بسم الله الرحمن الرحيم وصل اللهم على محمد وال بيته الطيبين الطاهرين
قال الإمام الصادق عليه السلام : نبدأ يا مفضل بذكر خلق الإنسان ، فاعتبر به ، فأول ذلك ما يدبر به الجنين في الرحم ، و هو محجوب في ظلمات ثلاث ، ظلمة البطن ، و ظلمة الرحم ، و ظلمة المشيمة ، حيث لا حيلة عنده في طلب غذاء ، و لا دفع أذى ، و لا استجلاب منفعة ، و لا دفع مضرة ، فإنه يجرى إليه من دم الحيض ما يغذوه الماء و النبات ، فلا يزال ذلك غذاؤه .
كيفية ولادة الجنين و غذائه و طلوع أسنانه و بلوغه :
حتى إذا كمل خلقه : و استحكم بدنه ، و قوى أديمه على مباشرة الهواء ، و بصره على ملاقاة الضياء ، هاج الطلق بأمه ، فأزعجه أشد إزعاج، وأعنفه حتى يولد .
فإذا ولد : صرف ذلك الدم الذي كان يغذوه من دم أمه إلى ثديها ، و انقلب الطعم و اللون إلى ضرب آخر من الغذاء ، و هو أشد موافقة للمولود من الدم ، فيوافيه في وقت حاجته إليه ، فحين يولد قد تلمظ ، و حرك شفتيه طلبا للرضاع ، فهو يجد ثدي أمه كالإداوتين المعلقتين لحاجته ، فلا يزال يتغذى باللبن ما دام رطب البدن ، رقيق الأمعاء ، لين الأعضاء .
حتى إذا يُحرك : و احتاج إلى غذاء فيه صلابة ليشتد و يقوى بدنه ، طلعت له الطواحن من الأسنان ، و الأضراس ، ليمضغ بها الطعام ، فيلين عليه ، و يسهل له إساغته ، فلا يزال كذلك حتى يدرك ، فإذا أدرك و كان ذكرا طلع الشعر في وجهه ، فكان ذلك علامة الذكر ، و عز الرجل الذي يخرج به من جد الصبا و شبه النساء ، و إن كانت أنثى يبقى وجهها نقيا من الشعر لتبقى لها البهجة ، و النضارة التي تحرك الرجل لما فيه دوام النسل و بقاؤه .
اعتبر يا مفضل : فيما يدبر به الإنسان في هذه الأحوال المختلفة ، هل ترى مثله يمكن أن يكون بالإهمال ؟ أ فرأيت لو لم يجر إليه ذلك الدم و هو في الرحم ، أ لم يكن سيذوي ، و يجف كما يجف النبات إذا فقد الماء ؟
و لو لم يزعجه المخاض عند استحكامه ، أ لم يكن سيبقى في الرحم ، كالموءود في الأرض ؟ و لو لم يوافقه اللبن مع ولادته ، أ لم يكن سيموت جوعا ، أو يغتذي بغذاء لا يلائمه ، و لا يصلح عليه بدنه ؟
و لو لم تطلع له الأسنان في وقتها ، أ لم يكن سيمتنع عليه مضغ الطعام و إساغته ، أو يقيمه على الرضاع فلا يشتد بدنه ، و لا يصلح لعمل ، ثم كان يشغل أمه بنفسه عن تربية غيره من الأولاد ؟ [12].
حتى إذا كمل خلقه : و استحكم بدنه ، و قوى أديمه على مباشرة الهواء ، و بصره على ملاقاة الضياء ، هاج الطلق بأمه ، فأزعجه أشد إزعاج، وأعنفه حتى يولد .
فإذا ولد : صرف ذلك الدم الذي كان يغذوه من دم أمه إلى ثديها ، و انقلب الطعم و اللون إلى ضرب آخر من الغذاء ، و هو أشد موافقة للمولود من الدم ، فيوافيه في وقت حاجته إليه ، فحين يولد قد تلمظ ، و حرك شفتيه طلبا للرضاع ، فهو يجد ثدي أمه كالإداوتين المعلقتين لحاجته ، فلا يزال يتغذى باللبن ما دام رطب البدن ، رقيق الأمعاء ، لين الأعضاء .
حتى إذا يُحرك : و احتاج إلى غذاء فيه صلابة ليشتد و يقوى بدنه ، طلعت له الطواحن من الأسنان ، و الأضراس ، ليمضغ بها الطعام ، فيلين عليه ، و يسهل له إساغته ، فلا يزال كذلك حتى يدرك ، فإذا أدرك و كان ذكرا طلع الشعر في وجهه ، فكان ذلك علامة الذكر ، و عز الرجل الذي يخرج به من جد الصبا و شبه النساء ، و إن كانت أنثى يبقى وجهها نقيا من الشعر لتبقى لها البهجة ، و النضارة التي تحرك الرجل لما فيه دوام النسل و بقاؤه .
اعتبر يا مفضل : فيما يدبر به الإنسان في هذه الأحوال المختلفة ، هل ترى مثله يمكن أن يكون بالإهمال ؟ أ فرأيت لو لم يجر إليه ذلك الدم و هو في الرحم ، أ لم يكن سيذوي ، و يجف كما يجف النبات إذا فقد الماء ؟
و لو لم يزعجه المخاض عند استحكامه ، أ لم يكن سيبقى في الرحم ، كالموءود في الأرض ؟ و لو لم يوافقه اللبن مع ولادته ، أ لم يكن سيموت جوعا ، أو يغتذي بغذاء لا يلائمه ، و لا يصلح عليه بدنه ؟
و لو لم تطلع له الأسنان في وقتها ، أ لم يكن سيمتنع عليه مضغ الطعام و إساغته ، أو يقيمه على الرضاع فلا يشتد بدنه ، و لا يصلح لعمل ، ثم كان يشغل أمه بنفسه عن تربية غيره من الأولاد ؟ [12].
المصدر:كتاب توحيد المفضل الجزء الثالث
تعليق