بسم الله الرحمن الرحيم
تُعَدُّ قضية صلح الإمام الحسن عليه السلام مع معاوية، كما تُصوّرها لنا المصادر التاريخية الأولى من أشد القضايا غموضاً وتشوّهاً في تأريخ أهل البيت عليهم السلام من جهة ، وفي تأريخ العراق الإسلامي المبكّر من جهة أخرى .
فإنّ القراءة الأولية للمصادر تفرض على القارىء أنْ يخرج بانطباعَيْن سلبيَيْن : يتعلق أحدهما بالعراقيين الأوائل الذين عاصروا الإمام علي عليه السلام وكذلك ولَدَيْه الحسن والحسين عليهما السلام في الكوفة خاصة ، وكونهم متفرقين متخاذلين غير قادرين على النهوض بدولة مستقلة بهم نظير ما صنعه الشاميون مع معاوية.
والثاني عن شخصية الحسن عليه السلام لدى القارىء غير المعتقد بإمامته وعصمته ، كالمستشرقين ، فقد كادوا يجمعون على كون الحسن عليه السلام شخصية غير جديرة بأن تكون إبناً لعلي عليه السلام.
أما القارىء المؤمن بعصمة الإمام الحسن عليه السلام فلم يؤثّر عليه ذلك الركام الهائل من الروايات الطاعنة في شخصيته لإيمانه المسبق أنّ الحسن عليه السلام منزَّه عن ذلك وأنّ تلك الروايات لا بدّ أنْ تكون بعيدة عن الواقع .
وجاءت بحوث هذا الكتاب تعالج هذا الغموض وتبلور رؤية جديدة عن صلح الإمام الحسن عليه السلام وعن شيعته وسير الأحداث الواقعة .
منها مايتعلق بالمصادر الأولى والروايات المتعلقة بالصلح والطاعنة في شخصية الحسن عليه السلام أو في الكوفيين، فقد كشف البحث أنها وُضعتْ من قِبَلِ العباسيين لمواجهة خصومهم الحسنيين الثائرين وتجريدهم من القاعدة الشعبية التي تؤيدهم.
وأنّ الرؤية المشهورة للصلح قامت على ما تصوره تلك الروايات الموضوعة والمشوّهة، على سبيل المثال فقد كشف البحث عن أنّ غدر معاوية بالحسن عليه السلام ونقضه للشروط كان في سنة( ٥٠ )هجرية وليس سنة (٤٠) ، وأنّ شروط الحسن عليه السلام وأهمها أمان شيعة علي عليه السلام في الكوفة وغيرها كانت منفذة لعشر سنوات حتى سنة وفاته عليه السلام وهي حقيقة مغيَّبة في بطون المصادر التاريخية حيث عتّمت عليها كثرة الأخبار الموضوعة.
ومنها ما يتعلق بدوافع الصلح فقد انطلق البحث عنها من كلام الإمام الحسن عليه السلام نفسه بقوله : ( عِلَّةُ مصالحتي لمعاوية عِلَّةُ مصالحة النبي صلى الله عليه وآله وسلم لقريش ) وكشف عن دوافع موضوعية جديدة تتعلق بنهضة علي عليه السلام الإحيائية للسُّنة النبوية ودفع الانشقاق الكبير الذي خطّط له معاوية بعد شهادة علي عليه السلام.
-------------
الكتاب : الإمام الحسن عليه السلام في مواجهة الانشقاق الأموي..
تأليف : العلاّمة السيد سامي البدري
الناشر : دار الفقه للطباعة والنشر
الطبعة : الأولى ١٤٣٣هج _ ٢٠١٢ م
تُعَدُّ قضية صلح الإمام الحسن عليه السلام مع معاوية، كما تُصوّرها لنا المصادر التاريخية الأولى من أشد القضايا غموضاً وتشوّهاً في تأريخ أهل البيت عليهم السلام من جهة ، وفي تأريخ العراق الإسلامي المبكّر من جهة أخرى .
فإنّ القراءة الأولية للمصادر تفرض على القارىء أنْ يخرج بانطباعَيْن سلبيَيْن : يتعلق أحدهما بالعراقيين الأوائل الذين عاصروا الإمام علي عليه السلام وكذلك ولَدَيْه الحسن والحسين عليهما السلام في الكوفة خاصة ، وكونهم متفرقين متخاذلين غير قادرين على النهوض بدولة مستقلة بهم نظير ما صنعه الشاميون مع معاوية.
والثاني عن شخصية الحسن عليه السلام لدى القارىء غير المعتقد بإمامته وعصمته ، كالمستشرقين ، فقد كادوا يجمعون على كون الحسن عليه السلام شخصية غير جديرة بأن تكون إبناً لعلي عليه السلام.
أما القارىء المؤمن بعصمة الإمام الحسن عليه السلام فلم يؤثّر عليه ذلك الركام الهائل من الروايات الطاعنة في شخصيته لإيمانه المسبق أنّ الحسن عليه السلام منزَّه عن ذلك وأنّ تلك الروايات لا بدّ أنْ تكون بعيدة عن الواقع .
وجاءت بحوث هذا الكتاب تعالج هذا الغموض وتبلور رؤية جديدة عن صلح الإمام الحسن عليه السلام وعن شيعته وسير الأحداث الواقعة .
منها مايتعلق بالمصادر الأولى والروايات المتعلقة بالصلح والطاعنة في شخصية الحسن عليه السلام أو في الكوفيين، فقد كشف البحث أنها وُضعتْ من قِبَلِ العباسيين لمواجهة خصومهم الحسنيين الثائرين وتجريدهم من القاعدة الشعبية التي تؤيدهم.
وأنّ الرؤية المشهورة للصلح قامت على ما تصوره تلك الروايات الموضوعة والمشوّهة، على سبيل المثال فقد كشف البحث عن أنّ غدر معاوية بالحسن عليه السلام ونقضه للشروط كان في سنة( ٥٠ )هجرية وليس سنة (٤٠) ، وأنّ شروط الحسن عليه السلام وأهمها أمان شيعة علي عليه السلام في الكوفة وغيرها كانت منفذة لعشر سنوات حتى سنة وفاته عليه السلام وهي حقيقة مغيَّبة في بطون المصادر التاريخية حيث عتّمت عليها كثرة الأخبار الموضوعة.
ومنها ما يتعلق بدوافع الصلح فقد انطلق البحث عنها من كلام الإمام الحسن عليه السلام نفسه بقوله : ( عِلَّةُ مصالحتي لمعاوية عِلَّةُ مصالحة النبي صلى الله عليه وآله وسلم لقريش ) وكشف عن دوافع موضوعية جديدة تتعلق بنهضة علي عليه السلام الإحيائية للسُّنة النبوية ودفع الانشقاق الكبير الذي خطّط له معاوية بعد شهادة علي عليه السلام.
-------------
الكتاب : الإمام الحسن عليه السلام في مواجهة الانشقاق الأموي..
تأليف : العلاّمة السيد سامي البدري
الناشر : دار الفقه للطباعة والنشر
الطبعة : الأولى ١٤٣٣هج _ ٢٠١٢ م
تعليق