إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أوراق مهدوية : الاستعجال المذموم

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أوراق مهدوية : الاستعجال المذموم

    بسم الله الرحمن الرحيم
    والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين

    نهي الإمام_الكاظم عن [(الاستعجال المذموم)] في طلب الفرج لإمام زماننا ،

    وإخباره عن شدّة تمحيص الشيعة في زمانَ الغَيبة..!

    يُحدّثنا إبراهيم بن هـلال .. يقــول:
    (قلتُ لأبي الحسن الإمام الكاظم عليه السلام":
    جُعلتُ فداك.. ماتَ أبي على هذا الأمْر [ أي التشيّع والولاء لأهل البيت] وقد بلغتُ مِن السنين ما قد ترى [ أي تجاوز بي العُمر كثيراً ] ، أ فَأموتُ ولا تُخبرني بشيء..؟!

    فقـال الإمام "عليه السلام": يا أبا إسحاق أنتَ تعجل. فقلتُ: إي والله أعجل.. و مالي لا أعجل وقد كَبُرَ سِنّي وبلغتُ أنا مِن السّنّ ما قد تَرى! ،

    فقــال "عليه السلام":
    أما واللهِ يا أبا إسحاق ما يكونُ ذلكَ حتَّى تُميَّـزوا وتُمحَّصُوا، وحتّى لا يبقى منكم إلَّا الأقل، ثُمَّ صعَّر كفَّـه).

    [الغيبة للنعماني]
    .................................

    وقفات للتوضيح

    قول السائل للإمام (أفأموتُ ولا تخبرني بشيء؟!)

    مقصود السائل هنا أي: ألا تُخبرني عن وقت رجوع الأمر إلى أهل البيت..؟!

    (باعتبار أنّ الشيعة كانوا يعيشون حالة مِن الضيق والضنك..
    فمقصود السائل أن يفتح لهم الإمام شَيئاً مِن الأمل ويُخبره عن الوقت الذي يعود فيه الأمر لأهل البيت "عليهم السلام"..

    أمّا قول الإمام "عليه السلام" للسائل:

    [(أنتَ تعجل)] فالاستعجالُ على نحوين:
    الأول : مرّة الإنسان يدعو بتعجيل الفرج، أو يتشوّق إلى إمام زمانهِ، أو يستغيث بإمام زمانهِ "صلواتُ الله عليه" ولكن مِن دُون الاقتراح على الله وعلى الإمام المعصوم..

    والمراد من دون الاقتراح يعني مِن دون أن يُثير الاعتراض والتساؤلات فيقول: لماذا لا يظهر الإمام "عليه السلام" لحدّ الآن وهذا الوقتُ المُناسب لظهوره؟!

    (فهذا النوع مِن التفكير ومِن التساؤلات هو استعجال.. وهو ردٌّ على الحكمة الإلهية، و ردٌ على الحكمة المعصومية..)

    الإمام "صلواتُ اللهِ عليه" عالمٌ بالوقت الذي يظهر فيه.. فحكمة المعصوم هي التي تُحدّد هذا المعنى وتُحدّد ميعاد الفرج المُناسب، وليسَ حكمتنا وليس فهمنا وليستْ مداركنا نحنُ هي التي تُحدّد الوقت المناسب لظهور الإمام "عليه السلام"..


    فهذه المسألة حِين يرى البعض في نفسهِ هذا المعنى أنّ الإمام الحُجّة "عليه السلام" تأخّر في ظُهوره وهذا الوقت المُناسب لظهوره فيتساءل ويقول: لماذا لا يظهر الآن..؟! (سواء يقول ذلك بلسانهِ أو يُضمر ذلك في نفسهِ على نحو الاعتراض أو الاقتراح) فهذا ردٌ على الإمام، و هو نوع مِن الاستعجال... والاستعجال مذموم في حديث العِترة (وهَلَك المُستعجلون).

    الثاني : أمّا إذا كان الإنسان يتشوّق إلى إمام زمانهِ

    (يعني شَوقاً يقول: متى يظهرُ إمام زماننا..؟!)، ويدعو بتعجيل الفرج، وكان قادراً على التمهيد لإمام زمانهِ

    (سواء التمهيد في نفسه أو في الناس أو في أي شيءٍ آخر..)

    فهُنا يجبُ عليه أن يُمهّد لإمام زمانه.. فهذا لا يدخل في دائرة الاستعجال المذموم في حديث العترة.. بل هو مِن مصاديق وصور الانتظار للإمام الحجّة "صلواتُ الله عليه" الذي هو أفضلُ العِبادة بعد المعرفة..

    الاستعجال المذموم هو أن يكون الإنسان مُقترحاً على الله وعلى الإمام المعصوم، فيُحدّد الوقت المُناسب لِظهور الإمام.. فهذا استعجال، وهو مذموم في كلمات أهل البيت "عليهم السلام"..

    فالإمام الكاظم "صلواتُ الله عليه" في الرواية أعلاه فهِمَ مِن كلام هذا السائل أنّه يتعجّل في الأمر

    (أي يعجّل أمر فرج الإمام الحجّة "عليه السلام)..

    ولهذا قال هذه العبارات:

    (ماتَ أبي على هذا الأمْر، وقد بلغتُ مِن السنين ما قد ترى.. أموت ولا تخبرني بشيء؟!)

    فقال له الإمام أنت تعجل.

    قول الإمام "عليه السلام":

    (أما والله يا أبا إسحاق ما يكونُ ذلكَ حتَّى تُميَّـزوا وتُمحّصوا..)

    هذا التعبير وهذه الصياغة (أ مَا والله) مع هذا القَسَم يُراد مِنه تنبيه المُستمع للكلام الذي سيأتي لكونه مهم جدّاً..

    وقوله "عليهِ السلام" :

    (حتَّى تُميَّـزوا وتُمحّصوا وحتّى لا يبقى منكم إلَّا الأقل) هذهِ إشارة إلى شِدّة التمحيص، وشدّة التمييز وشدّة الغَربلة والابتلاءات والاختبارات الدقيقة جدّاً والفتن الشديدة التي تمرّ بالشيعة في زمان الغَيبة..!
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X