بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
من المعروف حكم البدعة في الاسلام وان كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ..المفهوم من هذا الحديث ان المبتدع ضال وفي النار .. ولكن لو راجعنا تاريخ البعض من الصحابة لوجنا انهم ابتدعوا في الدين ما ليس من الدين .. ولا اقول كلامي هذا لأطعن في الصحابة معاذ الله من ذلك ولكن لأبين ان الصحابة ليس كما يعتقد ابناء العامة من مسألة عدالتهم بل ربما يرى البعض عصمتهم وان لم يصرح بذلك حيث ينفي عنهم الخطأ ونفي الخطأ عنهم ما هو الا قول بالعصمة . فالبعض من الصحابة ابتدع في الدين بل من كبار الصحابة وليس هذا من كلام الشيعة او كتبهم بل هو من كتب السنة بل من اوثق الكتب وهي التي يسمونها بالصحاح ومنها البخاري ومسلم .. والبعض منهم يؤول فعل الصحابة وانه لمصلحة ما ..ولكن هل ان المصلحة وان كانت مهمة تستوجب ان يبتدع الانسان في الدين ما ليس منه . أو ليس الدين دين الله تعالى والشريعة شريعته .. أو ليس حلال محمد حلال الى يوم القيامة وحرامه حرام الى يوم القيامة . فكيف سمح الصحابة لأنفسهم بادخال في الدين ماليس منه ..وكيف سمحوا لانفسهم بالتدخل في التشريعات الألهية .. ومن الامثلة التي بين ايدكم خطبة صلاة العيد التي كانت في زمن النبي الاكرم صلوات الله تعالى عليه بعد الصلاة وكذلك استمر الخليفة الاول والثاني في ادائها بعد الصلاة في حين ان البعض من الصحابة جعلها قبل الصلاة والى هذا اليوم معللا ذلك بعلل ما انزل الله بها من سلطان وكأن التشريعات بايديهم وتبعا لأهوائهم وامزجتهم وليس دين الله تعالى .. بل ان البعض منهم كان يدخل فيها سب امير المؤمنين علي ابن ابي طالب عليه السلام الذي هو ابن عم النبي وصهره وخليفة رسول الله وصحابي من الصحابي ونزل فيه مالم ينزل في غيره من الصحابة من آيات الله تعالى .والبعض منهم حاول رمي التهمة من صحابي الى غيره ليحفظ ماء وجه الصحابي الخليفة ورماها على صحابي غيره يدعون انه خال المؤمنين وكاتب الوحي . فان كان كاتتبا للوحي فكيف يغير ماجاء به الوحي .
.واليكم الأدلة ادناه ومن كتب العامة ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر .
عن نافع أن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: "كَانَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرَ - رضي الله عنهما - يُصَلُّونَ العِيدَيْنِ قَبْلَ الخُطْبَةِ".
أخرجه الخمسة (1) إلاَّ أبا داود. [صحيح]
قوله: "يصلون العيدين قبل الخطبة" اختلف (2) في أول من غيّر ذلك، فقيل: مروان، وقيل:بل سبقه إلى ذلك عثمان. رواه ابن المنذر (3) بإسناد صحيح: "صلي بالناس ثم خطبهم على العادة، فرأى ناساً لم يدركوا الصلاة ففعل ذلك" أي: صار يخطب قبل الصلاة.
قال الحافظ (4): وهذه العلة غير الذي اعتل بها، كان عثمان (5) راعى مصلحة الجماعة من إدراكهم الصلاة، وأما مروان (6) فراعى مصلحتهم في إسماعهم الخطبة.
لكن قيل (7): أنهم كانوا في زمن مروان يتعمدون ترك سماع خطبته لما فيها من سبِّ من لا يستحق السب، والإفراط في مدح بعض الناس، فعلى هذا إنما راعى مصلحة نفسه. انتهى.
وقال الزرقاني في شرح الموطأ 1: 324 في بيان كون الصلاة قبل الخطبة في العيدين:
ففي الصحيحين عن ابن عباس شهدت العيد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر فكلهم كانوا يصلون قبل الخطبة، واختلف في أول من غير ذلك، ففي مسلم عن طارق بن شهاب: أول من بدأ بالخطبة يوم العيد قبل الصلاة مروان، وفي رواية ابن المنذر بسند صحيح عن الحسن البصري: أول من خطب قبل الصلاة عثمان صلى بالناس ثم خطبهم أي على العادة فرأى ناسا لم يدركوا الصلاة ففعل ذلك أي صار يخطب قبل الصلاة، وهذه العلة غير التي اعتل بها مروان لأن عثمان راعى مصلحة الجماعة في إدراكهم الصلاة، وأما مروان فراعى مصلحتهم في إسماعهم الخطبة، لكن قيل: إنهم في زمنه كانوا يتعمدون ترك سماعهم لما فيها من سب من لا يستحق السب والافراط في مدح بعض الناس، فعلى هذا إنما راعى مصلحة نفسه، ويحتمل أن عثمان، فعل ذلك أحيانا بخلاف مروان فواظب عليه فلذا نسب إليه، وعن عمر مثل فعل عثمان، قال عياض ومن تبعه: لا يصح عنه. وفيه نظر لأن عبد الرزاق وابن أبي شيبة روياه جميعا عن ابن عيينة عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن يوسف بن عبد الله بن سلام، وهذا إسناد صحيح، لكن يعارضه حديثا ابن عباس وابن عمر، فإن جمع بوقوع ذلك منه نادرا و إلا فما في الصحيحين أصح.
وأخرج الشافعي عن عبد الله بن يزيد نحو حديث ابن عباس وزاد حتى قدم معاوية فقدم الخطبة، وهذا يشير إلى أن مروان إنما فعل ذلك تبعا لمعاوية، لأنه كان أمين المدينة من جهته، وروى عبد الرزاق عن ابن جريج عن الزهري: أول من أحدث الخطبة قبل الصلاة في العيد معاوية، وروى ابن المنذر عن ابن سيرين: أول من فعل ذلك زياد بالبصرة. قال عياض: ولا مخالفة بين هذين الأثرين وأثر مروان لأن كلا من مروان وزياد كان عاملا لمعاوية فيحمل على أنه ابتدأ ذلك وتبعه عماله. ا ه وقال السكتواري في محاضرة الأوائل ص 144: أول من بدأ بالخطبة قبل الصلاة معاوية، وجرى ذلك في الأمراء المروانية كمروان وزياد وهو فعله بالعراق، و معاوية بالمدينة شرفها الله تعالى.
--------------------
(1) أخرجه البخاري رقم (963)، ومسلم رقم (8/ 888)، والترمذي رقم (531)، والنسائي رقم (1564)، وابن ماجه رقم (1276).
وهو حديث صحيح.
(2) ذكره الحافظ في "الفتح" (2/ 451).
(3) في "الأوسط" (4/ 272 - 273 ث 2151) بسند صحيح إلى الحسن البصري.
(4) في "الفتح" (2/ 452).
(5) أخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (3/ 283)، وابن أبي شيبة في "مصنفه" (2/ 171) بسند صحيح.
(6) ثبت في "صحيح مسلم" رقم (9/ 889) من رواية طارق بن شهاب عن أبي سعيد قال: أوّل من بدأ بالخطبة يوم العيد قبل الصلاة مروان.
وقال الترمذي في "السنن" (2/ 411) ويقال: أول من خطب قبل الصلاة مروان بن الحكم.
(7) ذكره الحافظ في "الفتح" (2/ 452).
من المعروف حكم البدعة في الاسلام وان كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ..المفهوم من هذا الحديث ان المبتدع ضال وفي النار .. ولكن لو راجعنا تاريخ البعض من الصحابة لوجنا انهم ابتدعوا في الدين ما ليس من الدين .. ولا اقول كلامي هذا لأطعن في الصحابة معاذ الله من ذلك ولكن لأبين ان الصحابة ليس كما يعتقد ابناء العامة من مسألة عدالتهم بل ربما يرى البعض عصمتهم وان لم يصرح بذلك حيث ينفي عنهم الخطأ ونفي الخطأ عنهم ما هو الا قول بالعصمة . فالبعض من الصحابة ابتدع في الدين بل من كبار الصحابة وليس هذا من كلام الشيعة او كتبهم بل هو من كتب السنة بل من اوثق الكتب وهي التي يسمونها بالصحاح ومنها البخاري ومسلم .. والبعض منهم يؤول فعل الصحابة وانه لمصلحة ما ..ولكن هل ان المصلحة وان كانت مهمة تستوجب ان يبتدع الانسان في الدين ما ليس منه . أو ليس الدين دين الله تعالى والشريعة شريعته .. أو ليس حلال محمد حلال الى يوم القيامة وحرامه حرام الى يوم القيامة . فكيف سمح الصحابة لأنفسهم بادخال في الدين ماليس منه ..وكيف سمحوا لانفسهم بالتدخل في التشريعات الألهية .. ومن الامثلة التي بين ايدكم خطبة صلاة العيد التي كانت في زمن النبي الاكرم صلوات الله تعالى عليه بعد الصلاة وكذلك استمر الخليفة الاول والثاني في ادائها بعد الصلاة في حين ان البعض من الصحابة جعلها قبل الصلاة والى هذا اليوم معللا ذلك بعلل ما انزل الله بها من سلطان وكأن التشريعات بايديهم وتبعا لأهوائهم وامزجتهم وليس دين الله تعالى .. بل ان البعض منهم كان يدخل فيها سب امير المؤمنين علي ابن ابي طالب عليه السلام الذي هو ابن عم النبي وصهره وخليفة رسول الله وصحابي من الصحابي ونزل فيه مالم ينزل في غيره من الصحابة من آيات الله تعالى .والبعض منهم حاول رمي التهمة من صحابي الى غيره ليحفظ ماء وجه الصحابي الخليفة ورماها على صحابي غيره يدعون انه خال المؤمنين وكاتب الوحي . فان كان كاتتبا للوحي فكيف يغير ماجاء به الوحي .
.واليكم الأدلة ادناه ومن كتب العامة ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر .
عن نافع أن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: "كَانَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرَ - رضي الله عنهما - يُصَلُّونَ العِيدَيْنِ قَبْلَ الخُطْبَةِ".
أخرجه الخمسة (1) إلاَّ أبا داود. [صحيح]
قوله: "يصلون العيدين قبل الخطبة" اختلف (2) في أول من غيّر ذلك، فقيل: مروان، وقيل:بل سبقه إلى ذلك عثمان. رواه ابن المنذر (3) بإسناد صحيح: "صلي بالناس ثم خطبهم على العادة، فرأى ناساً لم يدركوا الصلاة ففعل ذلك" أي: صار يخطب قبل الصلاة.
قال الحافظ (4): وهذه العلة غير الذي اعتل بها، كان عثمان (5) راعى مصلحة الجماعة من إدراكهم الصلاة، وأما مروان (6) فراعى مصلحتهم في إسماعهم الخطبة.
لكن قيل (7): أنهم كانوا في زمن مروان يتعمدون ترك سماع خطبته لما فيها من سبِّ من لا يستحق السب، والإفراط في مدح بعض الناس، فعلى هذا إنما راعى مصلحة نفسه. انتهى.
وقال الزرقاني في شرح الموطأ 1: 324 في بيان كون الصلاة قبل الخطبة في العيدين:
ففي الصحيحين عن ابن عباس شهدت العيد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر فكلهم كانوا يصلون قبل الخطبة، واختلف في أول من غير ذلك، ففي مسلم عن طارق بن شهاب: أول من بدأ بالخطبة يوم العيد قبل الصلاة مروان، وفي رواية ابن المنذر بسند صحيح عن الحسن البصري: أول من خطب قبل الصلاة عثمان صلى بالناس ثم خطبهم أي على العادة فرأى ناسا لم يدركوا الصلاة ففعل ذلك أي صار يخطب قبل الصلاة، وهذه العلة غير التي اعتل بها مروان لأن عثمان راعى مصلحة الجماعة في إدراكهم الصلاة، وأما مروان فراعى مصلحتهم في إسماعهم الخطبة، لكن قيل: إنهم في زمنه كانوا يتعمدون ترك سماعهم لما فيها من سب من لا يستحق السب والافراط في مدح بعض الناس، فعلى هذا إنما راعى مصلحة نفسه، ويحتمل أن عثمان، فعل ذلك أحيانا بخلاف مروان فواظب عليه فلذا نسب إليه، وعن عمر مثل فعل عثمان، قال عياض ومن تبعه: لا يصح عنه. وفيه نظر لأن عبد الرزاق وابن أبي شيبة روياه جميعا عن ابن عيينة عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن يوسف بن عبد الله بن سلام، وهذا إسناد صحيح، لكن يعارضه حديثا ابن عباس وابن عمر، فإن جمع بوقوع ذلك منه نادرا و إلا فما في الصحيحين أصح.
وأخرج الشافعي عن عبد الله بن يزيد نحو حديث ابن عباس وزاد حتى قدم معاوية فقدم الخطبة، وهذا يشير إلى أن مروان إنما فعل ذلك تبعا لمعاوية، لأنه كان أمين المدينة من جهته، وروى عبد الرزاق عن ابن جريج عن الزهري: أول من أحدث الخطبة قبل الصلاة في العيد معاوية، وروى ابن المنذر عن ابن سيرين: أول من فعل ذلك زياد بالبصرة. قال عياض: ولا مخالفة بين هذين الأثرين وأثر مروان لأن كلا من مروان وزياد كان عاملا لمعاوية فيحمل على أنه ابتدأ ذلك وتبعه عماله. ا ه وقال السكتواري في محاضرة الأوائل ص 144: أول من بدأ بالخطبة قبل الصلاة معاوية، وجرى ذلك في الأمراء المروانية كمروان وزياد وهو فعله بالعراق، و معاوية بالمدينة شرفها الله تعالى.
--------------------
(1) أخرجه البخاري رقم (963)، ومسلم رقم (8/ 888)، والترمذي رقم (531)، والنسائي رقم (1564)، وابن ماجه رقم (1276).
وهو حديث صحيح.
(2) ذكره الحافظ في "الفتح" (2/ 451).
(3) في "الأوسط" (4/ 272 - 273 ث 2151) بسند صحيح إلى الحسن البصري.
(4) في "الفتح" (2/ 452).
(5) أخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (3/ 283)، وابن أبي شيبة في "مصنفه" (2/ 171) بسند صحيح.
(6) ثبت في "صحيح مسلم" رقم (9/ 889) من رواية طارق بن شهاب عن أبي سعيد قال: أوّل من بدأ بالخطبة يوم العيد قبل الصلاة مروان.
وقال الترمذي في "السنن" (2/ 411) ويقال: أول من خطب قبل الصلاة مروان بن الحكم.
(7) ذكره الحافظ في "الفتح" (2/ 452).
تعليق