إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مع الإمام المهدي في دولته -١-

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مع الإمام المهدي في دولته -١-

    بقلمي /

    ١. المهدي : ضرورة عالمية

    بعد أن بدأت الصفة العالمية تضرب بجرانها على جميع مفاصل حياة الإنسان على هذه الأرض ، وبعد أن أصبحت تعمّ صغائر ودقائق الحياة وتدخل في تفاصيلها ، ولم تعد تقتصر - كما في السابق - على عظائم الأمور وكبرى المشتركات الإنسانية ، وبعد أن أصبحت العالمية هذه تحكمها قوانين ومعاهدات دولية وتفرضها أعراف وأنماط حياتية جديدة .. بعد كل هذا أصبح الحديث عن المهدي - كزعيم عالمي - والمهدوية - كنظام عالمي للحياة - حديثاً عن ضرورة وعن حاجة ملحّة للبشرية بشكل عام بعد أن أقرّتها هي بنفسها ..! ، فالإتهام بالتوسعية او تصدير الثورات الوطنية والدينية وما شاكلها باتت غير ذي موضوع ولم تعد سبّة أو جريمة ..!

    في السابق كنّا نتحدث عن القضية المهدوية من خلال جانبين ، الأول يمثل الجانب العقائدي والروحي ، وكنّا نبذل جهداً في سبيل البرهنة عليها نقلاً أو عقلاً .. الخ ، والثاني هو محاولة البرهنة عليها من خلال اثبات إمكانية حصولها وحدوثها وأن القوانين والنواميس الطبيعية تساعد عليها ولكن على الشكل النظري .. أمّا الآن فلا نحتاج الى الجانب العقائدي - رغم أهميته - ولا البرهنة بالإمكان النظري ، وانما أصبح الواقع يفرض هذه القضية فرضاً كحاجة إنسانية كبرى وضرورية .

    ففي ظل هذا الوعي البشري والتطور التكنولوجي ، وفي أجواء الانصهار الدولي ، أمنياً واقتصادياً وصحيّاً .. الخ ، وبالشكل الذي سُلبت فيه السيادة الكاملة لكل دولة وصارت خاضعة الى لوائح ملزمة تصدرها منظّمات عالمية ، كالأمم المتحدة ومجلس الأمن ومنظمة الصحة العالمية ومحكمة العدل الدولية ومنظمة اليونسيف والبنك الدولي ومنظمة أوبك والفيفا .. الخ ، ومن يخالف تعليمات هذه المنظمات يحاسب حساباً عسيراً وسيعيش الوحدة القاتلة في جميع المجالات ..

    وفي ظل هذا الوضع الراهن الذي اصبحت فيه الحدود الأمنية لكل دولة تتعدى حدودها الجغرافية ، وأصبح سوق البضائع الشرقية يتوسط مدن الغرب وبالعكس .. لا تستطيع أن تبيع نفطك الا بوساطة أوبك ولا يمكنك لعب كرة القدم مع هذا المنتخب او ذاك الا بموافقة اتحادات الكرة العالمية .. الخ

    بل تسلل الأمر حتى للأديان ، وصار الحديث عن اجتماع الديانات السماوية تحت راية ابراهيم الخليل - او ما تسمى بالديانات الابراهيمية - حديث الساعة بغض النظر عن الأهداف والاغراض من وراءها ..!

    في ظل كل هذه التطورات يمكننا القول أن هذا الواقع الذي تعيشه البشرية والنظام العالمي الموَّحد الفارض سيطرته وهيبته .. أن العالم سيصل الى قناعة بأنه يجب أن يخضع الى سلطة عالمية كبرى واحدة وزعيم عالمي استثنائي واحد ويعمل بدستور واحد .. ! ، وما مقولة أن العالم يبدو كقرية صغيرة الّا إقرار منهم على كل ذلك .

    بل قد بدأت تصدر تصريحات مهمة من أشخاص مهمّين حول ذلك ، فقد استغلَّ الأمين العام الحالي للأمم المتحدة الذكرى الخامسة والسبعين لوضع ميثاق المنظمة الدولية ، ليدلي بتصريح صحافي يدعو فيه إلى إعادة تشكيل العالم المضطرب الذي يواجه وباء " كوفيد19 " بقوله : « لنعيد معاً تشكيل العالم الذي نتقاسمه ، من أجل ذلك نحتاج تعددية قطبية فعالة تعمل كآلية حوكمة عالمية حيثما يقتضي الأمر » .

    بالدولة الواحدة ستنتهي كل تلك التقاطعات وستذوب الفوارق والخلافات ، ويسود العدل في العالم وتودع البشرية معاناتها .. ولكن الإتحاد بنفسه يحتاج الى زعامة استثنائية ودستور فريد .. !

    #١٥_شعبان
    #وَأَشْرَقَتِ_الْأَرْضُ_بِنُورِ_رَبِّهَا
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X