الَلَّهٌمَّ صَلَ عَلَىَ مٌحَمَّدْ وَآلِ مُحّمَّدْ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وَالْعَنْ أَعْدَائَهُمْ
هل آتى الله كتاباً لغير رسول الله في عهده صل الله عليه وآله؟
العلماء بالكتاب بعد رسول الله ( ص )
وهنا ينبغي التقديم بنقطتين :
الأولى : أن عبارة آتيناهم الكتاب في القرآن لا تتعلق دائما باليهود والنصارى .
إن من أهم المفردات التي يستخدمها القرآن حين الحديث عن علم الأنبياء السابقين لفظتي الكتاب والحكمة ، كما في قوله (وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ). والظاهر أنه لا يقصد به خصوص العلم بالكتاب السماوي الذي ينزل على النبي بدليل قوله تعالى عن عيسى بن مريم ( وإذ علمتك الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل ) ، حيث يفهم من الآية أن الكتاب غير التوراة و الإنجيل .
وقد خوطب رسول الله ( ص ) بمثل هذا الخطاب كما في قوله تعالى ( وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم )
إذا ، فما يجده المؤمن القارئ لكتاب الله أن هناك حديثا قرآنيا عن أشخاص أوتوا علم الكتاب مع رسول الله ( ص ) ولا يمكن أن تحمل على أن المقصود بها اليهود والنصارى ، فلاحظ قوله تعالى : ( الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته أولئك يؤمنون به ومن يكفر به فأولئك هم الخاسرون ).
وكذلك قوله تعالى: ( والذين آتيناهم الكتاب يفرحون بما أنزل إليك ومن الأحزاب من ينكر بعضه قل إنما أمرت أن أعبد الله ولا أشرك به إليه أدعوا وإليه مآب ).
وقوله تعالى : ( وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة وما جعلنا عدتهم إلا فتنة للذين كفروا ليستيقن الذين أوتوا الكتاب ويزداد الذين آمنوا إيمانا ولا يرتاب الذين أوتوا الكتاب والمؤمنون وليقول الذين في قلوبهم مرض والكافرون ماذا أراد الله بهذا مثلا ).
فلا يمكن حمل عبارة " الذين أوتوا الكتاب " في هذه الآيات على اليهود والنصارى ليكون المقصود بالكتاب التوراة والإنجيل .
النقطة الثانية : إن إتيان الكتاب قد يكون للنبي كفرد ، وقد يكون للعصبة الأسرية .
ويدل عليه قوله تعالى ( وإسماعيل واليسع ويونس ولوطا وكلا فضلنا على العالمين ومن آبائهم وذرياتهم وإخوانهم واجتبيناهم وهديناهم إلى صراط مستقيم ذلك هدى الله يهدي به من يشاء من عباده ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون أولئك الذين آتيناهم الكتاب والحكم والنبوة فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكّلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين )، فلاحظ قوله ( ومن آبائهم وذرياتهم وإخوانهم ) .
وأوضح من ذلك قوله تعالى (فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما )، حيث صرح بأن الإتيان لآل إبراهيم (ع) .
بل إن القرآن يصرح بأن الكتاب لم يؤت لشخص الرسول فحسب بل لمجموع عبر عنهم بأنهم أوتوا الكتاب ، قال تعالى :
(وكذلك أنزلنا إليك الكتاب فالذين آتيناهم الكتاب يؤمنون به ومن هؤلاء من يؤمن به وما يجحد بآياتنا إلا الكافرون )
( وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمنك إذاً لارتاب المبطلون بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم وما يجحد بآياتنا إلا الظالمون)
وقد قسمت الآية الناس إلى :
(فالذين آتيناهم الكتاب ) ومدحتهم وبينت بأن كلهم يؤمنون بالكتاب .
( ومن هؤلاء ) أي الناس المعاصرين فبعضهم يؤمن لا كلهم .
( الكافرون ) وهم اليهود والنصارى من أهل الكتاب والمشركين الذين قالت عنهم بأنهم يجحدون ولا يؤمنون .
وأما إن اعتبرت الذين آتيناهم الكتاب هنا اليهود والنصارى فهذا غير معقول ، إذ يكون معناها حينئذ أن اليهود والنصارى كلهم يؤمنون بما أنزل على رسول الله ( ص ) ، فبطلانه واضح .
إذا ، فالقرآن يثبت أن الكتاب قد يؤتاه النبي وحده ، وقد يؤتاه النبي كقائد ورئيس لآله وقد يكونوا مثله أنبياء وقد لا يكونوا .
آيات أخرى تدل على المطلوب :
وفي آيات أخرى تجد أن القرآن الكريم يذكر العلماء بتعبير ( أوتوا العلم ) كما في قوله : ( ويرى الذين أوتوا العلم الذي أنزل إليك من ربك هو الحق ويهدي إلى صراط العزيز الحميد ).
ومثله قوله تعالى : ( بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم )، والآية صريحة بأن القرآن واضح بيـّن عندهم ، لا في كتاب وقرطاس فحسب وإنما في الصدور .
وتارة تجدهم بعنوان ( الراسخون في العلم )، حيث قال تعالى ( وما يعلم تأويله إلا الله و الراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا ).
خلاصة الكلام هنا أن :
الكتاب ليس دائما هو التوراة والإنجيل ، بل هو أمر جليل آخر.
أن الكتاب قد يؤتاه النبي ، وقد يؤتاه النبي وآله .
أن الكتاب قد آتاه الله لمجموع مع رسول الله صلى الله عليه وآله ويرثوه بعده .
(منقول)
روي عن الامام الصادق عليه السلام (من لم يعرف امرنا من القران الكريم لم يتنكب الفتن)
تعليق