بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة الأبدية على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين اللهم صل على محمد وآل محمد .
بقلوب ملؤها الفرح والسرور نهنئ العالم الإسلامي كافة بذكرى ولادة منقذ البشرية صاحب العصر والزمان بقية الله الأعظم الإمام الحجة إبن الحسن المهدي (عليه السلام) .
الدعاء نوع من أنواع العبادة بل هو مخ العبادة (1) وروحها ، والدعاء سلاح المؤمن ، وهو من وسائل التخاطب والمناجاة مع الله تبارك وتعالى ، وبه يتقرب العبد إلى الله عز وجل ، وتزيد قيمة الدعاء روحانيةً وقبولاً لو تضمن الدعاء بالخير والسلامة لولي الله تبارك وتعالى الامام الحجة ابن الحسن المهدي (عليه السلام) .
فكما أن بقية الله الأعظم روحي له الفداء يدعوا لنا صباحا ومساءا ولم ينسانا في دعاء وفكره دائما مشغول بنا وبمراعاتنا فعلينا نحن أن نقابله بالمثل وأن ندعوا له (عليه السلام) بالحفظ والسلامة والتوفيق وتعجيل الفرج وأن نكون من أنصاره وأعوانه وخدامه والمستشهدين بين يديه .
وقد يتسائل البعض عن سبب وفائدة دعائنا للإمام الحجة (عليه السلام) بالحفظ مع كونه محفوظا من الله و مستجاب الدعوة وهو في استغناء تام عن دعائنا ؟
والجواب على ذلك يتضح من خلال النقاط التالية :
أولاً : لكوننا مأمورون بالدعاء ، فعن يونس بن عبد الرحمن قال : أن الإمام الرضا (عليه السلام) كان يأمر بالدعاء لصاحب الأمر بهذا الدعاء : ( اللهم ادفع عن وليك وخليفتك وحجتك على خلقك ولسانك المعبر عنك بإذنك الناطق بحكمتك وعينك الناظرة في بريتك وشاهدك على عبادك الجحجاح المجاهد العائذ بك العابد عندك ، .... الخ ) . (2) .
وفي الرواية عن زرارة بن أعين أنه سأل الإمام الصادق (عليه السلام) عن زمان الغيبة حيث قال : (( جعلت فداك إن أدركت ذلك الزمان أي شيء أعمل ؟ قال (عليه السلام) : يا زرارة إذا أدركت هذا الزمان فادع بهذا الدعاء : (( اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف نبيك ، اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك ، اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني ) . (3) .
وعن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) أنه قال : (( ستصيبكم شبهة فتبقون بلا علم يُرى ولا إمام هدى ، ولا ينجو منها إلا من دعا بدعاء الغريق ، قلت : كيف دعاء الغريق ؟ قال : يقول : (( يا الله يا رحمان يا رحيم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك )) . (4) .
وجاء الأمر بالدعاء في التوقيع الشريف الصادر عن الإمام المهدي (عليه السلام) الذي خرج على يد محمد بن عثمان العمري : (( وأكثروا الدعاء بتعجيل الفرج فإن ذلك فرجكم )) . (5) .
ثانياً : ان الدعاء للإمام (عليه السلام) نوع من بقاء وقوة الصلة والرابطة مع الإمام (عليه السلام) .
ثالثاً : يقول السيد ابن طاووس الحسني (رض) بهذا الخصوص : (( فإياك ثم إياك أن تقدم نفسك أو أحداً من الخلائق في الولاء والدعاء له (عليه السلام) بأبلغ الإمكان وأحضر قلبك ولسانك في الدعاء لذلك المولى العظيم الشأن، وإياك أن تعتقد أنني قلت هذا لأنه محتاج إلى دعائك هيهات هيهات ....!
إن اعتقدت هذا فإنك مريض في اعتقادك وولائك ، بل إنما قلت هذا لما عرفتك من حقه العظيم عليك وإحسانه الجسيم إليك ، ولأنك إذا دعوت له قبل الدعاء لنفسك ولمن يعز عليك كان أقرب إلى أن يفتح الله جل جلاله أبواب الإجابة بين يديك لأن أبواب قبول الدعوات قد غلقّتها أيها العبد بإغلاق الجنايات .
فإذا دعوت لهذا المولى الخاص عند مالك الأحياء والأموات يوشك أن يفتح أبواب الإجابة لأجله فتدخل أنت في الدعاء لنفسك ولمن تدعو له في زمرة فضله وتتسع رحمة الله جل جلاله لك وكرمه عنايته بك لتعلقك في الدعاء بحبله )) . (6).
رابعاً : قال آية الله الحاج ميرزا محمد تقي الموسوي الأصفهاني نورد هنا بعض الفوائد الحاصلة عند الدعاء لحضرة بقية الله عليه السلام بتعجيل ظهوره من الله جل شأنه والتي جمعتها من الآيات والأخبار وهي كثيرة ، وسأكتفي هنا بذكر (أربعة عشر) منها وهي كالتالي (7) :
١ - يكون سبباً لطول العمر ، كما ورد خاصة في الدعاء الثاني المذكور في هذا الكتاب عن الصادق عليه السلام بأن يقرأ بعد كلّ فريضة .
٢ - أنه نوع من أداء حقّه سلام الله عليه وقد ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام قوله : قضاء حقوق الإخوان أشرف أعمال المتّقين .
أقول : ولأنّ الإمام عجل الله تعالى فرجه رئيس وأفضل جميع المؤمنين ، فيكون أداء حقه من أهمّ أعمال الخير وأفضلها .
٣ - أنّه سبب للحصول على شفاعة رسول الله صلى الله عليه وآله كما ورد عنه صلى الله عليه وآله ، ويستفاد من بعض الأحاديث أنّه موجب لشفاعة حضرة صاحب الأمر عليه السلام .
٤ - أنّه يساعد الله الداعي له عليه السلام لأنّ الدعاء له نوع من أنواع المساعدة والنصرة ، ونصرته نصرة الله تعالى وقول الله عز وجل : (وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ) . (8) .
٥ - إدخال السرور عليه بذلك .
٦ - أنّه موجب لدعاء صاحب الأمر عليه السلام للداعي ، وهذا يستفاد من جملة من الروايات .
٧ - أنّه تحصيل ثواب الدعاء لجميع المؤمنين والمؤمنات ، وذلك لأنّ نفع ظهوره عليه السلام يعود لهم جميعاً ، بل لجميع الخلائق من أهل السماوات والأرضين ...... ، فإن دعوت له عليه السلام بهذه النية فسيكون دعاءاً لهم جميعاً.
٨ - أنّه إظهار للمحبة والولاء له عليه السلام ، فهو أقرب ذرية رسول الله صلى الله عليه وآله إليه ، فاظهار المحبة له أداء لأجر الرسالة : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) . (9) .
٩ - أنّه موجب لدفع البلاء عن الداعي في زمان غيبته .
١٠ - أنّ الدعاء بتعجيل ظهوره عليه السلام تعظيم لله ، وتعظيم لرسول الله صلى الله عليه وآله ، وتعظيم لكتاب الله حيث أنَّه سيعمل به في ظهوره ، وتعظيم لدين الله جل شأنه حيث أنَّه سيظهر ويغلب على الدين كلّه ، وتعظيم المسلمين بنجاتهم من الكفار ، وهذا موجب لدخول الجنة كما ورد ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وآله في (الخصال) .
١١ - أنّ الدعاء بتعجيل الفرج له عليه السلام موجب لتحصيل ثواب إعانة المظلوم ، وهذا موجب لعبور الصراط المستقيم يوم القيامة بسلام كما ورد ذلك عن الإمام زين العابدين عليه السلام .
١٢ - فيه ثواب الجهاد بين يدي الرسول صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلام .
١٣ - الحصول على أجر لا يعلمه إلاّ الله جل شأنه ، وهو الفوز بثواب طلب ثأر سيد الشهداء عليه السلام وذلك لأنّ صاحب الأمر عجل الله تعالى فرجه سيأخذ بثأره ، فكلّما تدعو بتعجيل فرجه عليه السلام ستشرك في أجر عمله عليه السلام .
١٤ - ما ورد في (كمال الدين) عن أحمد بن إسحاق أنّه قال : (( دخلت على أبي محمد الحسن بن علي عليه السلام وأنا أريد أن أسأله عن الخلف بعده ؟ فقال لي مبتدئاً : يا أحمد بن إسحاق ، إنّ الله تبارك وتعالى لم يخل الأرض منذ خلق آدم عليه السلام ولا يخليها إلى أن تقوم الساعة من حجّة الله على خلقه ، به يدفع البلاء عن أهل الأرض ، وبه ينزل الغيث ، وبه يخرج بركات الأرض ، قال : فقلت له : يا ابن رسول الله ، فمن الإمام والخليفة بعدك ؟ فنهض عليه السلام مسرعاً فدخل البيت ، ثم خرج وعلى عاتقه غلام كأنّ وجهه القمر ليلة البدر، من أبناء الثلاث سنين ، فقال : يا أحمد بن إسحاق ، لولا كرامتك على الله عز وجل وعلى حججه ما عرضت عليك ابني هذا ، إنّه سميّ رسول الله صلى الله عليه وآله وكنيّه الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً ، يا أحمد بن إسحاق مثله في هذه الأمّة مثل الخضر عليه السلام ، ومثله مثل ذي القرنين ، والله ليغيبنّ غيبة لا ينجو فيها من الهلكة إلاّ من ثبّته الله عز وجل على القول بإمامته ووفّقه للدعاء بتعجيل فرجه ، فقال أحمد بن إسحاق : فقلت له : يا مولاي ، فهل من علامة يطمئنّ إليها قلبي ؟ فنطق الغلام عليه السلام بلسان عربي فصيح ، قال : أنا بقية الله في أرضه والمنتقم من أعدائه ، فلا تطلب أثراً بعد عين يا أحمد بن إسحاق )) . (10) .
اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة ولياً وحافظاً وقائداً وناصراً ودليلاً وعينا حتى تسكنه أرضك طوعا وتمتعه فيها طويلا برحمتك يا أرحم الراحمين .
-------------------------------
(1) (الدعاء مخ العبادة) رواية نبوية شريفة . راجع بحار الأنوار / العلامة المجلسي / الجزء 90 / الصفحة 302 .
(2) بحار الأنوار / العلامة المجلسي / الجزء 92 / الصفحة 330 .
(3) كتاب الغيبة / محمد بن إبراهيم النعماني / الجزء 1 / الصفحة 168 .
(4) ميزان الحكمة / محمد الريشهري / الجزء 1 / الصفحة 181 .
(5) الاحتجاج / الشيخ الطبرسي / الجزء 2 / الصفحة 284 .
(6) فلاح السائل / السيد ابن طاووس / الصفحة 45 .
(7) راجع كتاب ما يجب على الأنام في زمن غيبة الإمام عج .
(8) الآية (40) من سورة الحج .
(9) الآية (23) من سورة الشورى .
(10) كمال الدين وتمام النعمة / للشيخ الجليل الأقدم الصدوق / الجزء 1 / الصفحة 412 .
وبه نستعين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة الأبدية على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين اللهم صل على محمد وآل محمد .
بقلوب ملؤها الفرح والسرور نهنئ العالم الإسلامي كافة بذكرى ولادة منقذ البشرية صاحب العصر والزمان بقية الله الأعظم الإمام الحجة إبن الحسن المهدي (عليه السلام) .
الدعاء نوع من أنواع العبادة بل هو مخ العبادة (1) وروحها ، والدعاء سلاح المؤمن ، وهو من وسائل التخاطب والمناجاة مع الله تبارك وتعالى ، وبه يتقرب العبد إلى الله عز وجل ، وتزيد قيمة الدعاء روحانيةً وقبولاً لو تضمن الدعاء بالخير والسلامة لولي الله تبارك وتعالى الامام الحجة ابن الحسن المهدي (عليه السلام) .
فكما أن بقية الله الأعظم روحي له الفداء يدعوا لنا صباحا ومساءا ولم ينسانا في دعاء وفكره دائما مشغول بنا وبمراعاتنا فعلينا نحن أن نقابله بالمثل وأن ندعوا له (عليه السلام) بالحفظ والسلامة والتوفيق وتعجيل الفرج وأن نكون من أنصاره وأعوانه وخدامه والمستشهدين بين يديه .
وقد يتسائل البعض عن سبب وفائدة دعائنا للإمام الحجة (عليه السلام) بالحفظ مع كونه محفوظا من الله و مستجاب الدعوة وهو في استغناء تام عن دعائنا ؟
والجواب على ذلك يتضح من خلال النقاط التالية :
أولاً : لكوننا مأمورون بالدعاء ، فعن يونس بن عبد الرحمن قال : أن الإمام الرضا (عليه السلام) كان يأمر بالدعاء لصاحب الأمر بهذا الدعاء : ( اللهم ادفع عن وليك وخليفتك وحجتك على خلقك ولسانك المعبر عنك بإذنك الناطق بحكمتك وعينك الناظرة في بريتك وشاهدك على عبادك الجحجاح المجاهد العائذ بك العابد عندك ، .... الخ ) . (2) .
وفي الرواية عن زرارة بن أعين أنه سأل الإمام الصادق (عليه السلام) عن زمان الغيبة حيث قال : (( جعلت فداك إن أدركت ذلك الزمان أي شيء أعمل ؟ قال (عليه السلام) : يا زرارة إذا أدركت هذا الزمان فادع بهذا الدعاء : (( اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف نبيك ، اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك ، اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني ) . (3) .
وعن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) أنه قال : (( ستصيبكم شبهة فتبقون بلا علم يُرى ولا إمام هدى ، ولا ينجو منها إلا من دعا بدعاء الغريق ، قلت : كيف دعاء الغريق ؟ قال : يقول : (( يا الله يا رحمان يا رحيم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك )) . (4) .
وجاء الأمر بالدعاء في التوقيع الشريف الصادر عن الإمام المهدي (عليه السلام) الذي خرج على يد محمد بن عثمان العمري : (( وأكثروا الدعاء بتعجيل الفرج فإن ذلك فرجكم )) . (5) .
ثانياً : ان الدعاء للإمام (عليه السلام) نوع من بقاء وقوة الصلة والرابطة مع الإمام (عليه السلام) .
ثالثاً : يقول السيد ابن طاووس الحسني (رض) بهذا الخصوص : (( فإياك ثم إياك أن تقدم نفسك أو أحداً من الخلائق في الولاء والدعاء له (عليه السلام) بأبلغ الإمكان وأحضر قلبك ولسانك في الدعاء لذلك المولى العظيم الشأن، وإياك أن تعتقد أنني قلت هذا لأنه محتاج إلى دعائك هيهات هيهات ....!
إن اعتقدت هذا فإنك مريض في اعتقادك وولائك ، بل إنما قلت هذا لما عرفتك من حقه العظيم عليك وإحسانه الجسيم إليك ، ولأنك إذا دعوت له قبل الدعاء لنفسك ولمن يعز عليك كان أقرب إلى أن يفتح الله جل جلاله أبواب الإجابة بين يديك لأن أبواب قبول الدعوات قد غلقّتها أيها العبد بإغلاق الجنايات .
فإذا دعوت لهذا المولى الخاص عند مالك الأحياء والأموات يوشك أن يفتح أبواب الإجابة لأجله فتدخل أنت في الدعاء لنفسك ولمن تدعو له في زمرة فضله وتتسع رحمة الله جل جلاله لك وكرمه عنايته بك لتعلقك في الدعاء بحبله )) . (6).
رابعاً : قال آية الله الحاج ميرزا محمد تقي الموسوي الأصفهاني نورد هنا بعض الفوائد الحاصلة عند الدعاء لحضرة بقية الله عليه السلام بتعجيل ظهوره من الله جل شأنه والتي جمعتها من الآيات والأخبار وهي كثيرة ، وسأكتفي هنا بذكر (أربعة عشر) منها وهي كالتالي (7) :
١ - يكون سبباً لطول العمر ، كما ورد خاصة في الدعاء الثاني المذكور في هذا الكتاب عن الصادق عليه السلام بأن يقرأ بعد كلّ فريضة .
٢ - أنه نوع من أداء حقّه سلام الله عليه وقد ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام قوله : قضاء حقوق الإخوان أشرف أعمال المتّقين .
أقول : ولأنّ الإمام عجل الله تعالى فرجه رئيس وأفضل جميع المؤمنين ، فيكون أداء حقه من أهمّ أعمال الخير وأفضلها .
٣ - أنّه سبب للحصول على شفاعة رسول الله صلى الله عليه وآله كما ورد عنه صلى الله عليه وآله ، ويستفاد من بعض الأحاديث أنّه موجب لشفاعة حضرة صاحب الأمر عليه السلام .
٤ - أنّه يساعد الله الداعي له عليه السلام لأنّ الدعاء له نوع من أنواع المساعدة والنصرة ، ونصرته نصرة الله تعالى وقول الله عز وجل : (وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ) . (8) .
٥ - إدخال السرور عليه بذلك .
٦ - أنّه موجب لدعاء صاحب الأمر عليه السلام للداعي ، وهذا يستفاد من جملة من الروايات .
٧ - أنّه تحصيل ثواب الدعاء لجميع المؤمنين والمؤمنات ، وذلك لأنّ نفع ظهوره عليه السلام يعود لهم جميعاً ، بل لجميع الخلائق من أهل السماوات والأرضين ...... ، فإن دعوت له عليه السلام بهذه النية فسيكون دعاءاً لهم جميعاً.
٨ - أنّه إظهار للمحبة والولاء له عليه السلام ، فهو أقرب ذرية رسول الله صلى الله عليه وآله إليه ، فاظهار المحبة له أداء لأجر الرسالة : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) . (9) .
٩ - أنّه موجب لدفع البلاء عن الداعي في زمان غيبته .
١٠ - أنّ الدعاء بتعجيل ظهوره عليه السلام تعظيم لله ، وتعظيم لرسول الله صلى الله عليه وآله ، وتعظيم لكتاب الله حيث أنَّه سيعمل به في ظهوره ، وتعظيم لدين الله جل شأنه حيث أنَّه سيظهر ويغلب على الدين كلّه ، وتعظيم المسلمين بنجاتهم من الكفار ، وهذا موجب لدخول الجنة كما ورد ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وآله في (الخصال) .
١١ - أنّ الدعاء بتعجيل الفرج له عليه السلام موجب لتحصيل ثواب إعانة المظلوم ، وهذا موجب لعبور الصراط المستقيم يوم القيامة بسلام كما ورد ذلك عن الإمام زين العابدين عليه السلام .
١٢ - فيه ثواب الجهاد بين يدي الرسول صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلام .
١٣ - الحصول على أجر لا يعلمه إلاّ الله جل شأنه ، وهو الفوز بثواب طلب ثأر سيد الشهداء عليه السلام وذلك لأنّ صاحب الأمر عجل الله تعالى فرجه سيأخذ بثأره ، فكلّما تدعو بتعجيل فرجه عليه السلام ستشرك في أجر عمله عليه السلام .
١٤ - ما ورد في (كمال الدين) عن أحمد بن إسحاق أنّه قال : (( دخلت على أبي محمد الحسن بن علي عليه السلام وأنا أريد أن أسأله عن الخلف بعده ؟ فقال لي مبتدئاً : يا أحمد بن إسحاق ، إنّ الله تبارك وتعالى لم يخل الأرض منذ خلق آدم عليه السلام ولا يخليها إلى أن تقوم الساعة من حجّة الله على خلقه ، به يدفع البلاء عن أهل الأرض ، وبه ينزل الغيث ، وبه يخرج بركات الأرض ، قال : فقلت له : يا ابن رسول الله ، فمن الإمام والخليفة بعدك ؟ فنهض عليه السلام مسرعاً فدخل البيت ، ثم خرج وعلى عاتقه غلام كأنّ وجهه القمر ليلة البدر، من أبناء الثلاث سنين ، فقال : يا أحمد بن إسحاق ، لولا كرامتك على الله عز وجل وعلى حججه ما عرضت عليك ابني هذا ، إنّه سميّ رسول الله صلى الله عليه وآله وكنيّه الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً ، يا أحمد بن إسحاق مثله في هذه الأمّة مثل الخضر عليه السلام ، ومثله مثل ذي القرنين ، والله ليغيبنّ غيبة لا ينجو فيها من الهلكة إلاّ من ثبّته الله عز وجل على القول بإمامته ووفّقه للدعاء بتعجيل فرجه ، فقال أحمد بن إسحاق : فقلت له : يا مولاي ، فهل من علامة يطمئنّ إليها قلبي ؟ فنطق الغلام عليه السلام بلسان عربي فصيح ، قال : أنا بقية الله في أرضه والمنتقم من أعدائه ، فلا تطلب أثراً بعد عين يا أحمد بن إسحاق )) . (10) .
اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة ولياً وحافظاً وقائداً وناصراً ودليلاً وعينا حتى تسكنه أرضك طوعا وتمتعه فيها طويلا برحمتك يا أرحم الراحمين .
-------------------------------
(1) (الدعاء مخ العبادة) رواية نبوية شريفة . راجع بحار الأنوار / العلامة المجلسي / الجزء 90 / الصفحة 302 .
(2) بحار الأنوار / العلامة المجلسي / الجزء 92 / الصفحة 330 .
(3) كتاب الغيبة / محمد بن إبراهيم النعماني / الجزء 1 / الصفحة 168 .
(4) ميزان الحكمة / محمد الريشهري / الجزء 1 / الصفحة 181 .
(5) الاحتجاج / الشيخ الطبرسي / الجزء 2 / الصفحة 284 .
(6) فلاح السائل / السيد ابن طاووس / الصفحة 45 .
(7) راجع كتاب ما يجب على الأنام في زمن غيبة الإمام عج .
(8) الآية (40) من سورة الحج .
(9) الآية (23) من سورة الشورى .
(10) كمال الدين وتمام النعمة / للشيخ الجليل الأقدم الصدوق / الجزء 1 / الصفحة 412 .