بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد واله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعد أن احتجب الأئمة (ع) لم يتركوا شيعتهم دون تواصل معهم، بل عمدوا الى طريقة الوكلاء فقد عيّنوا من قبلهم من يقوم بالوساطة بينهم وبين شيعتهم فنصبوا الوكلاء الموثوقين الأمناء الصالحين، وكلفوهم بنقل الرسائل المرسلة إليهم أو الصادرة عنهم، فكان الوكيل يتولى نقل الرسائل من الأصحاب إلى الإمام (ع)، وهو بدوره يجيب عنها ويردّها بوساطة وكيله، وفي بعض الأحيان يتولّى الإمام نفسه ابتداءً إرسال ما يرتئي أنه ضروري، فيرسل برسائله لإرشاد الشيعة وبيان الأحكام وكشف الأمور المهمة ممّا له علاقة بالدنيا والآخرة.
وهذه الطريقة في تواصل الأئمة (ع) مع شيعتهم وفّرت كثيراً من الدماء والسجون والعذاب والآلام على الشيعة، حيث كانت السلطة ترصد كل فرد يدخل على الإمام أو يتصل به لتأخذه وتحقّق معه، وعلى أحسن حال يعود متهماً مراقباً طيلة حياته، إنْ سلم من القتل أو السجن.
وأيضاً هذه الطريقة وفّرت على أهل البيت (ع) الحفاظ على شيعتهم، كما وفّرت عليهم أنفسهم أتعاباً ومشقات وهم بطبيعة الحال متّهمون بعدائهم للحكم وأنهم يريدون الانقلاب عليه والانقضاض على مؤسساته وتدميره.