بسم الله الرحمن الرحيم
عن بعض أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام
قال : دخل عبد الرحمن بن ملجم لعنه الله على أمير المؤمنين عليه السلام في وفد مصر الذي أوفدهم محمد بن أبي بكر ، ومعه كتاب الوفد
قال : فلما مر باسم عبد الرحمن بن ملجم لعنه الله قال : أنت عبد الرحمن ؟ لعن الله عبد الرحمن ،
قال : نعم يا أمير المؤمنين ، أما والله يا أمير المؤمنين إني لأحبك ،
قال : كذبت والله ما تحبني - ثلاثا –
قال : يا أمير المؤمنين أحلف ثلاثة أيمان أني أحبك ، وتحلف ثلاثة أيمان أني لا أحبك ؟
قال : ويلك إن الله خلق الأرواح قبل الأجساد بألفي عام فأسكنها الهواء ، فما تعارف منها هنالك ائتلف في الدنيا ، وما تناكر منها هنا اختلف في الدنيا ،وإن روحي لا تعرف روحك ،
قال : فلما ولى قال : إذا سركم أن تنظروا إلى قاتلي فانظروا إلى هذا ،
قال بعض القوم : أولا تقتله ؟
فقال : ما أعجب من هذا ، تأمروني أن أقتل قاتلي لعنه الله . 1
ولما كان ابن ملجم لعنه الله يدور في شوارع الكوفة ، اجتاز على أمير المؤمنين عليه السلام وهو جالس عند ميثم التمار ، فخطف عنه كيلا يراه ، ففطن به فبعث خلفه رسولا فلما أتاه وقف بين يديه وسلم عليه وتضرع لديه ،
فقال عليه السلام له : ما تعمل ههنا ؟
قال : أطوف في أسواق الكوفة وأنظر إليها ،
فقال عليه السلام : عليك بالمساجد فإنها خيرلك من البقاع كلها ، وشرها الأسواق ما لم يذكر اسم الله فيها ، ثم حادثه ساعة وانصرف ،
فلما ولى جعل أمير المؤمنين عليه السلام يطيل النظر إليه ويقول : يا لك من عدو لي من مراد ،
ثم قال عليه السلام :
أريد حياته ويريد قتلي *
ويأبى الله إلا أن يشاء
ثم قال عليه السلام : يا ميثم هذا والله قاتلي لا محالة ، أخبرني به حبيبي رسول الله
صلى الله عليه وآله ،
فقال ميثم : يا أمير المؤمنين فلم لا تقتله أنت قبل ذلك ؟
فقال : يا ميثم لا يحل القصاص قبل الفعل ،
فقال ميثم : يا مولاي إذا لم تقتله فاطرده ،
فقال : يا ميثم لولا آية في كتاب الله " يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب "
وأيضا إنه بعد ما جنى جناية فيؤخذ بها ، ولا يجوز أن يعاقب قبل الفعل ،
فقال ميثم : جعل الله يومنا قبل يومك ، ولا أرانا الله فيك سوءا أبدا ، ومتى يكون ذلك يا أمير المؤمنين ؟
فقال عليه السلام : إن الله تفرد بخمسة أشياء لا يطلع عليها نبي مرسل ولا ملك مقرب ،
فقال عز من قائل : " إن الله عنده علم الساعة " ، يا ميثم هذه خمسة لا يطلع عليها إلا الله تعالى ، وما اطلع عليها نبي ولا وصي ولا ملك مقرب ، يا ميثم لا حذر من قدر ، يا ميثم إذا جاء القضاء فلا مفر .2
------------------------
1 البحار ج42
2 البحار ج42
عن بعض أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام
قال : دخل عبد الرحمن بن ملجم لعنه الله على أمير المؤمنين عليه السلام في وفد مصر الذي أوفدهم محمد بن أبي بكر ، ومعه كتاب الوفد
قال : فلما مر باسم عبد الرحمن بن ملجم لعنه الله قال : أنت عبد الرحمن ؟ لعن الله عبد الرحمن ،
قال : نعم يا أمير المؤمنين ، أما والله يا أمير المؤمنين إني لأحبك ،
قال : كذبت والله ما تحبني - ثلاثا –
قال : يا أمير المؤمنين أحلف ثلاثة أيمان أني أحبك ، وتحلف ثلاثة أيمان أني لا أحبك ؟
قال : ويلك إن الله خلق الأرواح قبل الأجساد بألفي عام فأسكنها الهواء ، فما تعارف منها هنالك ائتلف في الدنيا ، وما تناكر منها هنا اختلف في الدنيا ،وإن روحي لا تعرف روحك ،
قال : فلما ولى قال : إذا سركم أن تنظروا إلى قاتلي فانظروا إلى هذا ،
قال بعض القوم : أولا تقتله ؟
فقال : ما أعجب من هذا ، تأمروني أن أقتل قاتلي لعنه الله . 1
ولما كان ابن ملجم لعنه الله يدور في شوارع الكوفة ، اجتاز على أمير المؤمنين عليه السلام وهو جالس عند ميثم التمار ، فخطف عنه كيلا يراه ، ففطن به فبعث خلفه رسولا فلما أتاه وقف بين يديه وسلم عليه وتضرع لديه ،
فقال عليه السلام له : ما تعمل ههنا ؟
قال : أطوف في أسواق الكوفة وأنظر إليها ،
فقال عليه السلام : عليك بالمساجد فإنها خيرلك من البقاع كلها ، وشرها الأسواق ما لم يذكر اسم الله فيها ، ثم حادثه ساعة وانصرف ،
فلما ولى جعل أمير المؤمنين عليه السلام يطيل النظر إليه ويقول : يا لك من عدو لي من مراد ،
ثم قال عليه السلام :
أريد حياته ويريد قتلي *
ويأبى الله إلا أن يشاء
ثم قال عليه السلام : يا ميثم هذا والله قاتلي لا محالة ، أخبرني به حبيبي رسول الله
صلى الله عليه وآله ،
فقال ميثم : يا أمير المؤمنين فلم لا تقتله أنت قبل ذلك ؟
فقال : يا ميثم لا يحل القصاص قبل الفعل ،
فقال ميثم : يا مولاي إذا لم تقتله فاطرده ،
فقال : يا ميثم لولا آية في كتاب الله " يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب "
وأيضا إنه بعد ما جنى جناية فيؤخذ بها ، ولا يجوز أن يعاقب قبل الفعل ،
فقال ميثم : جعل الله يومنا قبل يومك ، ولا أرانا الله فيك سوءا أبدا ، ومتى يكون ذلك يا أمير المؤمنين ؟
فقال عليه السلام : إن الله تفرد بخمسة أشياء لا يطلع عليها نبي مرسل ولا ملك مقرب ،
فقال عز من قائل : " إن الله عنده علم الساعة " ، يا ميثم هذه خمسة لا يطلع عليها إلا الله تعالى ، وما اطلع عليها نبي ولا وصي ولا ملك مقرب ، يا ميثم لا حذر من قدر ، يا ميثم إذا جاء القضاء فلا مفر .2
------------------------
1 البحار ج42
2 البحار ج42
تعليق