صفاته
إن من مكارم الأخلاق أن يتحلى المرء بالصفات
الحميدة ويتخلى من العادات الذميمة وهذه الأخلاق سواء كانت حميدة أو ذميمة يكتسبها المرء وراثيا، وبيتيا، ومجتمعا ومحيطا. وشرائع السماء التي بعثها الله سبحانه وتعالى لخلقه عن طريق رسله وأنبيائه كلها تدعو إلى مكارم الأخلاق، لا سيما رسالة سيد الأنبياء ورسله " محمد المصطفى " (صلى الله عليه وآله وسلم) حيث قال:
" إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق " وصدع
برسالته (صلى الله عليه وآله وسلم) لا يريد منهم جزاء ولا شكورا، يريد أن يجعل حياة البشرية كلها حياة هانئة رغيدة خالدة، لا تبيدها الحقب والأعوام لأن رسالته خاتمة الرسالات، وشهيدنا الغالي " علي الأكبر ".
هو ربيب ذلك البيت الطاهر الذي هو خلاصة الوجود
من طيب الأرومة ومكارم الأخلاق، من حلم، وعلم،
وشجاعة، وكرم، وتواضع، وبلاغة. وما إلى ذلك من
المكارم التي ورثها عن آبائه، وترعرع في بيت النبوة، هذا من ناحية أخلاقه - أما خلقته فكان أشبه الناس بجده رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بشهادة أبيه الإمام الحسين (عليه السلام) حينما استأذن أباه لمجاهدة الكفار المعاندين، قائلا: اللهم كن أنت الشهيد عليهم. فقد برز إليهم غلام أشبه الخلق برسولك (صلى الله عليه وآله وسلم).
ونحن إذ نقتطف شذرات من تلك الخصال الحميدة،
لنجعلها مثالا لنا ودروسا لحياتنا وتهذيبا لنفوسنا وهديا لسلوكنا، وتحليتها بمكارم الأخلاق وتثبيت الملكات السامية.
وهذا السيد ابن طاووس في كتابه اللهوف، في دعاء
الإمام الحسين (عليه السلام) لما برز علي الأكبر إلى القوم قائلا:
اللهم اشهد أنه برز إليه أشبه الناس خلقا، وخلقا،
ومنطقا، برسولك وكنا إذا اشتقنا إلى نبيك نظرنا إليه (١).
علي الأكبر كان مرآة الجمال النبوي ومثال كماله
الأسمى، حتى قال فيه حسان بن ثابت:
وأحسن منك لم تر قط عيني * وأجمل منك لم تلد النساء خلقت مبرءا من كل عيب * كأنك خلقت كما تشاء
وإن الآثار تدل على تلكم الأخلاق الكريمة التي
مدحها سبحانه وتعالى. " وإنك لعلى خلق عظيم " تشبه بها شهيدنا الغالي " علي الأكبر ".
وليس ببعيد من فضل الباري جل ذكره أن يوجد ذاتا
كاملة منزهة عن كل عيب، ومبرأة عن أي شين، وأن
شهادة أبيه سيد الشهداء وهو الإمام المعصوم بحق ولدهالأكبر دليل على مصداقية شخصيته الكريمة.
لقد كان علي الأكبر (عليه السلام) أبان شبابه عليه سيماء العظمة وسمو الذات، وظاهر الشجاعة والكرم وأن الواصف له مهما بالغ في وصفه لم يبلغ....... ما يتحلى به من مكارم الأخلاق ولا غرو فهو غصن من أغصان الدوحة
الهاشمية وفرع من الشجرة العلوية.
وفي مقاتل الطالبيين، قال معاوية: من أحق الناس
بهذا الأمر؟ قالوا أنت [نفاقا] قال لا: أولى الناس بهذا الأمر علي بن الحسين بن علي، جده رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وفيه شجاعة بني هاشم، وسخاء بني أمية [زورا
وبهتانا] وزهو ثقيف.
وفيه نظمت هذه الأبيات.
لم تر عين نظرت مثله * من محتف يمشي ومن نازح
يغلى نيئ اللحم حتى إذا * انطبخ لم يغل على الآكل كانت إذا شبت له ناره * أو قدها بالشرف القابل
كيما يراها بائس مرمل * أو فرد حي ليس بالآهل
أعني ابن ليلى ذا السدى والندى * أعني ابن الحسب الفاضل لا يؤثر الدنيا على دينه * ولا يبيع الحق بالباطل ومما لا شك فيه أن الشهيد علي الأكبر كان جامعا
للفضائل، وحائزا للمناقب، ومعتصما عن المآثم، جمع الخلق المحمدي بأكمل معانيه، وأمسك بأطراف رداء
الشرف بكل ما فيه، ولا غرو فهو ابن من؟ ابن من هشم الثريد لقومه إلى آخر الأبيات.
وهاشم أول من سن رحلة الشتاء والصيف، كما سبق
ذكرها في مؤلفاتنا وابن شيبة الحمد عبد المطلب بن هاشم فكان سيد قومه ولشرفه كان يفرش له بإزاء
الكعبة.
وهو أول من حرم نساء الآباء على الأبناء، وأول من تصدق بخمس أمواله على المستحقين والفقراء، وأول
من سن دية القتل بمئة من الإبل، ولم يكن عند قريش عدد الطواف حول البيت فسنه سبعة أشواط، وقطع يد
السارق، وحرم الخمر والزنا، وأن لا يطوف بالبيت
عريان ولا يستقسم بالأزلام ولا يؤكل ما ذبح على
النصب (١) وذلك قبل ولادة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم).
وأما جده أبو طالب سيد البطحاء بدون منازع -
ومؤمل قريش وزعيمها المقدم بعد أبيه.
المصدر / الخصال. لصندوق ص 312 ج1
إن من مكارم الأخلاق أن يتحلى المرء بالصفات
الحميدة ويتخلى من العادات الذميمة وهذه الأخلاق سواء كانت حميدة أو ذميمة يكتسبها المرء وراثيا، وبيتيا، ومجتمعا ومحيطا. وشرائع السماء التي بعثها الله سبحانه وتعالى لخلقه عن طريق رسله وأنبيائه كلها تدعو إلى مكارم الأخلاق، لا سيما رسالة سيد الأنبياء ورسله " محمد المصطفى " (صلى الله عليه وآله وسلم) حيث قال:
" إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق " وصدع
برسالته (صلى الله عليه وآله وسلم) لا يريد منهم جزاء ولا شكورا، يريد أن يجعل حياة البشرية كلها حياة هانئة رغيدة خالدة، لا تبيدها الحقب والأعوام لأن رسالته خاتمة الرسالات، وشهيدنا الغالي " علي الأكبر ".
هو ربيب ذلك البيت الطاهر الذي هو خلاصة الوجود
من طيب الأرومة ومكارم الأخلاق، من حلم، وعلم،
وشجاعة، وكرم، وتواضع، وبلاغة. وما إلى ذلك من
المكارم التي ورثها عن آبائه، وترعرع في بيت النبوة، هذا من ناحية أخلاقه - أما خلقته فكان أشبه الناس بجده رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بشهادة أبيه الإمام الحسين (عليه السلام) حينما استأذن أباه لمجاهدة الكفار المعاندين، قائلا: اللهم كن أنت الشهيد عليهم. فقد برز إليهم غلام أشبه الخلق برسولك (صلى الله عليه وآله وسلم).
ونحن إذ نقتطف شذرات من تلك الخصال الحميدة،
لنجعلها مثالا لنا ودروسا لحياتنا وتهذيبا لنفوسنا وهديا لسلوكنا، وتحليتها بمكارم الأخلاق وتثبيت الملكات السامية.
وهذا السيد ابن طاووس في كتابه اللهوف، في دعاء
الإمام الحسين (عليه السلام) لما برز علي الأكبر إلى القوم قائلا:
اللهم اشهد أنه برز إليه أشبه الناس خلقا، وخلقا،
ومنطقا، برسولك وكنا إذا اشتقنا إلى نبيك نظرنا إليه (١).
علي الأكبر كان مرآة الجمال النبوي ومثال كماله
الأسمى، حتى قال فيه حسان بن ثابت:
وأحسن منك لم تر قط عيني * وأجمل منك لم تلد النساء خلقت مبرءا من كل عيب * كأنك خلقت كما تشاء
وإن الآثار تدل على تلكم الأخلاق الكريمة التي
مدحها سبحانه وتعالى. " وإنك لعلى خلق عظيم " تشبه بها شهيدنا الغالي " علي الأكبر ".
وليس ببعيد من فضل الباري جل ذكره أن يوجد ذاتا
كاملة منزهة عن كل عيب، ومبرأة عن أي شين، وأن
شهادة أبيه سيد الشهداء وهو الإمام المعصوم بحق ولدهالأكبر دليل على مصداقية شخصيته الكريمة.
لقد كان علي الأكبر (عليه السلام) أبان شبابه عليه سيماء العظمة وسمو الذات، وظاهر الشجاعة والكرم وأن الواصف له مهما بالغ في وصفه لم يبلغ....... ما يتحلى به من مكارم الأخلاق ولا غرو فهو غصن من أغصان الدوحة
الهاشمية وفرع من الشجرة العلوية.
وفي مقاتل الطالبيين، قال معاوية: من أحق الناس
بهذا الأمر؟ قالوا أنت [نفاقا] قال لا: أولى الناس بهذا الأمر علي بن الحسين بن علي، جده رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وفيه شجاعة بني هاشم، وسخاء بني أمية [زورا
وبهتانا] وزهو ثقيف.
وفيه نظمت هذه الأبيات.
لم تر عين نظرت مثله * من محتف يمشي ومن نازح
يغلى نيئ اللحم حتى إذا * انطبخ لم يغل على الآكل كانت إذا شبت له ناره * أو قدها بالشرف القابل
كيما يراها بائس مرمل * أو فرد حي ليس بالآهل
أعني ابن ليلى ذا السدى والندى * أعني ابن الحسب الفاضل لا يؤثر الدنيا على دينه * ولا يبيع الحق بالباطل ومما لا شك فيه أن الشهيد علي الأكبر كان جامعا
للفضائل، وحائزا للمناقب، ومعتصما عن المآثم، جمع الخلق المحمدي بأكمل معانيه، وأمسك بأطراف رداء
الشرف بكل ما فيه، ولا غرو فهو ابن من؟ ابن من هشم الثريد لقومه إلى آخر الأبيات.
وهاشم أول من سن رحلة الشتاء والصيف، كما سبق
ذكرها في مؤلفاتنا وابن شيبة الحمد عبد المطلب بن هاشم فكان سيد قومه ولشرفه كان يفرش له بإزاء
الكعبة.
وهو أول من حرم نساء الآباء على الأبناء، وأول من تصدق بخمس أمواله على المستحقين والفقراء، وأول
من سن دية القتل بمئة من الإبل، ولم يكن عند قريش عدد الطواف حول البيت فسنه سبعة أشواط، وقطع يد
السارق، وحرم الخمر والزنا، وأن لا يطوف بالبيت
عريان ولا يستقسم بالأزلام ولا يؤكل ما ذبح على
النصب (١) وذلك قبل ولادة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم).
وأما جده أبو طالب سيد البطحاء بدون منازع -
ومؤمل قريش وزعيمها المقدم بعد أبيه.
المصدر / الخصال. لصندوق ص 312 ج1
تعليق