اللهم صل على محمد وآل محمد
لا شكَّ في أنّ هذه الأحاديث الشريفة ترسمُ لنا خطاً رئيسياً عاماً لمعالم تربية الطفل في الإسلام، ولكنها لا تعطي تفاصيل التربية بالأرقام، لأنّ التعامل بالتفاصيل ترجع إلى قدرة العقل البشري في الملاحظة والرصد والدراسة،
وقد سَبَقنا علماء التربية، في الحضارة الحديثة إلى دراسات إحصائية حول مشاعر الأطفال ونفسياتهم، وطريقة تعاملهم مع الحياة، ولكن فاتهم أنّ هذه الدراسات الإحصائية لا تستطيع لوحدها أنْ تخلقَ جيلاً مهذّباً منتجاً قائماً على أساس الأخلاق والعدالة الإنسانية..
فما لم تتظافر الدراسة الإحصائية الحديثة في تربية الطفل، مع مبادئ التربية الإسلامية، لا نستطيع أنْ نخلق جيلاً متماسكاً نظيفاً، قوياً في العقل والإرادة والروح، لأنّ الدراساتِ الحديثة في التربية غير كافية لصنع الإنسان المسلم الذي نطمح إلى صناعته، ولا الخطوط الرئيسية التي نقلها لنا التاريخ الإسلامي كافية أنْ تصنعَ في الأُمّة تكاملاً أخلاقياً..
فنحن في الواقع بحاجة ماسّة إلى دراسة مبادئ الإسلام في التربية من خلال علمائنا، ودراسة الأساليب الحديثة في التربية من خلال مفكرينا، دراسة ميدانية تنبع من صميم التركيبة النفسية والاجتماعية والأخلاقية للمجتمع المسلم المعاصر..