علي الاكبر ومحبيه
:::::::::::::::::::::
دخل الرسول الأعظم (صلّى الله عليه وآله) يثرب التي نارت به وتنوّرت بوجوده، فأضحت تدعى (المدينة المنوّرة).
وعاش الرسول (صلّى الله عليه وآله) معهم حتّى ألفوه، وما أن رحل عنهم منتقلاً إلى الرفيق الأعلى حتّى اتّخذوا من سبطيه الحسنين (عليهما السّلام) عوضاً عن صورته وأخلاقه الخلاّقة؛ فهم ينظرون إلى الحسن والحسين (عليهما السّلام) فيتذكّرون بهما رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ذلك المنقذ العملاق، سيد المُحرّرين من شتى أشكال العبوديات.
وبعد أن ولد علي الأكبر وتسلّق السنوات، فشبَّ فتىً هاشميّاً محمّديّاً، وظهرت عليه مجمل خصائص النبي (صلّى الله عليه وآله) حتّى راحوا يتشوقون إليه؛ ليستمدوا من ملامحه وشمائله، ومعانيه وجماله ذكرى الرسول (صلّى الله عليه وآله) وذكرياتهم الماضية مع رسولهم الهادي؛ فعلي الأكبر يعكس لهم الصورة الحيوية لسيّد البشرية الراحل؛ فهو صورة طبق الأصل كما تبدو لناظريهم، وبرؤية واضحة ليست غامضة.
وقد روي أنهم إذا اشتاقوا للنظر [إلى] رسول الله (صلّى الله عليه وآله) طفقوا إلى عليّ الأكبر يزورونه ويتزوّدون من طلعته البهية، بحيث أنّ هذا الانعكاس الحيوي للصورة النبوية المقدّسة أقرّها والده الحسين (عليه السّلام)، وهو إذا اشتاق لجدّه (صلّى الله عليه وآله) تطلع إلى ولده.
على أنّ عواطف أهل المدينة وأشواقهم لنبيهم وأهل بيته كانت تقابل بالتجاوب طبعاً، فلم يضن عليهم عليُّ الأكبر بلقاء أو مجالسة في المدينة وأحيائها، أو داخل المسجد النبوي الشريف، أو في بيته الخاص؛ إذ روي أن الإمام الحسين (عليه السّلام) أفرد له بيتاً مستقلاً خاصاً به، فأخذ يستقبل المحبّين، معرباً عن خاصية الكرم، ومترجماً عملياً موقفه من الضيافة.
فمن الناس مَن يفد عليه للتحدّث إليه والتعلم بين يديه، ومن الناس من يزوره نوالاً لجوده وعطاء يده الكريمة، فضلاً عمّا يهدفون إليه من التزوّد من ذكريات الماضي المجيد ويوميات الرسالة والرسول الذي تتجلّى معالمه على سليله علي (عليه السّلام).
كان يؤم داره اُناس من جميع الطبقات والمستويات لا سيما الفقراء. كانت داره عبارة عن منتدىً ثقافي للوفود، ومنتجع للكرم والجود.
أمّا الشعراء فلم تفتهم الفرصة لدخول بيت كرمهِ من باب جوده وعلو شرفه
حتّى وصفه أحدهم فقال عنه:
لم ترَ عينٌ نظرت مثلَهُ
من محتفٍ يمشي ومن ناعلِ
يغلي بنيّ اللحمِ حتّى إذا
أنضجَ لم يغلُ على الآكلِ
كان إذا شبّت له نارُهُ
أوقدها بالشرف القابلِ
كيما يراها بائسٌ مرملٌ
أو فردُ حيٍّ ليس بالآهلِ
أعني ابنَ ليلى ذا السّدى والندى
أعني ابنَ بنت الحسب الفاضلِ
لا يؤثر الدنيا على دينه
ولا يبيع الحقَّ بالباطلِ
:::::::::::::::::::::
دخل الرسول الأعظم (صلّى الله عليه وآله) يثرب التي نارت به وتنوّرت بوجوده، فأضحت تدعى (المدينة المنوّرة).
وعاش الرسول (صلّى الله عليه وآله) معهم حتّى ألفوه، وما أن رحل عنهم منتقلاً إلى الرفيق الأعلى حتّى اتّخذوا من سبطيه الحسنين (عليهما السّلام) عوضاً عن صورته وأخلاقه الخلاّقة؛ فهم ينظرون إلى الحسن والحسين (عليهما السّلام) فيتذكّرون بهما رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ذلك المنقذ العملاق، سيد المُحرّرين من شتى أشكال العبوديات.
وبعد أن ولد علي الأكبر وتسلّق السنوات، فشبَّ فتىً هاشميّاً محمّديّاً، وظهرت عليه مجمل خصائص النبي (صلّى الله عليه وآله) حتّى راحوا يتشوقون إليه؛ ليستمدوا من ملامحه وشمائله، ومعانيه وجماله ذكرى الرسول (صلّى الله عليه وآله) وذكرياتهم الماضية مع رسولهم الهادي؛ فعلي الأكبر يعكس لهم الصورة الحيوية لسيّد البشرية الراحل؛ فهو صورة طبق الأصل كما تبدو لناظريهم، وبرؤية واضحة ليست غامضة.
وقد روي أنهم إذا اشتاقوا للنظر [إلى] رسول الله (صلّى الله عليه وآله) طفقوا إلى عليّ الأكبر يزورونه ويتزوّدون من طلعته البهية، بحيث أنّ هذا الانعكاس الحيوي للصورة النبوية المقدّسة أقرّها والده الحسين (عليه السّلام)، وهو إذا اشتاق لجدّه (صلّى الله عليه وآله) تطلع إلى ولده.
على أنّ عواطف أهل المدينة وأشواقهم لنبيهم وأهل بيته كانت تقابل بالتجاوب طبعاً، فلم يضن عليهم عليُّ الأكبر بلقاء أو مجالسة في المدينة وأحيائها، أو داخل المسجد النبوي الشريف، أو في بيته الخاص؛ إذ روي أن الإمام الحسين (عليه السّلام) أفرد له بيتاً مستقلاً خاصاً به، فأخذ يستقبل المحبّين، معرباً عن خاصية الكرم، ومترجماً عملياً موقفه من الضيافة.
فمن الناس مَن يفد عليه للتحدّث إليه والتعلم بين يديه، ومن الناس من يزوره نوالاً لجوده وعطاء يده الكريمة، فضلاً عمّا يهدفون إليه من التزوّد من ذكريات الماضي المجيد ويوميات الرسالة والرسول الذي تتجلّى معالمه على سليله علي (عليه السّلام).
كان يؤم داره اُناس من جميع الطبقات والمستويات لا سيما الفقراء. كانت داره عبارة عن منتدىً ثقافي للوفود، ومنتجع للكرم والجود.
أمّا الشعراء فلم تفتهم الفرصة لدخول بيت كرمهِ من باب جوده وعلو شرفه
حتّى وصفه أحدهم فقال عنه:
لم ترَ عينٌ نظرت مثلَهُ
من محتفٍ يمشي ومن ناعلِ
يغلي بنيّ اللحمِ حتّى إذا
أنضجَ لم يغلُ على الآكلِ
كان إذا شبّت له نارُهُ
أوقدها بالشرف القابلِ
كيما يراها بائسٌ مرملٌ
أو فردُ حيٍّ ليس بالآهلِ
أعني ابنَ ليلى ذا السّدى والندى
أعني ابنَ بنت الحسب الفاضلِ
لا يؤثر الدنيا على دينه
ولا يبيع الحقَّ بالباطلِ
تعليق