اللهم صل على محمد وآل محمد
(إلهي وقد أفنيت عمري في شرة السهو عنك ، وأبليت شبابي في سكرة التباعد منك..)*
إن البعض قد تقتضي ظروفه الحياتية عدم وقوعه في المعاصي الكبرى ؛ نظراً لكون طبيعة حياته طبيعة خالية من أرضية المعصية ، وهذه نعمة لا تنكر من نعم الله عز وجل..
إلا أنّ الإمام (ع) هنا يفتح باباً آخر للتدبّر ومحاسبة النفس ومعاتبتها ومعاقبتها ، ألا وهو *باب الغفلة..* فلئن سلِم الإنسان من الوقوع في الحرام ، *فليحذر* هذا الباب أيضاً !.. إذ كم من القبيح أن يتصرف الإنسان في حياته *وكأنه لا مالك له !..* فهب أنه لم يرتكب الذنب ، ولكن هذه *الغفلات المتتابعة تحتاج منه إلى استغفار شديد، لأنه نوع من استخفاف بوجود المولى جل اسمه..*
ومن هنا يُفهم موقف ولي الله تعالى إذا ما أكل طعاماً بدون تسمية ، إذ يعتبر نفسه *وكأنه أكل ميتة..*
فإذن ، فكما أن الذنوب توجب البعد عن الله عز وجل ، كذلك الأمر في الغفلة عن ذكره عزوجل ، ولهذا نحن نقرأ في دعاء كميل هذه العبارة : *( وكثرة شهواتي وغفلتي)..* فالشهوات داعية للحرام ، *وأما الغفلات فهي موجبة للبعد عن الله عزوجل..*
*ولا شك أن المؤمن الذي يعيش هذا الهاجس ، وتراه دائماً يتّهم نفسه ويعيش بين الخوف والرجاء ، فإنه في مظان الرحمة والألطاف الإلهية.*
----------------------------------
سماحة الشيخ حبيب الكاظمي