بسم الله الرحمن الرحيم
السيد جعفر الحلي
وجه الصباح علي ليل مظلم
السيد جعفر الحلي
وجه الصباح علي ليل مظلم
وجه الصباح علي َّ ليل ٌ مظلمٌ ** وربـيع أيامي علي َّ محرم ُ
والليل يشهد لي بأني ساهر ** إن طاب للناس الرقاد فهوموا
بي قرحة لو أنهـا بيلملـم **ٍ نسفت جوانبه وساخ يلملم ُ
قلقا تقلبني الهموم بمضجعي ** ويغور فكري في الزمان ويتهم
من لي بيوم وغى يشب ضرامه ** ويشيب فود الطفل منه فيهرم
يلقي العجاج به الجران ** كأنه ليل وأطذرا الأسنة أنجم
فعسى أنال من الترات مواضيا ** تسدى عليهن الدهور وتلحم
أوموتة بين الصفوف أحبها ** هي دين معشري الذين تقدموا
ما خلت أن الدهر من عاداته ** تروى الكلاب به ويظمى الضيغم
ويقــدم الأمـوي وهو مؤخر ** ويؤخر الـعلوي وهو مقدم
مثل ابن فاطمة يبيت مشردا ** ويزيد فـي لذاتــه متنعم
يرقى منابـر أحمد متأمرا ** في المسلمين وليس ينكر مسلم
ويضيق الدنيا على ابن محمد ** حتى تقاذفه الفضاء الأعظم
خرج الحسين من المدينة خائفا ** كخروج مـوسى خائفا يتكتم
وقد انجلى عن مكة وهو ابنها ** فكأنما المأوى عليه محرم
لم يدر أين يريح بدن ركابه ** وبه تشرفت الحطيم وزمزم
فمضت تأم به راق نجائب ** مثل النعام بـه تخب وترسم
متعطفات كالقسي موائلا ** وإذا رتمت فكأنما هي أسهم
حفته خيـر عصابـة مضرية ** كالبدر حين تحف فيه الأنجم
ركب حجازيون بي رحالهم ** تسري المنايا أنجدوا أو أتهموا
يحدون في هزج التلاوة عيسهم ** والكل فـي تسبيحه يترنم
متقلدين صـوارمـا هندية ** من عزمهم طبعت فليس تكهم
حفتـه خيـر عصابة مضرية ** كالبدر حين تحف فيه الأنجم
ركب حجـازيون بين رحالهـم ** تسري المنايا أنجدوا أو أتهموا
يحدون في هزج التلاوة عيسهم ** والكل فـي تسبيحـه يترنم
متقـلـدين صوارمـا هندية ** من عزمهـم طبعت فليس تكهم
بيض الصفاح كانهـن حائـف ** فيهـا الحمام معنون ومترجـم
إن أبرقت رعدت فرائص ** كل ذي بأس وأم مـن جوانبـه الدم
ويقومـون عواليـا خطيـة ** تتقاعـد الأبطـال حن تقـوم
أطرافها حمـر تزين به ** كما قد زين بـالكف الخضيبة معصم
وتباشر الوحش المثار أمامهم ** بيديه ساب كما يسيب الأرقم
وتقمصـوا زرد الدموع كأنه ** ماء به غص الـصبا يتنسم
تقاسم اهلي الميراث وانصرفوا ** من نـسج داود أشـد وأحكم
نزلـوا ابحومة كربل افتطلبت ** منهـم عوائدهـا الطيور الحوم
وتباشر الـوحش المثار أمامهم ** أن سوف يـكثر شربه والمطعم
طمعت أمية حين قل عديدهم ** لطليقهم في الفتح أن يستسلموا
ورجـوا مذلتهم فقلن رماحهم ** من دون ذلك ان تنال الأنجم
حتى إذا اشتبك النزال وصرحت ** صيد الرجال بما تجن وتكتم
وقع العذاب على جيوش أمية ** من باسل هو في الوقائع معلم
ما راعهـم إلا تقحـم ضيغم ** غيـر ان يعجظـه ويدمـدم
عبست وجوه القوم خوف الموت ** والـ ـعباس فـيهم ضاحك متبسم
قلب اليمين على الشمال وغاص ** في الأوساط يحصد في الرؤوس ويحطم
وثنى ابو الفضل الفوارس نكصا ** فرأوا أشـد ثباتهم أن يهزموا
ماكر ذو بأس لـه متقـدا ** إلا وفـر ورأسـه الـمتقـدم
صـبـغ الخـيول برمحه حتى غدى ** سـيـان أشـقـر لـونـها والأدهم
مـاشـد غـضـبانا على ملمومة غلا ** وحل بـهـا الـبـلاء الـمبرم
ولـه إلى الأقـدام سـرعة هارب ** فـكـانـمـا هـو بـالـتـقدم يسلم
بـطـل تـورث مـن أبيه شجاعة ** فـيـها أنـوف بـني الظلالة ترغم
يـلـقـي الـسـلاح بشدة من بأسه ** فـالـبـيـض تـلثم والرماح تحطم
عرف المـواعـظ لا تـفـيد بمعشر ** صـمـوا عن النبأ الأعظيم كما عموا
فـانـصاع يخطب بالجماجم والكلى ** فـالـسـيـف يـنثر والمثقف ينظم
أوتـشـتـكي العطش الفواطم عنده ** وبـصـدر صـعـدته الفرات المفعم
لـوسـد ذو الأقرنين دون وروده ** نـسـفـته هـمـته بـما هو أعظم
ولـو اسـتـقـى نهر المجرة لارتقى ** وطـويـل ذابـلـه إلـيها سلم
حـامـي الـضـعينة اين منه ربيعة ** أم أيـن مـن عـلـيـا أبـيه مكدم
فـي كـفـه الـيسـرى السقاء يقله ** وبـكـفـه الـيـمنى الحسام المخذم
مـثـل الـسـحابة للفواطم صوبه ** ويـصـيـب حـاصبة العدو فيرجم
بـطـل إذا ركـب المطهم خلته ** جـبـلا أشـم يـخـف فيه مطهم
قـسـمـا بـصارمه الصقيل ** وإنني فـي غـيـر صـاعقة السما لا أقسم
لولا القضا لمحى الوجود بسيفـه ** واللـه يقضـي مـا يشاء ويحكم
حسمت يديـه الـمرهفات وانـه ** وحسامـه مـن حدهـن لأحسـم
فغدى يهيم بأن يصول فلم يطـق ** كـاللـيث إذ أطـرافـه تتقلـم
أمن الـردى مـن كان يذر بطشه ** أن البغـاث إذا أصيب القشعـم
وهـوى بجنب العلقمـي فليتـه ** للشـاربيـن بـه يـداف العلقـم
فمشى لمصـرعه الحسين وطرفه ** بـيـن الخيـام وبينهـم متقسـم
ألفـاه محجـوب الجمـال كأنـه ** بـدر بمنحطـم الوشيـج ملثـم
فـأكب منحنيـا عليـه ودمعـه ** صبـغ البسيـط كأنمـا هو عندم
قد رام يلثمـث فلـم يرى موضعا ** لـم يدمـه عـض السلاح فيلثـم
نادى وقـد ملأ البـوادي صيحة ** صـم الصخـور لهولـه تتألـم
أأخي يهنيـك النعيـم ولم أخـل ** ترضى بـأن أرزى وأنت منعـم
أأخي مـن يحمـي بنات محمـد ** إن صرن يستر حمن من لا يرحم
ما خلت بعدك أن تشل سواعدي ** وتكف باصرتـي وظهـري يقصم
ما بـي مصرعـك لـفضيع وهـذه ** إلا كمـا دعـوك قبـل وتنعـم
هذا حسامـك مـن يـذب بـه لعدا ** ولـواك هـذا مـن بـه يتقـدم
هونت يابن أبـي مصـارع فتـية ** والجـرح يكنـه الـذي هـو آلم
يا مالكا صـدر الـشـريـعـة ** إنني لقـليـل فـي بكـاك متمأم
والليل يشهد لي بأني ساهر ** إن طاب للناس الرقاد فهوموا
بي قرحة لو أنهـا بيلملـم **ٍ نسفت جوانبه وساخ يلملم ُ
قلقا تقلبني الهموم بمضجعي ** ويغور فكري في الزمان ويتهم
من لي بيوم وغى يشب ضرامه ** ويشيب فود الطفل منه فيهرم
يلقي العجاج به الجران ** كأنه ليل وأطذرا الأسنة أنجم
فعسى أنال من الترات مواضيا ** تسدى عليهن الدهور وتلحم
أوموتة بين الصفوف أحبها ** هي دين معشري الذين تقدموا
ما خلت أن الدهر من عاداته ** تروى الكلاب به ويظمى الضيغم
ويقــدم الأمـوي وهو مؤخر ** ويؤخر الـعلوي وهو مقدم
مثل ابن فاطمة يبيت مشردا ** ويزيد فـي لذاتــه متنعم
يرقى منابـر أحمد متأمرا ** في المسلمين وليس ينكر مسلم
ويضيق الدنيا على ابن محمد ** حتى تقاذفه الفضاء الأعظم
خرج الحسين من المدينة خائفا ** كخروج مـوسى خائفا يتكتم
وقد انجلى عن مكة وهو ابنها ** فكأنما المأوى عليه محرم
لم يدر أين يريح بدن ركابه ** وبه تشرفت الحطيم وزمزم
فمضت تأم به راق نجائب ** مثل النعام بـه تخب وترسم
متعطفات كالقسي موائلا ** وإذا رتمت فكأنما هي أسهم
حفته خيـر عصابـة مضرية ** كالبدر حين تحف فيه الأنجم
ركب حجازيون بي رحالهم ** تسري المنايا أنجدوا أو أتهموا
يحدون في هزج التلاوة عيسهم ** والكل فـي تسبيحه يترنم
متقلدين صـوارمـا هندية ** من عزمهم طبعت فليس تكهم
حفتـه خيـر عصابة مضرية ** كالبدر حين تحف فيه الأنجم
ركب حجـازيون بين رحالهـم ** تسري المنايا أنجدوا أو أتهموا
يحدون في هزج التلاوة عيسهم ** والكل فـي تسبيحـه يترنم
متقـلـدين صوارمـا هندية ** من عزمهـم طبعت فليس تكهم
بيض الصفاح كانهـن حائـف ** فيهـا الحمام معنون ومترجـم
إن أبرقت رعدت فرائص ** كل ذي بأس وأم مـن جوانبـه الدم
ويقومـون عواليـا خطيـة ** تتقاعـد الأبطـال حن تقـوم
أطرافها حمـر تزين به ** كما قد زين بـالكف الخضيبة معصم
وتباشر الوحش المثار أمامهم ** بيديه ساب كما يسيب الأرقم
وتقمصـوا زرد الدموع كأنه ** ماء به غص الـصبا يتنسم
تقاسم اهلي الميراث وانصرفوا ** من نـسج داود أشـد وأحكم
نزلـوا ابحومة كربل افتطلبت ** منهـم عوائدهـا الطيور الحوم
وتباشر الـوحش المثار أمامهم ** أن سوف يـكثر شربه والمطعم
طمعت أمية حين قل عديدهم ** لطليقهم في الفتح أن يستسلموا
ورجـوا مذلتهم فقلن رماحهم ** من دون ذلك ان تنال الأنجم
حتى إذا اشتبك النزال وصرحت ** صيد الرجال بما تجن وتكتم
وقع العذاب على جيوش أمية ** من باسل هو في الوقائع معلم
ما راعهـم إلا تقحـم ضيغم ** غيـر ان يعجظـه ويدمـدم
عبست وجوه القوم خوف الموت ** والـ ـعباس فـيهم ضاحك متبسم
قلب اليمين على الشمال وغاص ** في الأوساط يحصد في الرؤوس ويحطم
وثنى ابو الفضل الفوارس نكصا ** فرأوا أشـد ثباتهم أن يهزموا
ماكر ذو بأس لـه متقـدا ** إلا وفـر ورأسـه الـمتقـدم
صـبـغ الخـيول برمحه حتى غدى ** سـيـان أشـقـر لـونـها والأدهم
مـاشـد غـضـبانا على ملمومة غلا ** وحل بـهـا الـبـلاء الـمبرم
ولـه إلى الأقـدام سـرعة هارب ** فـكـانـمـا هـو بـالـتـقدم يسلم
بـطـل تـورث مـن أبيه شجاعة ** فـيـها أنـوف بـني الظلالة ترغم
يـلـقـي الـسـلاح بشدة من بأسه ** فـالـبـيـض تـلثم والرماح تحطم
عرف المـواعـظ لا تـفـيد بمعشر ** صـمـوا عن النبأ الأعظيم كما عموا
فـانـصاع يخطب بالجماجم والكلى ** فـالـسـيـف يـنثر والمثقف ينظم
أوتـشـتـكي العطش الفواطم عنده ** وبـصـدر صـعـدته الفرات المفعم
لـوسـد ذو الأقرنين دون وروده ** نـسـفـته هـمـته بـما هو أعظم
ولـو اسـتـقـى نهر المجرة لارتقى ** وطـويـل ذابـلـه إلـيها سلم
حـامـي الـضـعينة اين منه ربيعة ** أم أيـن مـن عـلـيـا أبـيه مكدم
فـي كـفـه الـيسـرى السقاء يقله ** وبـكـفـه الـيـمنى الحسام المخذم
مـثـل الـسـحابة للفواطم صوبه ** ويـصـيـب حـاصبة العدو فيرجم
بـطـل إذا ركـب المطهم خلته ** جـبـلا أشـم يـخـف فيه مطهم
قـسـمـا بـصارمه الصقيل ** وإنني فـي غـيـر صـاعقة السما لا أقسم
لولا القضا لمحى الوجود بسيفـه ** واللـه يقضـي مـا يشاء ويحكم
حسمت يديـه الـمرهفات وانـه ** وحسامـه مـن حدهـن لأحسـم
فغدى يهيم بأن يصول فلم يطـق ** كـاللـيث إذ أطـرافـه تتقلـم
أمن الـردى مـن كان يذر بطشه ** أن البغـاث إذا أصيب القشعـم
وهـوى بجنب العلقمـي فليتـه ** للشـاربيـن بـه يـداف العلقـم
فمشى لمصـرعه الحسين وطرفه ** بـيـن الخيـام وبينهـم متقسـم
ألفـاه محجـوب الجمـال كأنـه ** بـدر بمنحطـم الوشيـج ملثـم
فـأكب منحنيـا عليـه ودمعـه ** صبـغ البسيـط كأنمـا هو عندم
قد رام يلثمـث فلـم يرى موضعا ** لـم يدمـه عـض السلاح فيلثـم
نادى وقـد ملأ البـوادي صيحة ** صـم الصخـور لهولـه تتألـم
أأخي يهنيـك النعيـم ولم أخـل ** ترضى بـأن أرزى وأنت منعـم
أأخي مـن يحمـي بنات محمـد ** إن صرن يستر حمن من لا يرحم
ما خلت بعدك أن تشل سواعدي ** وتكف باصرتـي وظهـري يقصم
ما بـي مصرعـك لـفضيع وهـذه ** إلا كمـا دعـوك قبـل وتنعـم
هذا حسامـك مـن يـذب بـه لعدا ** ولـواك هـذا مـن بـه يتقـدم
هونت يابن أبـي مصـارع فتـية ** والجـرح يكنـه الـذي هـو آلم
يا مالكا صـدر الـشـريـعـة ** إنني لقـليـل فـي بكـاك متمأم
تعليق