لم يترك رسول الله صلوات الله عليه القرآن الكريم متفرقاً في قلوب الرجال ، وإنّما تركه عند عترته ، القرآن هو الثقل الذي لا يحمله الا ثقل مثله ، قال تعالى ( لَوْ أَنْزَلْنَا هَٰذَا الْقُرْآنَ عَلَىٰ جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ۚ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ) الحشر ٢١
يتندّر بعض المتذبذبين - كالعسر وغيره - أن السماء لم تكترث بتدوين الكتاب وبالتالي هي ليست في صدد جعله دستوراً عامّاً للمسلمين ..!! نعم ، السماء لم تهتم بطباعة القرآن وانما اهتّمّت بحَمَلته ، اهتمت بِعدْله ، اهتمت بإعداد نسخة بشرية منه .. ! القرآن المكتوب ليس مشكلة الإسلام ولا حاجته الى الآن ، مشكلة الإسلام هي أهل القرآن وحملته ..
لم يترك رسول الله الثقلين متفرّقين في قوله ( اني تاركم فيكم الثقلين ) وانما تركهم وهم واحد ، ترك القرآن عند علي ابن ابي طالب ، وقال بصريح العبارة : لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض .. فالكتاب المبين لا يكون الا عند إمام مبين .. والإمام غير المبين لديه كتاب غير مبين ، لديه قرآن يصعب فهمه ويصعب العمل به ..
القرآن بدون عترة النبي قرآن ولكن مع وقف التنفيذ ، فهذا المجتمع المسلم بين أيديكم ، هل هو مجتمع القرآن ..!!
ضيّعت الأمّة الظرف فضاع المظروف ، ضيّعت الإمام المبين فضاع الكتاب المبين ..
قال تعالى ( إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَىٰ وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ ۚ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ ) يس١٢
عن عمار بن ياسر رضي الله عنه ، قال :كنت مع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) سائرا ، فمررنا بواد مملوءة نملا ، فقلت : يا أمير المؤمنين ! ترى أحدا من خلق الله يعلم عدد هذا النمل ؟ قال : نعم ، يا عمار ، أنا أعرف رجلا يعلم كم عدده ، وكم فيه ذكر ، وكم فيه أنثى . فقلت : من ذاك الرجل ؟ فقال : يا عمار أما قرأت في سورة يس وكل شئ أحصيناه في إمام مبين ؟ فقلت : بلى يا مولاي ، قال : أنا ذلك الرجل الأمام المبين ..
المصدر : تفسير البرهان ، ج 4 : ص 7
#تهدمت_والله_أركان_الهدى
#آجركم_الله
تعليق