الإحساس بنبض الحياة

[هاشم الصفار]

يعدّ المثل الشعبي موروثًا ثقافيًّا لا يمكن الاستغناء عنه؛ كونه يمثل كل الجوانب الإنسانية، وهو كثير التداول بين الناس، ويعطي انطباعًا سلوكيًّا عن الحياء، والتعاون، وحسن الجوار، ويحث على القضايا السلوكية الجيدة، ويعالج بعض السلوك المنبوذ.
بعض هذه الأمثال كوّنت السلب في ذاتها، فراحت تشجع الإنسان على العزلة ونبذ الحياة، مثل شعبي يحفز الانسان على الجهل والضعف، ويجعل منه عنصرًا سياسيًّا، بينما الانسان يحتاج الى أن يقوّي انتماءه بالحياة؛ لأنها جميلة تستحق منا كل شيء إن لم يكن لنا فلأبنائنا من بعدنا.
بعض الأمثال المحرّفة، تجعلنا نستسلم للغضب والانفعال والقلق، وننسى العقل والوجدان والوعي، التمسك بوعي سالب يدلّ على عجز الانسان عن إيجاد قاعدة عمل أخلاقية، والارتماء في أحضان الجهل والضعف والتخلي عن الحقيقة، وكأن الموضوع بلا غاية يعمل من أجلها الانسان، يلغي وجود الهدف الإنساني، ويعمل على الضياع، وينطلق من لا جدوى الوجود، ينادي بأن الحياة لا تستحق الجهد، بينما الحياة في حقيقتها تستحق أن نقدم لها كل خير وجمال، ومثل هذه الأمثال السلبية تعمل على خلق عدم اتزان نفسي، ونحن الشباب بحاجة الى تربية الإحساس بنبض الحياة.

محمود هاشم
صدى الروضتين/ العدد 406
صفحة آفاق تدوينية