إضاءةٌ عقديَّةٌ في وجوب المَعادِ البَدني
___________________________
اتفقَ المسلمون كافةً على وجوب المَعاد البدني , لأنه لولاه لقبُحَ التكليفُ ولأنه ممكنٌوالصادقُ قد أخبرَ بثبوته فيكون حقاً ، والآياتُ الدالة عليه والإنكارُ على جاحده .
إنّ المعادَ هو زمان العود أو مكانه ، والمرادُ به هنا هو الوجودُ الثاني للأجسام وإعادتها بعد موتها وتفرقها وهو حق واقع خلافاً للحكماء .والمعادُ يكون روحياً وبدنيا بإجماع المسلمين كافة على وجوبه.
والدليل على ذلك من وجوه :
_____________________
الأول : إجماع المسلمين على ذلك من غير نكيرٍ بينهم فيه وإجماعهم حُجةٌ .
الثاني : أنه لو لم يكن المعاد حقاً لقبحَ التكليفُ والتالي باطل ( قبح التكليف)فالمقدم مثله (عدم كون المعاد حقاً) .
بيان الشرطية :للدليل الثاني:إنّ التكليفَ مشقةُ مُستلزمةٌ للتعويض عنها ، لإنَّ المشقةَ من غير عوض ظلم .
وذلك العوض ليس بحاصل في زمان التكليف ، فلا بد حينئذ من دار أخرى يحصل فيهاالجزاء على الأعمال ، وإلاّ لكانَ التكليفُ ظلماً وهو قبيح تعالى الله عنه .
الثالث: إنّ حشرَ الأجسام ممكن والصادق (أي الله تعالى ورسوله والأئمة المعصومين ) أخبر بوقوعه فيكون حقا .أما إمكانه : فلأن أجزاء الميت قابلةٌ للجمع وإفاضة الحياة عليها ، وإلا لما اتصفَ بها من قبل .
والله تعالى عالم بأجزاء كل شخص لما ثبتَ من أنه عالم بكل المعلومات وقادر على جميعها ، لأن ذلك ممكن والله تعالى قادر على كل الممكنات فيثبت أنَّ إحياء الأجسام ممكن .
وأما أن الصادق أخبر بوقوع ذلك فلأنه ثبتَ بالتواتر أنّ النبي الأكرم كان يثبت المعاد البدني ويقول به فيكون حقا وهو المطلوب .
الرابع : دلالة القرآن على ثبوته وإنكاره على جاحده فيكون حقا .أما الأول ( دلالة القرآن على ثبوته):
فالآيات الدالة عليه كثيرة نحو قوله تعالى :
((وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ (78) قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ (79))) يس
أي:
وضرب لنا المُنكِّر للبعث مثلاً لا ينبغي ضربه, وهو قياس قدرة الخالق بقدرة المخلوق, ونسي ابتداء خلقه, وقال: مَن يحيي العظام البالية ؟
وفي هذه الآية الشريفة نكتة لطيفة جدا ينبغي الالتفات إليها بدقة وحكمةوهي أنّ الذي أفاض عليك الوجودَ ابتداءً ولأول مرة وكنتَ من قبل نسيا منسيا ولم تك شيئا مذكورا .
هو قادرٌ على أن يفيض عليك الوجود ثانية بعد الموتة الاولى ويحشرك ويُجازيك .ولا يتشابه عليه تفرّق واختلاط أجزاء الأجسام البشرية بعد موتها وتفتتها مهما كانت غابرة في الأزمان .
بل هو سبحانه وتعالى قادرٌ على تسويتها جزءاً جزءاً فكلُّ يرجع إلى جسمه , وهذا هو معنى قوله تعالى: ((وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ ))
_____________________________
مرتضى علي الحلي : النجف الأشرف
___________________________
اتفقَ المسلمون كافةً على وجوب المَعاد البدني , لأنه لولاه لقبُحَ التكليفُ ولأنه ممكنٌوالصادقُ قد أخبرَ بثبوته فيكون حقاً ، والآياتُ الدالة عليه والإنكارُ على جاحده .
إنّ المعادَ هو زمان العود أو مكانه ، والمرادُ به هنا هو الوجودُ الثاني للأجسام وإعادتها بعد موتها وتفرقها وهو حق واقع خلافاً للحكماء .والمعادُ يكون روحياً وبدنيا بإجماع المسلمين كافة على وجوبه.
والدليل على ذلك من وجوه :
_____________________
الأول : إجماع المسلمين على ذلك من غير نكيرٍ بينهم فيه وإجماعهم حُجةٌ .
الثاني : أنه لو لم يكن المعاد حقاً لقبحَ التكليفُ والتالي باطل ( قبح التكليف)فالمقدم مثله (عدم كون المعاد حقاً) .
بيان الشرطية :للدليل الثاني:إنّ التكليفَ مشقةُ مُستلزمةٌ للتعويض عنها ، لإنَّ المشقةَ من غير عوض ظلم .
وذلك العوض ليس بحاصل في زمان التكليف ، فلا بد حينئذ من دار أخرى يحصل فيهاالجزاء على الأعمال ، وإلاّ لكانَ التكليفُ ظلماً وهو قبيح تعالى الله عنه .
الثالث: إنّ حشرَ الأجسام ممكن والصادق (أي الله تعالى ورسوله والأئمة المعصومين ) أخبر بوقوعه فيكون حقا .أما إمكانه : فلأن أجزاء الميت قابلةٌ للجمع وإفاضة الحياة عليها ، وإلا لما اتصفَ بها من قبل .
والله تعالى عالم بأجزاء كل شخص لما ثبتَ من أنه عالم بكل المعلومات وقادر على جميعها ، لأن ذلك ممكن والله تعالى قادر على كل الممكنات فيثبت أنَّ إحياء الأجسام ممكن .
وأما أن الصادق أخبر بوقوع ذلك فلأنه ثبتَ بالتواتر أنّ النبي الأكرم كان يثبت المعاد البدني ويقول به فيكون حقا وهو المطلوب .
الرابع : دلالة القرآن على ثبوته وإنكاره على جاحده فيكون حقا .أما الأول ( دلالة القرآن على ثبوته):
فالآيات الدالة عليه كثيرة نحو قوله تعالى :
((وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ (78) قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ (79))) يس
أي:
وضرب لنا المُنكِّر للبعث مثلاً لا ينبغي ضربه, وهو قياس قدرة الخالق بقدرة المخلوق, ونسي ابتداء خلقه, وقال: مَن يحيي العظام البالية ؟
وفي هذه الآية الشريفة نكتة لطيفة جدا ينبغي الالتفات إليها بدقة وحكمةوهي أنّ الذي أفاض عليك الوجودَ ابتداءً ولأول مرة وكنتَ من قبل نسيا منسيا ولم تك شيئا مذكورا .
هو قادرٌ على أن يفيض عليك الوجود ثانية بعد الموتة الاولى ويحشرك ويُجازيك .ولا يتشابه عليه تفرّق واختلاط أجزاء الأجسام البشرية بعد موتها وتفتتها مهما كانت غابرة في الأزمان .
بل هو سبحانه وتعالى قادرٌ على تسويتها جزءاً جزءاً فكلُّ يرجع إلى جسمه , وهذا هو معنى قوله تعالى: ((وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ ))
_____________________________
مرتضى علي الحلي : النجف الأشرف
تعليق