَّاكِثُونَ ؟ قَالَ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) : طَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ سَيُبَايِعَانِكَ بِالْحِجَازِ وَيَنْكُثَانِكَ بِالْعِرَاقِ ، فَإِذَا فَعَلَا ذَلِكَ فَحَارِبْهُمَا فَإِنَّ فِي قِتَالِهِمَا طَهَارَةً لِأَهْلِ الْأَرْضِ . قُلْتُ فَمَنِ الْقَاسِطُونَ ؟ قَالَ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) : مُعَاوِيَةُ وَأَصْحَابُهُ . قُلْتُ فَمَنِ الْمَارِقُونَ ؟ قَالَ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) : أَصْحَابُ ذِي الثُّدَيَّةِ وَهُمْ يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمْيَةِ ، فَاقْتُلْهُمْ فَإِنَّ فِي قَتْلِهِمْ فَرَجاً لِأَهْلِ الْأَرْضِ وَعَذَاباً مُعَجَّلًا عَلَيْهِمْ وَذُخْراً لَكَ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ .
وَأَمَّا الْعِشْرُونَ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) يَقُولُ لِي : مَثَلُكَ فِي أُمَّتِي مَثَلُ بَابِ حِطَّةٍ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ ، فَمَنْ دَخَلَ فِي وَلَايَتِكَ فَقَدْ دَخَلَ الْبَابَ كَمَا أَمَرَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ .
وَأَمَّا الْحَادِيَةُ وَالْعِشْرُونَ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) يَقُولُ : أَنَا مَدِينَةُ الْعِلْمِ وَعَلِيٌّ بَابُهَا ، وَلَنْ تُدْخَلِ الْمَدِينَةُ إِلَّا مِنْ بَابِهَا ، ثُمَّ قَالَ يَا عَلِيُّ ، إِنَّكَ سَتَرْعَى ذِمَّتِي وَتُقَاتِلُ عَلَى سُنَّتِي وَتُخَالِفُكَ أُمَّتِي .
وَأَمَّا الثَّانِيَةُ وَالْعِشْرُونَ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) يَقُولُ : إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى خَلَقَ ابْنَيَّ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ مِنْ نُورٍ أَلْقَاهُ إِلَيْكَ وَإِلَى فَاطِمَةَ ، وَهُمَا يَهْتَزَّانِ كَمَا يَهْتَزُّ الْقُرْطَانِ إِذَا كَانَا فِي الْأُذُنَيْنِ ، وَنُورُهُمَا مُتَضَاعِفٌ عَلَى نُورِ الشُّهَدَاءِ سَبْعِينَ أَلْفَ ضِعْفٍ . يَا عَلِيُّ ، إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ وَعَدَنِي أَنْ يُكْرِمَهُمَا كَرَامَةً لَا يُكْرِمُ بِهَا أَحَداً مَا خَلَا النَّبِيِّينَ وَالْمُرْسَلِينَ .
وَأَمَّا الثَّالِثَةُ وَالْعِشْرُونَ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) أَعْطَانِي خَاتَمَهُ فِي حَيَاتِهِ وَدِرْعَهُ وَمِنْطَقَتَهُ وَقَلَّدَنِي سَيْفَهُ ، وَأَصْحَابُهُ كُلُّهُمْ حُضُورٌ وَعَمِّيَ الْعَبَّاسُ حَاضِرٌ ، فَخَصَّنِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْهُ بِذَلِكَ دُونَهُمْ .
وَأَمَّا الرَّابِعَةُ وَالْعِشْرُونَ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْزَلَ عَلَى رَسُولِهِ : ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً﴾ . فَكَانَ لِي دِينَارٌ فَبِعْتُهُ عَشَرَةَ دَرَاهِمَ ، فَكُنْتُ إِذَا نَاجَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) أَصَّدَّقُ قَبْلَ ذَلِكَ بِدِرْهَمٍ . وَوَاللَّهِ مَا فَعَلَ هَذَا أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِهِ قَبْلِي وَلَا بَعْدِي ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَ : ﴿أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾ . فَهَلْ تَكُونُ التَّوْبَةُ إِلَّا مِنْ ذَنْبٍ كَانَ .
وَأَمَّا الْخَامِسَةُ وَالْعِشْرُونَ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) يَقُولُ : الْجَنَّةُ مُحَرَّمَةٌ عَلَى الْأَنْبِيَاءِ حَتَّى أَدْخُلَهَا أَنَا ، وَهِيَ مُحَرَّمَةٌ عَلَى الْأَوْصِيَاءِ حَتَّى تَدْخُلَهَا أَنْتَ . يَا عَلِيُّ ، إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى بَشَّرَنِي فِيكَ بِبُشْرَى لَمْ يُبَشِّرْ بِهَا نَبِيّاً قَبْلِي .! بَشَّرَنِي بِأَنَّكَ سَيِّدُ الْأَوْصِيَاءِ وَأَنَّ ابْنَيْكَ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ .
وَأَمَّا السَّادِسَةُ وَالْعِشْرُونَ فَإِنَّ جَعْفَراً (عَلَيْهِ السَّلَامُ) أَخِي الطَّيَّارُ فِي الْجَنَّةِ مَعَ الْمَلَائِكَةِ الْمُزَيَّنُ بِالْجَنَاحَيْنِ مِنْ دُرٍّ وَيَاقُوتٍ وَزَبَرْجَدٍ .
وَأَمَّا السَّابِعَةُ وَالْعِشْرُونَ فَعَمِّي حَمْزَةُ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) سَيِّدُ الشُّهَدَاءِ فِي الْجَنَّةِ .
وَأَمَّا الثَّامِنَةُ وَالْعِشْرُونَ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) قَالَ : إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَعَدَنِي فِيكَ وَعْداً لَنْ يُخْلِفَهُ ، جَعَلَنِي نَبِيّاً وَجَعَلَكَ وَصِيّاً ، وَسَتَلْقَى مِنْ أُمَّتِي مِنْ بَعْدِي مَا لَقِيَ مُوسَى مِنْ فِرْعَوْنَ ، فَاصْبِرْ وَاحْتَسِبْ حَتَّى تَلْقَانِي فَأُوَالِي مَنْ وَالاكَ وَأُعَادِي مَنْ عَادَاكَ .
وَأَمَّا التَّاسِعَةُ وَالْعِشْرُونَ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) يَقُولُ : يَا عَلِيُّ ، أَنْتَ صَاحِبُ الْحَوْضِ لَا يَمْلِكُهُ غَيْرُكَ ، وَسَيَأْتِيكَ قَوْمٌ فَيَسْتَسْقُونَكَ ، فَتَقُولُ : لَا وَلَا مِثْلَ ذَرَّةٍ ، فَيَنْصَرِفُونَ مُسْوَدَّةً وُجُوهُهُمْ . وَسَتَرِدُ عَلَيْكَ شِيعَتِي وَشِيعَتُكَ فَتَقُولُ : رَوُّوا رِوَاءً مُرَوَّيِينَ . فَيُرَوَّوْنَ مُبْيَضَّةً وُجُوهُهُمْ .
وَأَمَّا الثَّلَاثُونَ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) يَقُولُ : يُحْشَرُ أُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى خَمْسِ رَايَاتٍ . فَأَوَّلُ رَايَةٍ تَرِدُ عَلَيَّ رَايَةُ فِرْعَوْنِ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَهُوَ مُعَاوِيَةُ ، وَالثَّانِيَةُ مَعَ سَامِرِيِّ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَهُوَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ ، وَالثَّالِثَةُ مَعَ جَاثَلِيقِ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَهُوَ أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ ، وَالرَّابِعَةُ مَعَ أَبِي الْأَعْوَرِ السُّلَمِيِّ ، وَأَمَّا الْخَامِسَةُ فَمَعَكَ يَا عَلِيُّ تَحْتَهَا الْمُؤْمِنُونَ وَأَنْتَ إِمَامُهُمْ . ثُمَّ يَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لِلْأَرْبَعَةِ : ﴿ارْجِعُوا وَراءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُوراً ، فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بابٌ باطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ﴾ ، وَهُمْ شِيعَتِي وَمَنْ وَالانِي وَقَاتَلَ مَعِيَ الْفِئَةَ الْبَاغِيَةَ وَالنَّاكِبَةَ عَنِ الصِّرَاطِ وَبَابُ الرَّحْمَةِ وَهُمْ شِيعَتِي فَيُنَادِي هَؤُلَاءِ : ﴿أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ ؟ قالُوا بَلى وَلكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمانِيُّ حَتَّى جاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ ، فَالْيَوْمَ لا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا ، مَأْواكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ﴾ . ثُمَّ تَرِدُ أُمَّتِي وَشِيعَتِي فَيُرَوَّوْنَ مِنْ حَوْضِ مُحَمَّدٍ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) وَبِيَدِي عَصَا عَوْسَجٍ أَطْرُدُ بِهَا أَعْدَائِي طَرْدَ غَرِيبَةِ الْإِبِلِ .
وَأَمَّا الْحَادِيَةُ وَالثَّلَاثُونَ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) يَقُولُ : لَوْ لَا أَنْ يَقُولَ فِيكَ الْغَالُونَ مِنْ أُمَّتِي مَا قَالَتِ النَّصَارَى فِي عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ (عَلَيْهِمَا السَّلَامُ) لَقُلْتُ فِيكَ قَوْلًا لَا تَمُرُّ بِمَلَإٍ مِنَ النَّاسِ إِلَّا أَخَذُوا التُّرَابَ مِنْ تَحْتِ قَدَمَيْكَ ! يَسْتَشْفُونَ بِهِ .
وَأَمَّا الثَّانِيَةُ وَالثَّلَاثُونَ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) يَقُولُ : إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى نَصَرَنِي بِالرُّعْبِ فَسَأَلْتُهُ أَنْ يَنْصُرَكَ بِمِثْلِهِ ، فَجَعَلَ لَكَ مِنْ ذَلِكَ مِثْلَ الَّذِي جَعَلَ لِي .
وَأَمَّا الثَّالِثَةُ وَالثَّلَاثُونَ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) الْتَقَمَ أُذُنِي وَعَلَّمَنِي مَا كَانَ وَمَا يَكُونُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، فَسَاقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ذَلِكَ إِلَيَّ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) .
وَأَمَّا الرَّابِعَةُ وَالثَّلَاثُونَ فَإِنَّ النَّصَارَى ادَّعَوْا أَمْراً فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِيهِ : ﴿فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكاذِبِينَ﴾ . فَكَانَتْ نَفْسِي نَفْسَ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) وَالنِّسَاءُ فَاطِمَةَ (عَلَيْهَا السَّلَامُ) وَالْأَبْنَاءُ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ (عَلَيْهِمْ السَّلَامُ) ، ثُمَّ نَدِمَ الْقَوْمُ فَسَأَلُوا رَسُولَ اللَّهِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) الْإِعْفَاءَ فَأَعْفَاهُمْ وَالَّذِي أَنْزَلَ التَّوْرَاةَ عَلَى مُوسَى (عَلَيْهِ السَّلَامُ) وَالْفُرْقَانَ عَلَى مُحَمَّدٍ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) ، لَوْ بَاهَلُونَا لَمُسِخُوا قِرَدَةً وَخَنَازِيرَ .
وَأَمَّا الْخَامِسَةُ وَالثَّلَاثُونَ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) وَجَّهَنِي يَوْمَ بَدْرٍ فَقَالَ : ائْتِنِي بِكَفِّ حَصَيَاتٍ مَجْمُوعَةٍ فِي مَكَانٍ وَاحِدٍ ، فَأَخَذْتُهَا ثُمَّ شَمِمْتُهَا فَإِذَا هِيَ طَيِّبَةٌ تَفُوحُ مِنْهَا رَائِحَةُ الْمِسْكِ ، فَأَتَيْتُهُ بِهَا فَرَمَى بِهَا وُجُوهَ الْمُشْرِكِينَ ، وَتِلْكَ الْحَصَيَاتُ أَرْبَعٌ مِنْهَا كُنَّ مِنَ الْفِرْدَوْسِ وَحَصَاةٌ مِنَ الْمَشْرِقِ وَحَصَاةٌ مِنَ الْمَغْرِبِ وَحَصَاةٌ مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ ، مَعَ كُلِّ حَصَاةٍ مِائَةُ أَلْفِ مَلَكٍ مَدَداً لَنَا لَمْ يُكْرِمِ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهَذِهِ الْفَضِيلَةِ أَحَداً قَبْلُ وَلَا بَعْدُ .
وَأَمَّا السَّادِسَةُ وَالثَّلَاثُونَ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) يَقُولُ : وَيْلٌ لِقَاتِلِكَ إِنَّهُ أَشْقَى مِنْ ثَمُودَ وَمِنْ عَاقِرِ النَّاقَةِ ، وَإِنَّ عَرْشَ الرَّحْمَنِ لَيَهْتَزُّ لِقَتْلِكَ . فَأَبْشِرْ يَا عَلِيُّ ، فَإِنَّكَ فِي زُمْرَةِ الصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ .
وَأَمَّا السَّابِعَةُ وَالثَّلَاثُونَ فَإِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَدْ خَصَّنِي مِنْ بَيْنِ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) بِعِلْمِ النَّاسِخِ وَالْمَنْسُوخِ وَالْمُحْكَمِ وَالْمُتَشَابِهِ وَالْخَاصِّ وَالْعَامِّ ، وَذَلِكَ مِمَّا مَنَّ اللَّهُ بِهِ عَلَيَّ وَعَلَى رَسُولِهِ ، وَقَالَ لِيَ الرَّسُولُ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) : يَا عَلِيُّ ، إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَمَرَنِي أَنْ أُدْنِيَكَ وَلَا أُقْصِيَكَ وَأُعَلِّمَكَ وَلَا أَجْفُوَكَ وَحَقٌّ عَلَيَّ أَنْ أُطِيعَ رَبِّي وَحَقٌّ عَلَيْكَ أَنْ تَعِيَ .
وَأَمَّا الثَّامِنَةُ وَالثَّلَاثُونَ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) بَعَثَنِي بَعْثاً وَدَعَا لِي بِدَعَوَاتٍ وَأَطْلَعَنِي عَلَى مَا يَجْرِي بَعْدَهُ فَحَزِنَ لِذَلِكَ بَعْضُ أَصْحَابِهِ ، وَقَالَ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) : لَوْ قَدَرَ مُحَمَّدٌ أَنْ يَجْعَلَ ابْنَ عَمِّهِ نَبِيّاً لَجَعَلَهُ . فَشَرَّفَنِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِالاطِّلَاعِ عَلَى ذَلِكَ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) .
وَأَمَّا التَّاسِعَةُ وَالثَّلَاثُونَ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) يَقُولُ : كَذَبَ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ يُحِبُّنِي وَيُبْغِضُ عَلِيّاً ، لَا يَجْتَمِعُ حُبِّي وَحُبُّهُ إِلَّا فِي قَلْبِ مُؤْمِنٍ ، إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ جَعَلَ أَهْلَ حُبِّي وَحُبِّكَ يَا عَلِيُّ فِي أَوَّلِ زُمْرَةِ السَّابِقِينَ إِلَى الْجَنَّةِ ، وَجَعَلَ أَهْلَ بُغْضِي وَبُغْضِكَ فِي أَوَّلِ زُمْرَةِ الضَّالِّينَ مِنْ أُمَّتِي إِلَى النَّارِ .
وَأَمَّا الْأَرْبَعُونَ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) وَجَّهَنِي فِي بَعْضِ الْغَزَوَاتِ إِلَى رَكِيٍّ فَإِذَا لَيْسَ فِيهِ مَاءٌ فَرَجَعْتُ إِلَيْهِ فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) : أَفِيهِ طِينٌ ؟ قُلْتُ نَعَمْ . فَقَالَ ائْتِنِي مِنْهُ . فَأَتَيْتُ مِنْهُ بِطِينٍ فَتَكَلَّمَ فِيهِ ثُمَّ قَالَ : أَلْقِهِ فِي الرَّكِيِّ . فَأَلْقَيْتُهُ فَإِذَا الْمَاءُ قَدْ نَبَعَ حَتَّى امْتَلَأَ جَوَانِبُ الرَّكِيِّ . فَجِئْتُ إِلَيْهِ فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ لِي : وُفِّقْتَ يَا عَلِيُّ ، وَبِبَرَكَتِكَ نَبَعَ الْمَاءُ . فَهَذِهِ الْمَنْقَبَةُ خَاصَّةٌ بِي مِنْ دُونِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) .
وَأَمَّا الْحَادِيَةُ وَالْأَرْبَعُونَ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) يَقُولُ : أَبْشِرْ يَا عَلِيُّ ، فَإِنَّ جَبْرَئِيلَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) أَتَانِي فَقَالَ لِي : يَا مُحَمَّدُ ، إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى نَظَرَ إِلَى أَصْحَابِكَ فَوَجَدَ ابْنَ عَمِّكَ وَخَتَنَكَ عَلَى ابْنَتِكَ فَاطِمَةَ خَيْرَ أَصْحَابِكَ ، فَجَعَلَهُ وَصِيَّكَ وَالْمُؤَدِّيَ عَنْكَ .
وَأَمَّا الثَّانِيَةُ وَالْأَرْبَعُونَ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) يَقُولُ : أَبْشِرْ يَا عَلِيُّ ، فَإِنَّ مَنْزِلَكَ فِي الْجَنَّةِ مُوَاجِهُ مَنْزِلِي وَأَنْتَ مَعِي فِي الرَّفِيقِ الْأَعْلَى فِي أَعْلَى عِلِّيِّينَ . قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) وَمَا أَعْلَى عِلِّيُّونَ ؟ فَقَالَ قُبَّةٌ مِنْ دُرَّةٍ بَيْضَاءَ لَهَا سَبْعُونَ أَلْفَ مِصْرَاعٍ ، مَسْكَنٌ لِي وَلَكَ يَا عَلِيُّ .
وَأَمَّا الثَّالِثَةُ وَالْأَرْبَعُونَ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) قَالَ : إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ رَسَّخَ حُبِّي فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ وَكَذَلِكَ رَسَّخَ حُبَّكَ يَا عَلِيُّ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ ، وَرَسَّخَ بُغْضِي وَبُغْضَكَ فِي قُلُوبِ الْمُنَافِقِينَ ، فَلَا يُحِبُّكَ إِلَّا مُؤْمِنٌ تَقِيٌّ وَلَا يُبْغِضُكَ إِلَّا مُنَافِقٌ كَافِرٌ .
وَأَمَّا الرَّابِعَةُ وَالْأَرْبَعُونَ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) يَقُولُ : لَنْ يُبْغِضَكَ مِنَ الْعَرَبِ إِلَّا دَعِيٌّ وَلَا مِنَ الْعَجَمِ إِلَّا شَقِيٌّ وَلَا مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا سَلَقْلَقِيَّةٌ .
وَأَمَّا الْخَامِسَةُ وَالْأَرْبَعُونَ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) دَعَانِي وَأَنَا رَمِدُ الْعَيْنِ فَتَفَلَ فِي عَيْنِي وَقَالَ : اللَّهُمَّ اجْعَلْ حَرَّهَا فِي بَرْدِهَا وَبَرْدَهَا فِي حَرِّهَا . فَوَ اللَّهِ مَا اشْتَكَتْ عَيْنِي إِلَى هَذِهِ السَّاعَةِ .
وَأَمَّا السَّادِسَةُ وَالْأَرْبَعُونَ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) أَمَرَ أَصْحَابَهُ وَعُمُومَتَهُ بِسَدِّ الْأَبْوَابِ وَفَتَحَ بَابِي بِأَمْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، فَلَيْسَ لِأَحَدٍ مَنْقَبَةٌ مِثْلُ مَنْقَبَتِي .
وَأَمَّا السَّابِعَةُ وَالْأَرْبَعُونَ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) أَمَرَنِي فِي وَصِيَّتِهِ بِقَضَاءِ دُيُونِهِ وَعِدَاتِهِ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَدْ عَلِمْتَ أَنَّهُ لَيْسَ عِنْدِي مَالٌ . فَقَالَ سَيُعِينُكَ اللَّهُ . فَمَا أَرَدْتُ أَمْراً مِنْ قَضَاءِ دُيُونِهِ وَعِدَاتِهِ إِلَّا يَسَّرَهُ اللَّهُ لِي حَتَّى قَضَيْتُ دُيُونَهُ وَعِدَاتِهِ وَأَحْصَيْتُ ذَلِكَ فَبَلَغَ ثَمَانِينَ أَلْفاً وَبَقِيَ بَقِيَّةٌ أَوْصَيْتُ الْحَسَنَ أَنْ يَقْضِيَهَا .
وَأَمَّا الثَّامِنَةُ وَالْأَرْبَعُونَ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) أَتَانِي فِي مَنْزِلِي وَلَمْ يَكُنْ طَعِمْنَا مُنْذُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فَقَالَ : يَا عَلِيُّ ، هَلْ عِنْدَكَ مِنْ شَيْءٍ . فَقُلْتُ وَالَّذِي أَكْرَمَكَ بِالْكَرَامَةِ وَاصْطَفَاكَ بِالرِّسَالَةِ مَا طَعِمْتُ وَزَوْجَتِي وَابْنَايَ مُنْذُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ . فَقَالَ النَّبِيُّ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) : يَا فَاطِمَةُ ، ادْخُلِي الْبَيْتَ وَانْظُرِي هَلْ تَجِدِينَ شَيْئاً ؟ فَقَالَتْ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهَا) : خَرَجْتُ السَّاعَةَ . فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَدْخُلُهُ أَنَا . فَقَالَ ادْخُلْ بِاسْمِ اللَّهِ . فَدَخَلْتُ فَإِذَا أَنَا بِطَبَقٍ مَوْضُوعٍ عَلَيْهِ رُطَبٌ مِنْ تَمْرٍ وَجَفْنَةٍ مِنْ ثَرِيدٍ فَحَمَلْتُهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) فَقَالَ : يَا عَلِيُّ ، رَأَيْتَ الرَّسُولَ الَّذِي حَمَلَ هَذَا الطَّعَامَ ؟ فَقُلْتُ نَعَمْ . فَقَالَ صِفْهُ لِي . فَقُلْتُ مِنْ بَيْنِ أَحْمَرَ وَأَخْضَرَ وَأَصْفَرَ . فَقَالَ تِلْكَ خُطُوطُ جَنَاحِ جَبْرَئِيلَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) مُكَلَّلَةً بِالدُّرِّ وَالْيَاقُوتِ . فَأَكَلْنَا مِنَ الثَّرِيدِ حَتَّى شَبِعْنَا ، فَمَا رُئِيَ إِلَّا خَدْشُ أَيْدِينَا وَأَصَابِعِنَا ، فَخَصَّنِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِذَلِكَ مِنْ بَيْنِ أَصْحَابِهِ .
وَأَمَّا التَّاسِعَةُ وَالْأَرْبَعُونَ فَإِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى خَصَّ نَبِيَّهُ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) بِالنُّبُوَّةِ وَخَصَّنِي النَّبِيُّ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) بِالْوَصِيَّةِ ، فَمَنْ أَحَبَّنِي فَهُوَ سَعِيدٌ يُحْشَرُ فِي زُمْرَةِ الْأَنْبِيَاءِ (عَلَيْهِمْ السَّلَامُ) .
وَأَمَّا الْخَمْسُونَ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) بَعَثَ بِبَرَاءَةَ مَعَ أَبِي بَكْرٍ ، فَلَمَّا مَضَى أَتَى جَبْرَئِيلُ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ ، لَا يُؤَدِّي عَنْكَ إِلَّا أَنْتَ أَوْ رَجُلٌ مِنْكَ . فَوَجَّهَنِي عَلَى نَاقَتِهِ الْعَضْبَاءِ فَلَحِقْتُهُ بِذِي الْحُلَيْفَةِ فَأَخَذْتُهَا مِنْهُ ، فَخَصَّنِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِذَلِكَ .
وَأَمَّا الْحَادِيَةُ وَالْخَمْسُونَ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) أَقَامَنِي لِلنَّاسِ كَافَّةً يَوْمَ غَدِيرِ خُمٍّ فَقَالَ : مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ ، فَبُعْداً وَسُحْقاً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ .
وَأَمَّا الثَّانِيَةُ وَالْخَمْسُونَ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) قَالَ : يَا عَلِيُّ أَلَا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ عَلَّمَنِيهِنَّ جَبْرَئِيلُ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) ؟ فَقُلْتُ بَلَى . قَالَ قُلْ : ﴿يَا رَازِقَ الْمُقِلِّينَ وَيَا رَاحِمَ الْمَسَاكِينِ وَيَا أَسْمَعَ السَّامِعِينَ وَيَا أَبْصَرَ النَّاظِرِينَ وَيَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ ، ارْحَمْنِي وَارْزُقْنِي﴾ .
وَأَمَّا الثَّالِثَةُ وَالْخَمْسُونَ فَإِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَنْ يَذْهَبَ بِالدُّنْيَا حَتَّى يَقُومَ مِنَّا الْقَائِمُ (عَجَّلَ اللَّهُ تَعَالَى فَرَجَهُ) يَقْتُلُ مُبْغِضِينَا وَلَا يَقْبَلُ الْجِزْيَةَ ، وَيَكْسِرُ الصَّلِيبَ وَالْأَصْنَامَ وَيَضَعُ الْحَرْبُ أَوْزارَها وَيَدْعُو إِلَى أَخْذِ الْمَالِ فَيَقْسِمُهُ بِالسَّوِيَّةِ وَيَعْدِلُ فِي الرَّعِيَّةِ .
وَأَمَّا الرَّابِعَةُ وَالْخَمْسُونَ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) يَقُولُ : يَا عَلِيُّ ، سَيَلْعَنُكَ بَنُو أُمَيَّةَ وَيَرُدُّ عَلَيْهِمْ مَلَكٌ بِكُلِّ لَعْنَةٍ أَلْفَ لَعْنَةٍ ، فَإِذَا قَامَ الْقَائِمُ لَعَنَهُمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً .
وَأَمَّا الْخَامِسَةُ وَالْخَمْسُونَ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) قَالَ لِي : سَيُفْتَتَنُ فِيكَ طَوَائِفُ مِنْ أُمَّتِي فَيَقُولُونَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) لَمْ يُخَلِّفْ شَيْئاً فَبِمَاذَا أَوْصَى عَلِيّاً ، أَوَلَيْسَ كِتَابُ رَبِّي أَفْضَلَ الْأَشْيَاءِ بَعْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ؟ وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ لَئِنْ لَمْ تَجْمَعْهُ بِإِتْقَانٍ لَمْ يُجْمَعْ أَبَداً . فَخَصَّنِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِذَلِكَ مِنْ دُونِ الصَّحَابَةِ .
وَأَمَّا السَّادِسَةُ وَالْخَمْسُونَ فَإِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى خَصَّنِي بِمَا خَصَّ بِهِ أَوْلِيَاءَهُ وَأَهْلَ طَاعَتِهِ ، وَجَعَلَنِي وَارِثَ مُحَمَّدٍ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) فَمَنْ سَاءَهُ سَاءَهُ وَمَنْ سَرَّهُ سَرَّهُ - وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ نَحْوَ الْمَدِينَةِ - .
وَأَمَّا السَّابِعَةُ وَالْخَمْسُونَ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) كَانَ فِي بَعْضِ الْغَزَوَاتِ فَفَقَدَ الْمَاءَ فَقَالَ لِي : يَا عَلِيُّ ، قُمْ إِلَى هَذِهِ الصَّخْرَةِ وَقُلْ : ﴿أَنَا رَسُولُ رَسُولِ اللَّهِ ، انْفَجِرِي لِي مَاءً﴾ . فَوَ اللَّهِ الَّذِي أَكْرَمَهُ بِالنُّبُوَّةِ لَقَدْ أَبْلَغْتُهَا الرِّسَالَةَ فَاطَّلَعَ مِنْهَا مِثْلُ ثُدِيِّ الْبَقَرِ ، فَسَالَ مِنْ كُلِّ ثَدْيٍ مِنْهَا مَاءٌ فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ أَسْرَعْتُ إِلَى النَّبِيِّ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) فَأَخْبَرْتُهُ . فَقَالَ انْطَلِقْ يَا عَلِيُّ ، فَخُذْ مِنَ الْمَاءِ . وَجَاءَ الْقَوْمُ حَتَّى مَلَئُوا قِرَبَهُمْ وَإِدَاوَاتِهِمْ وَسَقَوْا دَوَابَّهُمْ وَشَرِبُوا وَتَوَضَّئُوا فَخَصَّنِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِذَلِكَ مِنْ دُونِ الصَّحَابَةِ .
وَأَمَّا الثَّامِنَةُ وَالْخَمْسُونَ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) أَمَرَنِي فِي بَعْضِ غَزَوَاتِهِ وَقَدْ نَفِدَ الْمَاءُ فَقَالَ : يَا عَلِيُّ ، ائْتِنِي بِتَوْرٍ فَأَتَيْتُهُ بِهِ فَوَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى وَيَدِي مَعَهَا فِي التَّوْرِ فَقَالَ : ﴿انْبُعْ﴾ . فَنَبَعَ الْمَاءُ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِنَا .
وَأَمَّا التَّاسِعَةُ وَالْخَمْسُونَ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) وَجَّهَنِي إِلَى خَيْبَرَ فَلَمَّا أَتَيْتُهُ وَجَدْتُ الْبَابَ مُغْلَقاً فَزَعْزَعْتُهُ شَدِيداً فَقَلَعْتُهُ وَرَمَيْتُ بِهِ أَرْبَعِينَ خُطْوَةً ، فَدَخَلْتُ فَبَرَزَ إِلَيَّ مَرْحَبٌ فَحَمَلَ عَلَيَّ وَحَمَلْتُ عَلَيْهِ وَسَقَيْتُ الْأَرْضَ مِنْ دَمِهِ ، وَقَدْ كَانَ وَجَّهَ رَجُلَيْنِ مِنْ أَصْحَابِهِ فَرَجَعَا مُنْكَسِفَيْنِ .
وَأَمَّا السِّتُّونَ فَإِنِّي قَتَلْتُ عَمْرَو بْنَ عَبْدِ وُدٍّ وَكَانَ يُعَدُّ بِأَلْفِ رَجُلٍ .
وَأَمَّا الْحَادِيَةُ وَالسِّتُّونَ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) يَقُولُ : يَا عَلِيُّ ، مَثَلُكَ فِي أُمَّتِي مَثَلُ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ، فَمَنْ أَحَبَّكَ بِقَلْبِهِ فَكَأَنَّمَا قَرَأَ ثُلُثَ الْقُرْآنِ ، وَمَنْ أَحَبَّكَ بِقَلْبِهِ وَأَعَانَكَ بِلِسَانِهِ فَكَأَنَّمَا قَرَأَ ثُلُثَيِ الْقُرْآنِ ، وَمَنْ أَحَبَّكَ بِقَلْبِهِ وَأَعَانَكَ بِلِسَانِهِ وَنَصَرَكَ بِيَدِهِ فَكَأَنَّمَا قَرَأَ الْقُرْآنَ كُلَّهُ .
وَأَمَّا الثَّانِيَةُ وَالسِّتُّونَ فَإِنِّي كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) فِي جَمِيعِ الْمَوَاطِنِ وَالْحُرُوبِ وَكَانَتْ رَايَتُهُ مَعِي .
وَأَمَّا الثَّالِثَةُ وَالسِّتُّونَ فَإِنِّي لَمْ أَفِرَّ مِنَ الزَّحْفِ قَطُّ وَلَمْ يُبَارِزْنِي أَحَدٌ إِلَّا سَقَيْتُ الْأَرْضَ مِنْ دَمِهِ .
وَأَمَّا الرَّابِعَةُ وَالسِّتُّونَ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) أُتِيَ بِطَيْرٍ مَشْوِيٍّ مِنَ الْجَنَّةِ ، فَدَعَا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَدْخُلَ عَلَيْهِ أَحَبُّ خَلْقِهِ إِلَيْهِ فَوَفَّقَنِي اللَّهُ لِلدُّخُولِ عَلَيْهِ حَتَّى أَكَلْتُ مَعَهُ مِنْ ذَلِكَ الطَّيْرِ .
وَأَمَّا الْخَامِسَةُ وَالسِّتُّونَ فَإِنِّي كُنْتُ أُصَلِّي فِي الْمَسْجِدِ فَجَاءَ سَائِلٌ فَسَأَلَ وَأَنَا رَاكِعٌ فَنَاوَلْتُهُ خَاتَمِي مِنْ إِصْبَعِي فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِيَ : ﴿إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ﴾ .
وَأَمَّا السَّادِسَةُ وَالسِّتُّونَ فَإِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى رَدَّ عَلَيَّ الشَّمْسَ مَرَّتَيْنِ وَلَمْ يَرُدَّهَا عَلَى أَحَدٍ مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) غَيْرِي .
وَأَمَّا السَّابِعَةُ وَالسِّتُّونَ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) أَمَرَ أَنْ أُدْعَى بِإِمْرَةِ الْمُؤْمِنِينَ فِي حَيَاتِهِ وَبَعْدَ مَوْتِهِ ، وَلَمْ يُطْلِقْ ذَلِكَ لِأَحَدٍ غَيْرِي .
وَأَمَّا الثَّامِنَةُ وَالسِّتُّونَ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) قَالَ : يَا عَلِيُّ ، إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ نَادَى مُنَادٍ مِنْ بُطْنَانِ الْعَرْشِ : ﴿أَيْنَ سَيِّدُ الْأَنْبِيَاءِ ؟﴾ فَأَقُومُ ثُمَّ يُنَادَى : ﴿أَيْنَ سَيِّدُ الْأَوْصِيَاءِ ؟﴾ فَتَقُومُ وَيَأْتِينِي رِضْوَانُ بِمَفَاتِيحِ الْجَنَّةِ وَيَأْتِينِي مَالِكٌ بِمَقَالِيدِ النَّارِ فَيَقُولَانِ : ﴿إِنَّ اللَّهَ جَلَّ جَلَالُهُ أَمَرَنَا أَنْ نَدْفَعَهَا إِلَيْكَ وَنَأْمُرَكَ أَنْ تَدْفَعَهَا إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ﴾ . فَتَكُونُ يَا عَلِيُّ قَسِيمَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ .
وَأَمَّا التَّاسِعَةُ وَالسِّتُّونَ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) يَقُولُ : لَوْلَاكَ مَا عُرِفَ الْمُنَافِقُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ .
وَأَمَّا السَّبْعُونَ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) نَامَ وَنَوَّمَنِي وَزَوْجَتِي فَاطِمَةَ وَابْنَيَّ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ وَأَلْقَى عَلَيْنَا عَبَاءَةً قَطَوَانِيَّةً فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِينَا : ﴿إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً﴾ . وَقَالَ جَبْرَئِيلُ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : ﴿أَنَا مِنْكُمْ يَا مُحَمَّدُ﴾ . فَكَانَ سَادِسُنَا جَبْرَئِيلَ .
المصدر : (الخصال : ج2، ص572.)
أَنَا شَاهِدٌ لَكُمْ وَعَلَيْكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ .
أَنَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ كَالضَّوْءِ مِنَ الضَّوْءِ .
أَنَا دَاعِيكُمْ إِلَى طَاعَةِ اللَّهِ رَبِّكُمْ ، وَمُرْسِلُكُمْ إِلَى فَرَائِضِ دِينِكُمْ ، وَدَلِيلُكُمْ إِلَى مَا يُنْجِيكُمْ .
أَنَا خَلِيفَةُ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) فِيكُمْ ،
وَمُقِيمُكُمْ عَلَى حُدُودِ دِينِكُمْ (وَنَبِيِّكُمْ) ، وَدَاعِيكُمْ إِلَى جَنَّةِ الْمَأْوَى .
أَنَا صِنْوُ رَسُولِ اللَّهِ ، وَالسَّابِقُ إِلَى الْإِسْلَامِ ، وَكَاسِرُ الْأَصْنَامِ وَمُجَاهِدُ الْكُفَّارِ ، وَقَامِعُ الْأَضْدَادِ .
أَنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ وَمَعِي عِتْرَتَهُ عَلَى الْحَوْضِ ، فَلْيَأْخُذْ أَحَدُكُمْ بِقَوْلِنَا وَلِيَعْمَلْ بِعَمَلِنَا .
أَنَا دَمِي دَمُ رَسُولِ اللَّهِ وَلَحْمِي لَحْمُهُ ، وَعَظْمِي عَظْمُهُ وَعِلْمِي عِلْمُهُ ، وَحَرْبِي حَرْبُهُ وَسِلْمِي سِلْمُهُ ، وَأَصْلِي أَصْلُهُ وَفَرْعِي فَرْعُهُ ، وَبَحْرِي بَحْرُهُ وَجَدِّي جَدُّهُ .
أَنَا الْمُتَصَدِّقُ بِخَاتَمِهِ فِي الصَّلَاةِ .
أَنَا غَاسِلُ رَسُولِ اللَّهِ وَمُدْرِجُهُ فِي الْأَكْفَانِ وَدَافِنُهُ .
أَنَا صَاحِبُ عِلْمِهِ وَالْمُفْنِي عَنْهُ غَمَّهُ .
أَنَا الْمُنَفِّسُ عَنْهُ كَرْبَهُ .
أَنَا زَوْجُ فَاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ سَيِّدَةِ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ .
أَنَا أَبُو شَبَّرَ وَشَبِيرٍ .
أَنَا صَاحِبُ ذِي الْفَقَارِ .
أَنَا صَاحِبُ سَفِينَةِ نُوحٍ الَّتِي مَنْ رَكِبَهَا نَجَا .
أَنَا صَاحِبُ يَوْمِ غَدِيرِ خُمٍّ .
أَنَا صَاحِبُ يَوْمِ خَيْبَرَ .
أَنَا وَضَعْتُ بِكَلْكَلِ الْعَرَبِ وَكَسَرْتُ نَوَاجِمَ رَبِيعَةَ وَمُضَرَ .
أَنَا مِنْ رِجَالِ الْأَعْرَافِ .
أَنَا السَّالِكُ الْمَحَجَّةَ الْبَيْضَاءَ .
أَنَا صَاحِبُ النَّهْرَوَانِ .
أَنَا صَاحِبُ الْجَمَلِ وَصِفِّينَ .
أَنَا صَاحِبُ بَدْرٍ وَحُنَيْنٍ .
أَنَا مُكَلِّمُ الذِّئْبِ .
أَنَا مُخَاطِبُ الثُّعْبَانِ عَلَى مِنْبَرِكُمْ بِالْأَمْسِ .
أَنَا صَاحِبُ لَيْلَةِ الْهَرِيرِ .
أَنَا الصَّادِقُ الْأَمِيرُ .
أَنَا الَّذِي مَا كَذَبْتُ يَوْماً قَطُّ وَلَا كُذِبْتُ .
أَنَا الَّذِي سُدَّتِ الْأَبْوَابُ وَفُتِحَ بَابُهُ .
أَنَا أَمِيرُ الْبَرَرَةِ .
أَنَا قَاتِلُ الْكَفَرَةِ .
أَنَا ذُو الْقَرْنَيْنِ .
أَنَا الْفَارُوقُ .
أَنَا الْوَلِيُّ .
أَنَا الرَّضِيُّ .
أَنَا قَاضِي دَيْنِ رَسُولِ اللَّهِ .
أَنَا أَخُو جَعْفَرٍ الطَّيَّارِ .
أَنَا قُدْوَةُ أَهْلِ الْكِسَاءِ .
أَنَا الشَّهِيدُ أَبُو الشُّهَدَاءِ .
أَنَا مُحْيِي السُّنَّةِ وَمُمِيتُ الْبِدْعَةِ .
أَنَا مُطَلِّقُ الدُّنْيَا ثَلَاثاً لَا رَجْعَةَ لِي فِيهَا .
أَنَا كَابُّ الدُّنْيَا لِوَجْهِهَا وَقَادِرُهَا بِقَدْرِهَا وَرَادُّهَا إِلَى عَقِبِهَا .
أَنَا يَعْسُوبُ الْمُؤْمِنِينَ ، وَالْمَالُ يَعْسُوبُ الْفُجَّارِ .
أَنَا السَّاقِي عَلَى الْحَوْضِ .
أَنَا حَامِلُ اللِّوَاءِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ .
أَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ إِسْلَاماً .
أَنَا أَعْلَمُ الْمُؤْمِنِينَ .
أَنَا الصِّدِّيقُ الْأَكْبَرُ لَا يَقُولُهَا بَعْدِي إِلَّا كَذَّابٌ .
أَنَا قَاتِلُ مَرْحَبٍ .
أَنَا النَّاصِرُ لِدِينِ اللَّهِ .
أَنَا وَأَهْلُ بَيْتِي أَمَانٌ لِأَهْلِ الْأَرْضِ ، كَمَا أَنَّ النُّجُومَ أَمَانٌ لِأَهْلِ السَّمَاءِ .
أَنَا قَسِيمُ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ وَخَازِنُ الْجِنَانِ ، وَصَاحِبُ الْحَوْضِ وَصَاحِبُ الْأَعْرَافِ ، وَلَيْسَ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ إِمَامٌ إِلَّا وَهُوَ عَارِفٌ بِأَهْلِ وَلَايَتِهِ ، وَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى : إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ .
المصدر :
عيون الحكم والمواعظ لعلي بن محمد الليثي الواسطي : ص165 ،
عن كتاب غُرَرُ الحِكم ودُرَرُ الكلِم .
سبعون منقبة لأمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب
(صلوات الله وسلامه عليه) لم يشركه فيها أحد من صحابة النبي :
قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ) :
لَقَدْ عَلِمَ الْمُسْتَحْفَظُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) أَنَّهُ لَيْسَ فِيهِمْ رَجُلٌ لَهُ مَنْقَبَةٌ إِلَّا وَقَدْ شَرِكْتُهُ فِيهَا وَفَضَلْتُهُ . وَلِي سَبْعُونَ مَنْقَبَةً لَمْ يَشْرَكْنِي فِيهَا أَحَدٌ مِنْهُمْ .
فَقِيلَ لَهُ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، فَأَخْبِرْ[نَا] بِهِنَّ ؟
فَقَالَ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ) :
إِنَّ أَوَّلَ مَنْقَبَةٍ لِي أَنِّي لَمْ أُشْرِكْ بِاللَّهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ وَلَمْ أَعْبُدِ اللَّاتَ وَالْعُزَّى .
وَالثَّانِيَةُ أَنِّي لَمْ أَشْرَبِ الْخَمْرَ قَطُّ .
وَالثَّالِثَةُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) اسْتَوْهَبَنِي عَنْ أَبِي فِي صِبَائِي ، وَكُنْتُ أَكِيلَهُ وَشَرِيبَهُ وَمُؤْنِسَهُ وَمُحَدَّثَهُ .
وَالرَّابِعَةُ أَنِّي أَوَّلُ النَّاسِ إِيمَاناً وَإِسْلَاماً .
وَالْخَامِسَةُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) قَالَ لِي : يَا عَلِيُّ ، أَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى ، إِلَّا أَنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي .
وَالسَّادِسَةُ أَنِّي كُنْتُ آخِرَ النَّاسِ عَهْداً بِرَسُولِ اللَّهِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) وَدَلَّيْتُهُ فِي حُفْرَتِهِ .
وَالسَّابِعَةُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) أَنَامَنِي عَلَى فِرَاشِهِ حَيْثُ ذَهَبَ إِلَى الْغَارِ وَسَجَّانِي بِبُرْدِهِ ، فَلَمَّا جَاءَ الْمُشْرِكُونَ ظَنُّونِي مُحَمَّداً (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) فَأَيْقَظُونِي وَقَالُوا مَا فَعَلَ صَاحِبُكَ ؟ فَقُلْتُ ذَهَبَ فِي حَاجَتِهِ . فَقَالُوا لَوْ كَانَ هَرَبَ لَهَرَبَ هَذَا مَعَهُ .
وَأَمَّا الثَّامِنَةُ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) عَلَّمَنِي أَلْفَ بَابٍ مِنَ الْعِلْمِ ، يَفْتَحُ كُلُّ بَابٍ أَلْفَ بَابٍ ، وَلَمْ يُعَلِّمْ ذَلِكَ أَحَداً غَيْرِي .
وَأَمَّا التَّاسِعَةُ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) قَالَ لِي : يَا عَلِيُّ ، إِذَا حَشَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ نُصِبَ لِي مِنْبَرٌ فَوْقَ مَنَابِرِ النَّبِيِّينَ ، وَنُصِبَ لَكَ مِنْبَرٌ فَوْقَ مَنَابِرِ الْوَصِيِّينَ ، فَتَرْتَقِي عَلَيْهِ .
وَأَمَّا الْعَاشِرَةُ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) يَقُولُ : يَا عَلِيُّ ، لَا أُعْطَى فِي الْقِيَامَةِ إِلَّا سَأَلْتُ لَكَ مِثْلَهُ .
وَأَمَّا الْحَادِيَةَ عَشْرَةَ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) يَقُولُ : يَا عَلِيُّ ، أَنْتَ أَخِي وَأَنَا أَخُوكَ ، يَدُكَ فِي يَدِي حَتَّى تَدْخُلَ الْجَنَّةَ .
وَأَمَّا الثَّانِيَةَ عَشْرَةَ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) يَقُولُ : يَا عَلِيُّ ، مَثَلُكَ فِي أُمَّتِي كَمَثَلِ سَفِينَةِ نُوحٍ ، مَنْ رَكِبَهَا نَجَا وَمَنْ تَخَلَّفَ عَنْهَا غَرِقَ .
وَأَمَّا الثَّالِثَةَ عَشْرَةَ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) عَمَّمَنِي بِعِمَامَةِ نَفْسِهِ بِيَدِهِ ، وَدَعَا لِي بِدَعَوَاتِ النَّصْرِ عَلَى أَعْدَاءِ اللَّهِ فَهَزَمْتُهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ .
وَأَمَّا الرَّابِعَةَ عَشْرَةَ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) أَمَرَنِي أَنْ أَمْسَحَ يَدِي عَلَى ضَرْعِ شَاةٍ قَدْ يَبِسَ ضَرْعُهَا ، فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، بَلِ امْسَحْ أَنْتَ ؟ فَقَالَ : يَا عَلِيُّ ، فِعْلُكَ فِعْلِي . فَمَسَحْتُ عَلَيْهَا يَدِي فَدَرَّ عَلَيَّ مِنْ لَبَنِهَا فَسَقَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) شَرْبَةً ، ثُمَّ أَتَتْ عَجُوزَةٌ فَشَكَتِ الظَّمَأَ فَسَقَيْتُهَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) : إِنِّي سَأَلْتُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُبَارِكَ فِي يَدِكَ فَفَعَلَ .
وَأَمَّا الْخَامِسَةَ عَشْرَةَ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) أَوْصَى إِلَيَّ وَقَالَ : يَا عَلِيُّ ، لَا يَلِيَ غُسْلِي غَيْرُكَ ، وَلَا يُوَارِي عَوْرَتِي غَيْرُكَ ، فَإِنَّهُ إِنْ رَأَى أَحَدٌ عَوْرَتِي غَيْرُكَ تَفَقَّأَتْ عَيْنَاهُ . فَقُلْتُ لَهُ كَيْفَ لِي بِتَقْلِيبِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ فَقَالَ إِنَّكَ سَتُعَانُ . فَوَ اللَّهِ مَا أَرَدْتُ أَنْ أُقَلِّبَ عُضْواً مِنْ أَعْضَائِهِ إِلَّا قُلِّبَ لِي .
وَأَمَّا السَّادِسَةَ عَشْرَةَ فَإِنِّي أَرَدْتُ أَنْ أُجَرِّدَهُ فَنُودِيتُ : يَا وَصِيَّ مُحَمَّدٍ ، لَا تُجَرِّدْهُ فَغَسِّلْهُ وَالْقَمِيصُ عَلَيْهِ ، فَلَا وَاللَّهِ الَّذِي أَكْرَمَهُ بِالنُّبُوَّةِ وَخَصَّهُ بِالرِّسَالَةِ مَا رَأَيْتُ لَهُ عَوْرَةً ، خَصَّنِي اللَّهُ بِذَلِكَ مِنْ بَيْنِ أَصْحَابِهِ .
وَأَمَّا السَّابِعَةَ عَشْرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ زَوَّجَنِي فَاطِمَةَ (صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهَا) ، وَقَدْ كَانَ خَطَبَهَا أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ فَزَوَّجَنِي اللَّهُ مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَاوَاتِهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) : هَنِيئاً لَكَ يَا عَلِيُّ ، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ زَوَّجَكَ فَاطِمَةَ سَيِّدَةَ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَهِيَ بَضْعَةٌ مِنِّي . فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَوَلَسْتُ مِنْكَ ؟ فَقَالَ بَلَى يَا عَلِيُّ ، وَأَنْتَ مِنِّي وَأَنَا مِنْكَ كَيَمِينِي مِنْ شِمَالِي لَا أَسْتَغْنِي عَنْكَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ .
وَأَمَّا الثَّامِنَةَ عَشْرَةَ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) قَالَ لِي : يَا عَلِيُّ ، أَنْتَ صَاحِبُ لِوَاءِ الْحَمْدِ فِي الْآخِرَةِ ، وَأَنْتَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَقْرَبُ الْخَلَائِقِ مِنِّي مَجْلِساً يُبْسَطُ لِي وَيُبْسَطُ لَكَ ، فَأَكُونُ فِي زُمْرَةِ النَّبِيِّينَ وَتَكُونُ فِي زُمْرَةِ الْوَصِيِّينَ ، وَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِكَ تَاجُ النُّورِ وَإِكْلِيلُ الْكَرَامَةِ يَحُفُّ بِكَ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يَفْرُغَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ حِسَابِ الْخَلَائِقِ .
وَأَمَّا التَّاسِعَةَ عَشْرَةَ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) قَالَ : سَتُقَاتِلُ النَّاكِثِينَ وَالْقَاسِطِينَ وَالْمَارِقِينَ ، فَمَنْ قَاتَلَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ لَكَ بِكُلِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ شَفَاعَةً فِي مِائَةِ أَلْفٍ مِنْ شِيعَتِكَ . فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَمَنِ النَّاكِثُونَ ؟ قَالَ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) : طَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ سَيُبَايِعَانِكَ بِالْحِجَازِ وَيَنْكُثَانِكَ بِالْعِرَاقِ ، فَإِذَا فَعَلَا ذَلِكَ فَحَارِبْهُمَا فَإِنَّ فِي قِتَالِهِمَا طَهَارَةً لِأَهْلِ الْأَرْضِ . قُلْتُ فَمَنِ الْقَاسِطُونَ ؟ قَالَ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) : مُعَاوِيَةُ وَأَصْحَابُهُ . قُلْتُ فَمَنِ الْمَارِقُونَ ؟ قَالَ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) : أَصْحَابُ ذِي الثُّدَيَّةِ وَهُمْ يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمْيَةِ ، فَاقْتُلْهُمْ فَإِنَّ فِي قَتْلِهِمْ فَرَجاً لِأَهْلِ الْأَرْضِ وَعَذَاباً مُعَجَّلًا عَلَيْهِمْ وَذُخْراً لَكَ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ .
وَأَمَّا الْعِشْرُونَ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) يَقُولُ لِي : مَثَلُكَ فِي أُمَّتِي مَثَلُ بَابِ حِطَّةٍ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ ، فَمَنْ دَخَلَ فِي وَلَايَتِكَ فَقَدْ دَخَلَ الْبَابَ كَمَا أَمَرَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ .
وَأَمَّا الْحَادِيَةُ وَالْعِشْرُونَ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) يَقُولُ : أَنَا مَدِينَةُ الْعِلْمِ وَعَلِيٌّ بَابُهَا ، وَلَنْ تُدْخَلِ الْمَدِينَةُ إِلَّا مِنْ بَابِهَا ، ثُمَّ قَالَ يَا عَلِيُّ ، إِنَّكَ سَتَرْعَى ذِمَّتِي وَتُقَاتِلُ عَلَى سُنَّتِي وَتُخَالِفُكَ أُمَّتِي .
وَأَمَّا الثَّانِيَةُ وَالْعِشْرُونَ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) يَقُولُ : إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى خَلَقَ ابْنَيَّ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ مِنْ نُورٍ أَلْقَاهُ إِلَيْكَ وَإِلَى فَاطِمَةَ ، وَهُمَا يَهْتَزَّانِ كَمَا يَهْتَزُّ الْقُرْطَانِ إِذَا كَانَا فِي الْأُذُنَيْنِ ، وَنُورُهُمَا مُتَضَاعِفٌ عَلَى نُورِ الشُّهَدَاءِ سَبْعِينَ أَلْفَ ضِعْفٍ . يَا عَلِيُّ ، إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ وَعَدَنِي أَنْ يُكْرِمَهُمَا كَرَامَةً لَا يُكْرِمُ بِهَا أَحَداً مَا خَلَا النَّبِيِّينَ وَالْمُرْسَلِينَ .
وَأَمَّا الثَّالِثَةُ وَالْعِشْرُونَ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) أَعْطَانِي خَاتَمَهُ فِي حَيَاتِهِ وَدِرْعَهُ وَمِنْطَقَتَهُ وَقَلَّدَنِي سَيْفَهُ ، وَأَصْحَابُهُ كُلُّهُمْ حُضُورٌ وَعَمِّيَ الْعَبَّاسُ حَاضِرٌ ، فَخَصَّنِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْهُ بِذَلِكَ دُونَهُمْ .
وَأَمَّا الرَّابِعَةُ وَالْعِشْرُونَ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْزَلَ عَلَى رَسُولِهِ : ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً﴾ . فَكَانَ لِي دِينَارٌ فَبِعْتُهُ عَشَرَةَ دَرَاهِمَ ، فَكُنْتُ إِذَا نَاجَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) أَصَّدَّقُ قَبْلَ ذَلِكَ بِدِرْهَمٍ . وَوَاللَّهِ مَا فَعَلَ هَذَا أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِهِ قَبْلِي وَلَا بَعْدِي ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَ : ﴿أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾ . فَهَلْ تَكُونُ التَّوْبَةُ إِلَّا مِنْ ذَنْبٍ كَانَ .
وَأَمَّا الْخَامِسَةُ وَالْعِشْرُونَ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) يَقُولُ : الْجَنَّةُ مُحَرَّمَةٌ عَلَى الْأَنْبِيَاءِ حَتَّى أَدْخُلَهَا أَنَا ، وَهِيَ مُحَرَّمَةٌ عَلَى الْأَوْصِيَاءِ حَتَّى تَدْخُلَهَا أَنْتَ . يَا عَلِيُّ ، إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى بَشَّرَنِي فِيكَ بِبُشْرَى لَمْ يُبَشِّرْ بِهَا نَبِيّاً قَبْلِي .! بَشَّرَنِي بِأَنَّكَ سَيِّدُ الْأَوْصِيَاءِ وَأَنَّ ابْنَيْكَ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ .
وَأَمَّا السَّادِسَةُ وَالْعِشْرُونَ فَإِنَّ جَعْفَراً (عَلَيْهِ السَّلَامُ) أَخِي الطَّيَّارُ فِي الْجَنَّةِ مَعَ الْمَلَائِكَةِ الْمُزَيَّنُ بِالْجَنَاحَيْنِ مِنْ دُرٍّ وَيَاقُوتٍ وَزَبَرْجَدٍ .
وَأَمَّا السَّابِعَةُ وَالْعِشْرُونَ فَعَمِّي حَمْزَةُ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) سَيِّدُ الشُّهَدَاءِ فِي الْجَنَّةِ .
وَأَمَّا الثَّامِنَةُ وَالْعِشْرُونَ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) قَالَ : إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَعَدَنِي فِيكَ وَعْداً لَنْ يُخْلِفَهُ ، جَعَلَنِي نَبِيّاً وَجَعَلَكَ وَصِيّاً ، وَسَتَلْقَى مِنْ أُمَّتِي مِنْ بَعْدِي مَا لَقِيَ مُوسَى مِنْ فِرْعَوْنَ ، فَاصْبِرْ وَاحْتَسِبْ حَتَّى تَلْقَانِي فَأُوَالِي مَنْ وَالاكَ وَأُعَادِي مَنْ عَادَاكَ .
وَأَمَّا التَّاسِعَةُ وَالْعِشْرُونَ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) يَقُولُ : يَا عَلِيُّ ، أَنْتَ صَاحِبُ الْحَوْضِ لَا يَمْلِكُهُ غَيْرُكَ ، وَسَيَأْتِيكَ قَوْمٌ فَيَسْتَسْقُونَكَ ، فَتَقُولُ : لَا وَلَا مِثْلَ ذَرَّةٍ ، فَيَنْصَرِفُونَ مُسْوَدَّةً وُجُوهُهُمْ . وَسَتَرِدُ عَلَيْكَ شِيعَتِي وَشِيعَتُكَ فَتَقُولُ : رَوُّوا رِوَاءً مُرَوَّيِينَ . فَيُرَوَّوْنَ مُبْيَضَّةً وُجُوهُهُمْ .
وَأَمَّا الثَّلَاثُونَ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) يَقُولُ : يُحْشَرُ أُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى خَمْسِ رَايَاتٍ . فَأَوَّلُ رَايَةٍ تَرِدُ عَلَيَّ رَايَةُ فِرْعَوْنِ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَهُوَ مُعَاوِيَةُ ، وَالثَّانِيَةُ مَعَ سَامِرِيِّ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَهُوَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ ، وَالثَّالِثَةُ مَعَ جَاثَلِيقِ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَهُوَ أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ ، وَالرَّابِعَةُ مَعَ أَبِي الْأَعْوَرِ السُّلَمِيِّ ، وَأَمَّا الْخَامِسَةُ فَمَعَكَ يَا عَلِيُّ تَحْتَهَا الْمُؤْمِنُونَ وَأَنْتَ إِمَامُهُمْ . ثُمَّ يَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لِلْأَرْبَعَةِ : ﴿ارْجِعُوا وَراءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُوراً ، فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بابٌ باطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ﴾ ، وَهُمْ شِيعَتِي وَمَنْ وَالانِي وَقَاتَلَ مَعِيَ الْفِئَةَ الْبَاغِيَةَ وَالنَّاكِبَةَ عَنِ الصِّرَاطِ وَبَابُ الرَّحْمَةِ وَهُمْ شِيعَتِي فَيُنَادِي هَؤُلَاءِ : ﴿أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ ؟ قالُوا بَلى وَلكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمانِيُّ حَتَّى جاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ ، فَالْيَوْمَ لا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا ، مَأْواكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ﴾ . ثُمَّ تَرِدُ أُمَّتِي وَشِيعَتِي فَيُرَوَّوْنَ مِنْ حَوْضِ مُحَمَّدٍ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) وَبِيَدِي عَصَا عَوْسَجٍ أَطْرُدُ بِهَا أَعْدَائِي طَرْدَ غَرِيبَةِ الْإِبِلِ .
وَأَمَّا الْحَادِيَةُ وَالثَّلَاثُونَ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) يَقُولُ : لَوْ لَا أَنْ يَقُولَ فِيكَ الْغَالُونَ مِنْ أُمَّتِي مَا قَالَتِ النَّصَارَى فِي عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ (عَلَيْهِمَا السَّلَامُ) لَقُلْتُ فِيكَ قَوْلًا لَا تَمُرُّ بِمَلَإٍ مِنَ النَّاسِ إِلَّا أَخَذُوا التُّرَابَ مِنْ تَحْتِ قَدَمَيْكَ ! يَسْتَشْفُونَ بِهِ .
وَأَمَّا الثَّانِيَةُ وَالثَّلَاثُونَ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) يَقُولُ : إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى نَصَرَنِي بِالرُّعْبِ فَسَأَلْتُهُ أَنْ يَنْصُرَكَ بِمِثْلِهِ ، فَجَعَلَ لَكَ مِنْ ذَلِكَ مِثْلَ الَّذِي جَعَلَ لِي .
وَأَمَّا الثَّالِثَةُ وَالثَّلَاثُونَ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) الْتَقَمَ أُذُنِي وَعَلَّمَنِي مَا كَانَ وَمَا يَكُونُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، فَسَاقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ذَلِكَ إِلَيَّ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) .
وَأَمَّا الرَّابِعَةُ وَالثَّلَاثُونَ فَإِنَّ النَّصَارَى ادَّعَوْا أَمْراً فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِيهِ : ﴿فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكاذِبِينَ﴾ . فَكَانَتْ نَفْسِي نَفْسَ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) وَالنِّسَاءُ فَاطِمَةَ (عَلَيْهَا السَّلَامُ) وَالْأَبْنَاءُ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ (عَلَيْهِمْ السَّلَامُ) ، ثُمَّ نَدِمَ الْقَوْمُ فَسَأَلُوا رَسُولَ اللَّهِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) الْإِعْفَاءَ فَأَعْفَاهُمْ وَالَّذِي أَنْزَلَ التَّوْرَاةَ عَلَى مُوسَى (عَلَيْهِ السَّلَامُ) وَالْفُرْقَانَ عَلَى مُحَمَّدٍ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) ، لَوْ بَاهَلُونَا لَمُسِخُوا قِرَدَةً وَخَنَازِيرَ .
وَأَمَّا الْخَامِسَةُ وَالثَّلَاثُونَ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) وَجَّهَنِي يَوْمَ بَدْرٍ فَقَالَ : ائْتِنِي بِكَفِّ حَصَيَاتٍ مَجْمُوعَةٍ فِي مَكَانٍ وَاحِدٍ ، فَأَخَذْتُهَا ثُمَّ شَمِمْتُهَا فَإِذَا هِيَ طَيِّبَةٌ تَفُوحُ مِنْهَا رَائِحَةُ الْمِسْكِ ، فَأَتَيْتُهُ بِهَا فَرَمَى بِهَا وُجُوهَ الْمُشْرِكِينَ ، وَتِلْكَ الْحَصَيَاتُ أَرْبَعٌ مِنْهَا كُنَّ مِنَ الْفِرْدَوْسِ وَحَصَاةٌ مِنَ الْمَشْرِقِ وَحَصَاةٌ مِنَ الْمَغْرِبِ وَحَصَاةٌ مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ ، مَعَ كُلِّ حَصَاةٍ مِائَةُ أَلْفِ مَلَكٍ مَدَداً لَنَا لَمْ يُكْرِمِ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهَذِهِ الْفَضِيلَةِ أَحَداً قَبْلُ وَلَا بَعْدُ .
وَأَمَّا السَّادِسَةُ وَالثَّلَاثُونَ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) يَقُولُ : وَيْلٌ لِقَاتِلِكَ إِنَّهُ أَشْقَى مِنْ ثَمُودَ وَمِنْ عَاقِرِ النَّاقَةِ ، وَإِنَّ عَرْشَ الرَّحْمَنِ لَيَهْتَزُّ لِقَتْلِكَ . فَأَبْشِرْ يَا عَلِيُّ ، فَإِنَّكَ فِي زُمْرَةِ الصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ .
وَأَمَّا السَّابِعَةُ وَالثَّلَاثُونَ فَإِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَدْ خَصَّنِي مِنْ بَيْنِ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) بِعِلْمِ النَّاسِخِ وَالْمَنْسُوخِ وَالْمُحْكَمِ وَالْمُتَشَابِهِ وَالْخَاصِّ وَالْعَامِّ ، وَذَلِكَ مِمَّا مَنَّ اللَّهُ بِهِ عَلَيَّ وَعَلَى رَسُولِهِ ، وَقَالَ لِيَ الرَّسُولُ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) : يَا عَلِيُّ ، إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَمَرَنِي أَنْ أُدْنِيَكَ وَلَا أُقْصِيَكَ وَأُعَلِّمَكَ وَلَا أَجْفُوَكَ وَحَقٌّ عَلَيَّ أَنْ أُطِيعَ رَبِّي وَحَقٌّ عَلَيْكَ أَنْ تَعِيَ .
وَأَمَّا الثَّامِنَةُ وَالثَّلَاثُونَ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) بَعَثَنِي بَعْثاً وَدَعَا لِي بِدَعَوَاتٍ وَأَطْلَعَنِي عَلَى مَا يَجْرِي بَعْدَهُ فَحَزِنَ لِذَلِكَ بَعْضُ أَصْحَابِهِ ، وَقَالَ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) : لَوْ قَدَرَ مُحَمَّدٌ أَنْ يَجْعَلَ ابْنَ عَمِّهِ نَبِيّاً لَجَعَلَهُ . فَشَرَّفَنِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِالاطِّلَاعِ عَلَى ذَلِكَ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) .
وَأَمَّا التَّاسِعَةُ وَالثَّلَاثُونَ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) يَقُولُ : كَذَبَ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ يُحِبُّنِي وَيُبْغِضُ عَلِيّاً ، لَا يَجْتَمِعُ حُبِّي وَحُبُّهُ إِلَّا فِي قَلْبِ مُؤْمِنٍ ، إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ جَعَلَ أَهْلَ حُبِّي وَحُبِّكَ يَا عَلِيُّ فِي أَوَّلِ زُمْرَةِ السَّابِقِينَ إِلَى الْجَنَّةِ ، وَجَعَلَ أَهْلَ بُغْضِي وَبُغْضِكَ فِي أَوَّلِ زُمْرَةِ الضَّالِّينَ مِنْ أُمَّتِي إِلَى النَّارِ .
وَأَمَّا الْأَرْبَعُونَ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) وَجَّهَنِي فِي بَعْضِ الْغَزَوَاتِ إِلَى رَكِيٍّ فَإِذَا لَيْسَ فِيهِ مَاءٌ فَرَجَعْتُ إِلَيْهِ فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) : أَفِيهِ طِينٌ ؟ قُلْتُ نَعَمْ . فَقَالَ ائْتِنِي مِنْهُ . فَأَتَيْتُ مِنْهُ بِطِينٍ فَتَكَلَّمَ فِيهِ ثُمَّ قَالَ : أَلْقِهِ فِي الرَّكِيِّ . فَأَلْقَيْتُهُ فَإِذَا الْمَاءُ قَدْ نَبَعَ حَتَّى امْتَلَأَ جَوَانِبُ الرَّكِيِّ . فَجِئْتُ إِلَيْهِ فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ لِي : وُفِّقْتَ يَا عَلِيُّ ، وَبِبَرَكَتِكَ نَبَعَ الْمَاءُ . فَهَذِهِ الْمَنْقَبَةُ خَاصَّةٌ بِي مِنْ دُونِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) .
وَأَمَّا الْحَادِيَةُ وَالْأَرْبَعُونَ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) يَقُولُ : أَبْشِرْ يَا عَلِيُّ ، فَإِنَّ جَبْرَئِيلَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) أَتَانِي فَقَالَ لِي : يَا مُحَمَّدُ ، إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى نَظَرَ إِلَى أَصْحَابِكَ فَوَجَدَ ابْنَ عَمِّكَ وَخَتَنَكَ عَلَى ابْنَتِكَ فَاطِمَةَ خَيْرَ أَصْحَابِكَ ، فَجَعَلَهُ وَصِيَّكَ وَالْمُؤَدِّيَ عَنْكَ .
وَأَمَّا الثَّانِيَةُ وَالْأَرْبَعُونَ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) يَقُولُ : أَبْشِرْ يَا عَلِيُّ ، فَإِنَّ مَنْزِلَكَ فِي الْجَنَّةِ مُوَاجِهُ مَنْزِلِي وَأَنْتَ مَعِي فِي الرَّفِيقِ الْأَعْلَى فِي أَعْلَى عِلِّيِّينَ . قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) وَمَا أَعْلَى عِلِّيُّونَ ؟ فَقَالَ قُبَّةٌ مِنْ دُرَّةٍ بَيْضَاءَ لَهَا سَبْعُونَ أَلْفَ مِصْرَاعٍ ، مَسْكَنٌ لِي وَلَكَ يَا عَلِيُّ .
وَأَمَّا الثَّالِثَةُ وَالْأَرْبَعُونَ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) قَالَ : إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ رَسَّخَ حُبِّي فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ وَكَذَلِكَ رَسَّخَ حُبَّكَ يَا عَلِيُّ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ ، وَرَسَّخَ بُغْضِي وَبُغْضَكَ فِي قُلُوبِ الْمُنَافِقِينَ ، فَلَا يُحِبُّكَ إِلَّا مُؤْمِنٌ تَقِيٌّ وَلَا يُبْغِضُكَ إِلَّا مُنَافِقٌ كَافِرٌ .
وَأَمَّا الرَّابِعَةُ وَالْأَرْبَعُونَ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) يَقُولُ : لَنْ يُبْغِضَكَ مِنَ الْعَرَبِ إِلَّا دَعِيٌّ وَلَا مِنَ الْعَجَمِ إِلَّا شَقِيٌّ وَلَا مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا سَلَقْلَقِيَّةٌ .
وَأَمَّا الْخَامِسَةُ وَالْأَرْبَعُونَ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) دَعَانِي وَأَنَا رَمِدُ الْعَيْنِ فَتَفَلَ فِي عَيْنِي وَقَالَ : اللَّهُمَّ اجْعَلْ حَرَّهَا فِي بَرْدِهَا وَبَرْدَهَا فِي حَرِّهَا . فَوَ اللَّهِ مَا اشْتَكَتْ عَيْنِي إِلَى هَذِهِ السَّاعَةِ .
وَأَمَّا السَّادِسَةُ وَالْأَرْبَعُونَ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) أَمَرَ أَصْحَابَهُ وَعُمُومَتَهُ بِسَدِّ الْأَبْوَابِ وَفَتَحَ بَابِي بِأَمْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، فَلَيْسَ لِأَحَدٍ مَنْقَبَةٌ مِثْلُ مَنْقَبَتِي .
وَأَمَّا السَّابِعَةُ وَالْأَرْبَعُونَ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) أَمَرَنِي فِي وَصِيَّتِهِ بِقَضَاءِ دُيُونِهِ وَعِدَاتِهِ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَدْ عَلِمْتَ أَنَّهُ لَيْسَ عِنْدِي مَالٌ . فَقَالَ سَيُعِينُكَ اللَّهُ . فَمَا أَرَدْتُ أَمْراً مِنْ قَضَاءِ دُيُونِهِ وَعِدَاتِهِ إِلَّا يَسَّرَهُ اللَّهُ لِي حَتَّى قَضَيْتُ دُيُونَهُ وَعِدَاتِهِ وَأَحْصَيْتُ ذَلِكَ فَبَلَغَ ثَمَانِينَ أَلْفاً وَبَقِيَ بَقِيَّةٌ أَوْصَيْتُ الْحَسَنَ أَنْ يَقْضِيَهَا .
وَأَمَّا الثَّامِنَةُ وَالْأَرْبَعُونَ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) أَتَانِي فِي مَنْزِلِي وَلَمْ يَكُنْ طَعِمْنَا مُنْذُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فَقَالَ : يَا عَلِيُّ ، هَلْ عِنْدَكَ مِنْ شَيْءٍ . فَقُلْتُ وَالَّذِي أَكْرَمَكَ بِالْكَرَامَةِ وَاصْطَفَاكَ بِالرِّسَالَةِ مَا طَعِمْتُ وَزَوْجَتِي وَابْنَايَ مُنْذُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ . فَقَالَ النَّبِيُّ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) : يَا فَاطِمَةُ ، ادْخُلِي الْبَيْتَ وَانْظُرِي هَلْ تَجِدِينَ شَيْئاً ؟ فَقَالَتْ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهَا) : خَرَجْتُ السَّاعَةَ . فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَدْخُلُهُ أَنَا . فَقَالَ ادْخُلْ بِاسْمِ اللَّهِ . فَدَخَلْتُ فَإِذَا أَنَا بِطَبَقٍ مَوْضُوعٍ عَلَيْهِ رُطَبٌ مِنْ تَمْرٍ وَجَفْنَةٍ مِنْ ثَرِيدٍ فَحَمَلْتُهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) فَقَالَ : يَا عَلِيُّ ، رَأَيْتَ الرَّسُولَ الَّذِي حَمَلَ هَذَا الطَّعَامَ ؟ فَقُلْتُ نَعَمْ . فَقَالَ صِفْهُ لِي . فَقُلْتُ مِنْ بَيْنِ أَحْمَرَ وَأَخْضَرَ وَأَصْفَرَ . فَقَالَ تِلْكَ خُطُوطُ جَنَاحِ جَبْرَئِيلَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) مُكَلَّلَةً بِالدُّرِّ وَالْيَاقُوتِ . فَأَكَلْنَا مِنَ الثَّرِيدِ حَتَّى شَبِعْنَا ، فَمَا رُئِيَ إِلَّا خَدْشُ أَيْدِينَا وَأَصَابِعِنَا ، فَخَصَّنِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِذَلِكَ مِنْ بَيْنِ أَصْحَابِهِ .
وَأَمَّا التَّاسِعَةُ وَالْأَرْبَعُونَ فَإِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى خَصَّ نَبِيَّهُ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) بِالنُّبُوَّةِ وَخَصَّنِي النَّبِيُّ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) بِالْوَصِيَّةِ ، فَمَنْ أَحَبَّنِي فَهُوَ سَعِيدٌ يُحْشَرُ فِي زُمْرَةِ الْأَنْبِيَاءِ (عَلَيْهِمْ السَّلَامُ) .
وَأَمَّا الْخَمْسُونَ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) بَعَثَ بِبَرَاءَةَ مَعَ أَبِي بَكْرٍ ، فَلَمَّا مَضَى أَتَى جَبْرَئِيلُ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ ، لَا يُؤَدِّي عَنْكَ إِلَّا أَنْتَ أَوْ رَجُلٌ مِنْكَ . فَوَجَّهَنِي عَلَى نَاقَتِهِ الْعَضْبَاءِ فَلَحِقْتُهُ بِذِي الْحُلَيْفَةِ فَأَخَذْتُهَا مِنْهُ ، فَخَصَّنِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِذَلِكَ .
وَأَمَّا الْحَادِيَةُ وَالْخَمْسُونَ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) أَقَامَنِي لِلنَّاسِ كَافَّةً يَوْمَ غَدِيرِ خُمٍّ فَقَالَ : مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ ، فَبُعْداً وَسُحْقاً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ .
وَأَمَّا الثَّانِيَةُ وَالْخَمْسُونَ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) قَالَ : يَا عَلِيُّ أَلَا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ عَلَّمَنِيهِنَّ جَبْرَئِيلُ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) ؟ فَقُلْتُ بَلَى . قَالَ قُلْ : ﴿يَا رَازِقَ الْمُقِلِّينَ وَيَا رَاحِمَ الْمَسَاكِينِ وَيَا أَسْمَعَ السَّامِعِينَ وَيَا أَبْصَرَ النَّاظِرِينَ وَيَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ ، ارْحَمْنِي وَارْزُقْنِي﴾ .
وَأَمَّا الثَّالِثَةُ وَالْخَمْسُونَ فَإِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَنْ يَذْهَبَ بِالدُّنْيَا حَتَّى يَقُومَ مِنَّا الْقَائِمُ (عَجَّلَ اللَّهُ تَعَالَى فَرَجَهُ) يَقْتُلُ مُبْغِضِينَا وَلَا يَقْبَلُ الْجِزْيَةَ ، وَيَكْسِرُ الصَّلِيبَ وَالْأَصْنَامَ وَيَضَعُ الْحَرْبُ أَوْزارَها وَيَدْعُو إِلَى أَخْذِ الْمَالِ فَيَقْسِمُهُ بِالسَّوِيَّةِ وَيَعْدِلُ فِي الرَّعِيَّةِ .
وَأَمَّا الرَّابِعَةُ وَالْخَمْسُونَ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) يَقُولُ : يَا عَلِيُّ ، سَيَلْعَنُكَ بَنُو أُمَيَّةَ وَيَرُدُّ عَلَيْهِمْ مَلَكٌ بِكُلِّ لَعْنَةٍ أَلْفَ لَعْنَةٍ ، فَإِذَا قَامَ الْقَائِمُ لَعَنَهُمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً .
وَأَمَّا الْخَامِسَةُ وَالْخَمْسُونَ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) قَالَ لِي : سَيُفْتَتَنُ فِيكَ طَوَائِفُ مِنْ أُمَّتِي فَيَقُولُونَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) لَمْ يُخَلِّفْ شَيْئاً فَبِمَاذَا أَوْصَى عَلِيّاً ، أَوَلَيْسَ كِتَابُ رَبِّي أَفْضَلَ الْأَشْيَاءِ بَعْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ؟ وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ لَئِنْ لَمْ تَجْمَعْهُ بِإِتْقَانٍ لَمْ يُجْمَعْ أَبَداً . فَخَصَّنِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِذَلِكَ مِنْ دُونِ الصَّحَابَةِ .
وَأَمَّا السَّادِسَةُ وَالْخَمْسُونَ فَإِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى خَصَّنِي بِمَا خَصَّ بِهِ أَوْلِيَاءَهُ وَأَهْلَ طَاعَتِهِ ، وَجَعَلَنِي وَارِثَ مُحَمَّدٍ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) فَمَنْ سَاءَهُ سَاءَهُ وَمَنْ سَرَّهُ سَرَّهُ - وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ نَحْوَ الْمَدِينَةِ - .
وَأَمَّا السَّابِعَةُ وَالْخَمْسُونَ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) كَانَ فِي بَعْضِ الْغَزَوَاتِ فَفَقَدَ الْمَاءَ فَقَالَ لِي : يَا عَلِيُّ ، قُمْ إِلَى هَذِهِ الصَّخْرَةِ وَقُلْ : ﴿أَنَا رَسُولُ رَسُولِ اللَّهِ ، انْفَجِرِي لِي مَاءً﴾ . فَوَ اللَّهِ الَّذِي أَكْرَمَهُ بِالنُّبُوَّةِ لَقَدْ أَبْلَغْتُهَا الرِّسَالَةَ فَاطَّلَعَ مِنْهَا مِثْلُ ثُدِيِّ الْبَقَرِ ، فَسَالَ مِنْ كُلِّ ثَدْيٍ مِنْهَا مَاءٌ فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ أَسْرَعْتُ إِلَى النَّبِيِّ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) فَأَخْبَرْتُهُ . فَقَالَ انْطَلِقْ يَا عَلِيُّ ، فَخُذْ مِنَ الْمَاءِ . وَجَاءَ الْقَوْمُ حَتَّى مَلَئُوا قِرَبَهُمْ وَإِدَاوَاتِهِمْ وَسَقَوْا دَوَابَّهُمْ وَشَرِبُوا وَتَوَضَّئُوا فَخَصَّنِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِذَلِكَ مِنْ دُونِ الصَّحَابَةِ .
وَأَمَّا الثَّامِنَةُ وَالْخَمْسُونَ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) أَمَرَنِي فِي بَعْضِ غَزَوَاتِهِ وَقَدْ نَفِدَ الْمَاءُ فَقَالَ : يَا عَلِيُّ ، ائْتِنِي بِتَوْرٍ فَأَتَيْتُهُ بِهِ فَوَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى وَيَدِي مَعَهَا فِي التَّوْرِ فَقَالَ : ﴿انْبُعْ﴾ . فَنَبَعَ الْمَاءُ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِنَا .
وَأَمَّا التَّاسِعَةُ وَالْخَمْسُونَ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) وَجَّهَنِي إِلَى خَيْبَرَ فَلَمَّا أَتَيْتُهُ وَجَدْتُ الْبَابَ مُغْلَقاً فَزَعْزَعْتُهُ شَدِيداً فَقَلَعْتُهُ وَرَمَيْتُ بِهِ أَرْبَعِينَ خُطْوَةً ، فَدَخَلْتُ فَبَرَزَ إِلَيَّ مَرْحَبٌ فَحَمَلَ عَلَيَّ وَحَمَلْتُ عَلَيْهِ وَسَقَيْتُ الْأَرْضَ مِنْ دَمِهِ ، وَقَدْ كَانَ وَجَّهَ رَجُلَيْنِ مِنْ أَصْحَابِهِ فَرَجَعَا مُنْكَسِفَيْنِ .
وَأَمَّا السِّتُّونَ فَإِنِّي قَتَلْتُ عَمْرَو بْنَ عَبْدِ وُدٍّ وَكَانَ يُعَدُّ بِأَلْفِ رَجُلٍ .
وَأَمَّا الْحَادِيَةُ وَالسِّتُّونَ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) يَقُولُ : يَا عَلِيُّ ، مَثَلُكَ فِي أُمَّتِي مَثَلُ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ، فَمَنْ أَحَبَّكَ بِقَلْبِهِ فَكَأَنَّمَا قَرَأَ ثُلُثَ الْقُرْآنِ ، وَمَنْ أَحَبَّكَ بِقَلْبِهِ وَأَعَانَكَ بِلِسَانِهِ فَكَأَنَّمَا قَرَأَ ثُلُثَيِ الْقُرْآنِ ، وَمَنْ أَحَبَّكَ بِقَلْبِهِ وَأَعَانَكَ بِلِسَانِهِ وَنَصَرَكَ بِيَدِهِ فَكَأَنَّمَا قَرَأَ الْقُرْآنَ كُلَّهُ .
وَأَمَّا الثَّانِيَةُ وَالسِّتُّونَ فَإِنِّي كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) فِي جَمِيعِ الْمَوَاطِنِ وَالْحُرُوبِ وَكَانَتْ رَايَتُهُ مَعِي .
وَأَمَّا الثَّالِثَةُ وَالسِّتُّونَ فَإِنِّي لَمْ أَفِرَّ مِنَ الزَّحْفِ قَطُّ وَلَمْ يُبَارِزْنِي أَحَدٌ إِلَّا سَقَيْتُ الْأَرْضَ مِنْ دَمِهِ .
وَأَمَّا الرَّابِعَةُ وَالسِّتُّونَ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) أُتِيَ بِطَيْرٍ مَشْوِيٍّ مِنَ الْجَنَّةِ ، فَدَعَا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَدْخُلَ عَلَيْهِ أَحَبُّ خَلْقِهِ إِلَيْهِ فَوَفَّقَنِي اللَّهُ لِلدُّخُولِ عَلَيْهِ حَتَّى أَكَلْتُ مَعَهُ مِنْ ذَلِكَ الطَّيْرِ .
وَأَمَّا الْخَامِسَةُ وَالسِّتُّونَ فَإِنِّي كُنْتُ أُصَلِّي فِي الْمَسْجِدِ فَجَاءَ سَائِلٌ فَسَأَلَ وَأَنَا رَاكِعٌ فَنَاوَلْتُهُ خَاتَمِي مِنْ إِصْبَعِي فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِيَ : ﴿إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ﴾ .
وَأَمَّا السَّادِسَةُ وَالسِّتُّونَ فَإِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى رَدَّ عَلَيَّ الشَّمْسَ مَرَّتَيْنِ وَلَمْ يَرُدَّهَا عَلَى أَحَدٍ مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) غَيْرِي .
وَأَمَّا السَّابِعَةُ وَالسِّتُّونَ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) أَمَرَ أَنْ أُدْعَى بِإِمْرَةِ الْمُؤْمِنِينَ فِي حَيَاتِهِ وَبَعْدَ مَوْتِهِ ، وَلَمْ يُطْلِقْ ذَلِكَ لِأَحَدٍ غَيْرِي .
وَأَمَّا الثَّامِنَةُ وَالسِّتُّونَ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) قَالَ : يَا عَلِيُّ ، إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ نَادَى مُنَادٍ مِنْ بُطْنَانِ الْعَرْشِ : ﴿أَيْنَ سَيِّدُ الْأَنْبِيَاءِ ؟﴾ فَأَقُومُ ثُمَّ يُنَادَى : ﴿أَيْنَ سَيِّدُ الْأَوْصِيَاءِ ؟﴾ فَتَقُومُ وَيَأْتِينِي رِضْوَانُ بِمَفَاتِيحِ الْجَنَّةِ وَيَأْتِينِي مَالِكٌ بِمَقَالِيدِ النَّارِ فَيَقُولَانِ : ﴿إِنَّ اللَّهَ جَلَّ جَلَالُهُ أَمَرَنَا أَنْ نَدْفَعَهَا إِلَيْكَ وَنَأْمُرَكَ أَنْ تَدْفَعَهَا إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ﴾ . فَتَكُونُ يَا عَلِيُّ قَسِيمَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ .
وَأَمَّا التَّاسِعَةُ وَالسِّتُّونَ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) يَقُولُ : لَوْلَاكَ مَا عُرِفَ الْمُنَافِقُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ .
وَأَمَّا السَّبْعُونَ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) نَامَ وَنَوَّمَنِي وَزَوْجَتِي فَاطِمَةَ وَابْنَيَّ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ وَأَلْقَى عَلَيْنَا عَبَاءَةً قَطَوَانِيَّةً فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِينَا : ﴿إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً﴾ . وَقَالَ جَبْرَئِيلُ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : ﴿أَنَا مِنْكُمْ يَا مُحَمَّدُ﴾ . فَكَانَ سَادِسُنَا جَبْرَئِيلَ .
المصدر : (الخصال : ج2، ص572.)
تعليق