تويت
أخي القارئ
دع عنك الهوى والقراءات السابقة واقرأ معي بموضوعية آية الوضوء واحكم بعقلك وضميرك عليها وهل يمكن أن تعيد النظر بكيفية وضوئك ( لا تنس يا أخي أن الوضوء هو مقدمة للصلاة وببطلانه تبطل الصلاة )؟؟؟
تتفق جميع المذاهب الإسلامية على أن القرآن الكريم هو من الله عز وجل ولم ولن تطال آياته يد التحريف ولكن اختلف المفسرون فيما بينهم في إعراب مفرداته ومعاني كلماته ومن أهم أسباب الاختلاف هو الابتعاد عن أهل بيت العلم والقرآن، أهل بيت النبي (ص). وهنا نود أن نقرأ الآية القرآنية بقراءة معمقة ونطلب من الله التوفيق والتسديد.
جاءت آية الوضوء من ضمن آيات أحكام إسلامية متنوعة وفيها التنوع والشرح والوضوح :
- ( يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين وإن كنتم جنبا فاطّهّروا وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهّركم وليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون ) المائدة 6
- لم يستطع بلغاء العرب الإتيان بمثل القرآن الكريم أو الرد عليه وقالوا ما هو بالشعر ولا هو بالنثر وإنَ لسماعه سحرا خاصا ( نغمة أو ترتيل متناسق )بالإضافة إلى المعنى العميق ولنحلل الاية :
- القراءة الاولى الثنائيات
- يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم – إلى الصلاة
- فاغسلوا وجوهكم وأيديكم – إلى المرافق
- وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم – إلى الكعبين
- ومما يؤكد ما ذهبنا إليه هو وجود نفس حرف الجر ( إلى )
- لكل فعل مفعول به وعطف : اغسلوا ( وجوهكم وأيديكم) امسحوا ( رؤوسكم وأرجلكم )
- اختلف الشيعة وأصحاب المذاهب الأخرى في كيفية الوضوء كما في تفسيرهم للسياق فقال الشيعة بمسح الأرجل وقال أصحاب المذاهب الأخرى بالغسل ومما يؤكد صحة مذهب الشيعة هو :
- 1- اختلاف اللحن أثناء قراءة السورة القرآنية في حال عطف غسل الأرجل على غسل الوجه ( تصبح ثلاث كلمات لفعل الغسل تقابل كلمة واحدة لفعل المسح فيتغير الإيقاع )
- 2-الإعراب وهو مهم جدا للمعنى. فهذا كتاب معجم إعراب ألفاظ القرآن الكريم الذي قدم له شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي وراجعه الشيخ محمد فهيم أبوعبية الأمين العام المساعد لمجمع البحوث الإسلامية يقول بأن الباء في كلمة(برؤوسكم) حرف جر زائد أي أن (رؤوسكم) مجرور لفظا منصوب محلا. وبالتالي فإن كلمة(رؤوسكم) منصوبة فلا حاجة لعطف(أرجلكم) على(وجوهكم وأيديكم) لوجود واو العطف بين كلمتي (رؤوسكم) و(أرجلكم)
- 3-النقطة المهمة أيضا هي دخول فعل جديد وهو (امسحوا) حيث لدينا فعل واحد واسمان لهذا الفعل ( اغسلوا – وجوهكم وأيديكم ) ( امسحوا – برؤوسكم وأرجلكم ) مع العلم بأن فصاحة العرب تقول بأن واو العطف تعطف القريب وليس البعيد.
- 4- قول أئمة الشيعة بمسح الأرجل في الوضوء ولا ينكر عاقل بعلم أئمة أهل البيت عليهم السلام بعلم تأويل القرآن. وكما جاء في تفسير الآية ( وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم ) آل عمران 6 ( وهنا رقم 6 المائدة ) وفي تعليلهم لصحة ما يذهبون إليه هو: في حال التيمم تبقى فقط أجزاء الغسل وتهمل أجزاء المسح.
(علل الشرائع باب 190 )
- يمكن استخراج المعنى التالي:
- 1-( يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة ) فتوضؤوا وجاءت ثنائيتان ( وإن )
( وإن كنتم جنبا فاطهروا ) ( وإن كنتم مرضى ) مع ملاحظة الجملة الثانية بوجود (أو) الرباعية
( مرضى – على سفر – جاء أحد منكم من الغائط – لامستم النساء ) بما يقابلها رباعية الأسماء الأولى:
(وجوهكم- أيديكم- رؤوسكم- أرجلكم)
- ملاحظة جاء التيمم بفعل واحد وثنائية أسماء: امسحوا ( وجوهكم – أيديكم )
- جاء تعليل التيمم بواوين للعطف ( ولكن يريد ليطهركم )( وليتم نعمته عليكم )
- لماذا الغسل ولماذا المسح ؟
- الغسل هو لجزءين مهمين في الإنسان ( الوجه واليد ) وبهما يتوجه المصلي إلى الله عزوجل(لأن جوهر الصلاة هو العبادة والطاعة والدعاء والتسبيح وفي أغلب حركاتها تؤدى بالوجه واليد في الظاهر وفي الباطن بالقلب)لذلك يريد الله أن يكونا طاهرين في الظاهر لكي يستجيب الله تعالى صلاة المصلي وفي الباطن يريد الله عزوجل أن لاينظر الإنسان إلى ما حرّم الله وأن لا يسعى بيديه إلى ما يفقده طهارته (الغش-الخيانة-السرقة) لتقبل صلاته. وإمكانية تعرض هذين الجزءين للنجاسة أكثر من جزئي المسح لذلك يجب تطهيرهما قبل الصلاة. وهذان الجزءان(الوجه و اليد) ظاهران أثناء العبادات الأخرى (مثلا في الصلاة والحج ) للرجال والنساء.
- بينما جزءا المسح قد يكونا مغطيين بساتر ( النعل والعمامة ) وفي الصلاة لايشترط كشف الرأس وقد يطلب ستر الرأس كما في حالة النساء فيكون الرأس طاهرا في أغلب الأحيان .
- ويتجلى هذا المعنى بنهاية كلمات آية الوضوء وبداية الآية التي بعدها ( نعمته عليكم- نعمة الله عليكم )
- ( واذكروا نعمة الله عليكم وميثاقه الذي واثقكم به إذ قلتم سمعنا وأطعنا واتقوا الله إن الله عليم بذات الصدور)
- ( 7 المائدة)ففي هذه الآية نجد في الظاهر السمع والطاعة وفي الباطن علم الله لأنه قد يختلف القول مع النية ويتجلى بأوضح مثال في المنافقين ( إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون ) المنافقون 1
القراءة الثانية مقارنة بين آيتين
- ( يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون ولا جنبا إلا عابري سبيل حتى تغتسلوا وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم إن الله كان عفوا غفورا ) 43 النساء
- ( يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم الى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم الى المرافق وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم الى الكعبين وإن كنتم جنبا فاطهّروا وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهّركم وليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون ) المائدة 6
- هناك عدة ملاحظات على الآيتين
- 1- تكرار نفس الكلمات في الآيتين من ( وإن كنتم مرضى ) الى ( فامسحوا بوجوهكم وأيديكم )
- 2- وجود الثنائيات مع تبيان سبب الفعل
- لا تقربوا الصلاة – وأنتم سكارى – حتى تعلموا ما تقولون
- ولا جنبا – إلا عابري سبيل - حتى تغتسلوا
- 3-( إن كنتم جنبا – فاطهّروا ) من هذه الآية نجد أن من شروط الوضوء طهارة العضو المادية ولهذا نجد في حالة عدم توفر الماء كان التيمم للصلاة لأن الله عفوا غفورا وفي حالة توفر الماء يريد ليطهّركم وليتم نعمته عليكم وكذلك نجد تأكيد ما قلناه سابقا من أن الغسل للوجه واليدين وبعد مسح الراس الأولى والأفضل مسح الرجلين وليس غسلهما فضلا عن منطوق الآية بدخول فعل جديد ومما يؤكده هو إهمال الرجلين في التيمم
- وكذلك نجد في آية الوضوء ( فلم تجدوا ماء فتيمموا ) ومع ذلك يمسح الرأس في الوضوء أي أن للوضوء كيفية خاصة وهو ( الوضوء) عبادة لا يجوز الاجتهاد فيها وتغيير معالمها
- - من منطوق الآيتين نجد( فلم تجدوا ماء فتيمموا...... فامسحوا ) أي المسح هو في حالة عدم وجود الماء
- الخلاصة
- الاسلام دين فيه نص ومعنى أو روح النص ومن الآيتين القرآنيتين كان لدينا في حالة وجود الماء نتوضأ وفي حالة عدم وجود الماء او عذر آخر نتيمم فلنطبق هذه القاعدة على الوضوء
- الغسل للوجه واليدين والمسح للرأس والرجلين
- إذا كان الغسل للرجلين فلماذا المسح على الرأس ( أي غسل ثم مسح ثم غسل بوجود الماء) ؟
- إن المسح على الرجلين هو تطبيق لنص عبادي يتناغم مع الانتقال والانتهاء من الغسل.
القراءة الثالثة الاعراب ( حرف الجر الباء )
الكلام يرفع الانسان الى العلياء أو يجره الى الحضيض
تقسم أحرف الجر الى ثلاثة أقسام أصليّة وزائدة وشبيهة بالزائدة
بالنسبة للباء
1 -الباء هي ليست شبيهة بالزائدة
2 -زائدة : كنا سابقا في الفقرة الثانية من القراءة الاولى قد ذكرنا بأن الباء زائدة ولكنها ليست كذلك للاسباب التالية
لكي تكون زائدة يجب أن تقع في إحدى الحالات التالية
خبر ليس – ما العاملة عملها – فاعل كفى – في المبتدأ ( كتاب القواعد والبلاغة والعروض للثالث الثانوي الادبي – وزارة التربية – سورية- 2007 )
ولما كانت هذه الباء لا تنطبق عليها أيا من هذه الشروط فهي لا تعتبر زائدة
3 -أصلية
وجدنا بأن الباء لا تنطبق عليها الزائدة والشبيهة بالزائدة وبالتالي فهي حرف جر أصلي
قد يطرح إشكال بأن حرف الجر الزائد عند حذفه لا يتغير المعنى ولكن هذا ضمن شروط الزائدة فقط وبدليل من مميزات الاصلي الالصاق والذي يرافق معاني الباء ال 13 معنى ( ملتقى أهل الحديث – مميزات ومعاني باء الجر الاصلية ) ولا يتم المسح بدون الالصاق ولا ننسى أن الالصاق قد يكون ماديا ومعنويا وبالمسح لا يكون إلا ماديا فقط ( باليد ) ومما يؤكد ما نقول هو أن التيمم الذي هو عبارة عن مسح فقط أي أن الباء أصلية وكذلك لماذا تكون الباء أصلية في آية التيمم وزائدة في آية الوضوء وهما تبدآن بنفس الكلمة ( فامسحوا )؟
يمكن الاستفادة من معاني الباء الاصلية في الوضوء:
أأ - ( من التبعيضية ) أي امسحوا من رؤوسكم وهذا هو المطلوب شرعا فأغلب المسلمين يتفق بأن المطلوب بالوضوء هو مسح جزء من الراس وليس تمامه ولو كان تمامه فهل تعد الرقبة من الرأس ؟؟؟ والخط الواصل بين الاذنين هل يعتبر من الرقبة أم من الرأس وهو فيه امتداد من شعر الرأس ؟
وكذلك لما وردت في التيمم الباء ( فامسحوا بوجوهكم ) فهل المسح لكامل الوجه مئة بالمئة؟؟؟
من هذه الاشكالات نجد تحقق من التبعيضية على الباء مائة بالمائة في الوضوء والتيمم
ب - ( على ) أي امسحوا على رؤوسكم
وهنا لدينا ملاحظة وهي أن الغسل يكون من الاعلى الى الاسفل وليس العكس وهذا حتى في الحياة اليومية المعتادة لكي لا يرجع ماء الغسل الى مكان تم الانتهاء من غسله ( من أعلى الى أسفل لا يرجع ماء الوضوء ) بينما المسح فهو يتحقق في كلا الحالتين بمجرد الالصاق ( وهنا نستفاد من كونها أصلية وليست زائدة من خلال المعنى والفعل أي الناحية العملية )وكذلك في التيمم من الرسغ الى أطراف الاصابع وفي الرجل من الناحية العملية وهذه نقطة مهمة جدا بأن المسح من أطراف الاصابع الى كعب الرجل الذي هو ظاهر القدم يتم بيسر وسلاسة والذي ذكرته الاية ( الى الكعبين ) وهنا ( الى )أي مكان انتهاء الوضوء وتمامه وهو الكعبين ولا يعتبر مسح الرجل بمسح جوانب أو أسفل القدم لورود كلمة الى الكعبين المكانية
ملاحظة مهمة
ذكر القران الكريم في اية الوضوء "وأيديكم الى المرافق" وقلنا هي لتحديد المساحة ودليلنا عليها هو أنه لما ذكر في التيمم ( وأيديكم) اقتصرنا في المسح على الكف فقط وكذلك نجد منها نتيجة مهمة أيضا وهو أن في المسح لما كانت باء تبعيضية وهي تكفي لظاهر الجزء المذكور( والمسح لغة بباطن الكف ) ونجدها من ذكر في القران الكريم أرجلكم الى الكعبين والكعب هو ظاهر القدم لغويا وطبيا أي هو انتهاء المسح عنده ومن يقول بأن الكعب هو أسفل القدم فليراجع قواميس اللغة ( معاجم اللغة العربية معنى وشرح كلمة الكعبين ) والنتيجة نستفاد منها ايضا بأن المسح يكفي لظاهر الرأس فقط .
لا ننسى أن القران الكريم عندما أنزل آياته كانت تخاطب جميع المسلمين أي بوضوح ويسر وبالتالي لا تحتاج هذا التعقيد والذي هو بسبب المذاهب الاسلامية أو هوى النفس أو ...( .... عن أنس قال ما أعرف شيئا مما كان على عهد النبي (ص) قيل الصلاة ؟ قال : أليس ضيعتم ما ضيعتم فيها ؟! صحيح البخاري حديث 529 )
الخلاصة
يحاول البعض جعل الباء في كلمة "رؤوسكم" زائدة لكي يعطف "أرجلكم" في الاعراب على "وجوهكم" بينما هي أصلية لعدم انطباق شروط الباء الزائدة عليها ( ان القول بأن القران الكريم فيه أحرف زائدة وبحذفها لا يتغير معنى الاية الكريمة هو طعن في بلاغة القران ) ولوجوب تطبيق الالصاق المادي فقط عليها في الوضوء والذي هو من أهم مميزات الباء الاصلية ومن خلال بعض مميزاتها ومعانيها كاستبدالها بأحرف جر أخرى ك ( من – على ) نرى تحقق شرطي المسح المادي والمعنوي ( تحقق الغاية ) وبها يتحقق ويكمل الوضوء وكذلك نجد في التيمم دور هذه الباء الاصلية بمسح جزء من الوجه وليس تمامه .
القراءة الرابعة جولة في الاحاديث
اختلف المسلمون في رزية يوم الخميس الى قسمين
1 - القول بأن القران الكريم وحده يكفي وهنا نطلب الى أصحاب هذا المعتقد إثبات حدود الوضوء تفصيليا من القران الكريم وحده ورد ما أشكلنا عليه في حدود الرأس مثلا
2 - القول بدور النبي (ص) في شرح تعاليم الاسلام وعند رجوعنا الى القران الكريم نجد
أولا ( وما أنزلنا عليك الكتاب إلا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه وهدى ورحمة لقوم يؤمنون ) النحل 64
( بالبينات والزبر وأنزلنا اليك الذكر لتبين للناس ما نزّل اليهم ولعلهم يتفكرون ) النحل 44
من هاتين الآيتين نجد أن القران الكريم يجعل الرسول (ص) له الدور المحوري في تفسيره وتبيان معالمه أي في الحديث الصحيح الشريف .
وهنا لدينا مثالان
المثال الاول حديث ( إني تارك فيكم الثقلين كتاب الل... وعترتي أهل بيتي ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا )
لا ننسى بأن أهل بيت النبي (ص) قد نزلت فيهم آية التطهير والمباهلة ومن يقول أنهم يكذبون فقد كفر لأنه يكذّب الل... عز وجل الذي قد طهرهم من كل رجس ومنه الكذب على الل.. أو الكذب على رسوله
مثل من كتاب مواهب الرحمن في تفسير القران للمرحوم السيدعبد الاعلى السبزواري رحمه الله ج11 ص42
( في تفسير العياشي عن زرارة بن أعين وأبي حنيفة عن أبي بكر بن أبي حزم قال : توضأ رجل فمسح على خفيه فدخل المسجد فصلى فجاء علي عليه السلام فوطئ على رقبته فقال ويلك تصلي على غير وضوء ؟ فقال أمرني عمر بن الخطاب فأخذ بيده فأنتهى به اليه فقال : أنظر ماذا يروي هذا عليك ؟ ورفع صوته فقال : نعم أنا أمرته أن رسول الله (ص) مسح قال : قبل المائدة أو بعدها ؟ قال لا أدري , قال : فلم تفتي وأنت لاتدري ؟ سبق الكتاب الخفين )ويستنتج السيد المرحوم بأن المسح على الخفين شاع في زمن عمر ويأتي برواية في نفس الصفحة مارواه الكافي باسناده الصحيح عن زرارة قال : قلت لأبي جعفر عليه السلام في المسح على الخفين تقية ؟ فقال عليه السلام ثلاثة لا أتقي فيهن أحدا : شرب المسكر والمسح على الخفين ومتعة الحج .
وهنا يمكن أن نؤيد افعال الامام علي عليه السلام بحديثين
الحديث الاول ( علي مع القران والقران مع علي ) مستدرك الصحيحين ج 3 ص 124
الحديث الثاني (أنا مدينة العلم وعلي بابها ) مستدرك الصحيحين ج 3 ص 126
ولا ننسى ما جاء في صحيح البخاري حديث 338 باب التيمم ( ... جاء رجل الى عمر بن الخطاب فقال : إني أجنبت فلم أصب الماء فقال عمار بن ياسر لعمر بن الخطاب أما تذكر أنّا كنا في سفر أنا وأنت فأما أنت فلم تصل , وأما أنا فتمعكت فصليت فذكرت للنبي (ص) فقال (ص) ( إنما كان يكفيك هكذا فضرب النبي (ص) بكفيه الارض ونفخ فيهما ثم مسح بهما وجهه وكفّيه )
المثال الثاني صحيح البخاري باب الوضوء
ح 140 وهو الوحيد عن ابن عباس وهو الغسل مرة واحدة للوجه واليد والرجل
ح 159- 164 وهو عن حمران مولى عثمان من أنه رأى عثمان بن عفان يتوضأ بثلاث للوجه واليد والرجل ويمسح بواحدة ولم يوضح كيفية المسح
ح 185- 186- 191- 192- 197-199 وهو عن عبد الل.. بن زيد جد عمر بن يحيى
غسل الوجه ثلاث وغسل اليدين اثنين ومسح الرأس إقبال وإدبار وغسل الرجل
من هنا نجد محدودية الاشخاص الذين يروى عنهم كيفية الوضوء رغم اختلافهم بالكيفية بل قد نجد حديثا آخر بجواز المسح على الخفين الذي يرويه المغيرة بن شعبة وهنا نتساءل هل المغيرة ثقة وصحيح الرواية ؟؟؟
أو نجد الراوي سعد بن ابي وقاص ويسأل عبد الله بن عمر أباه عن المسح على الخفين فيقول له إذا حدثك شيئا سعد عن النبي (ص) فلا تسأل عنه غيره وهنا نتساءل لماذا عدم سؤال غير سعد ؟ بل والادهى من ذلك لماذا لم يشاهد عمر بن الخطاب يوما النبي (ص) وهو يمسح على الخفين ويأتي بجمع من الصحابة لتأييد مايذهب اليه أم أن الحاكم له حق التشريع قبال القران ؟؟؟ بل ونجد هنا خطورة ما كان يذهب اليه ابو بكر وعمر بن الخطاب في منع تدوين الحديث النبوي وما جره من ويلات على الامة الاسلامية ؟؟؟
ملاحظة أليس نجد هنا تناقض في الوضوء بالنسبة للارجل ( لدى السنة ) وذلك بغسل الرجل أو المسح على الخف ( النعل )؟؟؟
الخلاصة
من قراءاتنا السابقة نجد التالي
أمر الل... عز وجل بالوضوء قبل فريضة الصلاة ويجوز الانتقال للتيمم في حالة عدم وجود الماء أو لأعذار اخرى لأن في الوضوء شرط الطهارة المادية والمعنوية بالماء للعضو
إن كيفية الوضوء هي
1 - غسل مطلق الوجه من أعلى الى أسفل بكف اليد بما تمسح وليس تمام الوجه مائة بالمئة
2 - غسل اليدين من المرافق الى نهاية أطراف الاصابع وفي حالة العكس سوف يعود الماء ولا يتحقق الوضوء والدليل ان ذكر (الى المرافق) لتحديد المساحة هو ذكرت الآيتان اليد في الوضوء والتيمم ولكنهما يختلفان بمساحة الجزء المغسول عن الجزء الممسوح للتيمم وكذلك لم تقل الاية من الاصابع الى المرافق
3 - مسح بعض الرأس لأن الباء أصلية كما أثبتنا في الاعراب ويكفي إلصاق اليد على الرأس
4 - مسح القدمين وهو الصحيح لان الباء أصلية( برءوسكم ) ويوجد واو العطف بين كلمة الرأس والرجلين وذكر كلمة ( الى الكعبين ) هو لتحديد المساحة المراد مسحها
إن الوضوء هو مقدمة لفريضة واجبة وهي الصلاة وببطلانه تبطل الصلاة ومن نجد أصدق من أهل البيت عليهم السلام الذين هم يروون بمسح الرجل عن جدهم رسول الل...(ص) وعن أبيهم علي بن ابي طالب عليه السلام والذين طهّرهم القران الكريم من كل كذب وكل رجس شيطاني ( فلماذا الاخذ من طرق أخرى لم يثبت عصمتهم من الكذب ) وخصوصا هم من سيكونون سادة القوم يوم القيامة ومنهم سيدا شباب أهل الجنة ؟؟؟!!!
هل العداء لأهل البيت عليهم السلام يبرر تغيير معالم الدين ومخالفتهم حتى في الوضوء ؟؟؟!!!
ناصر حيدر
دع عنك الهوى والقراءات السابقة واقرأ معي بموضوعية آية الوضوء واحكم بعقلك وضميرك عليها وهل يمكن أن تعيد النظر بكيفية وضوئك ( لا تنس يا أخي أن الوضوء هو مقدمة للصلاة وببطلانه تبطل الصلاة )؟؟؟
تتفق جميع المذاهب الإسلامية على أن القرآن الكريم هو من الله عز وجل ولم ولن تطال آياته يد التحريف ولكن اختلف المفسرون فيما بينهم في إعراب مفرداته ومعاني كلماته ومن أهم أسباب الاختلاف هو الابتعاد عن أهل بيت العلم والقرآن، أهل بيت النبي (ص). وهنا نود أن نقرأ الآية القرآنية بقراءة معمقة ونطلب من الله التوفيق والتسديد.
جاءت آية الوضوء من ضمن آيات أحكام إسلامية متنوعة وفيها التنوع والشرح والوضوح :
- ( يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين وإن كنتم جنبا فاطّهّروا وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهّركم وليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون ) المائدة 6
- لم يستطع بلغاء العرب الإتيان بمثل القرآن الكريم أو الرد عليه وقالوا ما هو بالشعر ولا هو بالنثر وإنَ لسماعه سحرا خاصا ( نغمة أو ترتيل متناسق )بالإضافة إلى المعنى العميق ولنحلل الاية :
- القراءة الاولى الثنائيات
- يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم – إلى الصلاة
- فاغسلوا وجوهكم وأيديكم – إلى المرافق
- وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم – إلى الكعبين
- ومما يؤكد ما ذهبنا إليه هو وجود نفس حرف الجر ( إلى )
- لكل فعل مفعول به وعطف : اغسلوا ( وجوهكم وأيديكم) امسحوا ( رؤوسكم وأرجلكم )
- اختلف الشيعة وأصحاب المذاهب الأخرى في كيفية الوضوء كما في تفسيرهم للسياق فقال الشيعة بمسح الأرجل وقال أصحاب المذاهب الأخرى بالغسل ومما يؤكد صحة مذهب الشيعة هو :
- 1- اختلاف اللحن أثناء قراءة السورة القرآنية في حال عطف غسل الأرجل على غسل الوجه ( تصبح ثلاث كلمات لفعل الغسل تقابل كلمة واحدة لفعل المسح فيتغير الإيقاع )
- 2-الإعراب وهو مهم جدا للمعنى. فهذا كتاب معجم إعراب ألفاظ القرآن الكريم الذي قدم له شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي وراجعه الشيخ محمد فهيم أبوعبية الأمين العام المساعد لمجمع البحوث الإسلامية يقول بأن الباء في كلمة(برؤوسكم) حرف جر زائد أي أن (رؤوسكم) مجرور لفظا منصوب محلا. وبالتالي فإن كلمة(رؤوسكم) منصوبة فلا حاجة لعطف(أرجلكم) على(وجوهكم وأيديكم) لوجود واو العطف بين كلمتي (رؤوسكم) و(أرجلكم)
- 3-النقطة المهمة أيضا هي دخول فعل جديد وهو (امسحوا) حيث لدينا فعل واحد واسمان لهذا الفعل ( اغسلوا – وجوهكم وأيديكم ) ( امسحوا – برؤوسكم وأرجلكم ) مع العلم بأن فصاحة العرب تقول بأن واو العطف تعطف القريب وليس البعيد.
- 4- قول أئمة الشيعة بمسح الأرجل في الوضوء ولا ينكر عاقل بعلم أئمة أهل البيت عليهم السلام بعلم تأويل القرآن. وكما جاء في تفسير الآية ( وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم ) آل عمران 6 ( وهنا رقم 6 المائدة ) وفي تعليلهم لصحة ما يذهبون إليه هو: في حال التيمم تبقى فقط أجزاء الغسل وتهمل أجزاء المسح.
(علل الشرائع باب 190 )
- يمكن استخراج المعنى التالي:
- 1-( يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة ) فتوضؤوا وجاءت ثنائيتان ( وإن )
( وإن كنتم جنبا فاطهروا ) ( وإن كنتم مرضى ) مع ملاحظة الجملة الثانية بوجود (أو) الرباعية
( مرضى – على سفر – جاء أحد منكم من الغائط – لامستم النساء ) بما يقابلها رباعية الأسماء الأولى:
(وجوهكم- أيديكم- رؤوسكم- أرجلكم)
- ملاحظة جاء التيمم بفعل واحد وثنائية أسماء: امسحوا ( وجوهكم – أيديكم )
- جاء تعليل التيمم بواوين للعطف ( ولكن يريد ليطهركم )( وليتم نعمته عليكم )
- لماذا الغسل ولماذا المسح ؟
- الغسل هو لجزءين مهمين في الإنسان ( الوجه واليد ) وبهما يتوجه المصلي إلى الله عزوجل(لأن جوهر الصلاة هو العبادة والطاعة والدعاء والتسبيح وفي أغلب حركاتها تؤدى بالوجه واليد في الظاهر وفي الباطن بالقلب)لذلك يريد الله أن يكونا طاهرين في الظاهر لكي يستجيب الله تعالى صلاة المصلي وفي الباطن يريد الله عزوجل أن لاينظر الإنسان إلى ما حرّم الله وأن لا يسعى بيديه إلى ما يفقده طهارته (الغش-الخيانة-السرقة) لتقبل صلاته. وإمكانية تعرض هذين الجزءين للنجاسة أكثر من جزئي المسح لذلك يجب تطهيرهما قبل الصلاة. وهذان الجزءان(الوجه و اليد) ظاهران أثناء العبادات الأخرى (مثلا في الصلاة والحج ) للرجال والنساء.
- بينما جزءا المسح قد يكونا مغطيين بساتر ( النعل والعمامة ) وفي الصلاة لايشترط كشف الرأس وقد يطلب ستر الرأس كما في حالة النساء فيكون الرأس طاهرا في أغلب الأحيان .
- ويتجلى هذا المعنى بنهاية كلمات آية الوضوء وبداية الآية التي بعدها ( نعمته عليكم- نعمة الله عليكم )
- ( واذكروا نعمة الله عليكم وميثاقه الذي واثقكم به إذ قلتم سمعنا وأطعنا واتقوا الله إن الله عليم بذات الصدور)
- ( 7 المائدة)ففي هذه الآية نجد في الظاهر السمع والطاعة وفي الباطن علم الله لأنه قد يختلف القول مع النية ويتجلى بأوضح مثال في المنافقين ( إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون ) المنافقون 1
القراءة الثانية مقارنة بين آيتين
- ( يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون ولا جنبا إلا عابري سبيل حتى تغتسلوا وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم إن الله كان عفوا غفورا ) 43 النساء
- ( يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم الى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم الى المرافق وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم الى الكعبين وإن كنتم جنبا فاطهّروا وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهّركم وليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون ) المائدة 6
- هناك عدة ملاحظات على الآيتين
- 1- تكرار نفس الكلمات في الآيتين من ( وإن كنتم مرضى ) الى ( فامسحوا بوجوهكم وأيديكم )
- 2- وجود الثنائيات مع تبيان سبب الفعل
- لا تقربوا الصلاة – وأنتم سكارى – حتى تعلموا ما تقولون
- ولا جنبا – إلا عابري سبيل - حتى تغتسلوا
- 3-( إن كنتم جنبا – فاطهّروا ) من هذه الآية نجد أن من شروط الوضوء طهارة العضو المادية ولهذا نجد في حالة عدم توفر الماء كان التيمم للصلاة لأن الله عفوا غفورا وفي حالة توفر الماء يريد ليطهّركم وليتم نعمته عليكم وكذلك نجد تأكيد ما قلناه سابقا من أن الغسل للوجه واليدين وبعد مسح الراس الأولى والأفضل مسح الرجلين وليس غسلهما فضلا عن منطوق الآية بدخول فعل جديد ومما يؤكده هو إهمال الرجلين في التيمم
- وكذلك نجد في آية الوضوء ( فلم تجدوا ماء فتيمموا ) ومع ذلك يمسح الرأس في الوضوء أي أن للوضوء كيفية خاصة وهو ( الوضوء) عبادة لا يجوز الاجتهاد فيها وتغيير معالمها
- - من منطوق الآيتين نجد( فلم تجدوا ماء فتيمموا...... فامسحوا ) أي المسح هو في حالة عدم وجود الماء
- الخلاصة
- الاسلام دين فيه نص ومعنى أو روح النص ومن الآيتين القرآنيتين كان لدينا في حالة وجود الماء نتوضأ وفي حالة عدم وجود الماء او عذر آخر نتيمم فلنطبق هذه القاعدة على الوضوء
- الغسل للوجه واليدين والمسح للرأس والرجلين
- إذا كان الغسل للرجلين فلماذا المسح على الرأس ( أي غسل ثم مسح ثم غسل بوجود الماء) ؟
- إن المسح على الرجلين هو تطبيق لنص عبادي يتناغم مع الانتقال والانتهاء من الغسل.
القراءة الثالثة الاعراب ( حرف الجر الباء )
الكلام يرفع الانسان الى العلياء أو يجره الى الحضيض
تقسم أحرف الجر الى ثلاثة أقسام أصليّة وزائدة وشبيهة بالزائدة
بالنسبة للباء
1 -الباء هي ليست شبيهة بالزائدة
2 -زائدة : كنا سابقا في الفقرة الثانية من القراءة الاولى قد ذكرنا بأن الباء زائدة ولكنها ليست كذلك للاسباب التالية
لكي تكون زائدة يجب أن تقع في إحدى الحالات التالية
خبر ليس – ما العاملة عملها – فاعل كفى – في المبتدأ ( كتاب القواعد والبلاغة والعروض للثالث الثانوي الادبي – وزارة التربية – سورية- 2007 )
ولما كانت هذه الباء لا تنطبق عليها أيا من هذه الشروط فهي لا تعتبر زائدة
3 -أصلية
وجدنا بأن الباء لا تنطبق عليها الزائدة والشبيهة بالزائدة وبالتالي فهي حرف جر أصلي
قد يطرح إشكال بأن حرف الجر الزائد عند حذفه لا يتغير المعنى ولكن هذا ضمن شروط الزائدة فقط وبدليل من مميزات الاصلي الالصاق والذي يرافق معاني الباء ال 13 معنى ( ملتقى أهل الحديث – مميزات ومعاني باء الجر الاصلية ) ولا يتم المسح بدون الالصاق ولا ننسى أن الالصاق قد يكون ماديا ومعنويا وبالمسح لا يكون إلا ماديا فقط ( باليد ) ومما يؤكد ما نقول هو أن التيمم الذي هو عبارة عن مسح فقط أي أن الباء أصلية وكذلك لماذا تكون الباء أصلية في آية التيمم وزائدة في آية الوضوء وهما تبدآن بنفس الكلمة ( فامسحوا )؟
يمكن الاستفادة من معاني الباء الاصلية في الوضوء:
أأ - ( من التبعيضية ) أي امسحوا من رؤوسكم وهذا هو المطلوب شرعا فأغلب المسلمين يتفق بأن المطلوب بالوضوء هو مسح جزء من الراس وليس تمامه ولو كان تمامه فهل تعد الرقبة من الرأس ؟؟؟ والخط الواصل بين الاذنين هل يعتبر من الرقبة أم من الرأس وهو فيه امتداد من شعر الرأس ؟
وكذلك لما وردت في التيمم الباء ( فامسحوا بوجوهكم ) فهل المسح لكامل الوجه مئة بالمئة؟؟؟
من هذه الاشكالات نجد تحقق من التبعيضية على الباء مائة بالمائة في الوضوء والتيمم
ب - ( على ) أي امسحوا على رؤوسكم
وهنا لدينا ملاحظة وهي أن الغسل يكون من الاعلى الى الاسفل وليس العكس وهذا حتى في الحياة اليومية المعتادة لكي لا يرجع ماء الغسل الى مكان تم الانتهاء من غسله ( من أعلى الى أسفل لا يرجع ماء الوضوء ) بينما المسح فهو يتحقق في كلا الحالتين بمجرد الالصاق ( وهنا نستفاد من كونها أصلية وليست زائدة من خلال المعنى والفعل أي الناحية العملية )وكذلك في التيمم من الرسغ الى أطراف الاصابع وفي الرجل من الناحية العملية وهذه نقطة مهمة جدا بأن المسح من أطراف الاصابع الى كعب الرجل الذي هو ظاهر القدم يتم بيسر وسلاسة والذي ذكرته الاية ( الى الكعبين ) وهنا ( الى )أي مكان انتهاء الوضوء وتمامه وهو الكعبين ولا يعتبر مسح الرجل بمسح جوانب أو أسفل القدم لورود كلمة الى الكعبين المكانية
ملاحظة مهمة
ذكر القران الكريم في اية الوضوء "وأيديكم الى المرافق" وقلنا هي لتحديد المساحة ودليلنا عليها هو أنه لما ذكر في التيمم ( وأيديكم) اقتصرنا في المسح على الكف فقط وكذلك نجد منها نتيجة مهمة أيضا وهو أن في المسح لما كانت باء تبعيضية وهي تكفي لظاهر الجزء المذكور( والمسح لغة بباطن الكف ) ونجدها من ذكر في القران الكريم أرجلكم الى الكعبين والكعب هو ظاهر القدم لغويا وطبيا أي هو انتهاء المسح عنده ومن يقول بأن الكعب هو أسفل القدم فليراجع قواميس اللغة ( معاجم اللغة العربية معنى وشرح كلمة الكعبين ) والنتيجة نستفاد منها ايضا بأن المسح يكفي لظاهر الرأس فقط .
لا ننسى أن القران الكريم عندما أنزل آياته كانت تخاطب جميع المسلمين أي بوضوح ويسر وبالتالي لا تحتاج هذا التعقيد والذي هو بسبب المذاهب الاسلامية أو هوى النفس أو ...( .... عن أنس قال ما أعرف شيئا مما كان على عهد النبي (ص) قيل الصلاة ؟ قال : أليس ضيعتم ما ضيعتم فيها ؟! صحيح البخاري حديث 529 )
الخلاصة
يحاول البعض جعل الباء في كلمة "رؤوسكم" زائدة لكي يعطف "أرجلكم" في الاعراب على "وجوهكم" بينما هي أصلية لعدم انطباق شروط الباء الزائدة عليها ( ان القول بأن القران الكريم فيه أحرف زائدة وبحذفها لا يتغير معنى الاية الكريمة هو طعن في بلاغة القران ) ولوجوب تطبيق الالصاق المادي فقط عليها في الوضوء والذي هو من أهم مميزات الباء الاصلية ومن خلال بعض مميزاتها ومعانيها كاستبدالها بأحرف جر أخرى ك ( من – على ) نرى تحقق شرطي المسح المادي والمعنوي ( تحقق الغاية ) وبها يتحقق ويكمل الوضوء وكذلك نجد في التيمم دور هذه الباء الاصلية بمسح جزء من الوجه وليس تمامه .
القراءة الرابعة جولة في الاحاديث
اختلف المسلمون في رزية يوم الخميس الى قسمين
1 - القول بأن القران الكريم وحده يكفي وهنا نطلب الى أصحاب هذا المعتقد إثبات حدود الوضوء تفصيليا من القران الكريم وحده ورد ما أشكلنا عليه في حدود الرأس مثلا
2 - القول بدور النبي (ص) في شرح تعاليم الاسلام وعند رجوعنا الى القران الكريم نجد
أولا ( وما أنزلنا عليك الكتاب إلا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه وهدى ورحمة لقوم يؤمنون ) النحل 64
( بالبينات والزبر وأنزلنا اليك الذكر لتبين للناس ما نزّل اليهم ولعلهم يتفكرون ) النحل 44
من هاتين الآيتين نجد أن القران الكريم يجعل الرسول (ص) له الدور المحوري في تفسيره وتبيان معالمه أي في الحديث الصحيح الشريف .
وهنا لدينا مثالان
المثال الاول حديث ( إني تارك فيكم الثقلين كتاب الل... وعترتي أهل بيتي ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا )
لا ننسى بأن أهل بيت النبي (ص) قد نزلت فيهم آية التطهير والمباهلة ومن يقول أنهم يكذبون فقد كفر لأنه يكذّب الل... عز وجل الذي قد طهرهم من كل رجس ومنه الكذب على الل.. أو الكذب على رسوله
مثل من كتاب مواهب الرحمن في تفسير القران للمرحوم السيدعبد الاعلى السبزواري رحمه الله ج11 ص42
( في تفسير العياشي عن زرارة بن أعين وأبي حنيفة عن أبي بكر بن أبي حزم قال : توضأ رجل فمسح على خفيه فدخل المسجد فصلى فجاء علي عليه السلام فوطئ على رقبته فقال ويلك تصلي على غير وضوء ؟ فقال أمرني عمر بن الخطاب فأخذ بيده فأنتهى به اليه فقال : أنظر ماذا يروي هذا عليك ؟ ورفع صوته فقال : نعم أنا أمرته أن رسول الله (ص) مسح قال : قبل المائدة أو بعدها ؟ قال لا أدري , قال : فلم تفتي وأنت لاتدري ؟ سبق الكتاب الخفين )ويستنتج السيد المرحوم بأن المسح على الخفين شاع في زمن عمر ويأتي برواية في نفس الصفحة مارواه الكافي باسناده الصحيح عن زرارة قال : قلت لأبي جعفر عليه السلام في المسح على الخفين تقية ؟ فقال عليه السلام ثلاثة لا أتقي فيهن أحدا : شرب المسكر والمسح على الخفين ومتعة الحج .
وهنا يمكن أن نؤيد افعال الامام علي عليه السلام بحديثين
الحديث الاول ( علي مع القران والقران مع علي ) مستدرك الصحيحين ج 3 ص 124
الحديث الثاني (أنا مدينة العلم وعلي بابها ) مستدرك الصحيحين ج 3 ص 126
ولا ننسى ما جاء في صحيح البخاري حديث 338 باب التيمم ( ... جاء رجل الى عمر بن الخطاب فقال : إني أجنبت فلم أصب الماء فقال عمار بن ياسر لعمر بن الخطاب أما تذكر أنّا كنا في سفر أنا وأنت فأما أنت فلم تصل , وأما أنا فتمعكت فصليت فذكرت للنبي (ص) فقال (ص) ( إنما كان يكفيك هكذا فضرب النبي (ص) بكفيه الارض ونفخ فيهما ثم مسح بهما وجهه وكفّيه )
المثال الثاني صحيح البخاري باب الوضوء
ح 140 وهو الوحيد عن ابن عباس وهو الغسل مرة واحدة للوجه واليد والرجل
ح 159- 164 وهو عن حمران مولى عثمان من أنه رأى عثمان بن عفان يتوضأ بثلاث للوجه واليد والرجل ويمسح بواحدة ولم يوضح كيفية المسح
ح 185- 186- 191- 192- 197-199 وهو عن عبد الل.. بن زيد جد عمر بن يحيى
غسل الوجه ثلاث وغسل اليدين اثنين ومسح الرأس إقبال وإدبار وغسل الرجل
من هنا نجد محدودية الاشخاص الذين يروى عنهم كيفية الوضوء رغم اختلافهم بالكيفية بل قد نجد حديثا آخر بجواز المسح على الخفين الذي يرويه المغيرة بن شعبة وهنا نتساءل هل المغيرة ثقة وصحيح الرواية ؟؟؟
أو نجد الراوي سعد بن ابي وقاص ويسأل عبد الله بن عمر أباه عن المسح على الخفين فيقول له إذا حدثك شيئا سعد عن النبي (ص) فلا تسأل عنه غيره وهنا نتساءل لماذا عدم سؤال غير سعد ؟ بل والادهى من ذلك لماذا لم يشاهد عمر بن الخطاب يوما النبي (ص) وهو يمسح على الخفين ويأتي بجمع من الصحابة لتأييد مايذهب اليه أم أن الحاكم له حق التشريع قبال القران ؟؟؟ بل ونجد هنا خطورة ما كان يذهب اليه ابو بكر وعمر بن الخطاب في منع تدوين الحديث النبوي وما جره من ويلات على الامة الاسلامية ؟؟؟
ملاحظة أليس نجد هنا تناقض في الوضوء بالنسبة للارجل ( لدى السنة ) وذلك بغسل الرجل أو المسح على الخف ( النعل )؟؟؟
الخلاصة
من قراءاتنا السابقة نجد التالي
أمر الل... عز وجل بالوضوء قبل فريضة الصلاة ويجوز الانتقال للتيمم في حالة عدم وجود الماء أو لأعذار اخرى لأن في الوضوء شرط الطهارة المادية والمعنوية بالماء للعضو
إن كيفية الوضوء هي
1 - غسل مطلق الوجه من أعلى الى أسفل بكف اليد بما تمسح وليس تمام الوجه مائة بالمئة
2 - غسل اليدين من المرافق الى نهاية أطراف الاصابع وفي حالة العكس سوف يعود الماء ولا يتحقق الوضوء والدليل ان ذكر (الى المرافق) لتحديد المساحة هو ذكرت الآيتان اليد في الوضوء والتيمم ولكنهما يختلفان بمساحة الجزء المغسول عن الجزء الممسوح للتيمم وكذلك لم تقل الاية من الاصابع الى المرافق
3 - مسح بعض الرأس لأن الباء أصلية كما أثبتنا في الاعراب ويكفي إلصاق اليد على الرأس
4 - مسح القدمين وهو الصحيح لان الباء أصلية( برءوسكم ) ويوجد واو العطف بين كلمة الرأس والرجلين وذكر كلمة ( الى الكعبين ) هو لتحديد المساحة المراد مسحها
إن الوضوء هو مقدمة لفريضة واجبة وهي الصلاة وببطلانه تبطل الصلاة ومن نجد أصدق من أهل البيت عليهم السلام الذين هم يروون بمسح الرجل عن جدهم رسول الل...(ص) وعن أبيهم علي بن ابي طالب عليه السلام والذين طهّرهم القران الكريم من كل كذب وكل رجس شيطاني ( فلماذا الاخذ من طرق أخرى لم يثبت عصمتهم من الكذب ) وخصوصا هم من سيكونون سادة القوم يوم القيامة ومنهم سيدا شباب أهل الجنة ؟؟؟!!!
هل العداء لأهل البيت عليهم السلام يبرر تغيير معالم الدين ومخالفتهم حتى في الوضوء ؟؟؟!!!
ناصر حيدر
تعليق