إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

من الامراض الاخلاقية - العجب-

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • من الامراض الاخلاقية - العجب-


    بسم الله الرحمن الرحيم
    العُجْب، آفة من آفات النفس، وهو استعظام المرء نفسه لأجل مايرى لها من كمال، وقد نهى عنه الله في القرآن الكريم، وكذلك بيّن النبي الأكرم صلی الله عليه وآله وسلم والأئمةعليهم السلام مساوئه، واعتبر علماء الأخلاق أنه باب للتكبر.

    قال تعالى:
    ﴿الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا﴾
    الكهف(104)
    معنى العجب
    المعنى اللغوي
    العُجْبُ:وهو أن يتكبّر الإنسان في نفسه، تقول مُعجَبٌ بنَفسه، وتقول من باب العَجَب: عجِب يَعجَبُ عَجَبَاً، وأمرٌ عجيب، وذلك إذا استُكْبر واستُعْظِم[1].

    المعنى الاصطلاحي
    ورد في كتب الأخلاق عدّة تعريفات للعجب جميعها تصبّ في مصبّ واحد منها:

    أنّ العجب :هو ابتهاج الإنسان وسروره بتصوّر الكمال في نفسه وإعجابه بأعماله، والإدلال بها بظنّ تماميّتها وخلوصها، وحسبان نفسه خارجا عن حدّ التقصير[2].
    أو هو استعظام نفسه لأجل ما يرى لها من صفة الكمال، سواء كانت له تلك الصفة في الواقع أم لا[3].
    العجب في القرآن
    نهى المولى تعالى عباده عن الإعجاب بأعمالهم لِعلْمِه أنّه باب من أبواب الشيطان والنفس اللذي يُزيّنان العمل بعين فاعله، وحقيقة مهما فإنّ الفعل مهماعظم يبقى صغيراً بحق المولى تعالى، ومن هذه المواضع التي وردت في القرآن الكريم:

    قوله تعالى:﴿أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا﴾[4] فقد ورد في كتب التفسير أن الذين يرون أعمالهم حسنة هم في الواقع من الكفّار لأن المؤمنين يعرفون الواقع ويعملون بما علموا،[5] وسوء العمل ناجم إمام لحرمته في ذاته، أو لعروض القبح عليه بإعجاب العامل به[6].
    ﴿فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ ۖ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَىٰ﴾[7] والتزكية هنا بمعنى مدح الإنسان لنفسه وهو مما نهى عنه المولى تعالى[8].

    العجب في الروايات
    إنّ المطالع لأحاديث النبي صلی الله عليه وآله وسلم وأئمة أهل البيت عليهم السلام یجد أنّهم ذموا رذيلة العجب بشكل كبير، وخوّفوا من الوقوع بها لكونها فرصة كبيرة لمكائد الشيطان:

    فمما جاء في كتاب الإمام عليعليه السلام لمالك الأشتر لما ولّاه مصر: «إيّاك والإعجاب بنفسك، والثقة بما يعجبك منها، وحبّ الإطراء فإن ذلك من أوثق فرص الشيطان في نفسه، ليمحق ما يكون من إحسان المحسنين»[9].
    وكذلك بيّنوا أن العجب أعظم من الذنب عند الله سبحانه وتعالى:

    فقد ورد عن أبي عبدالله عليه السلام قال : «إنّ الله علم أنّ الذنب خير للمؤمن من العجب، ولولا ذلك ما ابتلي مؤمن بذنب أبداً»[10].

    وقد ورد عن النبي الاكرم صلوات الله عليه (صلى الله عليه وآله):لَو لَم تُذنبوا لخشيتُ عليكم ما هو أكبر من ذلك: العجب! العجب!(1١)

    درجات العجب
    وللعجب درجات: "منها أن يُزيَّن للعبد سوء عمله فيراه حسناً ويحسب أنه يحسن صنعاً، ومنها أن يؤمن العبد بربه فيَمُنّ على الله ولله عليه فيه المنّة"(12)، كما جاء عن أمير المؤمنين عليه السلام..

    وطبعاً فإن رضا الإنسان عن نفسه واعتقاده بأنه على خير هو من مراتب العجب والغرور بالله تعالى، فعن الإمام علي (عليه السلام) :
    رضا العبد عن نفسه مقرون بسخط ربه(13)

    آفات العجب
    وآفات العجب كثيرة منها:
    أنه يدعو إلى نسيان الذنوب وإهمالها، وإن تذكَّر بعضها استصغره.
    ويدعو إلى استعظام العبادات والطاعات و التعامي عن النقص بأعماله..
    أنّ العجب سبب للوحشة: عن الإمام علي عليه السلام: «لا وَحدَة أوحش من العجب»[14].
    وأنّ العجب يولد البغضاء: فعنه أيضا: «ثمرة العجب البغضاء»[15].
    وأنّ العجب رأس الحماقة: عن أمير المؤمنين: «العجب رأس الحماقة»[16].
    وأنّ العجب سبب لمنع الرزق: وعنه أیضا: «الإعجاب يمنع الازدياد»[17]
    وأنّ العجب سبب للهلاك: فعن الإمام الصادق عليه السلام: «من دخله العجب هلك»[18]

    علاج العجب

    1- أن يعرف الإنسان قَدر نفسه وضعفها، فعن الإمام الباقر (عليه السلام) :سدُّ سبيل العجب بمعرفة النفس(19)

    2- وأنّ كلّ ما لدَيه من قوةٍ وقدرة وعلم.. فهي كلها من الله ومن نعمه عليه..
    و أنّه لا يمكن لأحدٍ أن يؤدي حق الله تعالى في العبادة..
    عن الامام الصادق(عليه السلام): قال الله تعالى لداود (عليه السلام): يا داود بشِّر المذنبين أني أقبلُ التوبة وأعفو عن الذنب، وأنذِر الصِدِّيقين أن لا يعجبوا بأعمالهم، فإنه ليس عبدٌ أنصبه للحساب إلا هلك( 20)

    3- العمل على تحصيل نقيض العجب وهو انكسار النفس واستحقارها وكونها في نظره ذليلة مَهينة أمام الله جلّ جلاله،
    وكل من بلغ مرتبةً عظيمة فإنما بلغ بهذه الصفة..
    رُوِيَ:أنه أوحى الله تعالى إلى موسى (عليه السلام): أن يا موسى! أتدري لم اصطفيك بكلامي دون خلقي؟ قال: يا رب! ولِمَ ذلك؟
    فاوحى الله تبارك وتعالى إليه: إني قلَبتُ عبادي ظهراً لبطن، فلم أجد فيهم أحداً أذلّ نفساً لي منك،
    يا موسى! إنك إذا صلَّيت وضعتَ خدك على التراب(21)


    -----------

    1. ابن فارس، مقاييس اللغة، ج 4، ص 243.
    2. المشكيني، دروس في الأخلاق، ص 199.
    3. النراقي، جامع السعادات، ج 1، ص 307.
    4. ↑ فاطر: 8.
    5. راجع قرائتي، تفسير النور، ج7، ص421، الطبرسي، مجمع البيان، ج 8، ص 319؛ الشيرازي، الأمثل، ج 11، ص 23.
    6. راجع المشكيني، ص 200.
    7. النجم: 32.
    8. راجع مفردات الراغب، ص 381.
    9. الريشهري، ميزان الحكمة، ج 6، ص 122، ح 11791.
    10.الكليني، أصول الكافي، ج 2، ص 327، ح 2568.
    11. شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٨ - الصفحة ١٩٩
    12. بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٦٩ - الصفحة ٣١٠
    13. ميزان الحكمة - محمد الريشهري - ج ٣ - الصفحة ١٨١٦
    14.الريشهري،ميزان الحكمة، ج 6، ص 122، ح 11791.
    15. المصدر السابق، ح 11797.
    16.المصدر السابق، ح 11809.
    17. المصدر السابق، ح 11817.
    18.ميزان الحكمة، ح 11813
    19. ميزان الحكمة - محمد الريشهري - ج ٣ - الصفحة ١٨١٩
    20. الكافي - الشيخ الكليني - ج ٢ - الصفحة ٣١٤
    21. بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٣ - الصفحة ٨

المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X