اللهم صل على محمد وآل محمد
يقول أحد الطلاب : عندما وصلت الى هامبورغ ، رتّب أحد زملائي الموجودين في هامبورغ جلسة ترحيب لي في أحد المطاعم ..
وعندما دخلنا المطعم لاحظنا أن كثيرا من الطاولات كانت فارغة، وكانت هناك طاولة صغيرة تواجد عليها زوجين شابين ، ولم يكن أمامهما سوى اثنين من الأطباق وعلبتين من العصير ..
كنت أتساءل اذا كانت هذه الوجبة البسيطة يمكن أن تكون رومانسية وماذا ستقول الفتاة عن بخل هذا الزوج ..
وكان هناك عدد قليل من السيدات كبيرات السن يجلسن جانبا ..
طلب زميلنا الطعام وكنا جياعا فطلب المزيد ..
وبما أن المطعم كان هادئا وصل الطعام سريعا، لم نقض الكثير من الوقت في تناول الطعام وعندما قُمنا بمغادرة المكان كان هناك حوالي ثلث الطعام متبق في الاطباق ..
ولم نكد نصل باب المطعم الا وصوت ينادينا ..
لاحظنا السيدات كبيرات السن يتحدثن عنا الى مالك المطعم ..
وعندما تحدثوا الينا فهمنا أنهن يشعرن بالاستياء لاضاعة الكثير من الطعام المتبقي .
أجابهم زميلي : " لقد دفعنا ثمن الطعام الذي طلبناه فلماذا تتدخلن فيما لايعنيكن ؟؟
نظرت إلينا إحدى السيدات بغضب شديد واتجهت نحو الهاتف واستدعت أحدهم ..
بعد فترة من الزمن وصل رجل في زي رسمي قدّم نفسه على أنه ضابط من مؤسسة التأمينات الاجتماعية وحرر لنا مُخالفة بقيمة 50 € . التزمنا جميعا الصمت ، وأخرج زميلي 50 € قدّمها مع الاعتذار الى الموظف.
قال الضابط بلهجة حازمة : " اطلبوا كميّة الطّعام التي يُمكنكم استهلاكها ..
المال لك لكن الموارد للجميع .. وليس لديكم سببا لهدر الموارد " .
احمرت وجوهنا خجلا ، ولكننا في النهاية اتفقنا معه .
نحن فعلا بحاجة الى التفكير في هذا الموضوع لتغيير عاداتنا السيّئة .
قام زميلي بتصوير تذكرة المخالفة وأعطى نسخة لكل واحد منا كهدية تذكارية .
المال لك لكن الموارد ملك للجميع .
شهر رمضان قادم ونحن أولى بتطبيق هذا الامر ..
(( وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إن الله لا يحب المسرفين ))