إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

لا حياة بدون مشاكل

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لا حياة بدون مشاكل


    بسم الله الرحمن الرحيم

    اللهم صلِ على محمد واله الطاهرين

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    ان الحياة الدنيا لا تخلو من المشاكل والمعاناة والمنغصات الكثيرة ، وبالتالي فان الإنسان يخرج بنتيجة ملموسة وواقعية ، وهي إن الهدف الرئيسي للإنسان لا يمكن أن يتحدد في إطار هذه الدنيا ؛ فهي ليست خاتمة المطاف ، وإن أولئك الذين يغالطون واقعهم ويزعمون أن الدنيا هي الهدف والغاية هم الأكثر بلاء . . والأشد عناء ومعاناة .
    ولذلك فان الإنسان عندما يعيش الأمل بالراحة وصفاء البال وتوفر النعمة . . ثم إذا به يواجه وابلاً من المشاكل والعثرات ، فان من الطبيعي أن يحس بعنف الصدمة النفسية ، والغصة في أوج حالة التنعم والارتياح . أما إذا كان قد أعد العدة للمشاكل والصدمات النفسية والعثرات التي تعترض سبيل الراحة والاطمئنان والتنعم ، فحينئذ سيكون الأمر بالنسبة إليه عادياً ، وسيكون قادراً على إستيعاب تلك المشاكل والمعضلات ؛ لا كأولئك الذين يحسبون أن الدنيا دار أنس وراحة وتمتع واستقرار ، والذين ينهارون من الناحية النفسية والمعنوية لمجرد أبسط مشكلة تواجههم . ذلك لأنهم عاشوا الدنيا وهم يتصورون أنها الغاية والهدف المنشود ، فتراهم لا يعيرون أذنا صاغية الى ناصح ، متغافلين عن هتافات وتحذيرات الأنبياء والأوصياء .
    فلنأخذ بعين الاعتبار دائماً البلايا والمصاعب ومواجهة العثرات ؛ فان جائتنا النعم والخيرات فرحنا بها ، وإن واجهتنا الأمور التي لا تبعث على الراحة ، وتسلب الاطمئنان ، فانها سوف لا تكون غريبة علينا ، لأننا كنا قد وضعناها في الحسبان ، وأعدنا العدة لمواجهتها .
    وبناء على ذلك ، فلو نظرنا الى الحياة من خلال هذا المنظار ـ المنظار الواقعي ـ فان في ذلك مبعث النجاح والفلاح في هذه الحياة ، وفي كتاب الله العزيز نرى أن في كثير من آياته تأكيداً متواصلاً على حقيقة البلايا والمصائب والصراعات والمعضلات والعثرات والفتن والوساوس الشيطانية والموت ومواعظه البليغة . وعلى سبيل المثال فانه يذكّر بالموت ونزوله بالانسان ، ويحثه على العمل والجد والاجتهاد والسعي والانتشار في أرض الله الواسعة . . وبذلك فانه يؤكد لنا على أن هذه الحياة لم تخلق بهدف الدعة ، وبلوغ الراحة .
    ومن خلال هذه النظرة الواقعية الصائبة الى الحياة ، يمكن للانسان السير نحو الكمال المطلق ؛ أي نحو الله سبحانه وتعالى ، ويتحول إلى ذلك الانسـان الذي يقول عنه : "كنت كالجبل لا تحرّكه العواصف ولا تزيله القواصف" . فالمؤمن أقوى وأكثر شموخاً من الجبل ، وأصلب من الحديد ، لا تنال من عزمه وهمته ولا تثبط حركته ونشاطه في الحياة عواصف الدنيا وقواصفها .

    السَّلامُ عَلَى مَحَالِّ مَعْرِفَةِ اللهِ ، وَمَسَاكِنِ بَرَكَةِ اللهِ ، وَمَعَادِنِ حِكْمَةِ اللهِ ، وَحَفَظَةِ سِرِّ اللهِ ، وَحَمَلَةِ كِتَابِ اللهِ ، وَأَوْصِيَاءِ نَبِيِّ اللهِ ، وَذُرِّيَّةِ رَسُولِ اللهِ .
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X