من كرامات ومعاجز الامام الكاظم (ع) في طريق الحج .
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وال محمد .
عظم الله لنا ولكم الاجر بذكرى استشهاد الامام المسموم موسى الكاظم (ع) .
قد تحصل للمؤمن العادي الصالح العابد بعض الكرامات والفضائل التي تظهر للناس فكيف لا تحصل المعاجز والكرامات بمن هم سادة وقادة اهل الايمان وامناء الرحمن اعني الائمة المعصومين (ع) .
وننقل بعض الكرامات والمعاجز التي حصلت للامام الكاظم (ع) وهو سالكا و قاصدا حج بيت الله الحرام .
( يقول شقيق بن إبراهيم البلخي : خرجت حاجا في سنة تسع وأربعين ومائة، فنزلت القادسية، فإذا شاب حسن الوجه شديد السمرة - عليه ثوب صوف مشتمل بشملة، في رجليه نعلان - وقد جلس منفردا عن الناس، فقلت في نفسي هذا الفتى من الصوفية يريد أن يكون كلا على الناس ، و الله لأمضين إليه و أوبخنه ، فدنوت منه فلما رآني قال : يا شقيق : ( اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ) - 1 -
فقلت في نفسي : هذا عبد صالح ، قد نطق بما في خاطري ، لألحقنه ولأسألنه أن يجالسني . فقلت : عيني فلما نزلنا واقصة إذا به يصلي وأعضاؤه تضطرب ودموعه تتحادر . فقلت : أمضي إليه وأعتذر . فأوجز في صلاته ثم قال : يا شقيق : ( وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى ) - 2 -
فقلت : هذا من الأبدال ، قد تكلم على سري مرتين . فلما نزلنا في زبالة إذا به قائم على البئر وبيده ركوة يريد أن يستقي ماء ، فسقطت الركوة في البئر ، فرفع طرفة إلى السماء وقال : أنت ريي إذا ظمئت إلى الماء * وقوتي إذا أردت طعاما يا سيدي ما لي سواها .
قال شقيق : فو الله لقد رأيت البئر قد ارتفع ماؤها ، فأخذ الركوة وملأها وتوضأ وصلى أربع ركعات ، ثم مال إلى كثيب رمل هناك ، فجعل يقبض بيده ويطرحه في الركوة ويشرب . فرأيت ذلك عجبا منه فقلت : أطعمني يا عبد الله من فضل ما رزقك الله وما أنعم عليك . فقال : يا شقيق ، لم تزل نعم الله علينا ظاهرة وباطنه ، فأحسن ظنك بربك . ثم ناولني الركوة ، فشربت منها فإذا هو سويق وسكر ، ما شربت - و الله أبدا - ألذ منه ولا أطيب ريحا . فشبعت ورويت ، وأقمت أياما لا أشتهي طعاما ولا شرابا . ثم لم أره حتى دخلت مكة . فرأيته ليلة إلى جانب قبة الميزاب نصف الليل ، يصلي بخشوع وأنين وبكاء . فلم يزل كذلك حتى ذهب الليل ، فلما طلع الفجر جلس في مصلاه يسبح . ثم قام إلى صلاة الفجر فطاف بالبيت أسبوعا وخرج ، فتبعته فإذا له حاشية وأموال وغلمان ، وهو على خلاف ما رأيته في الطريق ، ودار به الناس يسلمون عليه ويتبركون به . فقال :بعضهم : من هذا ؟ فقلت : موسى بن جعفر . فقلت : قد عجبت أن تكون هذه العجائب إلا لمثل هذا السيد ) - 3 -
***************************************
الهوامش :
1 - الحجرات ، الاية 12.
2 - طه ، الاية 82 .
3 - بحار الأنوار ، العلامة المجلسي ، ج 48 ، ص 80 .
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وال محمد .
عظم الله لنا ولكم الاجر بذكرى استشهاد الامام المسموم موسى الكاظم (ع) .
قد تحصل للمؤمن العادي الصالح العابد بعض الكرامات والفضائل التي تظهر للناس فكيف لا تحصل المعاجز والكرامات بمن هم سادة وقادة اهل الايمان وامناء الرحمن اعني الائمة المعصومين (ع) .
وننقل بعض الكرامات والمعاجز التي حصلت للامام الكاظم (ع) وهو سالكا و قاصدا حج بيت الله الحرام .
( يقول شقيق بن إبراهيم البلخي : خرجت حاجا في سنة تسع وأربعين ومائة، فنزلت القادسية، فإذا شاب حسن الوجه شديد السمرة - عليه ثوب صوف مشتمل بشملة، في رجليه نعلان - وقد جلس منفردا عن الناس، فقلت في نفسي هذا الفتى من الصوفية يريد أن يكون كلا على الناس ، و الله لأمضين إليه و أوبخنه ، فدنوت منه فلما رآني قال : يا شقيق : ( اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ) - 1 -
فقلت في نفسي : هذا عبد صالح ، قد نطق بما في خاطري ، لألحقنه ولأسألنه أن يجالسني . فقلت : عيني فلما نزلنا واقصة إذا به يصلي وأعضاؤه تضطرب ودموعه تتحادر . فقلت : أمضي إليه وأعتذر . فأوجز في صلاته ثم قال : يا شقيق : ( وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى ) - 2 -
فقلت : هذا من الأبدال ، قد تكلم على سري مرتين . فلما نزلنا في زبالة إذا به قائم على البئر وبيده ركوة يريد أن يستقي ماء ، فسقطت الركوة في البئر ، فرفع طرفة إلى السماء وقال : أنت ريي إذا ظمئت إلى الماء * وقوتي إذا أردت طعاما يا سيدي ما لي سواها .
قال شقيق : فو الله لقد رأيت البئر قد ارتفع ماؤها ، فأخذ الركوة وملأها وتوضأ وصلى أربع ركعات ، ثم مال إلى كثيب رمل هناك ، فجعل يقبض بيده ويطرحه في الركوة ويشرب . فرأيت ذلك عجبا منه فقلت : أطعمني يا عبد الله من فضل ما رزقك الله وما أنعم عليك . فقال : يا شقيق ، لم تزل نعم الله علينا ظاهرة وباطنه ، فأحسن ظنك بربك . ثم ناولني الركوة ، فشربت منها فإذا هو سويق وسكر ، ما شربت - و الله أبدا - ألذ منه ولا أطيب ريحا . فشبعت ورويت ، وأقمت أياما لا أشتهي طعاما ولا شرابا . ثم لم أره حتى دخلت مكة . فرأيته ليلة إلى جانب قبة الميزاب نصف الليل ، يصلي بخشوع وأنين وبكاء . فلم يزل كذلك حتى ذهب الليل ، فلما طلع الفجر جلس في مصلاه يسبح . ثم قام إلى صلاة الفجر فطاف بالبيت أسبوعا وخرج ، فتبعته فإذا له حاشية وأموال وغلمان ، وهو على خلاف ما رأيته في الطريق ، ودار به الناس يسلمون عليه ويتبركون به . فقال :بعضهم : من هذا ؟ فقلت : موسى بن جعفر . فقلت : قد عجبت أن تكون هذه العجائب إلا لمثل هذا السيد ) - 3 -
***************************************
الهوامش :
1 - الحجرات ، الاية 12.
2 - طه ، الاية 82 .
3 - بحار الأنوار ، العلامة المجلسي ، ج 48 ، ص 80 .
تعليق