عجبا لماذا نتجنب عن المحرمات بالعرض ولا نتجنب عن المحرمات بالأصل .
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وال محمد .
تشترك بعض تروك الحج مع بعض تروك الصيام بكونها حلال بالأصل بذاتها و نفسها - كالطعام والشراب - لكن المشرع الإسلامي نهى منها وامر بالاجتناب عنها لحكمة - قد لا نعلمها - بعد التلبس بالإحرام والشروع بالصيام فتنقلب من كونها مباحة بالأصل في حد ذاتها ومحللة شرعا في نفسها الى كونها محرمة على المحرم والصائم بالعارض .
فما يجب على المحرم والصائم الالتفات اليه هو ان الأمور المباحة والمحللة تصبح محرمة ومنهي عنها بالعارض على الحاج والصائم في ظرف معين ونلتزم بذلك ، إذا لماذا لا نترك ونتجنب الامور المحرمة ذاتا و بالأصل التي تكون محرمة في جميع الأزمنة و الأوقات قبل ان نجتنب الأمور المحرمة ثانيا وبالعرض ولوقت معين .
فتروك الحج والصوم هي في نفسها إشارة و درس ورسالة لتعليم المؤمن والمؤمنة على الإلتزام بالواجبات وترك المحرمات بالأصل أو بالعارض وفي جميع الظروف والحالات والأزمنة والأوقات .
وخير شاهد ودليل على كلامنا هو حديث الشبلي عن سيدنا ومولانا الامام علي ابن الحسين السجاد (ع) ، الحديث : ( لمّا رجع مولانا زين العابدين (ع) من الحجّ استقبله الشبليّ فقال (ع) له : حججت يا شبليّ ؟ قال : نعم يا بن رسول الله ، .... الى ان قال (ع) : ثُمَّ قال : تنظّفت ، وأحرمت ، وعقدت بالحجّ ؟ قال : نعم ، قال : فحين تنظّفت ، وأحرمت ، وعقدت الحجّ نويت أنّكَ تنظّفت بنورَةِ التوبة الخالصة لله تعالى ؟ قال : لا ، قال : فحين أحرمت نويت أنّك حرّمت على نفسك كلَّ محرّم حرّمه الله عزَّ وجلّ ؟قال: لا ، قال : فحين عقدت الحجّ نويت أنّكَ قد حللت كلَّ عقد لغير الله ؟ قال : لا ، قال له (ع) : ما تنظّفت ، ولا أحرمت ، ولا عقدت الحجّ .... ) - 1 -
************************
الهوامش :
1 - مستدرك الوسائل ، الميرزا النوري ، ج 10 ، ص 166 .
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وال محمد .
تشترك بعض تروك الحج مع بعض تروك الصيام بكونها حلال بالأصل بذاتها و نفسها - كالطعام والشراب - لكن المشرع الإسلامي نهى منها وامر بالاجتناب عنها لحكمة - قد لا نعلمها - بعد التلبس بالإحرام والشروع بالصيام فتنقلب من كونها مباحة بالأصل في حد ذاتها ومحللة شرعا في نفسها الى كونها محرمة على المحرم والصائم بالعارض .
فما يجب على المحرم والصائم الالتفات اليه هو ان الأمور المباحة والمحللة تصبح محرمة ومنهي عنها بالعارض على الحاج والصائم في ظرف معين ونلتزم بذلك ، إذا لماذا لا نترك ونتجنب الامور المحرمة ذاتا و بالأصل التي تكون محرمة في جميع الأزمنة و الأوقات قبل ان نجتنب الأمور المحرمة ثانيا وبالعرض ولوقت معين .
فتروك الحج والصوم هي في نفسها إشارة و درس ورسالة لتعليم المؤمن والمؤمنة على الإلتزام بالواجبات وترك المحرمات بالأصل أو بالعارض وفي جميع الظروف والحالات والأزمنة والأوقات .
وخير شاهد ودليل على كلامنا هو حديث الشبلي عن سيدنا ومولانا الامام علي ابن الحسين السجاد (ع) ، الحديث : ( لمّا رجع مولانا زين العابدين (ع) من الحجّ استقبله الشبليّ فقال (ع) له : حججت يا شبليّ ؟ قال : نعم يا بن رسول الله ، .... الى ان قال (ع) : ثُمَّ قال : تنظّفت ، وأحرمت ، وعقدت بالحجّ ؟ قال : نعم ، قال : فحين تنظّفت ، وأحرمت ، وعقدت الحجّ نويت أنّكَ تنظّفت بنورَةِ التوبة الخالصة لله تعالى ؟ قال : لا ، قال : فحين أحرمت نويت أنّك حرّمت على نفسك كلَّ محرّم حرّمه الله عزَّ وجلّ ؟قال: لا ، قال : فحين عقدت الحجّ نويت أنّكَ قد حللت كلَّ عقد لغير الله ؟ قال : لا ، قال له (ع) : ما تنظّفت ، ولا أحرمت ، ولا عقدت الحجّ .... ) - 1 -
************************
الهوامش :
1 - مستدرك الوسائل ، الميرزا النوري ، ج 10 ، ص 166 .