🛑 الزيارة الجامعة عِدلُ دعاء الجوشن الكبير
✅ الزيارة الجامعة ميثاقٌ علنيّ راقٍ للإمامة والهداية، انحدرَ انحدارَ السّيلِ من جبل وجودِ هادي الأمّة، الإمام أبي الحسن الثالث عليّ بن محمّد النقيّ عليه السلام. هذا الميثاق العظيم، وإنْ جاء في لباس ذِكر فضائل وكمالات البشر الكاملين وخلفاء الله العِظام، وهم الأئمّة الأطهار من آل طه ويس عليهم السلام، لكنّ معارفه التوحيدية العميقة والرفيعة عبارةٌ عن سيلٍ هادر، يقتلعُ أساس الشِّرك وعبادة ما سوى الله تعالى، ومن ثمّ ينحو إلى مغارس وسهول الأمّة الإسلامية ليروى عطاشى الحقيقة، والمعرفة النبوية والولائيّة الأصيلة.
✅ والزيارة الجامعة الكبيرة وِزان دعاء الجوشن الكبير، ذلك لأنّ في دعاء الجوشن الكبير ذُكرت الكثير من أسماء وصفات الله تعالى، وتجلّى الله سبحانه في هذا الدعاء بألف مظهرٍ وتَجَلٍّ، ليتعرّف عليه الداعي بألف عين، فتزداد معرفتُه وتتّصف ذاته بتلك الصفات، والإمام الهادي عليه السلام عرّف الأئمّة الأطهار عليهم السلام في هذه الزيارة بتجليّاتٍ متنوّعة، ليراهم الزائرُ عبر كوّات متنوّعة، ويتّخذهم قدوةً وأُسوةً له، وينشط في التعالي والتكامل بالتأسّي بهم.
✅ وبعبارة أخرى: دعاء الجوشن الكبير مائدة تُقري ضيوفَها بألف لونٍ من الغذاء التوحيدي، والزيارة الجامعة هي أيضاً مائدة يُكرَم ضيوفُها بضروبٍ عديدةٍ من أطعمة معرفةِ الإمام.
✅ من هنا، فإنّ دعاء الجوشن الكبير - في مجال الألوهيّة والربوبيّة - بصدد تفهيم الإنسان أنّ الذي يُدير نظام الوجود بكامله هو الأسماء الإلهيّة الحسنى، وأنه لا مكان خالٍ منها لكي يتكفّل بإدارته غير الله تعالى؛ فيجب صرفُ عينِ الطمع عن غير الله تعالى، ولا يرجون أحداً غيره سبحانه، والزيارة الجامعة أيضاً لا تُبقي مكاناً خالياً في مقام الإمامة وخلافة الله لكي يملأه الآخرون؛ فيجب قبضُ يد الرجاء عن الآخرين والرنوّ بعين الأمل إلى بيت أهل البيت عليهم السلام، كما يجب على الآخرين كفّ أيدي الطمع عن التسلّط على الخلافة وغَصْبها، لأنه مع وجود الأفضل لا يصلُ الدور للمفضول، ومع وجود المعصوم لا مجالَ لغير المعصوم.
✅ ولا شكّ في أن كلّ أحدٍ له حدٌّ مقدَّرٌ من المعرفة، وعلى ضوئها يرى الله تعالى، فبعضٌ ينظر إليه تعالى من كُوّة الرحمة، وآخر من كوّة الغضب، وثالث من كوّة العفو والتغافل.. وهكذا... وعبادة الأفراد تتفاوت بتفاوت معرفتهم به تعالى: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ..﴾ (الحجّ:11)
✅ إنّ الذات الإلهية المقدّسة ليست محدودةً أبداً بأيٍّ من هذه الصّفات، بل اسمُ «الله» يعني المستجمع لجميع الكمالات، وعلى هذا الأساس اختلف المعتقدون بالأئمّة في مسألة معرفة الإمام، فبعضُ الناس يراهم عليهم السلام واسطةً في الرّزق، وبعضٌ آخر يحسبُهم واسطةً في غفرانِ الذنوب، وفريقٌ ثالث يقول: «هم ذريّة رسول الله»، وفريقٌ رابع يعتقد أنّهم ورَثَةُ علم النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم... وهكذا..
✅ ولا ريب في أن كلّ صفةٍ من صفات الإمام هي سبيلٌ إلى نبعِ معرفة الإمام، ولا يُمكن إطلاقاً تحديدُ الإمام بهذه الصفات والكمالات، لأنّ الإمام إنسانٌ كاملٌ قائمٌ بخلافة الله في نظام الوجود، وفي هذا السياق، كتب سيّد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام إلى أهل الكوفة حينما أرسل إليهم مسلمَ بن عقيل: «فَلَعَمْري ما الإمامُ إلا الحاكمُ بالكتاب، القائمُ بالقِسط، الدّائنُ بدينِ الحقّ، الحابسُ نفسَه على ذاتِ الله».
✅ وجاء «الحَبْسُ على ذاتِ الله» في كلمات الإمام الحسين عليه السلام ليدلّ على ضرورة جامعيّة الإمام، لأنه لو ذكرَ الحبسَ على صفةٍ من صفات الله، وقال: «الحابسُ نفسه على رحمة الله»، أو «الحابس نفسَه على غضب الله»، ونحو ذلك، لما دلّ على الجامعية، وصار الإمام ذا بُعدٍ واحد.
✅ وكما أنّ الناظر لتجلّي الله يلتذّ بنَظره، ويتعلّم سبيل التخلُّق بأخلاق الله تعالى، كذلك الناظرُ لتجليّات الإنسان الكامل وخليفة الله؛ يلتذّ برؤية جماله وكماله، ويجد القدوة والأُسوة لتكامله.
✅ بهذا يتّضح أنّ دعاء الجوشن الكبير دورةُ توحيدٍ ومعرفةٍ بالله، ألقى معارفَها أمينُ الوحي على الرسول الأكرم صلّى الله عليه وآله وسلّم. والزيارة الجامعة أيضاً دورةٌ في معرفة الإمام، علّمها هادي آل محمّدٍ الإمامُ عليّ النقيّ عليه السلام لطلّاب مدرسة الإمامة، وسالكي طريق الولاية.
👤 آية اللّٰه الشيخ جوادي آملي حفظه اللّٰه
✅ الزيارة الجامعة ميثاقٌ علنيّ راقٍ للإمامة والهداية، انحدرَ انحدارَ السّيلِ من جبل وجودِ هادي الأمّة، الإمام أبي الحسن الثالث عليّ بن محمّد النقيّ عليه السلام. هذا الميثاق العظيم، وإنْ جاء في لباس ذِكر فضائل وكمالات البشر الكاملين وخلفاء الله العِظام، وهم الأئمّة الأطهار من آل طه ويس عليهم السلام، لكنّ معارفه التوحيدية العميقة والرفيعة عبارةٌ عن سيلٍ هادر، يقتلعُ أساس الشِّرك وعبادة ما سوى الله تعالى، ومن ثمّ ينحو إلى مغارس وسهول الأمّة الإسلامية ليروى عطاشى الحقيقة، والمعرفة النبوية والولائيّة الأصيلة.
✅ والزيارة الجامعة الكبيرة وِزان دعاء الجوشن الكبير، ذلك لأنّ في دعاء الجوشن الكبير ذُكرت الكثير من أسماء وصفات الله تعالى، وتجلّى الله سبحانه في هذا الدعاء بألف مظهرٍ وتَجَلٍّ، ليتعرّف عليه الداعي بألف عين، فتزداد معرفتُه وتتّصف ذاته بتلك الصفات، والإمام الهادي عليه السلام عرّف الأئمّة الأطهار عليهم السلام في هذه الزيارة بتجليّاتٍ متنوّعة، ليراهم الزائرُ عبر كوّات متنوّعة، ويتّخذهم قدوةً وأُسوةً له، وينشط في التعالي والتكامل بالتأسّي بهم.
✅ وبعبارة أخرى: دعاء الجوشن الكبير مائدة تُقري ضيوفَها بألف لونٍ من الغذاء التوحيدي، والزيارة الجامعة هي أيضاً مائدة يُكرَم ضيوفُها بضروبٍ عديدةٍ من أطعمة معرفةِ الإمام.
✅ من هنا، فإنّ دعاء الجوشن الكبير - في مجال الألوهيّة والربوبيّة - بصدد تفهيم الإنسان أنّ الذي يُدير نظام الوجود بكامله هو الأسماء الإلهيّة الحسنى، وأنه لا مكان خالٍ منها لكي يتكفّل بإدارته غير الله تعالى؛ فيجب صرفُ عينِ الطمع عن غير الله تعالى، ولا يرجون أحداً غيره سبحانه، والزيارة الجامعة أيضاً لا تُبقي مكاناً خالياً في مقام الإمامة وخلافة الله لكي يملأه الآخرون؛ فيجب قبضُ يد الرجاء عن الآخرين والرنوّ بعين الأمل إلى بيت أهل البيت عليهم السلام، كما يجب على الآخرين كفّ أيدي الطمع عن التسلّط على الخلافة وغَصْبها، لأنه مع وجود الأفضل لا يصلُ الدور للمفضول، ومع وجود المعصوم لا مجالَ لغير المعصوم.
✅ ولا شكّ في أن كلّ أحدٍ له حدٌّ مقدَّرٌ من المعرفة، وعلى ضوئها يرى الله تعالى، فبعضٌ ينظر إليه تعالى من كُوّة الرحمة، وآخر من كوّة الغضب، وثالث من كوّة العفو والتغافل.. وهكذا... وعبادة الأفراد تتفاوت بتفاوت معرفتهم به تعالى: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ..﴾ (الحجّ:11)
✅ إنّ الذات الإلهية المقدّسة ليست محدودةً أبداً بأيٍّ من هذه الصّفات، بل اسمُ «الله» يعني المستجمع لجميع الكمالات، وعلى هذا الأساس اختلف المعتقدون بالأئمّة في مسألة معرفة الإمام، فبعضُ الناس يراهم عليهم السلام واسطةً في الرّزق، وبعضٌ آخر يحسبُهم واسطةً في غفرانِ الذنوب، وفريقٌ ثالث يقول: «هم ذريّة رسول الله»، وفريقٌ رابع يعتقد أنّهم ورَثَةُ علم النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم... وهكذا..
✅ ولا ريب في أن كلّ صفةٍ من صفات الإمام هي سبيلٌ إلى نبعِ معرفة الإمام، ولا يُمكن إطلاقاً تحديدُ الإمام بهذه الصفات والكمالات، لأنّ الإمام إنسانٌ كاملٌ قائمٌ بخلافة الله في نظام الوجود، وفي هذا السياق، كتب سيّد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام إلى أهل الكوفة حينما أرسل إليهم مسلمَ بن عقيل: «فَلَعَمْري ما الإمامُ إلا الحاكمُ بالكتاب، القائمُ بالقِسط، الدّائنُ بدينِ الحقّ، الحابسُ نفسَه على ذاتِ الله».
✅ وجاء «الحَبْسُ على ذاتِ الله» في كلمات الإمام الحسين عليه السلام ليدلّ على ضرورة جامعيّة الإمام، لأنه لو ذكرَ الحبسَ على صفةٍ من صفات الله، وقال: «الحابسُ نفسه على رحمة الله»، أو «الحابس نفسَه على غضب الله»، ونحو ذلك، لما دلّ على الجامعية، وصار الإمام ذا بُعدٍ واحد.
✅ وكما أنّ الناظر لتجلّي الله يلتذّ بنَظره، ويتعلّم سبيل التخلُّق بأخلاق الله تعالى، كذلك الناظرُ لتجليّات الإنسان الكامل وخليفة الله؛ يلتذّ برؤية جماله وكماله، ويجد القدوة والأُسوة لتكامله.
✅ بهذا يتّضح أنّ دعاء الجوشن الكبير دورةُ توحيدٍ ومعرفةٍ بالله، ألقى معارفَها أمينُ الوحي على الرسول الأكرم صلّى الله عليه وآله وسلّم. والزيارة الجامعة أيضاً دورةٌ في معرفة الإمام، علّمها هادي آل محمّدٍ الإمامُ عليّ النقيّ عليه السلام لطلّاب مدرسة الإمامة، وسالكي طريق الولاية.
👤 آية اللّٰه الشيخ جوادي آملي حفظه اللّٰه
تعليق