الإمامة والعصمة في الإسلام ـ وهي الفكرة التي أردت أن أتحدث لكم عنها في هذه الليلة المباركة ، فكرة عريقة في القدم ، عريقة في الاصالة ، ارتبطت بالعقيدة ، وبالنظام وبالنهج ، ارتباطاً قوياً مكيناً ، حتى لا يمكن التفكيك ولا يمكن الفصل ، وكيف يمكن فصل جزء من كله ؟ .
وأقول : كيف يمكن أن ينفك أو يفصل جزء من كله ، ولا أعني الأجزاء التي يمكن الاستغناء عنها في بناء المركّبات ، فقد قلت : إنها مرتبطة بالعقيدة وبالنظام وبالمنهج ، وأجزاء العقيدة والنظام والمنهج أجزاء مقوّمة لا يمكن الاستغناء عنها أبداً ، وسأوضح أبعاد قولي هذا في غضون الحديث ـ إن شاء الله ( تعالى ) ـ .
ارتبطت بعقيدة الإسلام ، وبنظامه ومنهجه في الحياة ، وفي علاج المشكلات منذ أول نزوله من السماء في صوره الأولى على الأنبياء السالفين ( ع ) .
والإسلام هو الدين الذي أرسل به جميع الأنبياء سالفهم وخالفهم ، فهو الّدين الذي أرسل به أوّل رسول ، وأنزل به أول كتاب ، ووضعت له أولى شريعة .
وهو الدين الذي تتابع عليه الأنبياء ( صلوات الله عليهم ) ، واتفقت عليه دعواتهم ، وبذل في بلاغة جهدهم .
فكانت الإمامة والعصمة جزءاً لا ينفصل من دعوة الإسلام في تأريخها المديد الناصع ، فلابد من الإمامة ، ولابد من العصمة في دور كل نبيّ وكلّ دعوة ، ولابد من إمام معصوم يتلقّى العهد من الله والنصّ من الرسول ، والأدلة اليقينية التي تثبت لنا وجوب الإمامة ووجوب العصمة بعد الرسول الأعظم ( ص ) تثبت لنا ـ بذاتها ـ وجوب الإمامة ، ووجوب العصمة في كلّ دور ، وبعد كلّ رسول .
فهي فكرة الإسلام في كل نشأته وفي كل دعواته ، وان اختص بها مذهب أهل البيت ( عليهم السلام ) في ظاهر الحال .
وليست هذه أول شيء اختص به مذهب الطاهرين ( ع ) ، من فِكَر الإسلام ، وهذا أحد بواعث فخاره .
يتبع
تعليق