إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

صباح الكفيل \يريدناالله ان نكون متفائلين \بحور النفس

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • صباح الكفيل \يريدناالله ان نكون متفائلين \بحور النفس

    السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
    اللهم صل على محمد وال محمد
    قد يميل الانسان الى التشاؤم ويتخبط في اليأس
    وبوجه خاصّ، إذا زادت عليه الضّغوطات والمشاكل على أنواعها، في هذا الزّمن المليء بالتحدّيات والأزمات، وهو ما ينعكس على نفسه توتّراً وقلقاً، فيعيش إذ ذاك ارتباكاً وانفعالاً وعصبيَّة، ويتحوَّل إلى إنسانٍ مزاجيّ وعصبيّ، يفتعل المشاكل في بيته مع زوجته، فينسى ما بينهما من مودَّة ورحمة وصلة، ويعمد إلى العنف الكلاميّ والسّلوكيّ معها، ويضرب أولاده من دون أيِّ وجه حقّ، ثم يفتعل المشاكل مع جيرانه، فلا يحترم حقَّ الجيرة، ولا يحترم حقَّ النّاس، فيسيء إليهم بالمعاملة والكلمة والموقف، كلّ ذلك نتيجة استغراقه في اليأس والتّشاؤم والإحباط، إذ تراه في أيِّ مكانٍ أو مجلس، لا تصدر عنه إلا كلمة التّشاؤم والحديث الَّذي يحبط مَنْ حوله، ويزيده يأساً إلى يأسه.
    وينسى هذا الشَّخص أو يتناسى، أنَّ حمد الله وشكره على كلِّ الأحوال، لا يعني مجرَّد كلماتٍ يتفوّه بها ويحفظها عن ظهر قلب، بل هو انفتاح على كلّ معنى وقيمة تمثّلها رحمة الله، لتحوِّل هذا الشعور لديه إلى سلوكٍ عمليّ، وتصرّف مخلص وصادق، ينعكس على شخصيَّة الإنسان وأخلاقه، فيعيش إذ ذاك التفاؤل وانبساط الروح، ويبعد عنه كلّ تشنّج وعصبيَّة وانفعال، فلا يعنِّف من حوله، ويحافظ على أجواء المودّة والرّحمة في البيت العائليّ، فتعيش الزّوجة والأولاد في أجواء من الرّاحة والأمان والاستقرار النّفسيّ والسّلوكيّ، كما يحافظ على الأجواء المريحة مع جيرانه والمحيط من حوله.
    إنَّه الإنسان المتفائل على الدَّوام، الّذي ينطق بالكلام المتفائل حيثما جلس وقام وتحرّك، ويتصرّف على أساس ذلك، إذ يتجذَّر حمد الله وشكره في قلبه ومشاعره وأحاسيسه، وهو على كامل الثّقة واليقين بأنَّ الله تعالى هو مفرِّج الهموم والمشاكل.
    واليوم الّذي يكون فيه عسرٌ للإنسان، ستعقبه إشارات اليسر والفرج، فالحياة ساحة فيها التّعقيدات والمشاكل، كما فيها الحلول والتّيسير والتّفاؤل، فلا ينبغي التراجع والضَّعف والسّقوط في التّشاؤم، بل علينا أن نكون المؤمنين المتفائلين على الدَّوام برحمة الله وفرجه ورحمته.. فالتّفاؤل يعبّر عن روح الإيمان، ويبرزه إلى العلن، عبر شعور الإنسان الطيِّب والواثق، وعبر سلوك الإنسان المتوازن والمسؤول.
    وعن آثار التّفاؤل، وما يتَّصل بالموضوع، يقول المرجع السيِّد محمّد حسين فضل الله(رض): "عن النّبيّ(ص): "نِعْمَ الشّيء الفأل"، أي الكلمة الحسنة يسمعها أحدكم فيتفاءل بها للمستقبل. وعن الإمام عليّ(ع)، قال: "تفاءل بالخير تنجح". وعنه(ع): "الفأل حقّ، والطّيرة ليست بحقّ".
    وهذا هو بعض الحديث عن هذين العنوانين اللَّذين يمكن أن يتركا تأثيرهما السّلبيّ والإيجابيّ في حركتنا في الحياة، فيما يريدنا الله أن نكون متفائلين من خلال دراستنا للواقع، واكتشافنا المعطيات المشرقة داخل هذا الواقع من جهة، وانفتاحنا على الله في ابتهالنا إليه من جهة ثانية، بأن يهيِّئ لنا من أمرنا رشداً، وأن يدفع عنَّا كلَّ سوء، ويجلب إلينا كلَّ خير، ليتحرّك الإنسان في الواقع من خلال دراسةٍ للمعطيات الَّتي عنده، والَّتي ترتكز على إيمانه، متخلِّصاً بذلك من حالة التّشاؤم، فلا يحصر تفكيره في أنَّ الشّؤم آتٍ لا محالة، وأنّ الشرّ آتٍ لا محالة، وأنّه لا يمكن أن يتغيّر، لأنَّ هذا التفكير يختزن معنى الكفر ومعنى الشّرك، ويجمِّد حركيّة الإنسان.
    وعلينا، ونحن نؤمن بالله، أن نحدِّق دائماً بالشَّمس، بل حتى إذا حدَّقنا بالظّلام، فإنَّ علينا أن نتطلَّع إلى نقاط النّور الَّتي تمثّلها الكواكب الّتي تقول لنا إنَّ بعد الظّلام نوراً وفجراً، فلا تستسلموا للأحاسيس السّلبيَّة المنطلقة في الظلام: {سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً}[الطلاق: 7].. فانفتحوا على الله، وقولوا كما جاء في بعض الأحاديث: "اللّهمّ لا خير إلا خيرك، ولا طير إلا طيرك، عليك توكّلنا، وإليك أنبنا، وإليك المصير، ولا حول ولا قوَّة إلا بك يا أرحم الرّاحمين".[فكر وثقافة، العام 1999، العدد 122].
    والإسلام يدعو الإنسان إلى أن يحافظ على شعلة الأمل في نفسه، من خلال النّظرة الواقعيَّة إلى ظروف حياته. وحول ذلك"لا يكتفي الإسلام بإثارة الأمل في نفس الإنسان من خلال الإيمان فحسب، لأنَّ ذلك قد يفقد أثره ـ في بعض الحالات ـ ما لم يرتكز على أساس واقعيّ ملموس، فإنَّ النفس عادةً تتأثَّر بالواقع المحسوس أكثر مما تتأثّر بالفكر النظريّ.
    ولهذا، حاول القرآن الكريم أن يربط الإنسان بالإيمان بالغيب، من خلال التّفكير في أسرار الحياة ودقائقها الّتي تربط الإنسان بالينبوع الخالد للإيمان.. وعلى ضوء ذلك، اتخذ القرآن الكريم أسلوباً واقعيّاً في إثارة روح الأمل في الإنسان، انطلاقاً من السنَّة الطبيعيّة التي أجرى الله عليها الحياة، من أنَّ الشّدّة يعقبها الفرج، والعسر يتبعه اليسر، فالحياة تحتضن المشاكل كما تحتضن الحلول، وتفرض الخسارة كما تفرض الرّبح، وتزرع الابتسامات كما تهرق الدّموع، وإذا لم يكن في الحياة حالة نهائيَّة، فما معنى أن تتجمَّد في فكرك على هذه الحالة، وتغلق بصرك عن الحالات الأخرى؟!".[من كتاب مفاهيم إسلاميّة عامّة، ص:147].
    الإنسان السّاخط والمتشائم، يعيش التخبُّط والانكسار والهزيمة النفسيَّة والروحيَّة، وينعكس ذلك قلقاً وتوتّراً على أوضاعه الخاصَّة والعامَّة، ويحرم نفسه من الانفتاح على رحمة الله تعالى، وما لذلك من أهميَّة في استقراره وأمنه وأمانه. أمّا الإنسان المتفائل، فيعيش على الدّوام الشّعور بالأمل والرّحمة والفرج، وينعكس ذلك أمناً وطمأنينةً وتوازناً على حياته الخاصَّة والعامَّة، ويحيا الحياة الطيّبة الكريمة المنفتحة الآفاق في الدّنيا، استعداداً لرضوان الله ونعيمه في الآخرة.




المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X