إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

"فَإنْ أبْطأَ عَنّي عَتَبْتُ بِجَهْلي عَلَيْكَ"

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • "فَإنْ أبْطأَ عَنّي عَتَبْتُ بِجَهْلي عَلَيْكَ"

    بسم الله الرحمن الرحيم
    "مُدِلاًّ عَلَيْكَ فيما قَصَدْتُ فيهِ إلَيْكَ، فَإنْ أبْطأَ عَنّي عَتَبْتُ بِجَهْلي عَلَيْكَ، وَلَعَلَّ الَّذي أبْطأَ عَنّي هُوَ خَيْرٌ لي لِعِلْمِكَ بِعاقِبَةِ الأمُورِ"* دعاء الافتتاح

    إنّ جهل الإنسان كبيرٌ إلى الحدّ الذي يُعاتب فيه الله تعالى، كما يُعاتب الطفل والديه، فإدراك الإنسان ناقصٌ، ويجب أن يعي أنّ التأخير الحاصل في إجابة حاجته هو لمصلحته *"وَلَعَلَّ الَّذي أبْطأَ عَنّي هُوَ خَيْرٌ لي لِعِلْمِكَ بِعاقِبَةِ الأمُورِ"...*

    وعلى هذا الأساس، ليكون لدى المُسلم يقينٌ قاطعٌ بأنّ الله عندما يستجيب لدعائنا، فإنّه سيفعل ذلك في الوقت المناسب لنا *"لِعِلْمِكَ بِعاقِبَةِ الأمُورِ".*

    *"فَلَمْ أَرَ مَوْلىً كَريماً أَصْبَرَ عَلَى عَبْدٍ لَئيم مِنْكَ عَلَيَّ"* فعلى الرغم من سيئات الإنسان وجهله الكبير، فإنّ الله يستجيب له عندما يقول: *يا الله.*

    إلّا أنّه لا ينبغي أنْ ينسى نفسَه، ويتمادى في غيّه، وليمدّ ساقيه على قدر بساطه.

    أيّها المُسلم المؤمن، اقرأ الفقرة السابقة من *دعاء الافتتاح* بدقّةٍ كبيرةٍ في *شهر رمضان المبارك،* وغيره من الشهور، وانتبه إلى عيوبك وتطلّع إلى كرم الله سبحانه وتعالى الذي يلطف بعباده، رغم ذنوبهم وخطاياهم.

    على العبد المؤمن أن يُطهّر قلبَه من الأدران، ولا يسمح لها بالنفاذ إليه، وأن يخضع لحكمة الله تعالى، عندما يرى أنّ الاستجابة لدعائه تأخّرت.

    فمن آداب الدعاء الإصرار عليه، فإن أعْطِيَت للعبد حاجته لا ينبغي أن ينتابه العجب والغرور، بل أن يخشع ويخضع لله سبحانه وتعالى، ويشكره كثيراً، وإنْ تأخّرت الإجابة، فعلى هذا العبد أن ينتظر بقلبٍ مطمئن إذْ أنّ الله سيُلبّي حاجته أو بدلاً عنها، وسيفرح كثيراً...

    *خلاصة القول:* لا ينبغي أن يتوقع العبد من ربّه سوى الخير والمصلحة، وليكن عنده يقينٌ لا يتزلزل بأنّ الله تعالى أرحم من نفسِه على نفسه. فهو إمّا أن يُلبّي الحاجة التي طلبها العبد، أو أحسن منها أو يجعلها ذخيرة له في الآخرة.

    فيجب على المؤمن أن لا يُفسح مجالاً للظنون بالتغلغل إلى قلبه، حيث أنّ لكلّ عمل إلهي حكمة إلهيّة، بل عليه أن يشكر الخالق خالص الشكر، لأنّه لم يلبّ له حاجة، لأنّ حكمته تعالى قد اقتضت ذلك.

    وأحياناً تمضي سنة أو أكثر حتى تتمّ الإجابة لدعاء العبد، ولربّما لو تمّت قبل ذلك، لما كانت في صالح العبد، ولَذَهَبَتْ هباءً، وكذلك يجب الإيمان بأنّ ما يشاء الله يكون.


    ----------------------------------
    من كتاب *"الدعاء" للسيّد عبد الحسين دستغيب رضوان الله تعالى عليه* صفحة 77 وما بعدها




  • #2

    الأخ الفاضل الفقيه . أحسنتم وأجدتم وسلمت أناملكم على نقل ونشر هذا الشرح القيم لهذه المقطوعة من الدعاء والمناجاة . جعل الله عملكم هذا في ميزان حسناتكم . ودمتم في رعاية الله تعالى وحفظه .

    تعليق


    • #3
      اللهم صل على محمد وال محمد
      احسنتم ويبارك الله بكم
      شكرا لكم كثيرا

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X