من المعلوم أنَّ فترة الخطوبة هي للتَّعارف بين الشّابّ والفتاة، كي يدرس كلّ طرفٍ ما لدى الآخر من صفات، وحتى يختبرا ـ بطريقة وأخرى ـ ما يشعران به تجاه بعضهما البعض من أحاسيس وعواطف، قبل الانتقال إلى بيت الزوجيَّة.
وليس المطلوب أن تطول مدّة الخطوبة بشكلٍ غير طبيعيّ، وهو ما ينعكس سلباً على حيويّة العلاقة، ويحوّلها إلى جوٍّ من أجواء الرّتابة، بعيداً عن التّوازن والاستقرار المطلوبيْن، كما ليس المطلوب في الوقت عينه، أن تكون فترة التّعارف قصيرة، ولا يأخذ الطّرفان الوقت الكافي في فهم بعضهما البعض، والتّقريب بين شخصيّتيهما، بالقدر الّذي يقوّي هذه العلاقة ويجذّرها أكثر، ويكفل نجاحها واستقرارها واستمراريّتها.
وقد يدفع حرص البعض من الأهل على ضرورة أن تكون فترة التّعارف قصيرةً أو طويلة، بحسب معطياتهم أو مخاوفهم أو تقييمهم للعلاقة، إلى التدخّل، وفرض ما يرونه في رأيهم لمصلحة نجاح العلاقة، ما يؤدّي إلى نتائج سلبيّة، وإلى تعقيد الأمور، بدل المساعدة على إيصال الأمور إلى خواتيمها السعيدة.
فالأهل لا بدَّ لهم بحكم ما يملكون من خبرةٍ ووعيٍ، من أن يتصرّفوا بكلّ رويّة وحكمة في التعامل مع أبنائهم المقبلين على الزّواج، وأن يقدِّموا لهم المشورة والنّصيحة، بما يساعدهم على تحسين أوضاعهم، وتصحيح ما يعترض طريقها. إنهم صمَّام أمانٍ للأبناء، وليسوا مصدر ضغطٍ وقلقٍ وتوتّر لهم، بل دورهم هو دور المصلح والنّاصح والمرشد.
والبعض من الأهل لا يشجِّع ابنته على الخطوبة، ولا يرضى بذلك، بل يشترط إجراء العقد كمدخلٍ للتَّعارف، وهذا ما ينصح به علماء الدّين ومجتهدون،
تعليق