زيارة عاشوراء وهول المطلّع:
--------------
السؤال:
ما مدى صحة ما يلي:
أكثر موقف يخافه الإنسان هو ما يسمى في كتب العقائد (هول المطلع) ومعناه ساعة النزول إلى القبر فكيف نرفع ذلك الخوف ؟
روى المؤرخون أن رجلاً سأل الإمام الصادق عليه السلام عن عمل يرفع عنه ذلك الخوف فقال له الإمام الصادق عليه السلام:
(اقرأ زيارة عاشوراء كثيرًا, وفي نهاية الزيارة تقرأ اللهم ارزقني شفاعة الحسين يوم الورود)
معنى الورود: هي لحظة النزول إلى القبر.
الجواب:
1/ لم أجد ذلك في الروايات حتى الآن. ويظهر بشكل واضح أن كاتب هذه الكلمات جاهل بالمصطلحات والكتب.
2/ عبارة (هول المطلّع) ورد في الروايات, وليس هو مبحثًا خاصًا في كتب العقائد, كما يتصوره الكاتب.
3/ النزول إلى القبر ليس هو أكثر موقف يخافه الإنسان.
4/ الذي ينقل الروايات هم الرواة والمحدّثون, وليس المؤرخون. فكاتب هذه الكلمات لا يعرف المصطلحات والألقاب.
3/ لم يذكر لنا الكاتب اسم المؤرخ والكاتب والصفحة, وهذا يزيد من احتمال كذبه في كلامه.
4/ اختلف العلماء في معنى (هول المطلّع):
الرأي الأول: هو الاطلاع إلى الملائكة الذين يقبضون الأرواح.
الرأي الثاني: هو أهوال القبر, بدليل الحديث الشريف في وضع الجنازة على الأرض قبل الوصول إلى القبر (إذا أتيت بالميت القبر فلا تفدح به القبر، فإن للقبر أهوالاً عظيمة، وتعوّذ من هول المطلع، ولكن ضعه قرب شفير القبر، واصبر عليه هنيئة ثم قدّمه قليلاً، واصبر عليه ليأخذ أهبته، ثم قدمه إلى شفير القبر).
الرأي الثالث: هو ما يشرف عليه من أمر الآخرة عقيب الموت, فشبهّه بالمطلّع الذي يشرف عليه من موضع عال.
الرأي الرابع: هو يوم القيامة.
الرأي الخامس: تقرأ (هول المطلِع) , والمطلِع هو الربّ تعالى.
5/ الظاهر أن (يوم الورود) هو يوم القيامة, وليس القبر:
أ- قال الله تعالى (يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ), (إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ), (وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَىٰ رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا).
ب- من فضائل أمير المؤمنين – عليه السلام- أنه (الساقي يوم الورود).
6/ نصّ جملة من العلماء أن عالم البرزخ لا توجد فيه شفاعة:
يقول العلامة الطباطبائي – أعلى الله مقامه-: [فالآيات كما مر دالة على توصيف من تناله الشفاعة ومن يحرم منها غير أنها تدل على أن الشفاعة إما تنفع في الفك عن هذه الرهانة والإقامة والخلود في سجن النار، وأما ما يتقدم عليه من أهوال يوم القيامة وعظائمها فلا دليل على وقوع شفاعة فيها لو لم تدل الآية على انحصار الشفاعة في الخلاص من رهانة النار.... وأما نشأة البرزخ وما يدل على حضور النبي عليه السلام والأئمة عليهم السلام عند الموت وعند مسائلة القبر وإعانتهم إياه علي الشدائد كما سيأتي في قوله تعالى : (وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به) النساء - 158، فليس من الشفاعة عند الله في شيء, وإنما هو من سبيل التصرفات والحكومة الموهوبة لهم بإذن الله سبحانه ... المتحصل من أمر الشفاعة وقوعها في آخر موقف من مواقف يوم القيامة باستيهاب المغفرة بالمنع عن دخول النار، أو إخراج بعض من كان داخلا فيها، باتساع الرحمة أو ظهور الكرامة] تفسير الميزان 1 : 173.
ويقول السيد محمد صادق الروحاني :
[الذي يتحصل من الآيات والروايات أن الشفاعة إنما تقع في القيامة، وبتعبير أحد الأكابر: آخر موقف من مواقف يوم القيامة.
وأما في نشأة البرزخ فتدل الآية والنصوص على حضور النبي (ص) والأئمة (عليهم السلام) عند الموت وعند مسألة القبر وإعانتهم إياه على الشدائد، وهو إنما يكون من قبيل التصرفات والحكومة الموهوبة لهم بإذن الله تعالى، والتفصيل في مكان آخر].
وأخيرًا:
الشيخ عباس القمي – أعلى الله مقامه- روى في كتابه مفاتيح الجنان, حديث صفوان في فضل زيارة عاشوراء عن الإمام الصادق – عليه السلام-, وهو حديث جميل وطويل, يبيّن لنا شيئًا من فضل هذه الزيارة, فينبغي على المؤمنين الترويج لهذه الروايات المعروفة والتي تداولها علماؤنا, ولنبتعد عن الأحاديث التي لا نعرف مصدرها ولا كاتبها, ولا من أين أتت وكيف!!
2/ شعبان المعظّم / 1436 هـ
--------------
السؤال:
ما مدى صحة ما يلي:
أكثر موقف يخافه الإنسان هو ما يسمى في كتب العقائد (هول المطلع) ومعناه ساعة النزول إلى القبر فكيف نرفع ذلك الخوف ؟
روى المؤرخون أن رجلاً سأل الإمام الصادق عليه السلام عن عمل يرفع عنه ذلك الخوف فقال له الإمام الصادق عليه السلام:
(اقرأ زيارة عاشوراء كثيرًا, وفي نهاية الزيارة تقرأ اللهم ارزقني شفاعة الحسين يوم الورود)
معنى الورود: هي لحظة النزول إلى القبر.
الجواب:
1/ لم أجد ذلك في الروايات حتى الآن. ويظهر بشكل واضح أن كاتب هذه الكلمات جاهل بالمصطلحات والكتب.
2/ عبارة (هول المطلّع) ورد في الروايات, وليس هو مبحثًا خاصًا في كتب العقائد, كما يتصوره الكاتب.
3/ النزول إلى القبر ليس هو أكثر موقف يخافه الإنسان.
4/ الذي ينقل الروايات هم الرواة والمحدّثون, وليس المؤرخون. فكاتب هذه الكلمات لا يعرف المصطلحات والألقاب.
3/ لم يذكر لنا الكاتب اسم المؤرخ والكاتب والصفحة, وهذا يزيد من احتمال كذبه في كلامه.
4/ اختلف العلماء في معنى (هول المطلّع):
الرأي الأول: هو الاطلاع إلى الملائكة الذين يقبضون الأرواح.
الرأي الثاني: هو أهوال القبر, بدليل الحديث الشريف في وضع الجنازة على الأرض قبل الوصول إلى القبر (إذا أتيت بالميت القبر فلا تفدح به القبر، فإن للقبر أهوالاً عظيمة، وتعوّذ من هول المطلع، ولكن ضعه قرب شفير القبر، واصبر عليه هنيئة ثم قدّمه قليلاً، واصبر عليه ليأخذ أهبته، ثم قدمه إلى شفير القبر).
الرأي الثالث: هو ما يشرف عليه من أمر الآخرة عقيب الموت, فشبهّه بالمطلّع الذي يشرف عليه من موضع عال.
الرأي الرابع: هو يوم القيامة.
الرأي الخامس: تقرأ (هول المطلِع) , والمطلِع هو الربّ تعالى.
5/ الظاهر أن (يوم الورود) هو يوم القيامة, وليس القبر:
أ- قال الله تعالى (يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ), (إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ), (وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَىٰ رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا).
ب- من فضائل أمير المؤمنين – عليه السلام- أنه (الساقي يوم الورود).
6/ نصّ جملة من العلماء أن عالم البرزخ لا توجد فيه شفاعة:
يقول العلامة الطباطبائي – أعلى الله مقامه-: [فالآيات كما مر دالة على توصيف من تناله الشفاعة ومن يحرم منها غير أنها تدل على أن الشفاعة إما تنفع في الفك عن هذه الرهانة والإقامة والخلود في سجن النار، وأما ما يتقدم عليه من أهوال يوم القيامة وعظائمها فلا دليل على وقوع شفاعة فيها لو لم تدل الآية على انحصار الشفاعة في الخلاص من رهانة النار.... وأما نشأة البرزخ وما يدل على حضور النبي عليه السلام والأئمة عليهم السلام عند الموت وعند مسائلة القبر وإعانتهم إياه علي الشدائد كما سيأتي في قوله تعالى : (وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به) النساء - 158، فليس من الشفاعة عند الله في شيء, وإنما هو من سبيل التصرفات والحكومة الموهوبة لهم بإذن الله سبحانه ... المتحصل من أمر الشفاعة وقوعها في آخر موقف من مواقف يوم القيامة باستيهاب المغفرة بالمنع عن دخول النار، أو إخراج بعض من كان داخلا فيها، باتساع الرحمة أو ظهور الكرامة] تفسير الميزان 1 : 173.
ويقول السيد محمد صادق الروحاني :
[الذي يتحصل من الآيات والروايات أن الشفاعة إنما تقع في القيامة، وبتعبير أحد الأكابر: آخر موقف من مواقف يوم القيامة.
وأما في نشأة البرزخ فتدل الآية والنصوص على حضور النبي (ص) والأئمة (عليهم السلام) عند الموت وعند مسألة القبر وإعانتهم إياه على الشدائد، وهو إنما يكون من قبيل التصرفات والحكومة الموهوبة لهم بإذن الله تعالى، والتفصيل في مكان آخر].
وأخيرًا:
الشيخ عباس القمي – أعلى الله مقامه- روى في كتابه مفاتيح الجنان, حديث صفوان في فضل زيارة عاشوراء عن الإمام الصادق – عليه السلام-, وهو حديث جميل وطويل, يبيّن لنا شيئًا من فضل هذه الزيارة, فينبغي على المؤمنين الترويج لهذه الروايات المعروفة والتي تداولها علماؤنا, ولنبتعد عن الأحاديث التي لا نعرف مصدرها ولا كاتبها, ولا من أين أتت وكيف!!
2/ شعبان المعظّم / 1436 هـ