لسديتنا ومولاتنا خديجة أم المؤمنين رضوان الله تعالى عليها منزلة عالية يغبطها عليها الملائكة المقربون ، حتى أن جبرئيل عليه السلام أتى إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال : أقرء خديجة من ربها السلام ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : ياخديجة ، هذا جبرئيل يُقرئك من ربك السلام ، فقالت خديجة : الله السلام ومنه السلام وعلى جبرئيل السلام .
ومن أقوال النبي في حقّها : أفضل نساء أهل الجنة خديجة بن خويلد ، وفاطمة بنت محمد ، ومريم بنت عمران ، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون .
البحار الشريف... ج١٦ص١٢
ووردت أحاديث عديدة تبيّن مقام السيدة خديجة عند الله عز وجل منها:
ورد أنّه "نزل جبرئيل على رسول الله صلى الله عليه وآله يسأله عن خديجة عليها السلام، فلم يجدها، فقال: إذا جاءت فأخبرها أنَّ ربّها يقرئها السلام".
وورد أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله قال لابنته فاطمة عليها السلام يواسيها برحيل أمّها: "إنّ جبرئيل عليه السلام عهد إليّ أنّ بيت أمّك خديجة في الجنّة بين بيت مريم ابنة عمران، وبين بيت آسية امرأة فرعون، من لؤلؤ جوفاء، لا صخب فيه ولا نصب".
ومن مآثر السيدة خديجة أنّ الله تعالى اختار بيتها مكان الانطلاق في إسراء رسول الله صلى الله عليه وآله موسِّعاً من المسجد الحرام ليضم بيتها إليه فقال عز وجل:﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى﴾ الإسراء 1
مكانة السيدة خديجة عند رسول الله صلى الله عليه وآله
كان النبيّ الأعظم صلى الله عليه وآله يتحدث عن السيدة خديجة عليها السلام بافتخار أمام المسلمين، فقد ورد أنّه صلى الله عليه وآله وسلم قال في المسجد: "يا معشر الناس، ألا أدلّكم على خير الناس جدّاً وجدّة؟
قالوا: بلى يا رسول الله.
قال صلى الله عليه وآله : "الحسن والحسين عليهما السلام، فإنّ جدّهما محمد، وجدتهما خديجةُ بنت خويلد".
وكان صلى الله عليه وآله يهتم بمن كان له علاقة بالسيدة خديجة عليها السلام، فقد ورد أنَّ عجوزاً دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله فألطفها، فلما خرجت سألته عائشة من هذه؟
فأجاب صلى الله عليه وآله : "إنها كانت تأتينا زمن خديجة عليها السلام، وإنّ حسن العهد من الإيمان"
ومن شدّة حبّ رسول الله صلى الله عليه وآله للسيدة خديجة عليها السلام سمّى العام الذي توفيت فيه، وتوفي فيه أيضاً عمُّه أبو طالب بعام الحزن.
المصدر: آمالي الصدوق، تحقيق قسم الدراسات الإسلامية، ط1، قم، مؤسسة البعثة، 1417هـ، ص522.
تعليق