إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

شرح قضية غضب فاطمة الزهراء (عليها الصلاة والسلام)

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • شرح قضية غضب فاطمة الزهراء (عليها الصلاة والسلام)

    غضب فاطمة الزهراء (عليها الصلاة والسلام)
    على من غضبت الصدّيقة الطاهرة فاطمة الزهراء ؟
    ولماذا توفيت بِعُمْرٍ صغيرٍ ودُفِنت وحدها بالليل ؟

    بالنسبة لحديث : « إِنَّ اللَّهَ يَغْضَبُ لِغَضَبِكِ وَيَرْضَى لِرَضَاكِ » .
    المصادر :-
    1- المعجم الكبير للطبراني - الجزء (22) - الصفحة (401) - الحلقة (1001) :- حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، ومُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَضْرَمِيُّ قَالَا: ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَالِمٍ الْقَزَّازُ، قَالَ: ثنا حُسَيْنُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ، وَعَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِفَاطِمَةَ: «إِنَّ اللهَ يَغْضَبُ لِغَضَبِكِ وَيَرْضَى لِرَضَاكِ» .
    2- معجم أبي يعلى الموصلي - الصفحة (190) - الحلقة (220) :- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَالِمٍ، حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، عَنْ عَلِيٍّ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِفَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلَامُ: «يَا فَاطِمَةُ، إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَغْضَبُ لِغَضَبِكِ، وَيَرْضَى لِرِضَاكِ» .
    3- الآحاد والمثاني لابن أبي عاصم - الجزء (5) - الصفحة (363) - الحلقة (2959) :- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَالِمٍ الْمَفْلُوجُ، وَكَانَ مِنْ خِيَارِ النَّاسِ، نا حُسَيْنُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ لِفَاطِمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: «إِنَّ اللَّهَ يَغْضَبُ لِغَضَبِكِ وَيَرْضَى لِرِضَاكَ» .
    4- الذرية الطاهرة للدولابي - الصفحة (120) - الحلقة (235) :- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْأَوْدِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَالِمٍ الْقَزَّازُ، حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنْ أَبِيهِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِفَاطِمَةَ: «يَا فَاطِمَةُ إِنَّ اللَّهَ يَغْضَبُ لِغَضَبِكِ وَيَرْضَى لِرِضَاكِ» .
    5- وذكره محمد الخضر الشنقيطي في كتابه كوثر المعاني الدراري في كشف خبايا صحيح البخاري - الجزء (5) - الصفحة (290) . والسيوطي في كتابه جامع الأحاديث - الجزء (23) - الصفحة (359) - الحلقة (26219) .
    قال ابن حجر العسقلاني في كتابه إتحاف المهرة - الجزء (11) - الصفحة (345) : صَحِيحُ الإِسْنَادِ .
    وقال الحاكم أبو عبد الله في المستدرك على الصحيحين - الجزء (3) - الصفحة (167) : هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ .
    وقال المناوي في كتابه اتحاف السائل بما لفاطمة من المناقب والفضائل - الصفحة (65) : رواه الطبراني بإسناد حسن .
    وقال الصالحي الشامي في كتاب سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد - الجزء (11) - الصفحة (44) : اسناده حسن .
    وقال الهيثمي في كتابه مجمع الزوائد ومنبع الفوائد - الجزء (9) - الصفحة (203) : رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ، وَإِسْنَادُهُ حَسَنٌ .

    وبالنسبة لحديث : « فَاطِمَةُ بَضْعَةٌ مِنِّي فَمَنْ أَغْضَبَهَا أَغْضَبَنِي » .
    المصادر :-

    1- صحيح البخاري - الجزء (5) - الصفحة (29) - الحلقة (3767) :- حَدَّثَنَا أَبُو الوَلِيدِ، حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ المِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «فَاطِمَةُ بَضْعَةٌ مِنِّي، فَمَنْ أَغْضَبَهَا أَغْضَبَنِي»
    2- شرح السنة للبغوي - الجزء (14) - الصفحة (158) - الحلقة (3957) :- أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَحْمَدَ الْمَلِيحِيُّ، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ النُّعَيْمِيُّ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نَا أَبُو الْوَلِيدِ، نَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «فَاطِمَةُ بَضْعَةٌ مِنِّي، فَمَنْ أَغْضَبَهَا أَغْضَبَنِي». هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ .
    3- مصنف ابن أبي شيبة - الجزء (3) - الصفحة (388) - الحلقة (32269) :- حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّمَا فَاطِمَةُ بَضْعَةٌ مِنِّي، فَمَنْ أَغْضَبَهَا أَغْضَبَنِي» .
    4- الآحاد والمثاني لابن أبي عاصم - الجزء (5) - الصفحة (361) - الحلقة (2954) :- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ الصَّيْرَفِيُّ، وَخَلَّادُ بْنُ أَسْلَمَ قَالَا: نا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّمَا فَاطِمَةُ بِضْعَةٌ مِنِّي، فَمَنْ أَغْضَبَهَا أَغْضَبَنِي»
    5- الشريعة للآجري - الجزء (5) - الصفحة (2122) - الحلقة (1611) :- حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ أَيُّوبَ السَّقَطِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ الْجَرْجَرَائِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّمَا فَاطِمَةُ بَضْعَةٌ مِنِّي ، فَمَنْ أَغْضَبَهَا أَغْضَبَنِي»
    قال السيوطي في كتابه الجامع الصغير وزيادته - الصفحة (7637) : صحيح .
    وقال التبريزي في كتابه مشكاة المصابيح - الجزء (3) - الصفحة (1732) : مُتَّفق عَلَيْهِ .
    وقال الألباني في كتابه صحيح الجامع الصغير وزيادته - الجزء (2) - الصفحة (771) : صحيح .

    وبالنسبة لحديث : « إِنَّمَا فَاطِمَةُ بَضْعَةٌ مِنِّي يُؤْذِينِي مَا آذَاهَا وَيُنْصِبُنِي مَا أَنْصَبَهَا » .
    المصادر :-

    1- المستدرك على الصحيحين للحاكم - الجزء (3) - الصفحة (173) - الحلقة (4751) :- حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّيْرَفِيُّ، ثنا مُوسَى بْنُ سَهْلِ بْنِ كَثِيرٍ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ، ثنا أَيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، أَنَّ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ذَكَرَ ابْنَةَ أَبِي جَهْلٍ فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «إِنَّمَا فَاطِمَةُ بَضْعَةٌ مِنِّي يُؤْذِينِي مَا آذَاهَا وَيُنْصِبُنِي مَا أَنْصَبَهَا» هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ .
    2- سنن الترمذي - الجزء (6) - الصفحة (181) - الحلقة (3869) :- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ قال: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، أَنَّ عَلِيًّا، ذَكَرَ بِنْتَ أَبِي جَهْلٍ فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنَّمَا فَاطِمَةُ بِضْعَةٌ مِنِّي يُؤْذِينِي مَا آذَاهَا وَيُنْصِبُنِي مَا أَنْصَبَهَا . هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ .
    3- فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل - الجزء (2) - الصفحة (756) - الحلقة (1327) :- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أنا أَيُّوبُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، أَنَّ عَلِيًّا ذَكَرَ ابْنَةَ أَبِي جَهْلٍ فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «إِنَّمَا فَاطِمَةُ بَضْعَةٌ مِنِّي يُؤْذِينِي مَا آذَاهَا وَيُنْصِبُنِي مَا أَنْصَبَهَا» .
    قال السيوطي في كتابه الجامع الصغير وزيادته - الصفحة (4131) : صحيح .
    وقال ابن كثير في كتابه جامع المسانيد والسنن - الجزء (5) - الصفحة (215) : حسن صحيح .
    وقال الألباني في كتابه صحيح الجامع الصغير وزيادته - الجزء (1) - الصفحة (466) : صحيح .

    نكتفي بهذا القدر من الأخبار الصحيحة المتواترة ونستنتج منها أنّ النبي محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) كان يعلم علم اليقين أنّ فاطمة (عليها الصلاة والسلام) ستغضب مستقبلاً على قومٍ يظلموها ويغصبوها حقّها ؛ ذلك لأنّ النبي لا ينطق عن الهوى إن هو إلّا وحيٌّ يوحى علّمه شديد القوى . بل أنّ النبي محمد قد غضب على القوم قبل أن تغضب فاطمة الزهراء ! وقد غضب عليهم قبل استشهاده من أثر السُم عندما طلب من القوم احضار قلم ودواة لكي يكتب كتاباً يكون حافظاً وواقياً للمسلمين من الانحراف والضلال من بعده إلى الأبد . ولكنهم خالفوه وقال أحدهم (عُمَر بن الخطاب) : إنَّ النبي ليهجر !
    وقال عُمَر بن الخطاب حينها بعد ان اتّهم النبي بالهجران : (أنّ النبي غلبه الوجع وعندكم القرآن فحسبنا كتاب الله) ! وهذا الله رفضٌ صريحٌ لسنة النبي الكريم ، بل سوء أدب واخلاق وتنافي مع الخُلُق القرآني الذي أمر الله الصحابة وسائر الناس بأن يتأدبوا به مع النبي عند مخاطبتهم له . قَالَ تَعَالَى : ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ - [سُّورَةُ الْحُجُرَاتِ : 2.] ولقد طردهم رسول الله (صلّی الله عليه وآله وسلّم) وأمرهم بالخروج من محضره بعد أن غَضِبَ عليهم لَمَّا أكثروا اللغو والاختلاف عنده ، و‏قال (صلّی الله عليه وآله وسلّم) :‏ ‏(قوموا ‏عني ! ولا ينبغي عند نبي تنازع) . قَالَ تَعَالَى :
    ﴿وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الْمُؤْمِنِينَ - [سُّورَةُ الشُّعَرَاءِ : 114.] وهذا يعني أنّ الذين طردهم النبي من محضره ليسوا بمؤمنين . وَقَالَ تَعَالَى : ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ - [سُّورَةُ الْأَنْفَالِ : 24.] وليسوا بمستجيبين لأمر الله ولا رسوله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) . ذلك بعد أن رفعوا صوتهم فوق النبي وخرجت كلمة كبيرة من عُمَر بن الخطاب (الهجر) . قَالَ تَعَالَى : ﴿كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا - [سُّورَةُ الْكَهْفِ : 5.] رافضين بذلك كتابة وصية رسول الله (صلّی الله عليه وآله وسلّم) التي أمر الله تعالى عباده أن يكتبوها إذا حضرت وفاتهم .
    وبالفعل ! فلقد تحقق غضب الزهراء وهاج على قومٍ تكالبوا على الخلافة بعد أن أغضبوا نبيهم في آخر أيام حياته وتركوه فريداً مع علي بن أبي طالب (عليه السلام) الذي تولّى غسل النبي وتحنيطه وتدريجه في الأكفان . وأَنّهُ لَمَّا دُفِنَ رسول الله (صلّی الله عليه وآله وسلّم) قالت فاطمة (عليها الصّلاة والسّلام) : أَطَابَتْ أنْفُسُكُمْ أَنْ تَحْثُوا عَلَى رَسُولِ اللهِ التُّرَابَ ؟ وأخذت من تراب القبر الشريف ووضعته على عينيها وأنشأت تقول :
    مَاذَا عَلَى مَنْ شَمَّ تُرْبَةَ أَحْمَدَ * * * أَنْ لَا يَشَمَّ مَدَى الزَّمَانِ غَوَالِيَا
    صُبَّتْ عَلَيَّ مَصَائِبُ لَوْ أَنَّهَا
    * * * صُبَّتْ عَلَى الْأَيَّامِ صِرْنَ لَيَالِيَا
    حيث جاء في صحيح البخاري - الجزء : ( 5 ) - الصفحة : (82) - الحلقة (3998) :- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ فَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلاَمُ، بِنْتَ النَّبِيِّ (ص) أَرْسَلَتْ إِلَى أَبِي بَكْرٍ تَسْأَلُهُ مِيرَاثَهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ (ص) مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْهِ بِالْمَدِينَةِ، وَفَدَكٍ وَمَا بَقِيَ مِنْ خُمُسِ خَيْبَرَ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ (ص) قَالَ: «لاَ نُورَثُ، مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ، إِنَّمَا يَأْكُلُ آلُ مُحَمَّدٍ - (ص) - فِي هَذَا المَالِ»، وَإِنِّي وَاللَّهِ لاَ أُغَيِّرُ شَيْئًا مِنْ صَدَقَةِ رَسُولِ اللَّهِ (ص) عَنْ حَالِهَا الَّتِي كَانَ عَلَيْهَا فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ (ص)، وَلَأَعْمَلَنَّ فِيهَا بِمَا عَمِلَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ (ص). فَأَبَى أَبُو بَكْرٍ أَنْ يَدْفَعَ إِلَى فَاطِمَةَ مِنْهَا شَيْئًا، فَوَجَدَتْ فَاطِمَةُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ فِي ذَلِكَ، فَهَجَرَتْهُ فَلَمْ تُكَلِّمْهُ حَتَّى تُوُفِّيَتْ، وَعَاشَتْ بَعْدَ النَّبِيِّ (ص) سِتَّةَ أَشْهُرٍ، فَلَمَّا تُوُفِّيَتْ دَفَنَهَا زَوْجُهَا عَلِيٌّ لَيْلًا .
    وجاء في صحيح مسلم - الجزء : (3) - الصفحة : (1380) - الحلقة (1759) :- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ، أَخْبَرَنَا حُجَيْنٌ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا أَخْبَرَتْهُ، أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْسَلَتْ إِلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ تَسْأَلُهُ مِيرَاثَهَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِمَّا أَفَاءَ اللهُ عَلَيْهِ بِالْمَدِينَةِ، وَفَدَكٍ، وَمَا بَقِيَ مِنْ خُمْسِ خَيْبَرَ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «لَا نُورَثُ مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ، إِنَّمَا يَأْكُلُ آلُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هَذَا الْمَالِ»، وَإِنِّي وَاللهِ لَا أُغَيِّرُ شَيْئًا مِنْ صَدَقَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ حَالِهَا الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهَا فِي عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَأَعْمَلَنَّ فِيهَا بِمَا عَمِلَ بِهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَبَى أَبُو بَكْرٍ أَنْ يَدْفَعَ إِلَى فَاطِمَةَ شَيْئًا، فَوَجَدَتْ فَاطِمَةُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ فِي ذَلِكَ، قَالَ: فَهَجَرَتْهُ، فَلَمْ تُكَلِّمْهُ حَتَّى تُوُفِّيَتْ، وَعَاشَتْ بَعْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سِتَّةَ أَشْهُرٍ، فَلَمَّا تُوُفِّيَتْ دَفَنَهَا زَوْجُهَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ لَيْلًا، وَلَمْ يُؤْذِنْ بِهَا أَبَا بَكْرٍ، وَصَلَّى عَلَيْهَا عَلِيٌّ .
    وجاء في مسند أحمد بن حنبل - الجزء : ( 1 ) - الصفحة : ( 6 ) - الحلقة (25) :- حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ (ص)، أَخْبَرَتْهُ: أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ رَسُولِ اللهِ (ص) سَأَلَتْ أَبَا بَكْرٍ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللهِ (ص) أَنْ يَقْسِمَ لَهَا مِيرَاثَهَا مِمَّا تَرَكَ رَسُولُ اللهِ (ص) مِمَّا أَفَاءَ اللهُ عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهَا أَبُو بَكْرٍ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ (ص)، قَالَ: " لَا نُورَثُ، مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ "، فَغَضِبَتْ فَاطِمَةُ عَلَيْهَا السَّلامُ، فَهَجَرَتْ أَبَا بَكْرٍ، فَلَمْ تَزَلْ مُهَاجِرَتَهُ حَتَّى تُوُفِّيَتْ، قَالَ: وَعَاشَتْ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللهِ (ص) سِتَّةَ أَشْهُرٍ .
    وجاء في صحيح الترمذي : أَنَّ فَاطِمَةَ جَاءَتْ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ تَسْأَلُ مِيرَاثَهَا مِنْ رَسُولِ اللهِ (ص)، فَقَالَا: سَمِعْنَا رَسُولَ اللهِ (ص) يَقُولُ: إِنَّي لَا أُوَرِّثُ. قَالَتْ: وَاللَّهِ لَا أُكَلِّمُكُمَا أَبَدًا، فَمَاتَتْ، وَلَمْ تُكَلِّمْهُمَا . الرَّاوِي : أَبُو هُرَيْرَةَ - خُلَاصَةُ الدَّرَجَةِ : صَحِيحُ - المُحَدِّث : الأَلْبَانِيِّ - المُصْدَرُ : صَحِيحُ التَّرْمِذِيِّ - الصَّفْحَةُ أَوْ الرَّقْمُ : 16 .

    نكتفي بهذا القدر من الأخبار الصحيحة المتواترة ونستنتج منها أنّ عائشة اعترفت أنّ فاطمة الزهراء (عليها الصلاة والسلام) ماتت وهي غاضبة وواجدة على أبيها وصاحبه (أبو بكر وعُمَر) ، وغضب فاطمة (عليها الصلاة والسلام) يعدل غضب النبي محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وغضب النبي مُحمَّد يعدل غضب الله تعالى ، قَالَ تَعَالَى : ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ - [سُّورَةُ الْمُمْتَحَنَةِ : 13.]
    وبالنسبة لقول أبي بكرٍ : (نحن معاشر الأنبياء لا نورث وأن ما نتركه صدقة) ! فإذاً كيف ورثت عائشة بيت النبي ؟! ومن سمح لأبي بكرٍ أن يُدفن جنب النبي ؟ ولماذا عُمَر يستأذن من عائشة حتى يدفن جنب النبي ؟! أليس ما يتركه النبي صدقة ؟! وكيف كانت عائشة تسكن في بيت تعتبره صدقة ؟! ومن ثم أليست القبور عندكم لا تضر ولا تنفع ! أليس أبو بكر يقول : (فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ يَعْبُدُ مُحَمَّدًا فَإِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ مَاتَ ، وَمَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ حَيٌّ لَا يَمُوتُ) ! فلماذا يريد أبو بكر وعُمَر الدفن عند قبر النبي محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ؟! ومن سَمِحَ لعائشة أن ترفض دفن الحسن (عليه السلام) في بيته الذي وُلِدَ ونشأ فيه وعند جدّه ؟! حيث ركبت بغلة وجمعت حولها جماعة من بني أمية وصارت تقول : (نحوا ولدكم عن بيتي ، ولا تدخلوا بيتي من لا أحب) ! ورميت بسببها جنازة الإمام الحسن (عليه السلام) بالنبال !

    ونستنتج منها مخالفة أبو بكر وعُمَر للقرآن بالورثة وغصب أرض فدك من فاطمة الزهراء (عليها السلام) .
    وذلك في آيات الوراثة :
    قَالَ تَعَالَى :
    ﴿وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ - [سُّورَةُ النَّمْلِ : 16.]
    وَقَالَ تَعَالَى :
    ﴿يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ - [سُّورَةُ النِّسَاءِ : 11.]
    وهذا يدل على أنّ القوم لم يقرأوا القرآن الكريم بل قد اختلفوا في جمعه وتأخروا إلى سنة 30 هجرية . فإذا قِيلَ كانوا يحكمون بِسُنة الرسول من دون القرآن فنقول أنّ عُمَر قد أحرق الأحاديث ومنع التدوين ! وقد جمع أبو بكر خمسمائة حديث للنبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وأحرقها بالنار ، وخطب في الناس قائلاً : (لا تحدثوا عن رسول الله شيئا ! فمن سألكم فقولوا : بيننا وبينكم القرآن فأحلوا حلاله وحرموا حرامه) . وقوله : (لا تحملوني على سُّنة نبيكم ، فأنّي لا أطيقها) ! فأين كان أبو بكر وعمر بن الخطاب عن جمع القرآن ؟ إذ لا كتاب ولا سُنة فبأي شيءٍ كانوا يحكمون في دين الله ؟! فلقد صدق الله حين قال :
    ﴿وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا - [سُّورَةُ الْفُرْقَانِ : 30.] فلو كانوا يعرفون القرآن حقّاً لما منعوا ورث فاطمة من أبيها (صلّى الله عليهما وسلّم) .
    ومن ثم أنّ كتاب الله لا يعلم تأويله إلّا الله والراسخون في العلم . قَالَ تَعَالَى :
    ﴿وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ - [سُّورَةُ آلَ عِمْرَانَ : 7.] فلقد قطعت هذه الآية الكريمة الطريق على كلِّ من يريد التفسير والتأويل للقرآن الكريم بغير عِلْمٍ من الراسخين في العلم . وإنّ معنى الرسوخ الثبات ، أي ثبت الشيء في الذهن . والراسخون في العلم : أي الثابتون فيه والعارفون ببواطنه . والراسخون في العلم المشار إليهم في الآية الكريمة هم النبي محمد وعترته (صلّى الله عليهم وسلّم) . فالوحيد الذي يعلم علوم القرآن هو النبي محمد (ص) ومن بعده عترته (ع) ؛ وذلك لأنّ الآية جاءت بصيغة الجمع بمعنى (راسخون) ولم تأتِ بصيغة المفرد (راسخ) . قَالَ تَعَالَى : ﴿إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ * فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ * لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ - [سُّورَةُ الْوَاقِعَةِ : 77 - 79.] والمس أعمُّ من لمس المتوضئ لكلمات القرآن بيده ؛ بل المسّ يشمل الإطلاع الكامل على حقيقة معانيه وأسراره وهو أمرٌ لا يتيسر إلّا للنبي محمد وعترته لأنّهم طاهرون مُطهرون من الرّجس تطهيراً . ومن الأدلة على ذلك هي آية التطهير المباركة ، قَالَ تَعَالَى : ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا - [سُّورَةُ الْأَحْزَابِ : 33.] النازلة بحقّ محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين (صلّى الله عليهم وسلّم) .
    ونستنتج أنّها (عليها الصلاة والسلام) عاشت بعد استشهاد النبي مُحمّد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) من أثر السم ستتة أشهر فقط ! وهذه فترة قصيرة جداً وهذا السن ليس بسن الشيخوخة حتّى نقول أنّه ماتت موتاً طبيعاً بسبب الشيخوخة ! وقد عاش حسان بن ثابت شاعر الرسول مائة وعشرين سنة ! بل قد عاش سلمان الفارسي مائتين وخمسين سنة ! خصوصاً أنّها (عليها الصلاة والسلام) كانت تلازم الصلاة والصيام وسائر العبادات ، ومعروفٌ جداً أنّ ذلك ينزل البركات ويطيل الأعمار ويقوي البدن ويُبيّض الوجه ... فما السبب الذي عجّل في موتها ؟ هل يعقل أن تموت بهذه السرعة من دون سبب !
    فلقد هدد عُمَر بن الخطاب بتهديد وإحراق بيت فاطمة (عليها الصلاة والسلام) بسبب تخلُّف الإمام علي (عليه الصلاة والسلام) عن بيعة أبي بكرٍ ، بل حصول الإحراق بالفعل ! فقد روى الحادثة الطبري في كتابه التاريخي - الجزء (2) - الصفحة (443) (بسندٍ رجالهُ ثقات) :- عَنْ زِيَادِ بْنِ كُلَيبٍ قَالَ: أَتَى عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ مَنْزِلَ عَلِيٍّ وَفِيهِ طَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ وَرِجَالٌ مِنْ المُهَاجِرِينَ فَقَالَ: وَاللهِ لَأَحْرِقَنَّ عَلَيْكُمْ أَوْ لِتَخْرُجَنَّ إِلَى البَيْعَةِ .
    وروى البلاذري بسندٍ رجالهُ ثقات في كتابه أنساب الأشراف - الجزء (2) - الصفحة (268) :- عَنْ ابْنِ عوان أَنَّ أَبَا بَكْرٍ أَرْسَلَ إِلَى عَلِيٍّ يُرِيدُ البَيْعَةَ، فَلَمْ يُبَايِعْ، فَجَاءَ عُمَرُ وَمَعَهُ فَتِيلَةٌ (قَبَسَ خِ) فَتَلَقَّتْهُ فَاطِمَةُ عَلَى البَابِ فَقَالَتْ فَاطِمَةُ: يَا بْنَ الخَطَّابِ! أَتُرَاكَ مُحْرِقًا عَلَيَّ بَابِي؟! قَالَ: نَعَمْ، وَذَلِكَ أَقْوَى فِيمَا جَاءَ بِهِ أَبُوكِ !
    وروى ابن عبد ربه الأندلسي في كتابه العقد ألفريد - الجزء (4) - الصفحة (242) :- قَالَ: الَّذِينَ تَخَلَّفُوا عَلَى بَيْعَةِ أَبِي بَكْرٍ: عَلِيٌّ وَالعَبَّاسُ وَالزُّبَيْرُ فَقَعَدُوا فِي بَيتِ فَاطِمَةَ، حَتَّى بَعَثَ إِلَيْهِمْ أَبُو بَكْرٍ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ لِيُخْرِجَهُمْ مِنْ بَيتِ فَاطِمَةَ وَقَالَ لَهُ: إِنْ أَبَوا فَقَاتِلْهُمْ. فَأَقْبَلَ يَقْبَسُ مِنْ نَارٍ عَلَى أَنَّ يُضْرِمَ عَلَيْهِمْ الدَّارَ فَلَقِيَتْهُ فَاطِمَةُ فَقَالَتْ: يَا بْنَ الخَطَّابِ! أَجِئْتَ لِتُحْرِقَ دَارَنَا؟! قَالَ: نَعَمْ . (راجع أيضاً ابن أبي الفداءِ في تاريخه : ج1، ص156 . وعمر رضا كحالة في أعلام النساء : ج4، ص115 . والبكري في حياة الخليفة عُمَر بن الخطاب : ص118) .

    وأُصيبت فاطمة (عليها الصلاة والسلام) خلال عمليّة حرق الدار بأصاباتٍ وجروحٍ بالغة جداً في جسدها الطاهر المقدّس ! فبعد أن تمّت مداهمة البيت وأشعال الحطب ! تقدّم أبو بكر وعُمَر ومن معهم ودفعوا الباب بقوّة حتى كسروا ضلعها (عليها الصلاة والسلام) ورفسوها على بطنها الحامل ! ممّا تسبّب في إجهاضها فأسقطت جنينها المحسن (عليه السلام) !
    وبالنسبة إلى المحسن (عليه السلام) :-
    ذكر الحافظ جمال الدين المزي في كتابه تهذيب الكمال - الجزء (20) - الصفحة (472) :- (كَانَ لِعَلِيٍّ مِنَ الوَلَدِ الذُّكُورِ وَالَّذِينَ لَمْ يَعقّبُوا مُحسِنَ دَرَجٍ سَقَطًا) .
    وذكر الصلاح الصفدي في كتابه الوافي بالوفيّات - الجزء (21) - الصفحة (281) : (وَالمُحسِنُ طرح) حَكَى ذَلِكَ عَنْ شَيخِهِ الذَّهَبِيِّ فِي كِتَابِهِ (فَتحُ المُطَالِبِ فِي فَضلِ عَلِيِّ ابنِ أَبِي طَالِبٍ) .
    وذكر الصفوري الشافعي في كتابه نزهة المجالس - الجزء (2) - الصفحة (229) : (وَكَانَ الحَسَنُ أَوَّلَ أَولَادِ فَاطِمَةَ الخَمسَةِ: الحَسَن، وَالحُسَيْن، وَالمُحسِن كَانَ سِقْطًا، وَزَينَبَ الكُبرَى، وَزَينَبَ الصُّغرَى) . وقال في كتابه الآخر المحاسنُ المجتمعَة في الخلفاء الأربعة - الصفحة (164) : (مِنْ كِتَابِ الإستِيعَابِ لِابنِ عَبدِ البَرِّ قَالَ: وَأَسقَطَتْ فَاطِمَةُ سِقطًا سَمَّاهُ عَلِيٌّ مُحسِنًا) . وَهَذَا لَيسَ فِي الإستِيعَابِ المَطبُوعِ، فَلَاحِظِ التَّحرِيفَ فِي هَذِهِ القَضِيَّةِ لِتَعرِفَ شِدَّةَ انحِسَارِهَا فِي كُتُبِ القَومِ اليَومَ .

    وبعد انتهاء الحادثة والاستحواذ على كرسي الحكم ، جاء أبو بكرٍ وعُمَر يعتذران من فاطمة الزهراء (عليها الصلاة والسلام) ، فقالت لهما :
    أَنْشُدُكُمَا اللَّهَ ، أَتَذْكُرَانِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) اسْتَخْرَجَكُمَا فِي جَوْفِ اللَّيْلِ لِشَيْءٍ كَانَ حَدَثَ مِنْ أَمْرِ عَلِيٍّ ؟ فَقَالا : اللَّهُمَّ نَعَمْ . فَقَالَتْ : أَنْشُدُكُمَا بِاللَّهِ هَلْ سَمِعْتُمَا النَّبِيَّ يَقُولُ :
    ﴿فَاطِمَةُ بَضْعَةٌ مِنِّي وَأَنَا مِنْهَا ، مَنْ آذَاهَا فَقَدْ آذَانِي وَمَنْ آذَانِي فَقَدْ آذَى اللَّهَ ، وَمَنْ آذَاهَا بَعْدَ مَوْتِي فَكَانَ كَمَنْ آذَاهَا فِي حَيَاتِي ، وَمَنْ آذَاهَا فِي حَيَاتِي كَانَ كَمَنْ آذَاهَا بَعْدَ مَوْتِي ؟ قَالا : اللَّهُمَّ نَعَمْ . قَالَتِ : الْحَمْدُ لِلَّهِ . ثُمَّ قَالَتِ : اللَّهُمَّ إِنِّي أُشْهِدُكَ فَاشْهَدُوا يَا مَنْ حَضَرَنِي أَنَّهُمَا قَدْ آذَيَانِي فِي حَيَاتِي وَعِنْدَ مَوْتِي ، وَاللَّهِ لَا أُكَلِّمُكُمَا مِنْ رَأْسِي كَلِمَةً حَتَّى أَلْقَى رَبِّي فَأَشْكُوَكُمَا بِمَا صَنَعْتُمَا بِي وَارْتَكَبْتُمَا مِنِّي .
    فَدَعَا أَبُو بَكْرٍ بِالْوَيْلِ وَالثُّبُورِ وَقَالَ (لَيْتَ أُمِّي لَمْ تَلِدْنِي) . فَقَالَ لَهُ عُمَرُ : عَجَباً لِلنَّاسِ كَيْفَ وَلَّوْكَ أُمُورَهُمْ وَأَنْتَ شَيْخٌ قَدْ خَرِفْتَ ! تَجْزَعُ لِغَضَبِ امْرَأَةٍ وَتَفْرَحُ بِرِضَاهَا ، وَمَا لِمَنْ أَغْضَبَ امْرَأَةً ؟ وَقَامَا وَخَرَجَا .
    فَلَمَّا نُعِيَ إِلَى فَاطِمَةَ نَفْسُهَا أَرْسَلَتْ إِلَى أُمِّ أَيْمَنَ ، وَكَانَتْ أَوْثَقَ نِسَائِهَا عِنْدَهَا وَفِي نَفْسِهَا فَقَالَتْ لَهَا : يَا أُمَّ أَيْمَنَ ، إِنَّ نَفْسِي نُعِيَتْ إِلَيَّ فَادْعِي لِي عَلِيّاً ، فَدَعَتْهُ لَهَا فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهَا قَالَتْ لَهُ : يَا ابْنَ الْعَمِّ ، أُرِيدُ أَنْ أُوصِيَكَ بِأَشْيَاءَ فَاحْفَظْهَا عَلَيَّ . فَقَالَ لَهَا (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : قُولِي مَا أَحْبَبْتِ . قَالَتْ (عَلَيْهَا السَّلَامُ) لَهُ : تَزَوَّجْ فُلَانَةَ تَكُونُ لِوُلْدِي مُرَبِّيَةً مِنْ بَعْدِي مِثْلِي ، وَاعْمَلْ نَعْشاً رَأَيْتُ الْمَلَائِكَةَ قَدْ صَوَّرَتْهُ لِي . فَقَالَ لَهَا عَلِيٌّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : أَرِينِي كَيْفَ صُورَتُهُ ؟ فَأَرَتْهُ ذَلِكَ كَمَا وُصِفَ لَهَا وَكَمَا أُمِرَتْ بِهِ . ثُمَّ قَالَتْ (عَلَيْهَا السَّلَامُ) : فَإِذَا أَنَا قَضَيْتُ نَحْبِي فَأَخْرِجْنِي مِنْ سَاعَتِكَ أَيَّ سَاعَةٍ كَانَتْ مِنْ لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ ، وَلَا يَحْضُرَنَّ مِنْ أَعْدَاءِ اللَّهِ وَأَعْدَاءِ رَسُولِهِ لِلصَّلَاةِ عَلَيَّ أَحَدٌ . قَالَ عَلِيٌّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : أَفْعَلُ . فَلَمَّا قَضَتْ نَحْبَهَا (عَلَيْهَا السَّلَامُ) وَهُمْ فِي ذَلِكَ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ ، أَخَذَ عَلِيٌّ فِي جَهَازِهَا مِنْ سَاعَتِهِ كَمَا أَوْصَتْهُ ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ جَهَازِهَا أَخْرَجَ عَلَى الْجَنَازَةِ وَأَشْعَلَ النَّارَ فِي جَرِيدِ النَّخْلِ وَمَشَى مَعَ الْجَنَازَةِ بِالنَّارِ حَتَّى صَلَّى عَلَيْهَا وَدَفَنَهَا لَيْلًا .
    المصدر : (علل الشرائع : ج1، ص187.)

    رَوَى الشَّيْخُ الصَّدُوقُ بِسَنَدٍ مُعْتَبَرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ :
    قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) :
    أَمَّا ابْنَتِي فَاطِمَةُ ، فَإِنَّهَا سَيِّدَةُ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ ، وَهِيَ بَضْعَةٌ مِنِّي ، وَهِيَ نُورُ عَيْنِي ، وَهِيَ ثَمَرَةُ فُؤَادِي ، وَهِيَ رُوحِيَ الَّتِي بَيْنَ جَنْبَيَّ ، وَهِيَ الْحَوْرَاءُ الْإِنْسِيَّةُ .
    مَتَى قَامَتْ فِي مِحْرَابِهَا بَيْنَ يَدَيْ رَبِّهَا جَلَّ جَلَالُهُ ، ظَهَرَ نُورُهَا لِمَلَائِكَةِ السَّمَاءِ ، كَمَا يَظْهَرُ نُورُ الْكَوَاكِبِ لِأَهْلِ الْأَرْضِ ، وَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِمَلَائِكَتِهِ :
    ﴿يَا مَلَائِكَتِي انْظُرُوا إِلَى أَمَتِي فَاطِمَةَ سَيِّدَةِ إِمَائِي قَائِمَةً بَيْنَ يَدَيَّ تَرْتَعِدُ فَرَائِصُهَا مِنْ خِيفَتِي ، وَقَدْ أَقْبَلَتْ بِقَلْبِهَا عَلَى عِبَادَتِي أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ آمَنْتُ شِيعَتَهَا مِنَ النَّارِ .
    وَأَنِّي لَمَّا رَأَيْتُهَا ذَكَرْتُ مَا يُصْنَعُ بِهَا بَعْدِي ! كَأَنِّي بِهَا وَقَدْ دَخَلَ الذُّلُّ بَيْتَهَا ، وَانْتُهِكَتْ حُرْمَتُهَا وَغُصِبَتْ حَقَّهَا ، وَمُنِعَتْ‏ إِرْثَهَا وَكُسِرَتْ جَنْبَتُهَا ، وَأَسْقَطَتْ جَنِينَهَا وَهِيَ تُنَادِي : يَا مُحَمَّدَاهْ ! فَلَا تُجَابُ .
    وَتَسْتَغِيثُ فَلَا تُغَاثُ ، فَلَا تَزَالُ بَعْدِي مَحْزُونَةً مَكْرُوبَةً بَاكِيَةً ، تَتَذَكَّرُ انْقِطَاعَ الْوَحْيِ عَنْ بَيْتِهَا مَرَّةً وَتَتَذَكَّرُ فِرَاقِي أُخْرَى ، وَتَسْتَوْحِشُ إِذَا جَنَّهَا اللَّيْلُ لِفَقْدِ صَوْتِيَ الَّذِي كَانَتْ تَسْتَمِعُ إِلَيْهِ إِذَا تَهَجَّدْتُ بِالْقُرْآنِ ، ثُمَّ تَرَى نَفْسَهَا ذَلِيلَةً بَعْدَ أَنْ كَانَتْ فِي أَيَّامِ أَبِيهَا عَزِيزَةً ، فَعِنْدَ ذَلِكَ يُؤْنِسُهَا اللَّهُ تَعَالَى ذِكْرُهُ بِالْمَلَائِكَةِ ، فَنَادَتْهَا بِمَا نَادَتْ بِهِ مَرْيَمَ بِنْتَ عِمْرَانَ فَتَقُولُ :

    ﴿يَا فَاطِمَةُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفاكِ عَلى‏ نِساءِ الْعالَمِينَ‏ ، يَا فَاطِمَةُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ‏ .
    ثُمَّ يَبْتَدِئُ بِهَا الْوَجَعُ فَتَمْرَضُ ، فَيَبْعَثُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْهَا مَرْيَمَ بِنْتَ عِمْرَانَ تُمَرِّضُهَا وَتُؤْنِسُهَا فِي عِلَّتِهَا فَتَقُولُ عِنْدَ ذَلِكَ :
    ﴿يَا رَبِّ ، إِنِّي قَدْ سَئِمْتُ الْحَيَاةَ وَتَبَرَّمْتُ بِأَهْلِ الدُّنْيَا ، فَأَلْحِقْنِي بِأَبِي. فَيَلْحَقُهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِي فَتَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يَلْحَقُنِي مِنْ أَهْلِ بَيْتِي ، فَتَقْدَمُ عَلَيَّ مَحْزُونَةً مَكْرُوبَةً مَغْمُومَةً مَغْصُوبَةً مَقْتُولَةً ! فَأَقُولُ عِنْدَ ذَلِكَ : ﴿اللَّهُمَّ الْعَنْ مَنْ ظَلَمَهَا ، وَعَاقِبْ مَنْ غَصَبَهَا ، وَذَلِّلْ مَنْ أَذَلَّهَا ، وَخَلِّدْ فِي نَارِكَ مَنْ ضَرَبَ جَنْبَهَا حَتَّى أَلْقَتْ وَلَدَهَا ، فَتَقُولُ الْمَلَائِكَةُ عِنْدَ ذَلِكَ : ﴿آمِينَ .

    اضغط على الصورة لعرض أكبر.   الإسم:	-----------.jpg  مشاهدات:	0  الحجم:	656.4 كيلوبايت  الهوية:	913538
    التعديل الأخير تم بواسطة سيد ليث العوادي; الساعة 21-04-2021, 03:37 AM.

  • #2
    اللهم صلِ على محمد واله الطاهرين
    السيد الفاضل ليث العوادي بارك الله بكم على هذا الموضوع القيم المفعم بالادلة الصحيحة في خصوص ظلامة السيدة الزهراء عليها السلام
    فجزا الله خيرا ووفقك لمرضاته بحق محمد واله الطاهرين

    ـــــ التوقيع ـــــ
    أين قاصم شوكة المعتدين، أين هادم أبنية الشرك والنفاق، أين مبيد أهل الفسوق
    و العصيان والطغيان،..
    أين مبيد العتاة والمردة، أين مستأصل أهل العناد
    والتضليل والالحاد، أين معز الاولياء ومذل الاعداء.

    تعليق


    • #3
      المشاركة الأصلية بواسطة الهادي مشاهدة المشاركة
      اللهم صلِ على محمد واله الطاهرين
      السيد الفاضل ليث العوادي بارك الله بكم على هذا الموضوع القيم المفعم بالادلة الصحيحة في خصوص ظلامة السيدة الزهراء عليها السلام
      فجزا الله خيرا ووفقك لمرضاته بحق محمد واله الطاهرين

      مولاي الجليل اشكر مرورك الجميل *
      حيّاك الله وجعلك ذخراً للإمام المهدي
      (عجّل الله فرجه الشريف)

      تعليق


      • #4
        ظلامة الصدّيقة الطاهرة فاطمة الزهراء (عليها السلام)
        تجميعة للروايات الشيعية الصحيحة :-

        رَوَى الشَّيْخُ الصَّدُوقُ بِسَنَدٍ مُعْتَبَرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ :
        قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) :
        أَمَّا ابْنَتِي فَاطِمَةُ ، فَإِنَّهَا سَيِّدَةُ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ ، وَهِيَ بَضْعَةٌ مِنِّي ، وَهِيَ نُورُ عَيْنِي ، وَهِيَ ثَمَرَةُ فُؤَادِي ، وَهِيَ رُوحِيَ الَّتِي بَيْنَ جَنْبَيَّ ، وَهِيَ الْحَوْرَاءُ الْإِنْسِيَّةُ .
        مَتَى قَامَتْ فِي مِحْرَابِهَا بَيْنَ يَدَيْ رَبِّهَا جَلَّ جَلَالُهُ ، ظَهَرَ نُورُهَا لِمَلَائِكَةِ السَّمَاءِ ، كَمَا يَظْهَرُ نُورُ الْكَوَاكِبِ لِأَهْلِ الْأَرْضِ ، وَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِمَلَائِكَتِهِ : ﴿يَا مَلَائِكَتِي انْظُرُوا إِلَى أَمَتِي فَاطِمَةَ سَيِّدَةِ إِمَائِي قَائِمَةً بَيْنَ يَدَيَّ تَرْتَعِدُ فَرَائِصُهَا مِنْ خِيفَتِي ، وَقَدْ أَقْبَلَتْ بِقَلْبِهَا عَلَى عِبَادَتِي أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ آمَنْتُ شِيعَتَهَا مِنَ النَّارِ﴾ .
        وَأَنِّي لَمَّا رَأَيْتُهَا ذَكَرْتُ مَا يُصْنَعُ بِهَا بَعْدِي ! كَأَنِّي بِهَا وَقَدْ دَخَلَ الذُّلُّ بَيْتَهَا ، وَانْتُهِكَتْ حُرْمَتُهَا وَغُصِبَتْ حَقَّهَا ، وَمُنِعَتْ‏ إِرْثَهَا وَكُسِرَتْ جَنْبَتُهَا ، وَأَسْقَطَتْ جَنِينَهَا وَهِيَ تُنَادِي : يَا مُحَمَّدَاهْ ! فَلَا تُجَابُ .
        وَتَسْتَغِيثُ فَلَا تُغَاثُ ، فَلَا تَزَالُ بَعْدِي مَحْزُونَةً مَكْرُوبَةً بَاكِيَةً ، تَتَذَكَّرُ انْقِطَاعَ الْوَحْيِ عَنْ بَيْتِهَا مَرَّةً وَتَتَذَكَّرُ فِرَاقِي أُخْرَى ، وَتَسْتَوْحِشُ إِذَا جَنَّهَا اللَّيْلُ لِفَقْدِ صَوْتِيَ الَّذِي كَانَتْ تَسْتَمِعُ إِلَيْهِ إِذَا تَهَجَّدْتُ بِالْقُرْآنِ ، ثُمَّ تَرَى نَفْسَهَا ذَلِيلَةً بَعْدَ أَنْ كَانَتْ فِي أَيَّامِ أَبِيهَا عَزِيزَةً ، فَعِنْدَ ذَلِكَ يُؤْنِسُهَا اللَّهُ تَعَالَى ذِكْرُهُ بِالْمَلَائِكَةِ ، فَنَادَتْهَا بِمَا نَادَتْ بِهِ مَرْيَمَ بِنْتَ عِمْرَانَ فَتَقُولُ :
        ﴿يَا فَاطِمَةُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفاكِ عَلى‏ نِساءِ الْعالَمِينَ‏ ، يَا فَاطِمَةُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ﴾‏ .
        ثُمَّ يَبْتَدِئُ بِهَا الْوَجَعُ فَتَمْرَضُ ، فَيَبْعَثُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْهَا مَرْيَمَ بِنْتَ عِمْرَانَ تُمَرِّضُهَا وَتُؤْنِسُهَا فِي عِلَّتِهَا فَتَقُولُ عِنْدَ ذَلِكَ : ﴿يَا رَبِّ ، إِنِّي قَدْ سَئِمْتُ الْحَيَاةَ وَتَبَرَّمْتُ بِأَهْلِ الدُّنْيَا ، فَأَلْحِقْنِي بِأَبِي﴾ . فَيَلْحَقُهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِي فَتَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يَلْحَقُنِي مِنْ أَهْلِ بَيْتِي ، فَتَقْدَمُ عَلَيَّ مَحْزُونَةً مَكْرُوبَةً مَغْمُومَةً مَغْصُوبَةً مَقْتُولَةً ! فَأَقُولُ عِنْدَ ذَلِكَ : ﴿اللَّهُمَّ الْعَنْ مَنْ ظَلَمَهَا ، وَعَاقِبْ مَنْ غَصَبَهَا ، وَذَلِّلْ مَنْ أَذَلَّهَا ، وَخَلِّدْ فِي نَارِكَ مَنْ ضَرَبَ جَنْبَهَا حَتَّى أَلْقَتْ وَلَدَهَا﴾ ، فَتَقُولُ الْمَلَائِكَةُ عِنْدَ ذَلِكَ : ﴿آمِينَ﴾ .
        المصدر : (البحار : ج31، ص620، عن أمالي الصدوق : ص176.)

        عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ :
        بَيْنَا أَنَا وَفَاطِمَةُ وَالْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَسَلَّمَ) ، إِذِ الْتَفَتَ إِلَيْنَا فَبَكَى فَقُلْتُ مَا يُبْكِيكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ فَقَالَ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) : أَبْكِي مِمَّا يُصْنَعُ بِكُمْ بَعْدِي . فَقُلْتُ وَمَا ذَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) : أَبْكِي مِنْ ضَرْبَتِكَ عَلَى الْقَرْنِ ، وَلَطْمِ فَاطِمَةَ خَدَّهَا ، وَطَعْنَةِ الْحَسَنِ فِي الْفَخِذِ وَالسَّمِّ الَّذِي يُسْقَى ، وَقَتْلِ الْحُسَيْنِ . فَبَكَى أَهْلُ الْبَيْتِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَسَلَّمَ) جَمِيعاً . فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا خَلَقَنَا رَبُّنَا إِلَّا لِلْبَلَاءِ ! قَالَ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) : أَبْشِرْ يَا عَلِيُّ ، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ عَهِدَ إِلَيَّ أَنَّهُ لَا يُحِبُّكَ إِلَّا مُؤْمِنٌ وَلَا يُبْغِضُكَ إِلَّا مُنَافِقٌ‏ .
        المصدر : (البحار : ج28، ص51، عن أمالي الصدوق : ص81.)

        عَنْ الْإِمَامِ الْحَسَنِ الْمُجْتَبَى (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ :
        ... وَأَمَّا أَنْتَ يَا مُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ ، فَإِنَّكَ لِلَّهِ عَدُوٌّ وَلِكِتَابِهِ نَابِذٌ وَلِنَبِيِّهِ مُكَذِّبٌ ، وَأَنْتَ الزَّانِي وَقَدْ وَجَبَ عَلَيْكَ الرَّجْمُ ، وَشَهِدَ عَلَيْكَ الْعُدُولُ الْبَرَرَةُ الْأَتْقِيَاءُ فَأُخِّرَ رَجْمُكَ ، وَدُفِعَ الْحَقُّ بِالْبَاطِلِ وَالصِّدْقُ بِالْأَغَالِيطِ ؛ وَذَلِكَ لِمَا أَعَدَّ اللَّهُ لَكَ مِنَ الْعَذَابِ الْأَلِيمِ ، وَالْخِزْيِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَخْزى‏ . وَأَنْتَ ضَرَبْتَ فَاطِمَةَ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) حَتَّى أَدْمَيْتَهَا وَأَلْقَتْ مَا فِي بَطْنِهَا اسْتِذْلَالًا مِنْكَ لِرَسُولِ اللَّهِ ! وَمُخَالَفَةً مِنْكَ لِأَمْرِهِ وَانْتِهَاكاً لِحُرْمَتِهِ . وَقَدْ قَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) : (أَنْتِ سَيِّدَةُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ) ، وَاللَّهُ مُصَيِّرُكَ إِلَى النَّارِ .
        المصدر : (البحار : ج44، ص83، عن كتاب الاحتجاج.)

        عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنِ الشَّهِيدِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ :
        لَمَّا قُبِضَتْ فَاطِمَةُ (صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِا) ، دَفَنَهَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ) سِرّاً
        وَعَفَا عَلَى مَوْضِعِ قَبْرِهَا ثُمَّ قَامَ فَحَوَّلَ وَجْهَهُ إِلَى قَبْرِ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) فَقَالَ :
        السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ عَنِّي ، وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ عَنِ ابْنَتِكَ وَزَائِرَتِكَ وَالْبَائِتَةِ فِي الثَّرَى بِبُقْعَتِكَ ، وَالْمُخْتَارِ اللَّهُ لَهَا سُرْعَةَ اللِّحَاقِ بِكَ ، قَلَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ عَنْ صَفِيَّتِكَ صَبْرِي وَعَفَا عَنْ سَيِّدَةِ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ تَجَلُّدِي ، إِلَّا أَنَّ لِي فِي التَّأَسِّي بِسُنَّتِكَ فِي فُرْقَتِكَ مَوْضِعَ تَعَزٍّ ، فَلَقَدْ وَسَّدْتُكَ فِي مَلْحُودَةِ قَبْرِكَ وَفَاضَتْ نَفْسُكَ بَيْنَ نَحْرِي وَصَدْرِي ، بَلَى ! وَفِي كِتَابِ اللَّهِ لِي أَنْعَمُ الْقَبُولِ ، إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ .
        قَدِ اسْتُرْجِعَتِ الْوَدِيعَةُ ، وَأُخِذَتِ الرَّهِينَةُ ، وَأُخْلِسَتِ الزَّهْرَاءُ ، فَمَا أَقْبَحَ الْخَضْرَاءَ وَالْغَبْرَاءَ .
        يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَمَّا حُزْنِي فَسَرْمَدٌ ، وَأَمَّا لَيْلِي فَمُسَهَّدٌ وَهَمٌّ لَا يَبْرَحُ مِنْ قَلْبِي ، أَوْ يَخْتَارَ اللَّهُ لِي دَارَكَ الَّتِي أَنْتَ فِيهَا مُقِيمٌ ، كَمَدٌ مُقَيِّحٌ وَهَمٌّ مُهَيِّجٌ سَرْعَانَ مَا فَرَّقَ بَيْنَنَا وَإِلَى اللَّهِ أَشْكُو .
        وَسَتُنْبِئُكَ ابْنَتُكَ بِتَظَافُرِ أُمَّتِكَ عَلَى هَضْمِهَا فَأَحْفِهَا السُّؤَالَ وَاسْتَخْبِرْهَا الْحَالَ ، فَكَمْ مِنْ غَلِيلٍ مُعْتَلِجٍ بِصَدْرِهَا لَمْ تَجِدْ إِلَى بَثِّهِ سَبِيلًا ، وَسَتَقُولُ وَيَحْكُمُ اللَّهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ .
        سَلَامَ مُوَدِّعٍ لَا قَالٍ وَلَا سَئِمٍ ، فَإِنْ أَنْصَرِفْ فَلَا عَنْ مَلَالَةٍ وَإِنْ أُقِمْ فَلَا عَنْ سُوءِ ظَنٍّ بِمَا وَعَدَ اللَّهُ الصَّابِرِينَ .
        وَاهَ وَاهاً وَالصَّبْرُ أَيْمَنُ وَأَجْمَلُ ، وَلَوْ لَا غَلَبَةُ الْمُسْتَوْلِينَ لَجَعَلْتُ الْمُقَامَ وَاللَّبْثَ لِزَاماً مَعْكُوفاً ، وَلَأَعْوَلْتُ إِعْوَالَ الثَّكْلَى عَلَى جَلِيلِ الرَّزِيَّةِ .
        فَبِعَيْنِ اللَّهِ تُدْفَنُ ابْنَتُكَ سِرّاً وَتُهْضَمُ حَقَّهَا وَتُمْنَعُ إِرْثَهَا ، وَلَمْ يَتَبَاعَدِ الْعَهْدُ وَلَمْ يَخْلَقْ مِنْكَ الذِّكْرُ وَإِلَى اللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ الْمُشْتَكَى ، وَفِيكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَحْسَنُ الْعَزَاءِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ وَعَلَيْهَا السَّلَامُ وَالرِّضْوَانُ .
        المصدر : (البحار : ج43، ص193، عن الكافي : ج1، ص458.)

        عَنْ الْإِمَامِ الصَّادِقِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ :
        لَمَّا أُسْرِيَ بِالنَّبِيِّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) إِلَى السَّمَاءِ ، قِيلَ لَهُ : إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَخْتَبِرُكَ فِي ثَلَاثٍ لِيَنْظُرَ كَيْفَ صَبْرُكَ . قَالَ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) : أُسَلِّمُ لِأَمْرِكَ يَا رَبِّ وَلَا قُوَّةَ لِي عَلَى الصَّبْرِ إِلَّا بِكَ ، فَمَا هُنَّ ؟ فَقِيلَ لَهُ : أَوَّلُهُنَّ ، الْجُوعُ وَالْأَثَرَةُ عَلَى نَفْسِكَ وَعَلَى أَهْلِكَ لِأَهْلِ الْحَاجَةِ . قَالَ قَبِلْتُ يَا رَبِّ وَرَضِيتُ وَسَلَّمْتُ وَمِنْكَ التَّوْفِيقُ وَالصَّبْرُ . وَأَمَّا الثَّانِيَةُ ، فَالتَّكْذِيبُ وَالْخَوْفُ الشَّدِيدُ ، وَبَذْلُكَ مُهْجَتَكَ فِي مُحَارَبَةِ أَهْلِ الْكُفْرِ بِمَالِكَ وَنَفْسِكَ وَالصَّبْرُ عَلَى مَا يُصِيبُكَ مِنْهُمْ مِنَ الْأَذَى وَمِنْ أَهْلِ النِّفَاقِ وَالْأَلَمِ فِي الْحَرْبِ وَالْجِرَاحِ . قَالَ قَبِلْتُ يَا رَبِّ وَرَضِيتُ وَسَلَّمْتُ وَمِنْكَ التَّوْفِيقُ وَالصَّبْرُ . وَأَمَّا الثَّالِثَةُ ، فَمَا يَلْقَى أَهْلُ بَيْتِكَ مِنْ بَعْدِكَ مِنَ الْقَتْلِ ، أَمَّا أَخُوكَ عَلِيٌّ فَيَلْقَى مِنْ أُمَّتِكَ الشَّتْمَ وَالتَّعْنِيفَ وَالتَّوْبِيخَ وَالْحِرْمَانَ وَالْجَحْدَ وَالظُّلْمَ وَآخِرُ ذَلِكَ الْقَتْلُ . فَقَالَ يَا رَبِّ قَبِلْتُ وَرَضِيتُ وَمِنْكَ التَّوْفِيقُ وَالصَّبْرُ . وَأَمَّا ابْنَتُكَ فَتُظْلَمُ وَتُحْرَمُ وَيُؤْخَذُ حَقُّهَا غَصْباً الَّذِي تَجْعَلُهُ لَهَا ، وَتُضْرَبُ وَهِيَ حَامِلٌ وَيُدْخَلُ عَلَيْهَا وَعَلَى حَرِيمِهَا وَمَنْزِلِهَا بِغَيْرِ إِذْنٍ ، ثُمَّ يَمَسُّهَا هَوَانٌ وَذُلٌّ ، ثُمَّ لَا تَجِدُ مَانِعاً وَتَطْرَحُ مَا فِي بَطْنِهَا مِنَ الضَّرْبِ وَتَمُوتُ مِنْ ذَلِكَ الضَّرْبِ . قُلْتُ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ! قَبِلْتُ يَا رَبِّ وَسَلَّمْتُ وَمِنْكَ التَّوْفِيقُ وَالصَّبْرُ . وَيَكُونُ لَهَا مِنْ أَخِيكَ ابْنَانِ ، يُقْتَلُ أَحَدُهُمَا غَدْراً وَيُسْلَبُ وَيُطْعَنُ تَفْعَلُ بِهِ ذَلِكَ أُمَّتُكَ . قُلْتُ يَا رَبِّ قَبِلْتُ وَسَلَّمْتُ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ وَمِنْكَ التَّوْفِيقُ لِلصَّبْرِ ...
        المصدر : (كاملُ الزّياراتِ لإبنِ قولويه : ص332.)

        عَنْ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ (عَلَيْهِمَا السَّلَامُ) قَالَ :
        ... أَلَا إِنَّ فَاطِمَةَ بَابُهَا بَابِي وَبَيْتُهَا بَيْتِي فَمَنْ هَتَكَهُ فَقَدْ هَتَكَ حِجَابَ اللَّهِ قَالَ عِيسَى فَبَكَى أَبُو الْحَسَنِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) طَوِيلًا وَقَطَعَ بَقِيَّةَ كَلَامِهِ‏ وَقَالَ : (هُتِكَ وَاللَّهِ حِجَابُ اللَّهِ ! هُتِكَ وَاللَّهِ حِجَابُ اللَّهِ ! هُتِكَ وَاللَّهِ حِجَابُ اللَّهِ ! يَا أُمَّهْ‏ يَا أُمَّهْ‏ يَا أُمَّهْ‏) .
        المصدر : (البحار : ج22، ص477، عن كتاب الطُّرف للسيد علي بن طاووس.)

        عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَكْرٍ الْأَرَّجَانِيِّ قَالَ :
        صَحِبْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) فِي طَرِيقِ مَكَّةَ مِنَ الْمَدِينَةِ ، فَنَزَلْنَا مَنْزِلًا يُقَالُ لَهُ عُسْفَانُ ، ثُمَّ مَرَرْنَا بِجَبَلٍ أَسْوَدَ عَنْ يَسَارِ الطَّرِيقِ مُوحِشٍ ، فَقُلْتُ لَهُ : يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ ، مَا أَوْحَشَ هَذَا الْجَبَلَ ، مَا رَأَيْتُ فِي الطَّرِيقِ مِثْلَ هَذَا ! فَقَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) لِي : يَا ابْنَ بَكْرٍ أَتَدْرِي أَيُّ جَبَلٍ هَذَا ؟ قُلْتُ لَا . قَالَ : هَذَا جَبَلٌ يُقَالُ لَهُ الْكَمَدُ ، وَهُوَ عَلَى وَادٍ مِنْ أَوْدِيَةِ جَهَنَّمَ ، وَفِيهِ قَتَلَةُ أَبِيَ الْحُسَيْنِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) ، اسْتَوْدَعَهُمْ فِيهِ ، تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ مِيَاهُ جَهَنَّمَ مِنَ الْغِسْلِينِ وَالصَّدِيدِ وَالْحَمِيمِ ، وَمَا يَخْرُجُ مِنْ جُبِّ الْجَوِي وَمَا يَخْرُجُ مِنَ الْفَلَقِ مِنْ أَثَامٍ ، وَمَا يَخْرُجُ مِنْ طِينَةِ الْخَبَالِ ، وَمَا يَخْرُجُ مِنْ جَهَنَّمَ وَمَا يَخْرُجُ مِنْ لَظَى وَمِنَ الْحُطَمَةِ ، وَمَا يَخْرُجُ مِنْ سَقَرَ وَمَا يَخْرُجُ مِنَ الْحَمِيمِ وَمَا يَخْرُجُ مِنَ الْهَاوِيَةِ وَمَا يَخْرُجُ مِنَ السَّعِيرِ ، وَمَا مَرَرْتُ بِهَذَا الْجَبَلِ فِي سَفَرِي فَوَقَفْتُ بِهِ إِلَّا رَأَيْتُهُمَا يَسْتَغِيثَانِ إِلَيَّ ! وَإِنِّي لَأَنْظُرُ إِلَى قَتَلَةِ أَبِي وَأَقُولُ لَهُمَا : (إِنَّمَا هَؤُلَاءِ فَعَلُوا مَا أَسَّسْتُمَا لَمْ تَرْحَمُونَا إِذْ وُلِّيتُمْ ، وَقَتَلْتُمُونَا وَحَرَمْتُمُونَا وَوَثَبْتُمْ عَلَى قَتْلِنَا ، وَاسْتَبْدَدْتُمْ بِالْأَمْرِ دُونَنَا فَلَا رَحِمَ اللَّهُ مَنْ يَرْحَمُكُمَا ، ذُوقَا وَبَالَ مَا قَدَّمْتُمَا وَمَا اللَّهُ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ) . وَأَشَدُّهُمَا تَضَرُّعاً وَاسْتِكَانَةً الثَّانِي فَرُبَّمَا وَقَفْتُ عَلَيْهِمَا لِيَتَسَلَّى عَنِّي بَعْضُ مَا فِي قَلْبِي ، وَرُبَّمَا طَوَيْتُ الْجَبَلَ الَّذِي هُمَا فِيهِ وَهُوَ جَبَلُ الْكَمَدِ . فَقُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ فَإِذَا طَوَيْتَ الْجَبَلَ فَمَا تَسْمَعُ ؟ قَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : أَسْمَعُ أَصْوَاتَهُمَا يُنَادِيَانِ (عَرِّجْ عَلَيْنَا نُكَلِّمْكَ فَإِنَّا نَتُوبُ) وَأَسْمَعُ مِنَ الْجَبَلِ صَارِخاً يَصْرُخُ بِي : (أَجِبْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا اخْسَؤُا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ) . قُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ وَمَنْ مَعَهُمْ ؟ قَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : كُلُّ فِرْعَوْنٍ عَتَا عَلَى اللَّهِ وَحَكَى اللَّهُ عَنْهُ فِعَالَهُ ، وَكُلُّ مَنْ عَلَّمَ الْعِبَادَ الْكُفْرَ . فَقُلْتُ مَنْ هُمْ ؟ قَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : نَحْوُ بُولِسَ الَّذِي عَلَّمَ الْيَهُودَ أَنَّ يَدَ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ ، وَنَحْوُ نَسْطُورَ الَّذِي عَلَّمَ النَّصَارَى أَنَّ عِيسَى الْمَسِيحَ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَ لَهُمْ هُمْ ثَلَاثَةٌ ، وَنَحْوُ فِرْعَوْنِ مُوسَى الَّذِي قَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلىَ ، وَنَحْوُ نُمْرُودَ الَّذِي قَالَ قَهَرْتُ أَهْلَ الْأَرْضِ وَقَتَلْتُ مَنْ فِي السَّمَاءِ ، وَقَاتِلِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) وَقَاتِلِ فَاطِمَةَ وَمُحَسِّنٍ (عَلَيْهِمَا السَّلَامُ) وَقَاتِلِ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ (عَلَيْهِمَا السَّلَامُ) .
        المصدر : (كاملُ الزّياراتِ لإبنِ قولويه : ص326.)
        ورواهُ الشّيخُ المُفيد في الإختصاصِ : ص343.

        عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ :
        قَالَ (عمر بن الخطاب عليه لعائن الله) : إِنْ لَمْ يَخْرُجْ جِئْتُ بِالْحَطَبِ الْجَزْلِ وَأَضْرَمْتُهَا نَاراً عَلَى أَهْلِ هَذَا الْبَيْتِ وَأُحْرِقُ مَنْ فِيهِ ، أَوْ يُقَادَ عَلِيٌّ إِلَى الْبَيْعَةِ ، وَأَخَذْتُ سَوْطَ قُنْفُذٍ فَضَرَبْتُ‏ وَقُلْتُ لِخَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ : أَنْتَ وَرِجَالُنَا هَلُمُّوا فِي جَمْعِ الْحَطَبِ ، فَقُلْتُ : إِنِّي مُضْرِمُهَا . فَقَالَتْ : يَا عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّ رَسُولِهِ وَعَدُوَّ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ! فَضَرَبَتْ فَاطِمَةُ يَدَيْهَا مِنَ الْبَابِ تَمْنَعُنِي مِنْ فَتْحِهِ ، فَرُمْتُهُ فَتَصَعَّبَ عَلَيَّ فَضَرَبْتُ كَفَّيْهَا بِالسَّوْطِ فَأَلَّمَهَا ، فَسَمِعْتُ لَهَا زَفِيراً وَبُكَاءً ، فَكِدْتُ أَنْ أَلِينَ وَأَنْقَلِبَ عَنِ الْبَابِ فَذَكَرْتُ أَحْقَادَ عَلِيٍّ وَوُلُوعَهُ فِي دِمَاءِ صَنَادِيدِ الْعَرَبِ ، وَكَيْدَ مُحَمَّدٍ وَسِحْرَهُ . فَرَكَلْتُ‏ الْبَابَ وَقَدْ أَلْصَقَتْ أَحْشَاءَهَا بِالْبَابِ تَتْرُسُهُ ، وَسَمِعْتُهَا وَقَدْ صَرَخَتْ صَرْخَةً حَسِبْتُهَا قَدْ جَعَلَتْ أَعْلَى الْمَدِينَةِ أَسْفَلَهَا ، وَقَالَتْ : يَا أَبَتَاهْ ! يَا رَسُولَ اللَّهِ ! هَكَذَا كَانَ يُفْعَلُ بِحَبِيبَتِكَ وَابْنَتِكَ ، آهِ يَا فِضَّةُ ! إِلَيْكِ فَخُذِينِي فَقَدْ وَاللَّهِ قُتِلَ مَا فِي أَحْشَائِي مِنْ حَمْلٍ ، وَسَمِعْتُهَا تَمْخَضُ‏ وَهِيَ مُسْتَنِدَةٌ إِلَى الْجِدَارِ ، فَدَفَعْتُ الْبَابَ وَدَخَلْتُ فَأَقْبَلَتْ إِلَيَّ بِوَجْهٍ أَغْشَى بَصَرِي ، فَصَفَقْتُ صَفْقَةً عَلَى خَدَّيْهَا مِنْ ظَاهِرِ الْخِمَارِ فَانْقَطَعَ قُرْطُهَا وَتَنَاثَرَتْ إِلَى الْأَرْضِ ، وَخَرَجَ عَلِيٌّ فَلَمَّا أَحْسَسْتُ بِهِ أَسْرَعْتُ إِلَى خَارِجِ الدَّارِ ...
        المصدر : (البحار : ج30، ص293.)

        فَأَقَامَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) وَمَنْ مَعَهُ مِنْ شِيعَتِهِ فِي مَنَازِلِهِمْ بِمَا عَهِدَهُ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) ، فَوَجَّهُوا إِلَى مَنْزِلِهِ فَهَجَمُوا عَلَيْهِ وَأَحْرَقُوا بَابَهُ وَاسْتَخْرَجُوهُ مِنْهُ كَرْهاً وَضَغَطُوا سَيِّدَةَ النِّسَاءِ بِالْبَابِ حَتَّى أَسْقَطَتْ مُحَسِّناً ، وَأَخَذُوهُ‏ بِالْبَيْعَةِ فَامْتَنَعَ وَقَالَ : لَا أَفْعَلُ ! فَقَالُوا : نَقْتُلُكَ ! فَقَالَ : إِنْ تَقْتُلُونِي فَإِنِّي عَبْدُ اللَّهِ وَأَخُو رَسُولِهِ . وَبَسَطُوا يَدَهُ فَقَبَضَهَا وَعَسُرَ عَلَيْهِمْ فَتْحُهَا فَمَسَحُوا عَلَيْهِ وَهِيَ مَضْمُومَةٌ .
        المصدر : (البحار : ج28، ص308، عن علي بن الحسين في كتاب الوصية.)

        وبعد انتهاء الحادثة والاستحواذ على كرسي الحكم ، جاء أبو بكرٍ وعُمَر يعتذران من فاطمة الزهراء (عليها الصلاة والسلام) ، فقالت لهما :
        أَنْشُدُكُمَا اللَّهَ ، أَتَذْكُرَانِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) اسْتَخْرَجَكُمَا فِي جَوْفِ اللَّيْلِ لِشَيْءٍ كَانَ حَدَثَ مِنْ أَمْرِ عَلِيٍّ ؟ فَقَالا : اللَّهُمَّ نَعَمْ . فَقَالَتْ : أَنْشُدُكُمَا بِاللَّهِ هَلْ سَمِعْتُمَا النَّبِيَّ يَقُولُ : (فَاطِمَةُ بَضْعَةٌ مِنِّي وَأَنَا مِنْهَا ، مَنْ آذَاهَا فَقَدْ آذَانِي وَمَنْ آذَانِي فَقَدْ آذَى اللَّهَ ، وَمَنْ آذَاهَا بَعْدَ مَوْتِي فَكَانَ كَمَنْ آذَاهَا فِي حَيَاتِي ، وَمَنْ آذَاهَا فِي حَيَاتِي كَانَ كَمَنْ آذَاهَا بَعْدَ مَوْتِي) ؟ قَالا : اللَّهُمَّ نَعَمْ . قَالَتِ : الْحَمْدُ لِلَّهِ . ثُمَّ قَالَتِ : اللَّهُمَّ إِنِّي أُشْهِدُكَ فَاشْهَدُوا يَا مَنْ حَضَرَنِي أَنَّهُمَا قَدْ آذَيَانِي فِي حَيَاتِي وَعِنْدَ مَوْتِي ، وَاللَّهِ لَا أُكَلِّمُكُمَا مِنْ رَأْسِي كَلِمَةً حَتَّى أَلْقَى رَبِّي فَأَشْكُوَكُمَا بِمَا صَنَعْتُمَا بِي وَارْتَكَبْتُمَا مِنِّي .
        فَدَعَا أَبُو بَكْرٍ بِالْوَيْلِ وَالثُّبُورِ وَقَالَ (لَيْتَ أُمِّي لَمْ تَلِدْنِي) . فَقَالَ لَهُ عُمَرُ : عَجَباً لِلنَّاسِ كَيْفَ وَلَّوْكَ أُمُورَهُمْ وَأَنْتَ شَيْخٌ قَدْ خَرِفْتَ ! تَجْزَعُ لِغَضَبِ امْرَأَةٍ وَتَفْرَحُ بِرِضَاهَا ، وَمَا لِمَنْ أَغْضَبَ امْرَأَةً ؟ وَقَامَا وَخَرَجَا .
        فَلَمَّا نُعِيَ إِلَى فَاطِمَةَ نَفْسُهَا أَرْسَلَتْ إِلَى أُمِّ أَيْمَنَ ، وَكَانَتْ أَوْثَقَ نِسَائِهَا عِنْدَهَا وَفِي نَفْسِهَا فَقَالَتْ لَهَا : يَا أُمَّ أَيْمَنَ ، إِنَّ نَفْسِي نُعِيَتْ إِلَيَّ فَادْعِي لِي عَلِيّاً ، فَدَعَتْهُ لَهَا فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهَا قَالَتْ لَهُ : يَا ابْنَ الْعَمِّ ، أُرِيدُ أَنْ أُوصِيَكَ بِأَشْيَاءَ فَاحْفَظْهَا عَلَيَّ . فَقَالَ لَهَا (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : قُولِي مَا أَحْبَبْتِ . قَالَتْ (عَلَيْهَا السَّلَامُ) لَهُ : تَزَوَّجْ فُلَانَةَ تَكُونُ لِوُلْدِي مُرَبِّيَةً مِنْ بَعْدِي مِثْلِي ، وَاعْمَلْ نَعْشاً رَأَيْتُ الْمَلَائِكَةَ قَدْ صَوَّرَتْهُ لِي . فَقَالَ لَهَا عَلِيٌّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : أَرِينِي كَيْفَ صُورَتُهُ ؟ فَأَرَتْهُ ذَلِكَ كَمَا وُصِفَ لَهَا وَكَمَا أُمِرَتْ بِهِ . ثُمَّ قَالَتْ (عَلَيْهَا السَّلَامُ) : فَإِذَا أَنَا قَضَيْتُ نَحْبِي فَأَخْرِجْنِي مِنْ سَاعَتِكَ أَيَّ سَاعَةٍ كَانَتْ مِنْ لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ ، وَلَا يَحْضُرَنَّ مِنْ أَعْدَاءِ اللَّهِ وَأَعْدَاءِ رَسُولِهِ لِلصَّلَاةِ عَلَيَّ أَحَدٌ . قَالَ عَلِيٌّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : أَفْعَلُ . فَلَمَّا قَضَتْ نَحْبَهَا (عَلَيْهَا السَّلَامُ) وَهُمْ فِي ذَلِكَ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ ، أَخَذَ عَلِيٌّ فِي جَهَازِهَا مِنْ سَاعَتِهِ كَمَا أَوْصَتْهُ ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ جَهَازِهَا أَخْرَجَ عَلَى الْجَنَازَةِ وَأَشْعَلَ النَّارَ فِي جَرِيدِ النَّخْلِ وَمَشَى مَعَ الْجَنَازَةِ بِالنَّارِ حَتَّى صَلَّى عَلَيْهَا وَدَفَنَهَا لَيْلًا .
        المصدر : (علل الشرائع : ج1، ص187.)
        جميع هذه الروايات ليست من كتاب سليم بن قيس الهلالي

        تعليق

        المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
        حفظ-تلقائي
        Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
        x
        يعمل...
        X