**في رحاب مولدك سيدي **
كان الاِمام أمير المؤمنين (عليه السلام) يوسع العباس تقبيلاً، وقد احتلّ عواطفه وقلبه، ويقول المؤرّخون: إنّه أجلسه في حجره فشمّر العبّاس عن
ساعديه، فجعل الاِمام يقبّلهما، وهو غارق في البكاء، فبهرت أمّ البنين، وراحت تقول للاِمام:
«ما يبكيك؟»
فأجابها الاِمام بصوت خافت حزين النبرات:
«نظرت إلى هذين الكفّين، وتذكّرت ما يجري عليهما..»
وسارعت أمّ البنين بلهفة قائلة:
«ماذا يجري عليهما»..
فأجابها الاِمام بنبرات مليئة بالاَسى والحزن قائلاً:
«إنّهما يقطعان من الزند..»
وكانت هذه الكلمات كصاعقة على أمّ البنين، فقد ذاب قلبها، وسارعت وهي مذهولة قائلة: «لماذا يقطعان»..
وأخبرها الاِمام (عليه السلام) بأنّهما انّما يقطعان في نصرة الاِسلام والذبّ عن أخيه حامي شريعة الله ريحانة رسول الله (صلى الله عليه وآله).
السلام على الكفين الطاهرتين
التي حمت ابن بنت رسول الله وعيالاته
والتي مازال يفيض منهما العطاء .
تعليق