إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قصة وعبرة- الحياة نحن من يصنعها في داخلنا

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قصة وعبرة- الحياة نحن من يصنعها في داخلنا


    اللهم صل على محمد وآل محمد
    يقول احد الاشخاص واسمه محمد :
    أبي و أمي شبه منفصلين رغم أنّهما يعيشان في بيت واحد...
    يدخلُ أبي الى البيت بعد عمله مجهدًا ، فيجد أمي مشغولة بإخوتي، أو بإعداد الطعام، أو بنظافة البيت، أي أنّه لا يجد الوضع مهيأ لراحته كما يريد، فينزعج جدًا، فيرفع الصوت بالمساءلة والعتاب، فتغضب أمي، ثم يبدآن بالصخب والسباب!

    نحن في البيت عددنا كبير... أنا في الجامعة، أختي في الثانوية، لي إخوة في المتوسط والابتدائي.
    وجميعنا نشاهد ذلك الصخب، فينقلب ألـمًـا في نفوسنا وبكاءً في عيوننا.

    تطوّر الأمر ، حتى طلق أبي أمي مرتين، ولم يبقَ لهما سوى الطلقةالأخيرة...
    لقد أصبح أبي يتناول حبوب الاكتئاب، ولا يحبّ الجلوس في البيت، وأصبحت أمي معظم الوقت متضايقة و متوترة.

    يقول محمّد: لـمّـا درستُ واختي مهارات الحياة وأهميّتها، واستراتيجيات حلّ المشكلات ، أحسست وأختي بأنّنا كنا سلبيين في التعاطي مع عائلتنا، ولم يكن لنا أي أثر، أو مشاركة في البيت، فقط كنّا ندرس، نأكل، نشرب، ننام...

    كنت أتصور أنّ المهمات والمسؤوليات تقع على أبي و أمي فقط، أما نحن فلا مسؤولية علينا ابدا!!.
    ولكن ما غير قناعتي وحركني لتغيير سلوكي في البيت أمران درستهما:

    1-اذا احسست بمشكلة حولك فلن تحلّها حتى تحس بأنك جزءٌ من المشكلة و الحل.
    2- لا شيء مستحيل.

    فكرت بأسباب المشكلة، فوجدت من أبرزها أنّ هناك ضغطاً جسدياً ونفسياً على أبي وأمي.
    أبي يعمل منذ الصباح وحتى العصر ؛ ثم يأتي مجهدًا فيتابع البيت و متطلباته، ويتابعنا تعليمياً و تربوياً، إضافة إلى مهامه نحو الأسرة و الأقارب ..الخ.
    لاحظت أن أبي لديه ١٤ مهمة، وأمي لديها مثله في البيت، وأنا وأختي لا نشارك إطلاقًا في أية مهمة.

    وضعت خطة لتحمل أربع مهام من مهام والدي:
    المشتريات
    متابعة دروس أخي الصغير
    القيام بمشاوير الوالدة
    إضافة الى إحداث جلسة تفاعلية للأسرة في بعض الأمسيات، أديرها أنا وفيها قصص وفوائد وطرائف.

    أختي ناقشتها فاقتنعت بإعانة أمي، وقررت أن تقوم بأربع مسؤوليات:
    الإشراف على سفرة الطعام تقديمًا وتنظيفًا
    إعانة امي في تنظيف البيت
    الاشراف على نظافة أختي الصغيرة
    تنظيف أختي الصغيرة الأخرى.
    بقينا ننفذ ذلك لمدة شهر، فلاحظت تغيرًا واضحًا في نفسية الوالد، وأمي هدأت أكثر ، ونحن بدأنا نحس بدورنا في البيت، وغاب ٦٠ ٪ من المشكلة‼

    بعد ذلك طلب محمد وأخته من أبيه وأمه طلباً غريبا: طلبا منهما ان يأخذا اجازة ويذهبا بمفردهما إلى مكان ما مرة في الشهر ، وينسيا هموم البيت و الأسرة والأولاد ليرتاحا، ثم ليعودا أكثر نشاطًا.
    في أول الأمر رفض الوالدان الفكرة واستغرباها، ولكنّهما اقتنعا بها وقررا تجربتها.
    عندما رجعا كانا مرتاحَين، ووجه الأم ينضح بالبُشرى .
    أما الأب فكان سعيدًا مطمئناً، غاب حزنه وترك الحبوب النفسية، وعند دخوله الى البيت ضمّ ابنه محمدا وقبله ثم بكى وقال: يا حبيبي يا محمد، كان حقًا عليّ أن اهتم بك، فإذا بك أنت من يهتم بي.
    يا بني علمتني أنت أن الحياة نحن من يصنعها في داخلنا، علمتني لباقتك أن المشاركة للكل راحة للكل.



    أين استقرت بك النوى
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X