الدعاء بالفرج يوجب حبّ الإمام للداعي
🔰 اِعلم أنّ الحبّ، وإن كان أمراً خفياً قلبياً، وشيئاً كامناً باطنياً، لكن له آثار ظاهرة، وفروع متكاثرة، فهو كشجرة أغصان ولكلّ غصن من الورد أفنان، فبعض آثاره يظهر في اللسان، وبعض في سائر جوارح الإنسان؛ فكما لا يمكن منع الشجر عن إبراز أزهاره، لا يمكن منع ذي الحبّ عن ظهور آثاره.
🔰ومن آثار الحبّ في اللسان ذكر المحبوب في كلّ مكان وزمان، بكلّ بيان وبأيّ عنوان، وحسبك شاهداً في التبيان، وناطقاً بالبرهان قول الخالق المنان، في الحديث القدسي لموسى بن عمران: «ذِكري حَسَنٌ على كلّ حال».
🔰 وهذا حال أهل الحال والإقبال، وقد قال الله عزّ وجلّ، في أحسن الأقوال في التصريح بهذا المقال: ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ الله قِيَامًا وقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ..﴾ آل عمران:190-191، وهذا من آثار كمال الشوق إلى محبوبهم.
🔰 ومن الآثار اللسانية أيضاً ذكر فضائل المحبوب ومحاسنه، بكلّ نحوٍ مطلوب، ولهذا ورد في فضل إنشاء الأشعار في مدح الأئمّة الأطهار عدّة من الأخبار؛ روي في (الوسائل) و(البحار) عن ثامن الأئمّة الأبرار صلوات الله عليهم ما دام الليل والنهار، أنّه قال: «ما قال فينا مؤمنٌ شِعراً يمدحُنا به إلّا بنى اللهُ تعالى لهُ مدينةً في الجنّةِ أَوسَع من الدّنيا سبعَ مراتٍ، يَزورُه فيها كلُّ ملَكٍ مقرّب وكلُّ نبيٍّ مُرسّل».
🔰 ويدلّ على رجحان إظهار الحبّ باللسان، بل كونه من جملة الأركان، جعله ثاني أركان الإيمان، مع أنّ حقيقة الإيمان هو الإذعان، وهو أمر خفيّ في الجنان، كما دلّ عليه القرآن؛ قال اللّٰه عزّ وجلّ: ﴿..إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ..﴾ النحل:106؛ فالإيمان في الحقيقة ليس إلّا حبّ اللّٰه ، وحبّ رسوله، وحبّ وليّه، ومع ذلك لا تترتّب آثار ما في الجنان إلّا بإظهاره باللسان.
🔰 فتحصّل من هذا البيان، أنّ الدعاء لفرج مولانا صاحب الزمان صلوات اللّٰه عليه، كاشف عن حقيقة الإيمان، وهذا واضح عند أهل الإيقان.
🔰 ويدلّ عليه أيضاً ما ذكرناه في فضل مدح الأئمة الأطهار عليهم السلام، بإنشاء الأشعار وكذا ما ورد في فضل ذكر فضائلهم للعباد، فإنّه إظهار للحب المكنون في الفؤاد. ويدلّ عليه أيضاً، ما ورد في فضيلة حبّ أمير المؤمنين عليه السلام باللسان، فإنّ المراد به إظهار الحبّ القلبي باللسان بكلّ بيان وبأيّ عنوان، ولا ريب في كون الدعاء بتعجيل فرج صاحب الزمان من المصاديق القطعية لهذا العنوان، ومن فوائده الفوز بثواب أهل الرضوان.
🔰 فالاهتمام بالدعاء بتعجيل فرج الإمام، إظهارٌ لحبّك له على النحو التام، وهو يوجب شدّة حبّه لك من بين الأنام، بل يوجب حبّ آبائه الكرام. فإنّ الدعاء له إظهارٌ للحبّ لجميعهم عليهم السلام، فيكون باعثاً لثبات حبّهم لك، ولو لم يكن غير هذه المكرمة في هذا المقام لكفى في مراتب الفضل والإنعام.
✍ الفقيه الميرزا محمّد تقي الأصفهاني
📚 من كتابه (مكيال المكارم: 1/295)
🔰 اِعلم أنّ الحبّ، وإن كان أمراً خفياً قلبياً، وشيئاً كامناً باطنياً، لكن له آثار ظاهرة، وفروع متكاثرة، فهو كشجرة أغصان ولكلّ غصن من الورد أفنان، فبعض آثاره يظهر في اللسان، وبعض في سائر جوارح الإنسان؛ فكما لا يمكن منع الشجر عن إبراز أزهاره، لا يمكن منع ذي الحبّ عن ظهور آثاره.
🔰ومن آثار الحبّ في اللسان ذكر المحبوب في كلّ مكان وزمان، بكلّ بيان وبأيّ عنوان، وحسبك شاهداً في التبيان، وناطقاً بالبرهان قول الخالق المنان، في الحديث القدسي لموسى بن عمران: «ذِكري حَسَنٌ على كلّ حال».
🔰 وهذا حال أهل الحال والإقبال، وقد قال الله عزّ وجلّ، في أحسن الأقوال في التصريح بهذا المقال: ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ الله قِيَامًا وقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ..﴾ آل عمران:190-191، وهذا من آثار كمال الشوق إلى محبوبهم.
🔰 ومن الآثار اللسانية أيضاً ذكر فضائل المحبوب ومحاسنه، بكلّ نحوٍ مطلوب، ولهذا ورد في فضل إنشاء الأشعار في مدح الأئمّة الأطهار عدّة من الأخبار؛ روي في (الوسائل) و(البحار) عن ثامن الأئمّة الأبرار صلوات الله عليهم ما دام الليل والنهار، أنّه قال: «ما قال فينا مؤمنٌ شِعراً يمدحُنا به إلّا بنى اللهُ تعالى لهُ مدينةً في الجنّةِ أَوسَع من الدّنيا سبعَ مراتٍ، يَزورُه فيها كلُّ ملَكٍ مقرّب وكلُّ نبيٍّ مُرسّل».
🔰 ويدلّ على رجحان إظهار الحبّ باللسان، بل كونه من جملة الأركان، جعله ثاني أركان الإيمان، مع أنّ حقيقة الإيمان هو الإذعان، وهو أمر خفيّ في الجنان، كما دلّ عليه القرآن؛ قال اللّٰه عزّ وجلّ: ﴿..إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ..﴾ النحل:106؛ فالإيمان في الحقيقة ليس إلّا حبّ اللّٰه ، وحبّ رسوله، وحبّ وليّه، ومع ذلك لا تترتّب آثار ما في الجنان إلّا بإظهاره باللسان.
🔰 فتحصّل من هذا البيان، أنّ الدعاء لفرج مولانا صاحب الزمان صلوات اللّٰه عليه، كاشف عن حقيقة الإيمان، وهذا واضح عند أهل الإيقان.
🔰 ويدلّ عليه أيضاً ما ذكرناه في فضل مدح الأئمة الأطهار عليهم السلام، بإنشاء الأشعار وكذا ما ورد في فضل ذكر فضائلهم للعباد، فإنّه إظهار للحب المكنون في الفؤاد. ويدلّ عليه أيضاً، ما ورد في فضيلة حبّ أمير المؤمنين عليه السلام باللسان، فإنّ المراد به إظهار الحبّ القلبي باللسان بكلّ بيان وبأيّ عنوان، ولا ريب في كون الدعاء بتعجيل فرج صاحب الزمان من المصاديق القطعية لهذا العنوان، ومن فوائده الفوز بثواب أهل الرضوان.
🔰 فالاهتمام بالدعاء بتعجيل فرج الإمام، إظهارٌ لحبّك له على النحو التام، وهو يوجب شدّة حبّه لك من بين الأنام، بل يوجب حبّ آبائه الكرام. فإنّ الدعاء له إظهارٌ للحبّ لجميعهم عليهم السلام، فيكون باعثاً لثبات حبّهم لك، ولو لم يكن غير هذه المكرمة في هذا المقام لكفى في مراتب الفضل والإنعام.
✍ الفقيه الميرزا محمّد تقي الأصفهاني
📚 من كتابه (مكيال المكارم: 1/295)