تويت
اللهم صل على محمد وآل محمد
يحتاج الطفل في حياته إلى الشعور بالثقة، حتى يتحمل مسؤوليته بدل أن يحاول الهروب منها .
والإنسان لا يمكن أن يصبح رجل حياة، إلا إذا عرف كيف يتخذ المواقف المحددة من الأحداث. الأمر الذي يحتاج إلى معرفته من الطفولة .
والمدارس التقليدية قلّما توفّر للطفل مثل هذا الشعور نظرة للتقاليد الصارمة المتبعة فيها، ومهما حاول الآباء توفير أجواء خاصة للطفل في المدرسة لتقوم بزرع الثقة بالنفس والإحساس بالحرية في الطفل، فإن علاقة المعلم والمدير بالطفل، وكذلك العادات الخاصة المتّبعة هناك لا تسمح بأن تتكلل جهودهم بالنجاح .
ولكن هناك فرصة ذهبية لتوفير مثل هذا الجو في البيت بدل المدرسة .
إن كل أب يستطيع أن يجعل من بيته مدرسة خاصة يتعلم فيها الطفل كيف يتخذ قرارة، أو موقفاً محدداً ازاء الأحداث والأشياء، وأول ما يحتاجه الأب في مثل هذه (المدرسة) هو ایجاد جو من الحرية للطفل يستطيع خلاله من تحکیم عقله وذلك بأن يتحوّل الأب، في البيت إلى صديق موجّه، بدل أن يكون (مدرسة) يفرض آراءه على الطفل .
وكما قال الإمام علي علي : «من كان له صبي فليتصابى معه » .
والأفضل بالنسبة إلى الوالدين أن يتركا للطفل الصغير حرية اتّخاذ القرارات الشخصية المتعلقة به، ولا بأس من استشارته ولو شكلياً في أمر يتعلق بالجميع أو بالبيت شرط أن لا يحرّك ذلك في نفسه الشعور بأنهم يضحكون عليه أو يسخرون منه ، وأنهم يستشيرونه ولا يأخذون برأيه ..
وإذا كان رأي الصغير غير مناسب وأراد الوالد مثلاً أن يتصرف بشكل معاكس لما قال الصغير فإنه يكون من الأفضل أن يحاول الوالد التفاهم معه، وأن يشرح له الموضوع، ويبين اله سبب عدم الأخذ برأيه .
--------------------------
السيد هادي المدرسي