
❖ المقالة:
المؤمنون بمقتضى إيمانهم واتّباعهم لأهل البيت (


مما لا شكّ فيه أن البشرية إذا كانت متمرّدة على مشروع الإمام لا يمكن للإمام (عجّل الله فرجه) حينئذٍ أن ينتصر، لأن الظهور من سنن الله تعالى وأنه تعالى أبى إلّا أن يجري الأمور بأسبابها، وليس بالإعجاز فقط ومحض الغيب، كما بيّن ذلك في القرآن الكريم في قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾.
فإنّ الله تعالى كتب لدولة العدل أن تقام على الأرض، لكن متى توفرت الشرائط والمعدات لذلك، وهذه توفرها البشرية بأن تستعد وتتقبل ذلك وتقوم به، ومن أهم صور الاستعداد نشر مذهب أهل البيت (

وهناك عدّة روايات يظهر منها أن ظهور وإقامة دولة العدل ودولة أئمّة أهل البيت (





وعليه فلما كان الأمر كذلك فلا نتوقع الظهور وقيام دولة الحق مع عدم النصرة وأن النصرة له (عجّل الله فرجه) لابدَّ أن تكون من الأفراد ومن المجتمعات والدول ولا نتصور حصول النصرة له من الأفراد والمجتمعات والدول إلّا إذا انتشر الاعتقاد بمشروع ومنهاج أهل البيت (

وقد ورد في الدعاء: «مؤمن بإيابكم، مصدق برجعتكم، منتظر لأمركم، مرتقب لدولتكم»، فإنّ هذا ترتب تصاعدي، مؤمن، ثمّ مصدّق، ثمّ منتظر، ثمّ مترقّب، ولكل درجة ومرتبة من هذه العناوين شرائط ووظائف خاصة كما له مفهومه الخاص، فالمنتظر هو الذي يباشر العمل، أي من يقوم بإيجاد مقدمات يتوقف عليها تحقيق نتيجة معينة، والمترقب هو من أنجز العمل ووفر وحقق ما هو مطلوب منه كمقدمات لذلك العمل ولم يبقَ له إلّا الحصول على هدفه وأخذ النتيجة.
فإذا كنّا منتظرين لظهور الأمر وتحققه لابدَّ من تحمل المسؤولية والعمل على تحقق مقدمات الظهور وهي نشر مذهب أهل البيت (

فإنّ عقائد أهل البيت (



وكذا تحمل مسؤولية الأمر بالمعروف الاجتماعي والسياسي والمالي و...
لذلك تقول بعض الدراسات الغربية: إن عقيدة الإمام الحسين عقيدة خطرة لأنها تمنع وتمانع وتقاوم الذوبان في الثقافات الأخرى فإنّ هذه العقيدة فيها خصائص وصفات تمنع التأثر بالغير، حيث إن كل المسلمين ذابوا في الغرب إلّا أتباع أهل البيت (


إذن مشروع الإمام الحسين (

وهكذا الكلام في العقيدة بالإمام المهدي (عجّل الله فرجه) فهي إحدى عقائد مدرسة أهل البيت (

يقول الخبير والباحث الاستراتيجي (فرانسو) توال في الجغرافية السياسية: (إن عقيدة الإمام المهدي عند الشيعة ليست عقيدة تجريدية جمودية، بل هي عقيدة مشروع دولي عولمي أُممي)، ويضيف هذا الكاتب القول: (والمشكلة أن هذا الطموح الخطير لا نجده في أيّ ملّة ولا نحلة ولا جماعة أخرى)، ثمّ يحذّر بالقول: (فلذلك يجب على المراقبين الدوليين أن يلتفتوا إلى خطورة هذه العقيدة فإنّها ليست عقيدة وحسب، بل هي مشروع عالمي متكامل. لاسيّما أن هذا المشروع أكبر شعار لكل مؤمن بالعدالة وهي العدالة المطلقة)، ومعلوم أن العدالة هي أنشودة كل البشرية على طول التاريخ، إذ مذهب أهل البيت (

إذن نحن لابدَّ أن نتحمّل المسؤولية إذا كنّا ننتظر الظهور، وذلك بأن نسعى للإعداد للظهور وهذا الإعداد لا يكون إلّا بوسيلة وحيدة وهي الأولى والأخيرة في تحقيق الظهور وهي نشر مذهب وعقائد أهل البيت (


فإنّ هذه الميزات هي من خصائص ومنهاج آبائه وأجداده الأئمّة الطاهرين (


وهكذا في دولة الإمام (عجّل الله فرجه) فإنّ المنشود منها هو إقامة دولة الحق والتي هي على طبق منهج أهل البيت (

#صاحب_الزمان #الموعود #القائم #المهدي #الحجة #المنتظر #أبا_صالح #الإمام_المهدي
مركز الدراسات التخصصية في الامام المهدي

تعليق