بسم الله وله الحمد وصلى الله على محمد وآله الابرار
***
كثيرا ما نسمع بالنرجسية في بعض المجتمعات التي تأنس بالمفاهيم والمصطلحات المستوردة والرائجة في الاوساط المثقفة
فماذا تعني النرجسية ؟ :
بكل اختصار ووضوح تعني ان يكون محور اهتمام الانسان هو ذاته -الانا -
...فيلغي اي اهتمام بالاخرين ويتجه نحو ذاته عشقا لها
وولها بها ولايدع احد ان يتجاوز حريم ذاته بإي كلمة او انتقاد
او ما يجرح غروره الى درجة تصل ببعضهم ان يتخذ العنف وسيلة لرد اي نقد ...
اما سبب التسمية :
فــ(نسبة إلى أسطورة يونانية، ورد فيها أن نركسوس كان آية في الجمال وقد عشق نفسه حتى الموت عندما رأى وجهه في الماء)
فهو الغرور بمفهوم النظرة الاخلاقية
وهو " العلو " بالمفهوم القرءاني الشريف
وهو طرف الافراط في الاعتداد بالنفس وحبها حبا سلبيا
وذكروا له أسبابه ودوافعه ومثيراته ... ومنهاالتربية الخاطئة في الاسرة
لانه لا يقتصر هذا الانحراف والمرض بنحو مغلق على الفرد بل إنه ينتشر بمسح أفقي في المجتمع وبنحو عمودي في تيار الزمن ؟
يكفي ان ننظر في تاريخ البشرية لنكتشف الكوارث التي تركتها الشخصيات التي ابتليت بحب الانا وكيف عاثت في الارض الفساد
ويُشخِص الكتاب المجيد هذا الانموذج بإنه
(مِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (*) وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ (*) وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ (*) [البقرة/204-207]
ولعل فرعون نموذجا في العلو وطلب العلو وتدمير البشرية على حساب ان يرى ذاته لها الكبرياء في الارض واثار ملكه العظيم بزعمه :
(إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ [القصص/4]
(إِنَّهُ كَانَ عَالِيًا مِنَ الْمُسْرِفِينَ [الدخان/31])
{وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} [لقمان: 18]
جاء في احد التفاسير عن بيان الاختيال والافتخار (...وعلى هذا، فإنّ لقمان الحكيم يشير هنا إلى صفتين مذمومتين جدّاً وأساس توهين وقطع الروابط الإجتماعية الصميميّة: إحداهما التكبّر وعدم الإهتمام بالآخرين، والاُخرى الغرور والعجب بالنفس، وهما مشتركتان من جهة دفع الإنسان إلى عالم من التوهّم والخيال ونظرة التفوّق على الآخرين، وإسقاطه في هذه الهاوية، وبالتالي تقطعان علاقته بالآخرين وتعزلانه عنهم، خاصّة وأنّه بملاحظة الأصل اللغوي لـ «صعّر» سيتّضح أنّ مثل هذه الصفات مرض نفسي وأخلاقي، ونوع من الإنحراف في التشخيص والتفكير، وإلاّ فإنّ الإنسان السالم من الناحية الروحية والنفسية لا يبتلى مطلقاً بمثل هذه الظنون والتخيّلات )
و ان هذا الداء يفتك بصاحبه الى درجة يصل الى داء العظمة وادعاء الربوبية
أو قد يتخذ من دين الله وشريعته وسيلة لتحقيق ذاته ويقلب المفاهيم والمعارف ويجترها لعرش كبريائه البالي ..
فإذا كان هذا الداء يصل بالمبتلى به الى هذا الحد فما هو الخلل التربوي والاسري الذي حوله الى مخلوق متوحش ؟
قد يُعجبك عزيزي القارئ منظر شاب ويستضرفك منظره ولكن ما إن تكتنفه المحركات الابتلائية من التعامل الاجتماعي حتى
تفضحه نرجسيته !!
فهو لا يعتذر لاي احد !
ولايقبل عذر احد !
لايسامح ولاينسى الاسائة - هذا على فرض ان هناك من اساء اليه فعلا ؟!!
ويريد دائما هو القائد الضرورة !و المقدم في كل مدح واطراء لانه يتخيل أنه هو الوحيد الذي يمتلك ما لايمتلكه الاخرون!
وان الاخرين ما هم الا - قرويين - معدااان ! وبدو ! او هم يحسدونه ولا يريدون له الخير ؟!
((( تفكير بعين عوراء ! )))
بنظرك عزيزي القارئ :
ما لون التربية الخاطئة الذي مر به هكذا انسان ؟؟
هل هو الحرمان العاطفي من جهة احد الابوين ؟ او كليهما ؟؟
ام القسوة والتعسف والاضطهاد ؟؟
ام هو وراثة تربوية خاطئة تناقلتها الاسرة
ام هو التوجيه التربوي الخاطئ من قبل الابوين في دلاله و رفع قدره فوق الاعتدال ؟
ام هو الشعور بالدونية والحقارة ..
؟؟؟؟
ام لك رأي اخر تنفع به مجتمعك ؟ ام إنك لاترى إي اهتمام لمثل هكذا موضوع ؟!
تعليق