بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين الغرر الميامين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قد يعتقد البعض أنّ النساء يتصفن عموماً بكثرة الحديث ..
وربّما كان ذلك بسبب ظروف القهر التي تعرضن لها فيريحن عن انفسن وعن بعض همومهنّ وأوجاعهنّ بالكلام المجرّد..
أو فرصة للسمر والترويج عن النفس بعد نهار مثقل بالمتاعب.
وأيّاً كان السبب، فمن غير المحبذ للمراة الواعية والمثقفة ان تطلق العنان للكلام فقد يوقع في أضرار ومفاسد كثيرة
كالغيبة والبهتان والكذب والمبالغة والهزء بالآخرين وهو تعبير ـ سواء عند الرجال أو النساء ـ عن فراغ
أو تعبئة للفراغ بالفراغ!
ولذلك نهت بعض الأحاديث عن أن يكون كلام المؤمن هذراً. فلقد جاء في الحديث:
«ليقل أحدكم خيراً أو فليسكت». وهذا ما عبّر عنه أحد الشعراء بقوله:
الصّمتُ زينٌ والسّكوتُ سلامةٌ فإذا نطقت فلا تكن مهذارا
ما إن ندمتُ على سكوتي مرّةً ولقد ندمتُ على الكلام مرارا
وليس هناك قاعدة يمكن اعتمادها عن كمّ الكلام وكمّ السكوت،فقد يكون السكوت في موضع الكلام مضرّاً
كما أنّ الكلام في موضع السكوت مضرّ، والتقدير متروك لنا، فالإعتدال حتى في الكلام محبّب.
وقد تسال المراة سواء اكانت متزوجة او لا بقولها :
كيف اتخلص من عادة كثرة الكلام ؟؟؟؟؟
ونجيب بنقاط مختصرة منها :
- ابحثي عن صديقات هادئات وادعات يكرهن الكلام الكثير الذي لا فائدة ترجى منه
- ابتعدي ما أمكن عن أماكن الصخب والضجيج.. فالأماكن الهادئة تربِّي في النفس ملكة الهدوء والتأمّل
والإقتصار على الضروري من الكلام، فلقد كان العرب قديماً يقولون للمتكلّم:
«أوجز فأبلغ» أي اضغط كلماتك ولا تسهب بها.
وقيل أيضاً: «الصمت أجمل حلية تتزيّن بها المرأة».
- تذكّري أنّ النساء الكثيرات الكلام غالباً ما يكنّ قليلات العمل..
فلا تزهدي بالوقت فتقطّعيه أو تقتليه بسكاكين الثرثرة والهذر، والكلام يجرّ الكلام، ففي الحديث:
«وهل يكبّ الناس على مناخيرهم يوم القيامة سوى حصاد ألسنتهم».
يقول بعض المختصّين في الشؤون النفسية: «إنّ الحركات العفوية والتصرفات اللاّواعية والعادات التي تأصّلت
ولم يبق عندك فيها يد، هي التي تضعف شخصية كلّ إنسان، إمرأة كان أو رجلاً، وهي التي تنزع عنك الصفات التي تحببك
إلى الآخرين، وتجعلك محترماً عندهم».
- استثمري الوقت ولو ليوم واحد وجربي ان تكملي كل اعمالك المنزلية ومن ثم تجلسين لوسائل التواصل
او المكالمات الهاتفية
ستجدين الوقت قد تبارك وفيه متسع كبير جداااا
- تذكّري دائماً قوله تعالى: (ما يلفظ مِن قول إلاّ لَدَيه رقيبٌ عتِيد) (ق/ 18).
إنّ الحاجة إلى السمر والأحاديث العفوية والدعابة ومجاذبة أطراف الحديث في بعض الشؤون الخاصّة والعامّة..
حاجة نفسية لإستفراغ بعض المتراكم في داخل صدورنا..
لكن تمضية الساعات الطويلة في الكلام الفارغ.. هو الثرثرة التي لا نريد لك أن توصفي بها.
واخيرا نقول :
الكثير من المشاكل الاسرية سببها القيل والقال
ولو تعودتي على قلة الكلام ورجعتي لتراقبي كثيرات الكلام
ستجدين الأحاديث المكررة.. وربّما التافهة..
ومحاولات النّيـل من هذه وتلك والتنقلات السريعة بين مواضيع لا رابط بينها..
وقد لا تخرجين بمحصلة نافعة من كلامهنّ ابدااا
فلماذا نحرق ساعات العمر التي هي راس مالنا فيما لاينفع ..؟؟؟؟؟
وساكون مع ردودكم الكريمة بهذا الباب المهم ......
تعليق