للفعل (فطَـرَ يفطُـرُ فَطْـرًا) معانٍ؛ أشهرها معنيان:
الأول:بمعنى خلق وأوجدَ على غير مثال سبق، والفاطِر: اسم من أسماء الله الحسنى، وبه سُمّيت سورة من سور القرآن، ومعناه: الخالق المُوجِد المُبدِع على غير مثال سابق، ومن ذلك قوله تعالى: (الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ) فاطر/1، ومنه قوله تعالى: (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ) الروم/30.
والآخر:فطَرَ الشيءَ يَفْطُرُه فَطْراً: شَقَّه، فانْفَطَر، والفَطْر: الشَّقّ، وجمعه: فُطُور (بضم أوله وثانيه)، وفي التنزيل العزيز: (الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا ۖ مَّا تَرَىٰ فِي خَلْقِ الرَّحْمَٰنِ مِن تَفَاوُتٍ ۖ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَىٰ مِن فُطُورٍ) الملك/3، أي: هل ترى في السماوات شقوقًا وصُدوعًا؟!
وأَنشد ثعلب قول الشاعر:
شَقَقْتِ القلبَ ثم ذَرَرْتِ فيه ** هواكِ فَلِيمَ فالتَأَمَ الفُطُورُ
أي: فالتأم ما كان في القلب من شقوق وصدوع.
وأَصل الفَطْر الشق. وفطَّرَه: شقه، وتَفَطَّرَ الشيءُ: تشقق.
أما فَطُـور (بفتح فضم) فهو كل ما يفطر عليه الصائم من تمر ونحوه، وما يفطر عليه المُفْطر في الصباح. وهذا الوزن (فَعُول) في الأصل لأسماء الذوات؛ نحو (سَحُور، وبَخُور، ووَقُود، ووَضُوء)، ثم نُقل للمبالغة نحو (غَفور وشَكور ووَدود) فلزِم الإفراد والتذكير إلماحًا إلى أصله الذي نقل منه.
وأما إفطار فمصدر (أفطرَ يُفطِر) أي تناول الفَطُور.
فعلينا إذن أن نتنبه إلى تلك الفروق فلا نخلط بين (فطَر يَفْطُر وأفطر يُفْطِر)، (وفاطر ومُفطِر)، و (فَطُور وفُطُور).
بقلم د. محروس بريك
تعليق