تآلف القلوب والتأييد بنصر الله ..
فحسنُ الخلق يوجب المحبة والتآلف والتوافق بين المؤمنين ، وسوء الخلق يثمر التباغض والتحاسد ، فطوبى لمن إغتنم فضيلة حسن الخلق ، قال تعالى مادحاً رسوله الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم) : {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم : 4] .
وعلاوة على ذلك يجلب التأييد الإلهي والنصر منه تعالى ، قال تعالى : {هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ (62) وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [الأنفال : 62، 63] .
كما هو حاصل الآن في سوح القتال عندما ذهب آبنائنا واعزتنا للدفاع عن ارضهم واعراضهم قد تآلفت القلوب فشكلت قوة كبيرة تأيدت بنصر إلهي واصبحت كل الطوائف تقاتل مع بعضها البعض لا فرق بين عرق ودين . يقاتلون من اجل هدف اسمى هو الحفاظ على الدين والعرض والمال والنفس وإعلاء كلمة الحق التي حاول هؤلاء دثرها ولكن ، هذه القلوب المتآلفة لا تهزمها قلوب اجتمعت على الباطل وتفرقت عن الحق ، فإن الحق ينصر أهله أينما كان ، اللهم انصر أولادنا وفلذات اكبادنا ، واجعلهم مع الحق واجعل راية الإسلام بهم تعلو وتعلو حتى تصل الى كل من سولت له نفسه وأراد أن يكنس راية الهداية ويضع مكانها راية الضلال ، لكن هيهات ان تنالوا من الحق ومن هذه القلوب الصادقة بحبها وتآلفها التي لا زالت وما برحت تعلمكم الدروس تلو الدروس في التضحية ، قال الإمام علي (عليه السلام) : " طوبى لمن يألف الناس ويألفونه على طاعة الله " (1) .
فهنيئاً لكم أخوتي يا من تقاتلون في سوح القتال بهذا النصر العظيم دعواتنا لكم بالنصر القريب العاجل .
_______________________
1. ميزان الحكمة - الريشهري (1/ 88) .
تعليق