اللهم صل على محمد وآل محمد
من أعظم ما يُفسد الحياة بين زوجين
أن ينظر أحدهما للآخر بإستصغار
بمعنى يراه قليلا ناقصا
( لا يملئ عينه)
(حتى لو لم ينطق بها، أو لم يُصارحه)
هذا الشعور حاجزٌ عظيم بينه وبين شريكه في الحياة
يُفسد كل لحظة جميلة
ويُضخّم كل مشكلة صغيرة
ويظلمُ شريكه معه فيمنعه حقوقه (العاطفية)
لأن جنابه لا يراه لائقا بذلك
بداية ما سبب تلك النظرة المريضة
أولا
إعجابُ المرء بنفسه
وعدم إدراكه لنقصه
فهو يركز على شهادته ، منصبه ، سمعته ، شكله ، فيغتر وينسى شريكه
ثانيا
العمى المبالغ به
عن صفات الخير في شريكه
جمالياته
ومكرماته
وجميل ادبه وكتم سره
وكلك حقه عليه وغير ذلك...
ثالثا
واخطرهم
المقارنة المستمرة في الذهن
واللسان
بينه وبين غيره ممن يراهم في عمله او اقرباءه
او حتى في مواقع التواصل الاجتماعي
[في الوسامة أو الثقافة أو الشياكة أو حُسن الكلام أو أي معنى آخر]
وأولُ من تفسد عليه حياتُه
وأول من يتضرر هو ذلك الذي ينتقص شريكه
ويحقره ويُقلل منه
فإنه يعيش قلقًا واضطرابا وضِيقًا
ويحرمُ نفسه من الاستمتاع بشريكه
ومن الأًنس المستطاع المتاح
(بحُجة أنه غير مطابق للصورة التي في خياله)
وهنا
كأن الله يجعله يعاقب نفسه الأمارة
فلا هو ألتذ بالموجود
ولا حصل على المُتخيَّل المفقود
هذا شريك الغير مقتنع بشريكه
الغير منصف لشريكه
يعيش مُعذَّبًا
فهو الظالم لنفسه
وهو أكبر مظلوم بنفس الوقت
وقطعا
ذلك عقوبة له على إعجابه بنفسه، واحتقاره لشريكه
علاج لك
اولا
الدعاء بالهداية والرضا والقناعة
والرجوع لله عمليا
والثقة وحسن الظن برزقه
فشريك الحياة المؤمن/ة رزق الهي
ثانيا
الخروج من وَهم الكمال
والنظر لعيوب نفسك
وان تنظر لنفسك بواقعية دون مثالية زائفة
ثالثا
تذكُر صفات الخير في الشريك ومواقفه الجميلة
وتلقين النفس عليها
بل حتى كتابتها وتعدادها
وذكرعا امام شريكه والثناء عليها بها
رابعا
عدم الاستغراق بالناس
ومراقبتهم والتحديق بهم والتركيز بتفاصيلهم
فذلك يفتن القلب ويزيع العين
(لا تمُدنّ عينيك)
خامسا
لا تقارن
حتى لو رايت جميلا وعظيما وكاملا
ففيه نقص من حيث لا تدري
فلا تقارن
حتى لا تنصدم...
سادسا
نمِّ فيه صفات الخير المُستطاعة
وما لم تجده فيه طوره
ورتبه
وحاول تكون معه بتطور اكثر
وشاركْه
وتعاون معه في أعمال الجمال
سابعا
ليست كل البيوت تقوم على الحُب
يعني أن العِشرة وحسن الخلق والحكمة أجل من مجرد الحب
هناك
انصاف ، وعدل ، وكرامة ، وحسن تبعل
وجماليات الساوكيات كثيرة
فحتى او لم اجد الحب
فلأجد الانصاف
(ومَن يتصبّر يُصبّره الله)
وقتها
الله يُحلّيه في عيونك
ويُرضّيكَ به
ويجعلك سعيدا به
حينما تطلب أنت هذا وتتحرّاه وتأخذ بسببه وتُبادر اليه
وتترك العنجهيّة والتكبر والغرور
التي تعيش فيها !!
لكن
ما دام أنت بتخترع أسباب وحواجز
فكيف تسعد !