بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
يحكي أحد العلماء قصته :
رأيت رؤيا في منامي كأن
القيامة قد قامت
والمحشر يغص بالخلائق
و الكتب تتطاير
كنت أهرول مذعورا لأعرف مصيري
لا أحد يجيبني
وقفت قليلا التقط أنفاسي
راودتني خلجات تقول لي
أنت عالم معروف و شيخ جليل القدر فلم تخاف
اهدأ ولا تخف
بعد لحظات رأيت مخلوقين غريبين اتجها إلي و أمسكا بي و كأني مجرم
استغربت فسألتهما لما تعاملاني هكذا
فردا علي نحن عملك في الدنيا نتجسد لك على صورة مخلوقين
فذهلت من شكلهما المخيف
و سرت معهما إلى جهة مجهولة
تركاني هناك وحدي
و مضيا عني
تلفت يمينا شمالا لا أحد هناك
فجأة حضر لي شخص مهيب و قور و في يده كتاب
قال لي
يافلان
ماذا تتوقع مصيرك
فقلت بسرعة و بدون تردد
الجنة
فقال
خذ هذا الكتاب و عد الصفحات البيضاء فإن خرجت لك بمقدار ثلاثة أرباع الكتاب فاتجه من هنا وأشار إلى جهة خضراء فيها زرع و نهر يجري
و إن خرج لك النصف فاتجه من هنا واشار بيده الى جهة تراب عادية فيها طريق طويل خالي من اي شيئ
و إن خرج لك الربع فاتجه من هنا واشار بيده الى جهة قاتمة فيها ظلام
و إن خرج لك أقل من الربع فاتجه من هنا واشار الى جهة فيها وهج و حرارة و اصوات فوران مختلفة
فقلت له و إن خرج لي فوق ثلاثة ارباع
فابتسم و طأطأ رأسه إلى الأرض
وقال تأتي معي حينها
فوضعت يدي على الكتاب لأفتحه ويدي ترتجف
خوفا
ففتحته و بدأت أنشر صفحاته لكني لم أجد صفحة واحدة بيضاء
فتغلغل لساني من الصدمة
فنطقت بكلمات متقطعة:
ولكني عملت الكثير في دنياي من الأعمال الصالحة فلم لم ترصد لي
فرد علي لقد رصدت لك كل اعمالك
فقلت إذن لماذا لا أجد صفحة بيضاء
قال لأن أعمالك أكثرها ظاهرها جيدة و باطنها غير جيد و هذه الصفحات لا تكون بيضاء إلا بجودة باطن العمل دون ظاهره
فقلت و لكني حين عملت كنت ابتغي وجه الله
فقال لي
كنت تريد من عملك وجه الناس و ليس وجه الله
و الله مطلع على سريرتك
و قد نلت نصيبك من الناس في الدنيا
وهم محل اهتمامك
فقلت و كيف
فقال
افتح الصفحة الفلانية
ففتحتها
فقال اقرأ ماذا فعلت في اليوم الفلاني في الساعة الفلانية
فقرأت فوجدت أنه مكتوب لي
أنني ناظرت العلماء الفلانيين في موضوع فلاني و لم يكن قصدي الباطني سوى حب الظهور رغم أني كنت قد تظاهرت أن هدفي خدمة الموضوع والحقيقة
لكن الله لا تخفى عليه النوايا فرصدت لي و لكن الصفحة لم تبيض ببياض النية لأن نيتي ليست بيضاء و لا يبيض الصفحات إلا النية البيضاء
تذكرت حينها ذلك الموقف و تذكرت فعلا كيف كنت اتباهى في داخلي
ثم قال لي افتح الصفحة الفلانية ففتحتها فوجدت مكتوب فيها أنني صمت الأيام الفلانية تطوعا
ولكني قصدت وجه الناس بجزء منها
حيث كنت بمقدوري أن أخفي هذه العبادة إلا أن نفسي أبت إلا أن أفتعل الأسباب لأعلم من حولي أني صائم
وبهذا فسد عملي بالرياء والعجب فلم تبيض صفحتي بسببه
و ظل يقول لي افتح الصفحة الفلانية و الفلانية إلى أن فتحت صفحة
كان فيها
أني وجدت قوما يتحزبون ضد مؤمن لم يذنب في حقهم أي ذنب غاية ما في الأمر أنهم لا يرتاحون له لعدم انسياقه لرغباتهم و أفكارهم
فتبعتهم في تحزبهم ضده
بغية الحضوة منهم
وها أنا نلتها منهم فقد رفعوا منزلتي لديهم
فأخذت ثوابي في الدنيا فلم يبق لي ما يبيض صفحتي في الآخرة
فنظر الرجل لي و قال لقد أخذت نصيبك في الدنيا
ولم تبقي لك شيئا إلى الآخرة
طأطأت برأسي وقلت وا أسفاه
كل تلك الأعمال التي عملتها لم تنفعني اليوم
ثم انحدرت دموعي على خدي و أنا اقلب في الصفحات
إلى أن وجدت صفحة بيضاء ناصعة ففرحت فرحا شديدا
و قلت للرجل لقد عثرت على صفحة بيضاء
ففتحتها فوجدت مكتوبا فيها
عبدي لقد أعطيت يتيما في اليوم الفلاني في الساعة الفلانية مبلغا ماليا قدره كذا ليصلح أموره الدراسية و قد تسببت له في نجاحه في المدرسة
ولم تطلع أي مخلوق عليك ولم تكن تريد غير وجه الله ولم تشب نيتك شائبة
و مرت الأيام و السنون و اليتيم كبر و كان الناس يظنون أنه تلقى مساعدة من أقاربه حتى مرضت مرضا شديدا ذات مرة فكان اليتيم يبكي بجانب فراشك بكاء شديدا مما لفت أنظار الناس فسألوه هل يقرب لك هذا المريض فقال لا ولكنه كان سبب تفوقي في دراستي حيث كان يعينني على شراء الكتب الثمينة و يعطيني ثمن الدراسة و غيرها بعد وفاة والدي
فحسبت لك كل دمعة من دموع هذا اليتيم ذرفها على فراشك
وحسب لك كل ما ناله من تفوق
و حسب لك إخلاص عملك
لله
فانحنيت على الرجل أقبل يديه
وقلت له
أريد أن أبحث أكثر لعلي أجد صفحات أخرى
وفي الأخير خرجت بربع المقدار
فحمدت الله كثيرا
واتجهت إلى الجهة التي وجهني إليها الرجل
فتفاجأت أني وجدت هناك الكثير ممن كنت أظنهم في الدنيا أنهم في أعلى عليين في الجنة
وكلما سألت أحدا منهم قال لي أنه مفلس
فلقد أكل الرياء والعجب أكثر أعماله
و أن نيته لم تكن خالصة لوجه الله
و كأني مكثت زمنا طويلا في هذه الجهة ثم خطر على بالي أن اتفقد أشخاصا كنت استهجنهم في الدنيا و اترفع عليهم إما لعدم إقبال الناس عليهم و إما لعدم بروزهم في المجتمع و إما لعدم إشادة الناس بهم و إما لأني أرى نفسي أحسن منهم و إما لأسباب مشابهة
فذهبت امشي في كل مكان أبحث عنهم فلم أجدهم
فخطر على بالي أنهم ربما في الدرجة التي هي أقل من درجتي
فسولت لي نفسي أن اتجه إلى الرجل المهيب و أسأله
وفعلا توجهت و سألته فأشار إلى الجهة الخضراء
فاغبر وجهي و شعرت بالحسرة و الندم
حيث عرفت ساعتها
أن الرفيع عند الله هو من كنت استهجنه في الدنيا أنا و أمثالي
و أن الوضيع عنده هو من كنت أنا و أمثالي أرفعه في الدنيا و أمجده
حينها تمنيت لو أعود إلى الدنيا لأرفع و اعتذر من كل شخص احتقرته أو ظلمته أو استنقصته أو وقفت مع الظروف ضده أو ساعدته لألقى التمجيد و التمديح و الإشادة من الناس
صحوت من النوم و كأن الرؤيا لم تكن رؤيا بل كانت واقعا مريرا عشته .
الغريب في الأمر أني رغم طول الرؤيا إلا أني لم أكن قد غفوت كثيرا حيث نمت بعد صلاة الليل بدقائق ريثما يحين وقت صلاة الصبح
بعد هذه الرؤيا قصدت في اليوم الثاني أحد المراجع العظام في قم المقدسة و قصصت عليه رؤياي و أنا حزين فطمأنني و قال لي لو لم يحبك الله لما ساق لك هذا التنبيه في المنام
وإنما ساقه لك ليأخذك نحو التكامل الروحي
ولابد أنك فعلت شيئا عظيما هذه الفترة الأخيرة جعلت الله ينعم عليك بنعمة الهداية
فسرحت بفكري بعيدا اتذكر شيئا فعلته فلم اتذكر
لكن شيئا خطر على بالي وهو أني بدأت أقلل من تواجدي مع زملائي في مجالس كنت قد اعتدت على حضورها
و ما دعاني إلى التقليل
هو وجود بعض الأمور التي تتنافى مع كمال الأخلاق التي يفترض بطالب العلم أن يتجنبها لتسمو روحه
و من ذلك الاكثار من الاهتمام و الحديث عن شهوة البطن و الفرج و التلذذ بالشهرة و حب الرئاسة و بعض المظاهر
مع أنها تتم في طابع ديني
إلا أني شعرت بهبوط في المستوى الروحي و أحسست بعدم الارتياح من نفسي
فأصبحت أفضل الخلوة لمحاسبة نفسي و مراقبتها و تهذيبها
فقط هذا هو ما اتذكر أني فعلته في الآونة الأخيرة
فقال لي المرجع الجليل
كفى بهذا سببا لأن يسخر لك الله رؤيا تصلحك
فقد كانت نيتك من تقليلك هذه المجالس هو صلاح نفسك
و من قصد صلاح الطوية وفقه الله
ألم تقرأ الآية الكريمة?
" ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"
فودعت المرجع و عدت اتفكر فيما حدث
لم أكن اتوقع إلى هذه الدرجة
أن الرياء و العجب و حب الشهرة و الرئاسة تحرق أعمال الإنسان !!!!
يستحق التأمل
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
يحكي أحد العلماء قصته :
رأيت رؤيا في منامي كأن
القيامة قد قامت
والمحشر يغص بالخلائق
و الكتب تتطاير
كنت أهرول مذعورا لأعرف مصيري
لا أحد يجيبني
وقفت قليلا التقط أنفاسي
راودتني خلجات تقول لي
أنت عالم معروف و شيخ جليل القدر فلم تخاف
اهدأ ولا تخف
بعد لحظات رأيت مخلوقين غريبين اتجها إلي و أمسكا بي و كأني مجرم
استغربت فسألتهما لما تعاملاني هكذا
فردا علي نحن عملك في الدنيا نتجسد لك على صورة مخلوقين
فذهلت من شكلهما المخيف
و سرت معهما إلى جهة مجهولة
تركاني هناك وحدي
و مضيا عني
تلفت يمينا شمالا لا أحد هناك
فجأة حضر لي شخص مهيب و قور و في يده كتاب
قال لي
يافلان
ماذا تتوقع مصيرك
فقلت بسرعة و بدون تردد
الجنة
فقال
خذ هذا الكتاب و عد الصفحات البيضاء فإن خرجت لك بمقدار ثلاثة أرباع الكتاب فاتجه من هنا وأشار إلى جهة خضراء فيها زرع و نهر يجري
و إن خرج لك النصف فاتجه من هنا واشار بيده الى جهة تراب عادية فيها طريق طويل خالي من اي شيئ
و إن خرج لك الربع فاتجه من هنا واشار بيده الى جهة قاتمة فيها ظلام
و إن خرج لك أقل من الربع فاتجه من هنا واشار الى جهة فيها وهج و حرارة و اصوات فوران مختلفة
فقلت له و إن خرج لي فوق ثلاثة ارباع
فابتسم و طأطأ رأسه إلى الأرض
وقال تأتي معي حينها
فوضعت يدي على الكتاب لأفتحه ويدي ترتجف
خوفا
ففتحته و بدأت أنشر صفحاته لكني لم أجد صفحة واحدة بيضاء
فتغلغل لساني من الصدمة
فنطقت بكلمات متقطعة:
ولكني عملت الكثير في دنياي من الأعمال الصالحة فلم لم ترصد لي
فرد علي لقد رصدت لك كل اعمالك
فقلت إذن لماذا لا أجد صفحة بيضاء
قال لأن أعمالك أكثرها ظاهرها جيدة و باطنها غير جيد و هذه الصفحات لا تكون بيضاء إلا بجودة باطن العمل دون ظاهره
فقلت و لكني حين عملت كنت ابتغي وجه الله
فقال لي
كنت تريد من عملك وجه الناس و ليس وجه الله
و الله مطلع على سريرتك
و قد نلت نصيبك من الناس في الدنيا
وهم محل اهتمامك
فقلت و كيف
فقال
افتح الصفحة الفلانية
ففتحتها
فقال اقرأ ماذا فعلت في اليوم الفلاني في الساعة الفلانية
فقرأت فوجدت أنه مكتوب لي
أنني ناظرت العلماء الفلانيين في موضوع فلاني و لم يكن قصدي الباطني سوى حب الظهور رغم أني كنت قد تظاهرت أن هدفي خدمة الموضوع والحقيقة
لكن الله لا تخفى عليه النوايا فرصدت لي و لكن الصفحة لم تبيض ببياض النية لأن نيتي ليست بيضاء و لا يبيض الصفحات إلا النية البيضاء
تذكرت حينها ذلك الموقف و تذكرت فعلا كيف كنت اتباهى في داخلي
ثم قال لي افتح الصفحة الفلانية ففتحتها فوجدت مكتوب فيها أنني صمت الأيام الفلانية تطوعا
ولكني قصدت وجه الناس بجزء منها
حيث كنت بمقدوري أن أخفي هذه العبادة إلا أن نفسي أبت إلا أن أفتعل الأسباب لأعلم من حولي أني صائم
وبهذا فسد عملي بالرياء والعجب فلم تبيض صفحتي بسببه
و ظل يقول لي افتح الصفحة الفلانية و الفلانية إلى أن فتحت صفحة
كان فيها
أني وجدت قوما يتحزبون ضد مؤمن لم يذنب في حقهم أي ذنب غاية ما في الأمر أنهم لا يرتاحون له لعدم انسياقه لرغباتهم و أفكارهم
فتبعتهم في تحزبهم ضده
بغية الحضوة منهم
وها أنا نلتها منهم فقد رفعوا منزلتي لديهم
فأخذت ثوابي في الدنيا فلم يبق لي ما يبيض صفحتي في الآخرة
فنظر الرجل لي و قال لقد أخذت نصيبك في الدنيا
ولم تبقي لك شيئا إلى الآخرة
طأطأت برأسي وقلت وا أسفاه
كل تلك الأعمال التي عملتها لم تنفعني اليوم
ثم انحدرت دموعي على خدي و أنا اقلب في الصفحات
إلى أن وجدت صفحة بيضاء ناصعة ففرحت فرحا شديدا
و قلت للرجل لقد عثرت على صفحة بيضاء
ففتحتها فوجدت مكتوبا فيها
عبدي لقد أعطيت يتيما في اليوم الفلاني في الساعة الفلانية مبلغا ماليا قدره كذا ليصلح أموره الدراسية و قد تسببت له في نجاحه في المدرسة
ولم تطلع أي مخلوق عليك ولم تكن تريد غير وجه الله ولم تشب نيتك شائبة
و مرت الأيام و السنون و اليتيم كبر و كان الناس يظنون أنه تلقى مساعدة من أقاربه حتى مرضت مرضا شديدا ذات مرة فكان اليتيم يبكي بجانب فراشك بكاء شديدا مما لفت أنظار الناس فسألوه هل يقرب لك هذا المريض فقال لا ولكنه كان سبب تفوقي في دراستي حيث كان يعينني على شراء الكتب الثمينة و يعطيني ثمن الدراسة و غيرها بعد وفاة والدي
فحسبت لك كل دمعة من دموع هذا اليتيم ذرفها على فراشك
وحسب لك كل ما ناله من تفوق
و حسب لك إخلاص عملك
لله
فانحنيت على الرجل أقبل يديه
وقلت له
أريد أن أبحث أكثر لعلي أجد صفحات أخرى
وفي الأخير خرجت بربع المقدار
فحمدت الله كثيرا
واتجهت إلى الجهة التي وجهني إليها الرجل
فتفاجأت أني وجدت هناك الكثير ممن كنت أظنهم في الدنيا أنهم في أعلى عليين في الجنة
وكلما سألت أحدا منهم قال لي أنه مفلس
فلقد أكل الرياء والعجب أكثر أعماله
و أن نيته لم تكن خالصة لوجه الله
و كأني مكثت زمنا طويلا في هذه الجهة ثم خطر على بالي أن اتفقد أشخاصا كنت استهجنهم في الدنيا و اترفع عليهم إما لعدم إقبال الناس عليهم و إما لعدم بروزهم في المجتمع و إما لعدم إشادة الناس بهم و إما لأني أرى نفسي أحسن منهم و إما لأسباب مشابهة
فذهبت امشي في كل مكان أبحث عنهم فلم أجدهم
فخطر على بالي أنهم ربما في الدرجة التي هي أقل من درجتي
فسولت لي نفسي أن اتجه إلى الرجل المهيب و أسأله
وفعلا توجهت و سألته فأشار إلى الجهة الخضراء
فاغبر وجهي و شعرت بالحسرة و الندم
حيث عرفت ساعتها
أن الرفيع عند الله هو من كنت استهجنه في الدنيا أنا و أمثالي
و أن الوضيع عنده هو من كنت أنا و أمثالي أرفعه في الدنيا و أمجده
حينها تمنيت لو أعود إلى الدنيا لأرفع و اعتذر من كل شخص احتقرته أو ظلمته أو استنقصته أو وقفت مع الظروف ضده أو ساعدته لألقى التمجيد و التمديح و الإشادة من الناس
صحوت من النوم و كأن الرؤيا لم تكن رؤيا بل كانت واقعا مريرا عشته .
الغريب في الأمر أني رغم طول الرؤيا إلا أني لم أكن قد غفوت كثيرا حيث نمت بعد صلاة الليل بدقائق ريثما يحين وقت صلاة الصبح
بعد هذه الرؤيا قصدت في اليوم الثاني أحد المراجع العظام في قم المقدسة و قصصت عليه رؤياي و أنا حزين فطمأنني و قال لي لو لم يحبك الله لما ساق لك هذا التنبيه في المنام
وإنما ساقه لك ليأخذك نحو التكامل الروحي
ولابد أنك فعلت شيئا عظيما هذه الفترة الأخيرة جعلت الله ينعم عليك بنعمة الهداية
فسرحت بفكري بعيدا اتذكر شيئا فعلته فلم اتذكر
لكن شيئا خطر على بالي وهو أني بدأت أقلل من تواجدي مع زملائي في مجالس كنت قد اعتدت على حضورها
و ما دعاني إلى التقليل
هو وجود بعض الأمور التي تتنافى مع كمال الأخلاق التي يفترض بطالب العلم أن يتجنبها لتسمو روحه
و من ذلك الاكثار من الاهتمام و الحديث عن شهوة البطن و الفرج و التلذذ بالشهرة و حب الرئاسة و بعض المظاهر
مع أنها تتم في طابع ديني
إلا أني شعرت بهبوط في المستوى الروحي و أحسست بعدم الارتياح من نفسي
فأصبحت أفضل الخلوة لمحاسبة نفسي و مراقبتها و تهذيبها
فقط هذا هو ما اتذكر أني فعلته في الآونة الأخيرة
فقال لي المرجع الجليل
كفى بهذا سببا لأن يسخر لك الله رؤيا تصلحك
فقد كانت نيتك من تقليلك هذه المجالس هو صلاح نفسك
و من قصد صلاح الطوية وفقه الله
ألم تقرأ الآية الكريمة?
" ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"
فودعت المرجع و عدت اتفكر فيما حدث
لم أكن اتوقع إلى هذه الدرجة
أن الرياء و العجب و حب الشهرة و الرئاسة تحرق أعمال الإنسان !!!!
يستحق التأمل
تعليق