بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة الأبدية على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين اللهم صل على محمد وآل محمد .
بقلوب ملؤها الحزن والأسى نرفع التعازي والمواساة إلى بقية الله في الأرضين الإمام الحجة إبن الحسن المهدي (عليه السلام) وإلى مراجع الدين العظام وإلى الشيعة الكرام بمناسبة وفاة السيدة الطاهرة خديجة الكبرى (عليها السلام) . ووفاءاً لهذه السيدة الجليلة نستذكر بعضا من كراماتها في الدنيا و الآخرة وهي كالتالي :
كراماتها (عليها السلام) في الدنيا :
أولاً : إنها كانت على دين التوحيد : فقيل أنها لم تسجد لصنم قط في حياتها و لم تعبد غير الله وحده لا شريك له ، وكانت على دين ابراهيم الخليل (عليه السلام) .
ثانياً : إنها أول الناس إسلاماً وأقدمهم إيماناً : هي أول القوم إسلاما وإيماناً بعد أمير المؤمنين الإمام علي (عليه السلام) . قال إبن الأثير : (( اختلف العلماء في أول من أسلم مع الاتفاق على أن خديجة أول خلق الله إسلاما )) . (1) .
ثالثاً : إنها من النساء المبشرات بالجنة : روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله أنه قال : (( أمرت ان ابشر خديجة ببيت من قصب لا صخب فيه ولا نصب )) . (2) .
رابعاً : إنها أحد دعامات ثبات الدين الإسلامي : (( وكان لأموال السيدة الطاهرة خديجة بنت خويلد (سلام الله عليها) الأثر البالغ، والركيزة الأولى ، والمنعطف التاريخي الخطير في تثبيت دعائم الإسلام يومذاك وتقويته ، إذ كان الدين الإسلامي برعما ، وفي خطواته الأولى وفي دور التكوين ، وكان بأمس الحاجة إلى المال لتبليغ رسالة السماء وبلوغ هدفه ، فقيض الله سبحانه لخدمة الإسلام السيدة خديجة وأموالها ، وبفضل مالها تحقق الهدف الأول المنشود ، فكان ركنا من أركان الإسلام ، وقد أشار سبحانه وتعالى بهذه الآية خروج النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بأموال خديجة إلى الشام * ( ووجدك عائلا فأغنى) * أغناك بمال خديجة ...... )) . (3) .
خامساً : إنها الزوجة الكفؤة والمناسبة لرسول الله (صلى الله عليه وآله) : ومما يدل على ذلك ما روي : (( ...... قال خويلد : قد رضيت وزوجت خديجة بمحمد على ذلك ...... سمع الناس مناديا ينادي من السماء : إن الله تعالى قد زوج بالطاهر الطاهرة ، وبالصادق الصادقة )) . (4) .
سادساً : إنها حبيبة رسول الله (صلى الله عليه وآله) : لم تكن ام المؤمنين خديجة أحب نساءه إليه ، بل كانت أحب الخلق إليه و أقربهم الى قلبه وأعزهم الى نفسه ، و يشهد لهذا حزنه العظيم على فراقها حين توفيت حتى سمي العام الذي توفيت فيه بعام الحزن .
سابعاً : إنها وعاء للإمامة : فهي الزوجة الوحيدة للنبي التي كان نسله منها بواسطة إبنتهما فاطمة الزهراء (عليها السلام) وقد عبّر رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن السيدة الطاهرة خديجه الكبرى (عليها السلام) عن كونها كذلك بقوله لفاطمة الزهراء (عليها السلام) : (( إن بطن أمك كان للإمامة وعاء )) . (5) .
ثامناً : إنها ممن رأت سيدات نساء الجنة وحضرن لتوليدها : بلغ من علو خديجة الكبرى (عليها السلام) أن كانت سيدات نساء العالم قابلات لها ، فعند ولادتها للصديقة الكبرى فاطمة الزهراء (عليها السلام) أتينها اربع نساء من الجنة وعرفن على أنفسهن وهن السيدة مريم والسيدة آسيا امرأة فرعون وكلثم بنت عمران أخت موسى (عليه السلام) و ساره زوجة ابراهيم (عليه السلام) ، فحضرن كقابلات يلين منها ما تلي النساء من النساء عند الولادة . (6) .
تاسعاً : نسبة الأئمة المعصومين وذريتهم إليها : فقد ورد في مقطع من زيارة وارث للإمام الحسين (عليه السلام) وزيارة ولده علي الأكبر (عليه السلام) ما نصه : ( السلام عليك يا بن خديجة الكبرى ) وهذا المقطع من أقوى ما يستدل به على عظمة ورفعة مقام السيدة الطاهرة خديجه الكبرى (عليها السلام ) ، حيث يجعل من انتماء الامام إليها مدعاة للفخر و الشرف و قسماً من أقسام الفضيلة والمناقب . (7) .
عاشرا : إنها قد كفنت بكفن من الجنة : تولى رسول الله (صلى الله عليه وآله) بنفسه تجهيزها وغسلها وحنطها ، وكفنها بكفنين احدهما رداءه والأخر كفن من الجنة . وقد تولى رسول الله (ص) بنفسه دفنها و أنزلها الى القبر بيده المقدسة . روي أنه لما أراد أن يكفنها هبط الأمين جبرئيل وقال : يا رسول الله إن الله يقرئك السلام ويخصك بالتحية والاكرام ويقول لك : يا محمد إن كفن خديجة وهو من أكفان الجنة أهدى الله إليها فكفنها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بردائه الشريف أولا وبما جاء به جبرئيل ثانيا فكان له كفنان : كفن من الله وكفن من رسول الله )) . (8) .
كراماتها (عليها السلام) في الآخرة :
أولاً : إنها من سيدات أهل الجنة : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : (( أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد ومريم ابنة عمران وآسية امرأة فرعون )) . (9) .
ثانياً : إنها من الشفعاء في يوم الحساب : بعد كل ما تقدم لها من كرامات ومناقب في الدنيا ، من يشك في أنها من الوجهاء و الشفعاء في الآخرة .
----------------------------------
(1) الكامل في التاريخ / ابن الأثير / الجزء 2 / الصفحة 57 .
(2) كشف الغمة / ابن أبي الفتح الإربلي / الجزء 2 / الصفحة 130 .
(3) أم المؤمنين خديجة الطاهرة (ع) / الحاج حسين الشاكري / الصفحة 14 .
(4) بحار الأنوار / العلامة المجلسي / الجزء 16 / الصفحة 70 .
(5) بحار الأنوار / العلامة المجلسي / الجزء 43 / الصفحة 43 .
(6) الأنوار البهية / الشيخ عباس القمي / الصفحة 56 .
(7) لاحظ زيارة وارث / وزيارة النصف من رجب .
(8) شجرة طوبى / الشيخ محمد مهدي الحائري / الجزء 2 / الصفحة 235 .
(9) عمدة القاري / العيني / الجزء 15 / الصفحة 309 .
وبه نستعين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة الأبدية على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين اللهم صل على محمد وآل محمد .
بقلوب ملؤها الحزن والأسى نرفع التعازي والمواساة إلى بقية الله في الأرضين الإمام الحجة إبن الحسن المهدي (عليه السلام) وإلى مراجع الدين العظام وإلى الشيعة الكرام بمناسبة وفاة السيدة الطاهرة خديجة الكبرى (عليها السلام) . ووفاءاً لهذه السيدة الجليلة نستذكر بعضا من كراماتها في الدنيا و الآخرة وهي كالتالي :
كراماتها (عليها السلام) في الدنيا :
أولاً : إنها كانت على دين التوحيد : فقيل أنها لم تسجد لصنم قط في حياتها و لم تعبد غير الله وحده لا شريك له ، وكانت على دين ابراهيم الخليل (عليه السلام) .
ثانياً : إنها أول الناس إسلاماً وأقدمهم إيماناً : هي أول القوم إسلاما وإيماناً بعد أمير المؤمنين الإمام علي (عليه السلام) . قال إبن الأثير : (( اختلف العلماء في أول من أسلم مع الاتفاق على أن خديجة أول خلق الله إسلاما )) . (1) .
ثالثاً : إنها من النساء المبشرات بالجنة : روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله أنه قال : (( أمرت ان ابشر خديجة ببيت من قصب لا صخب فيه ولا نصب )) . (2) .
رابعاً : إنها أحد دعامات ثبات الدين الإسلامي : (( وكان لأموال السيدة الطاهرة خديجة بنت خويلد (سلام الله عليها) الأثر البالغ، والركيزة الأولى ، والمنعطف التاريخي الخطير في تثبيت دعائم الإسلام يومذاك وتقويته ، إذ كان الدين الإسلامي برعما ، وفي خطواته الأولى وفي دور التكوين ، وكان بأمس الحاجة إلى المال لتبليغ رسالة السماء وبلوغ هدفه ، فقيض الله سبحانه لخدمة الإسلام السيدة خديجة وأموالها ، وبفضل مالها تحقق الهدف الأول المنشود ، فكان ركنا من أركان الإسلام ، وقد أشار سبحانه وتعالى بهذه الآية خروج النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بأموال خديجة إلى الشام * ( ووجدك عائلا فأغنى) * أغناك بمال خديجة ...... )) . (3) .
خامساً : إنها الزوجة الكفؤة والمناسبة لرسول الله (صلى الله عليه وآله) : ومما يدل على ذلك ما روي : (( ...... قال خويلد : قد رضيت وزوجت خديجة بمحمد على ذلك ...... سمع الناس مناديا ينادي من السماء : إن الله تعالى قد زوج بالطاهر الطاهرة ، وبالصادق الصادقة )) . (4) .
سادساً : إنها حبيبة رسول الله (صلى الله عليه وآله) : لم تكن ام المؤمنين خديجة أحب نساءه إليه ، بل كانت أحب الخلق إليه و أقربهم الى قلبه وأعزهم الى نفسه ، و يشهد لهذا حزنه العظيم على فراقها حين توفيت حتى سمي العام الذي توفيت فيه بعام الحزن .
سابعاً : إنها وعاء للإمامة : فهي الزوجة الوحيدة للنبي التي كان نسله منها بواسطة إبنتهما فاطمة الزهراء (عليها السلام) وقد عبّر رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن السيدة الطاهرة خديجه الكبرى (عليها السلام) عن كونها كذلك بقوله لفاطمة الزهراء (عليها السلام) : (( إن بطن أمك كان للإمامة وعاء )) . (5) .
ثامناً : إنها ممن رأت سيدات نساء الجنة وحضرن لتوليدها : بلغ من علو خديجة الكبرى (عليها السلام) أن كانت سيدات نساء العالم قابلات لها ، فعند ولادتها للصديقة الكبرى فاطمة الزهراء (عليها السلام) أتينها اربع نساء من الجنة وعرفن على أنفسهن وهن السيدة مريم والسيدة آسيا امرأة فرعون وكلثم بنت عمران أخت موسى (عليه السلام) و ساره زوجة ابراهيم (عليه السلام) ، فحضرن كقابلات يلين منها ما تلي النساء من النساء عند الولادة . (6) .
تاسعاً : نسبة الأئمة المعصومين وذريتهم إليها : فقد ورد في مقطع من زيارة وارث للإمام الحسين (عليه السلام) وزيارة ولده علي الأكبر (عليه السلام) ما نصه : ( السلام عليك يا بن خديجة الكبرى ) وهذا المقطع من أقوى ما يستدل به على عظمة ورفعة مقام السيدة الطاهرة خديجه الكبرى (عليها السلام ) ، حيث يجعل من انتماء الامام إليها مدعاة للفخر و الشرف و قسماً من أقسام الفضيلة والمناقب . (7) .
عاشرا : إنها قد كفنت بكفن من الجنة : تولى رسول الله (صلى الله عليه وآله) بنفسه تجهيزها وغسلها وحنطها ، وكفنها بكفنين احدهما رداءه والأخر كفن من الجنة . وقد تولى رسول الله (ص) بنفسه دفنها و أنزلها الى القبر بيده المقدسة . روي أنه لما أراد أن يكفنها هبط الأمين جبرئيل وقال : يا رسول الله إن الله يقرئك السلام ويخصك بالتحية والاكرام ويقول لك : يا محمد إن كفن خديجة وهو من أكفان الجنة أهدى الله إليها فكفنها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بردائه الشريف أولا وبما جاء به جبرئيل ثانيا فكان له كفنان : كفن من الله وكفن من رسول الله )) . (8) .
كراماتها (عليها السلام) في الآخرة :
أولاً : إنها من سيدات أهل الجنة : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : (( أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد ومريم ابنة عمران وآسية امرأة فرعون )) . (9) .
ثانياً : إنها من الشفعاء في يوم الحساب : بعد كل ما تقدم لها من كرامات ومناقب في الدنيا ، من يشك في أنها من الوجهاء و الشفعاء في الآخرة .
----------------------------------
(1) الكامل في التاريخ / ابن الأثير / الجزء 2 / الصفحة 57 .
(2) كشف الغمة / ابن أبي الفتح الإربلي / الجزء 2 / الصفحة 130 .
(3) أم المؤمنين خديجة الطاهرة (ع) / الحاج حسين الشاكري / الصفحة 14 .
(4) بحار الأنوار / العلامة المجلسي / الجزء 16 / الصفحة 70 .
(5) بحار الأنوار / العلامة المجلسي / الجزء 43 / الصفحة 43 .
(6) الأنوار البهية / الشيخ عباس القمي / الصفحة 56 .
(7) لاحظ زيارة وارث / وزيارة النصف من رجب .
(8) شجرة طوبى / الشيخ محمد مهدي الحائري / الجزء 2 / الصفحة 235 .
(9) عمدة القاري / العيني / الجزء 15 / الصفحة 309 .
تعليق