نص الشبهة:
ما رأيكم في هذه الروايات
1- عَن عَمْرو بن الْحمق قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: تكون فتْنَة أسلم النَّاس فِيهَا الْجند الغربي قَالَ ابن الْحمق: فَلذَلِك قدمت عَلَيْكُم مصر.
2- عن الإمام أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام أنّه قال: «كَأَنّي بِرَايَاتٍ مِنْ مِصْرَ مُقْبِلاتٍ خُضْرٍ مُصَبَّغاتٍ، حتَّى تَأتِيَ الشَّامَاتِ فَتُهْدَى إلى ابْنِ صَاحِبِ الوَصِيَّاتِ».
وهل يفهم منها أن الجيش المصري لن يقع في فتن وحروب المنطقة وسوف يحافظ على قوته حتى يخرج لنصرة صاحب الأمر ع ومبايعته؟
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد واله الطاهرين
بالنسبة للرواية الاولى فهي عامية، تفرد بها الطبراني في المعجم الاوسط ٨: ٣١٥، وذكرها من بعده ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق ٤٥: ٤٩٣، وعلى فرض صحتها لا دلالة فيها على وقت محدد، ولذلك ربطها بالعصر الممهد للامام روحي فداه سيحتاج الى دليل لا يتوفر في نفس الرواية، وكون عمرو بن الحمق رضوان الله عليه من خاصة امير المؤمنين عليه السلام وهو ممن ائتمنهم على علم المنايا والبلايا، فان حديثه عن تعليل قدومه لمصر بمفاد ما ذكره في الرواية ربما يستبعد كونها من الروايات المتعلقة بزمن ما قبيل الظهور الشريف.
اما الرواية الثانية وهي صحيحة رواها الشيخ المفيد اعلى الله مقامه في كتابه الارشاد (٢: ٣٧٦) فدلالتها متعلقة بفئة محددة من مصر تأتي لمبايعة الإمام روحي فداه بعد خروجه المنتظر، والحديث مهما يكن يدلّ على عدد محدود من مصر لا عمومها.
اما مسألة فتنة مصر والخراب الذي يعلوها، فهو لا يحتم بالضرورة ان يكون المقصود بها كل ما يصطلح عليه بمصر في عصرنا هذا، فمصر في عهد الروايات اوسع بكثير من مصر المعاصرة، وقد تقدم منا الكلام في حديثنا عن أهل الغرب الذين سينتقلون لمصر من سوريا بأن بعضاً من ليبيا كانت تسمى بمصر او محسوبة عليها، ولذلك لا يوجد تداخل بين الروايات من حيث طبيعة ما تتحدث عنه، على ان حدث الخراب يمكن ان يشمل منطقة محددة منها دون ان يمتد لبقية المناطق.
ولطبيعة حديث الروايات على ان القوى الاقليمية الاساسية في عصر ما قبل الظهور الشريف سينتهي الى السفياني واليماني والخراساني دون وجود اثر لاي حراك اقليمي بارز في مصر، فاننا نستظهر ان هذا الوجود سيضمحل قبل عصر هذه القوى الثلاثة، وهو ما يتناسب مع معطيات طغيان بني اسرائيل واستفحالهم قبل الحرب العالمية، والله العالم .
تعليق