إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ما مصير "إطاعة الرسول والإمام" في زمان الغيبة؟

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ما مصير "إطاعة الرسول والإمام" في زمان الغيبة؟


    بـسـم الله الـرحـمـٰن الـرحـيـم

    اللهم صل على محمد وآل محمد
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    🔸لو فَهِم الناس مسألة الطاعة والمعصية فهْمًا صحيحًا لشكّلَ "تنفيذُ الأوامر" حقًّا أكبر شاغل مُمتع للإنسان، بل الشاغل الممتع الوحيد له. أي سيكون شغل الإنسان الشاغل أو أنسُه في الحياة هو تساؤلاته: "الآن ما هي الأوامر؟ أَنَفّذتُ الأوامرَ أم لا؟"

    🔸إن لموضوع الطاعة والمعصية من الجاذبية ما يجعل الإنسان مُولَعًا به متوَلِّهًا بالأوامر؛ بالضبط كالمُقامِر الذي يكون للفوز عنده من السِحْر ما يجعله مستعدًّا لخسران كلِّ مالِه في سبيله! أو كمُدمِني الألعاب الإلكترونية إذ أنها تشغَلُهم وتُلهيهم إلى درجة أنهم ينسون معها كل شيء ويقضون معها كل أوقاتهم.

    🔸إنه ليتعيَّن حقًّا النظر إلى موضوع الطاعة والمعصية "كأكبر شاغل" للإنسان. وهل من المعقول أن يكون هذا الموضوع محور القرآن الكريم ثم يكون قليل اللذة والإثارة للناس؟! كل ما في الأمر أن جاذبية الطاعة والمعصية ليست واضحة كل الوضوح، وهي لا تُدرَك ابتداءً؛ بل – على العكس – قد تبدو في البداية مُرّة ومدعاةً لفرار الناس منها.

    🔸إنْ أحببنا أن نجعلَ من "الذنب" موضوعًا مُهمًّا عندنا فمن الواجب علينا، قبل ذلك، أن نحوّل موضوعَ "الأمر" لدينا إلى موضوع ذي أهمية. وإنّ مَن يكون طالبَ منفعة، ومُمنهِجًا لحياته، وأهلَ منافَسة، ويُقرّ بقيود الدنيا، ويؤمن بعالم الآخرة والمعاد يكون على استعداد كبير لامتثال الأوامر. على سبيل المثال إنّ الملتفِت إلى أنّ في الدنيا أخطارًا كثيرة تتهدّدُه وأنها أشبه بحقل الألغام، من الطبيعي أن يطيع أوامرَ مَن يريد أن يجتاز به هذه المخاطر.

    🔸وصَلنا في بحثنا في المحاضرات الفائتة إلى أن الإنسان، بدافع طلبه للمنفعة، يفتش عن منهاج يُعِينُه على بلوغ أفضل منافعه وأسماها في هذه الدنيا المليئة بالأخطار والمعضلات، وإن أعلى منفعة للإنسان هو الله نفسُه. حينذاك سيكون هذا الإنسان مستعدًّا لامتثال الأوامر، ومن ثم يصبح "عاشقًا" أيضًا بشكل تدريجي.

    🔸نريد أولًا أن نُقنع الشخص بامتثال الأوامر، حتى إذا اقتنع بذلك صارَ هو مُحِبًا للأوامر. وإنما سيحب الأوامر إذا استيقظ في داخله "حسُّ العبادة"! إذ من الطبيعي أن يأخذ الإنسان بالتفتيش عن الأوامر إذا استيقظ فيه هذا الحس؛ أي إن هذا الإنسان نفسَه، الذي كان يحب أن يفعل ما يحلو له انقيادًا لهواه، بل وكان حاضرًا لأن يفرّط بمنافعه كي لا يمتثل الأوامر، صارَ - أولًا - مستعدًّا لطاعة الأوامر حفظًا لمنافعه. ثانياً حينما استيقظ حسّ العبادة في داخله صار هو محبًّا لأوامر الله، قائلًا: "إلهي، مُرْني؛ فأمرُك هو الهواءُ الذي أتنفّسُه، والحبّ (الذي أحيا به)...".

    🔸فإنْ تولّدَ هذا الحس الجميل (حس العبادة) في الإنسان، ومن أجل ترسيخه في أعماقه نقول له: "إنك إن لم تعبد الله، عبدتَ غيره!" إن أبغضَ الأمور هي أن يعبد المرءُ غيرَ الله، وهذا أمر لا مَفَرّ منه بالنسبة إلى من ليس هو عبدًا لله؛ أي إن من لا يعبد الله عز وجل سيعبد غير الله حتمًا. والمؤسِف أن هذا الموضوع البالغ الحساسية مفقود في مناهجنا لتعليم الدين.

    🔸نحن نظن أنه ثمة طائفة من الناس عبيدٌ لله، وطائفة أخرى ليسوا عبيدًا له ولا يعبدون شيئًا قط! والحال أن الطائفة الثانية يعبدون إبليس والطاغوت، أي إنهم "عَبَدة الطاغوت". والعبودية للطاغوت هي أن يكون المرء عبدَ مَن يجورُ عليه!

    🔸العابد لله تعالى إذا هدّدَه اللهُ بالنار لجأ إلى الله نفسِه فرارًا من عذابه؛ أي إنه سيتوجه إلى الله أكثر بدلًا من أن يفر منه. وماذا يصنع عبد الطاغوت؟ حينما يجور عليه الطاغوتُ، والطاغوت مجرم متجبّر، يلتجئ هذا العبد إلى سيده الطاغوت ويلتصق به أكثر قائلًا: "أرجوك أن تخفّف من ظُلمَك لي! ونَهبِك لممتلكاتي!" فكلما تقرّبتَ منه أكثر ازداد نهبًا لممتلكاتك! فأنت تعلم أنه لا شرف له!

    🔸إنك عبدٌ لله سبحانه؛ وإنْ هدّدك الله بنار جهنم لجأتَ إليه هو وناجيتَه. وهناك من هم عَبَدة للطاغوت، عبدة لأمريكا، ولبريطانيا.. إن تُهدِّدْهم أمريكا تراهم يلوذون بها من جديد! وهذا تحديدًا هو ما نسميه عبادة الطاغوت!


    السَّلامُ عَلَى مَحَالِّ مَعْرِفَةِ اللهِ ، وَمَسَاكِنِ بَرَكَةِ اللهِ ، وَمَعَادِنِ حِكْمَةِ اللهِ ، وَحَفَظَةِ سِرِّ اللهِ ، وَحَمَلَةِ كِتَابِ اللهِ ، وَأَوْصِيَاءِ نَبِيِّ اللهِ ، وَذُرِّيَّةِ رَسُولِ اللهِ .
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X