اللهم صل على محمد وآل محمد
غالباً ما يطرح الأطفال (وحتى بعض الكبار) تساؤلاً أو إشكالاً حول استجابة الدعاء، فكيف نقول إنّ الله تعالى يستجيب دعاءنا مع أنّنا أحياناً ندعو فلا يُستجاب دعاؤنا؟
هنا علينا أن نوضّح أنّ الأمور التي نطلبها من الله تعالى على ثلاثة أنواع:
*النوع الأول:* الأمور التي يجيبنا الله فيها فوراً لأنّه يعلم أنّها مفيدة لنا الآن.
*النوع الثاني*: الأمور التي يجيبنا الله فيها ولكن بعد مدّة (أيام، شهر، سنة أو سنوات...)، وذلك لأنّه يعلم أنّ الوقت الحالي ليس مناسباً للإجابة، وسيأتي الوقت المناسب لاحقاً.
*النوع الثالث*: الأمور التي لا يجيب الله دعاءنا فيها أبداً؛ لأنّه يعلم أنّها تؤذينا وهي مضرّة حتى وإنْ كنّا نظنّ أنّها جيدة ومفيدة لنا. هذه الأمور لا يستجيب الله دعاءنا فيها لأنّه لا يحبّ أن نتأذّى.
أحبائي اعلموا أنّه في جميع الحالات ومن أيّ نوعٍ كانت الأمور التي نطلبها، فالله تعالى يختار دائماً ما هو مفيدٌ لنا لأنّه يحبّنا ويعلم مصلحتنا.
من المناسب أن نقدّم هذا المثال للأطفال: إذا رأينا طفلاً عمره سنة واحدة يريد أن يحمل سكّيناً، هل نعطيه السكّين؟ لماذا؟
أحسنتم، لأنّ السكّين تؤذيه، فهي ليست مناسبة لعمره، مع أنّه سيبكي ولن يعرف أنّ هذه السكّين ستؤذيه، بل سيظنّ أنّها لعبة مسلية... ولكن لأنّنا نحبّه ونعرف مصلحته أكثر منه، لا نعطيه تلك السكّين...
كذلك بعض الأمور قد تكون مؤذية لنا، ونحن لا نعلم ونظنّ أنّها مفيدة فنطلبها من الله، ولكن لأنّ الله الرحيم يحبّنا ويعرف مصلحتنا لا يستجيب دعاءنا...
*إذاً فنحن ندعو الله تعالى وهو حتماً سيسمع دعاءنا، وهو الذي سيحدّد ما الذي يفيدنا والوقت المناسب لذلك...*